سياسة

مصدر أمني جزائري بمنطقة الساحل في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية “عدد الجنود الموريتانيين الذين قتلوا ارتفع إلى 15 على الأقل”.

عشرات القتلى في مواجهات عنيفة بين الجيش الموريتاني و»القاعدة»
الأحد, 19 سبتمبر 2010

الجزائر – عاطف قدادرة
أفيد أمس أن عشرات من عناصر فرع القاعدة المغاربي وقوات الأمن الموريتانية قُتلوا في مواجهات شديدة شاركت فيها الطائرات الحربية في منطقة النعمة على حدود موريتانيا مع مالي. وعلى رغم أن الجنود الموريتانيين تكبّدوا على ما يبدو خسائر كبيرة في بداية المواجهات الجمعة إثر سقوطهم في مكمن نصبته لهم «القاعدة»، إلا أن تدخل سلاح الطيران أمس كان مرجّحاً أن يعطيهم تفوقاً على المسلحين كون المعارك تجرى في منطقة صحراوية مكشوفة.

وقالت مصادر في الجزائر متابعة لتفاصيل الهجوم الموريتاني ضد مواقع «القاعدة» إن ما لا يقل عن 12 مسلحاً قُتلوا في صفوف «كتيبة الفرقان» التي يقودها الجزائري «يحيى أبو الهمام»، فيما قتل ما بين خمسة و15 جندياً موريتانياً.

واندلعت المعارك الضارية، وهي الثانية في غضون شهور قليلة، بعدما دخلت قوات استطلاع موريتانية أراضي مالي بـ «ترخيص» من حكومتها وثّقته القيادة العسكرية المشتركة (مقرها تمنراست أقصى جنوب الجزائر) واشتبكت مع «كتيبة متحركة» تابعة لفرع «القاعدة» في الساحل الصحراوي بقيادة «أبو الهمام» الذي كلّفه قبل ثلاث سنوات أمير التنظيم «أبو مصعب عبدالودود» قيادة عناصر «القاعدة» في المنطقة الشرقية لمالي المحاذية لموريتانيا.

وتباينت حصيلة خسائر المعارك التي دارت خصوصاً في منطقة «حاسي سيدي» غير البعيدة من حدود موريتانيا مع مالي. ففيما قال الجيش الموريتاني إن اثنين من جنوده قتلا وجرح أربعة آخرون في مقابل مقتل 12 من مقاتلي «القاعدة»، أشارت معلومات أمنية جزائرية إلى حصيلة مرتفعة في صفوف الجنود الموريتانيين تخطت خمسة قتلى وتسعة جرحى.

لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مصدر عسكري جزائري في المنطقة إن الجنود الموريتانيين تكبدوا خسائر «كبيرة»، مضيفاً أن «خمس آليات للجيش الموريتاني على الأقل سقطت في أيدي الإسلاميين وعدد (الجنود الموريتانيين) القتلى ارتفع إلى 15 على الأقل». ونقلت الوكالة أيضاً عن نائب من شمال مالي قوله: «علمنا من البدو الرحّل العائدين من منطقة قريبة من المواجهات أن عدداً كبيراً من الجنود الموريتانيين قتلوا»، مبدياً اقتناعه بأن «تنظيم القاعدة جر الموريتانيين إلى الصحراء لنصب مكمن لهم». وذكر مصدر جزائري لـ «الحياة» أن «غالبية الإرهابيين القتلى من الجنسية الموريتانية»، مستبعداً تماماً أن تكون هناك علاقة بين الهجوم وخطف خمسة فرنسيين في النيجر الخميس الماضي.

في غضون ذلك، علم أن مسلحي «القاعدة» استخدموا في المواجهات أسلحة ثقيلة تضاهي الأسلحة التي تملكها وحدات مكافحة الإرهاب في بعض دول المنطقة. وقالت مصادر إعلامية موريتانية إن وحدات الجيش الموريتاني دخلت أراضي مالي في مهمة استطلاع واعتقلت مواطناً مالياً وحققت معه لساعات ثم أخلت سبيله قبل ان «تباغتها القاعدة» بعد ذلك بساعات.

وقال خبير عسكري إن الوضع العسكري للجيش الموريتاني سيكون أفضل في الساعات المقبلة لأنه يتعقب المسلحين في منطقة مفتوحة لا توجد بها جبال، وإنه يستفيد من وجود سلاح الطيران والمعلومات الاستخبارية التي يتم الحصول عليها بالتنسيق مع الفرنسيين الذين نفوا رسمياً مشاركة قواتهم في المعارك.

ونقلت «فرانس برس» عن مصدر أمني جزائري ان الموريتانيين «استخدموا طائرات حربية في المعركة. هناك طائرتان على الأقل. والهدف هو محاولة تحقيق تفوق لم يكن قائماً حتى الآن». ونقلت الوكالة الفرنسية عن الشاهد حامين ولد محمد علي قوله في اتصال هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية: «لقد شاهدنا طائرات عسكرية في الحال على مقربة من رأس الماء (على بعد 235 كلم غرب تومبوكتو). كان هديرها قوياً». وأضاف: «قدمت للتو من راس الماء. لقد شاهدت ست آليات للجيش الموريتاني محترقة إلى جانب بئر».

ومجموعة «يحيى أبو الهمام» هي واحدة من ثلاث مجموعات تشكل تنظيم «القاعدة» في الساحل، لكنها تختلف لجهة أن جل مقاتليها موريتانيون وهي تدين بالولاء لـ «قاضي الجماعة» في الصحراء «أبو أنس الشنقيطي». ويأتي هجوم الجيش الموريتاني بعد نحو شهرين من عملية عسكرية فرنسية – موريتانية ضد موقع للمتطرفين المسلحين في صحراء شمال مالي قتل فيه سبعة عناصر من «القاعدة» التي ردت بإعدام رهينة فرنسي كانت تحتجزه.

http://international.daralhayat.com/internationalarticle/182810

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • تضارب بشأن عدد القتلى
    غارات موريتانية جديدة ضد القاعدة

    وحدات موريتانية لمكافحة تنظيم القاعدة في صحراء شمال البلاد (أرشيف)

    قال مصدر عسكري موريتاني رفيع إن القوات الموريتانية تقصف مواقع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مالي، وذلك بعد يوم فقط من إعلان نواكشوط انتهاء عملياتها ضد التنظيم وسط تضارب بشأن عدد الضحايا.

    ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المصدر العسكري قوله إن الجيش الموريتاني يقصف مواقع القاعدة في شمال مالي، ووصف تحرك اليوم بأنه “استمرار منطقي” لعملية أطلقت الجمعة.

    وكانت وزارة الدفاع الموريتانية أعلنت أمس انتهاء عمليات شنتها قوات وحدة لمكافحة الإرهاب في عمق الأراضي المالية بمقتل 12 من القاعدة وستة جنود موريتانيين.

    لكن مصدرا جزائريا تحدث عن 15 جنديا موريتانيا قتلوا في المعارك، وعن جرحى وعن سيارات عسكرية موريتانية استولت عليها القاعدة.

    إجراء استباقي
    ووصفت وزارة الدفاع الموريتانية العملية -التي جرت الجمعة- بأنها “إجراء استباقي” لإحباط “نوايا إجرامية” ضد قاعدة موريتانية بعد أن رُصِدت “مجموعة إرهابية تتنقل على شكل رتل مسلح محمول في اتجاه حدود بلادنا مع جمهورية مالي”.

    وشكرت الوزارةُ لمالي “ما أظهرته من تفهم واستعداد خلال هذه العملية” التي تابعها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز شخصيا من داخل قيادة أركان الجيش، حسبما ذكرت مواقع إخبارية موريتانية.

    وجاءت العملية في أسبوع عقد فيه مسؤولون أمنيون كبار من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر اجتماعات استخبارية في الجزائر لتنسيق الجهود ضد القاعدة التي استهدفت قبل أقل من شهر قاعدة موريتانية بتفجير.

    سبع رهائن
    كما تأتي بعد يوم من الإعلان عن خطف سبعة بينهم خمسة فرنسيين في النيجر، وهي عملية اتهمت فرنسا القاعدة بتنفيذها، وإن لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عنها.

    لكن مراسل الجزيرة في نواكشوط محمد بابا ولد أشفغ استبعد أن تكون العملية لتحرير الرهائن، لأنها تجري على الحدود الموريتانية المالية بينما خطف الرهائن على حدود مالي والنيجر.

    ونفت باريس مشاركة قواتها في العملية أو أن تكون المعارك مرتبطة بخطف رعاياها.

    لكن مصدرا موريتانيا قال لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الحلفاء -لا سيما الفرنسيين- قدموا لنا معلومات قيمة بشأن العملية”، وإن أكد أنهم لا يشاركون فيها.

    وقالت مصادر أمنية مالية وجزائرية لوكالة الصحافة الفرنسية إن المختطَفين –الذين يعملون لشركتي أريفا الفرنسية للتقنية النووية المملوكة للدولة، وفينتشي للبناء- هم الآن برفقة خاطفيهم في صحراء مالي التي دخلوها من النيجر.
    المصدر: الجزيرة + وكالات

    http://aljazeera.net/NR/exeres/7D53C8D0-6711-4B64-A032-E9BDFDF55684.htm?GoogleStatID=9