مقالات

عمالة الهاشمي سحنوني للمخابرات و أشياء أخرى | مهاجر أبو يوسف

بكل صدق و أمانة أذكر لكم ما كان في نفسي (العلبة السوداء) منذ سنين ولم أخبر به أحد، ولكن لما بدأ ظهور عوير وكسير، عن طريق جرائد مخابراتية ما فيها خير، تنشر ما تريده المخابرات، ويفتحون الصفحات للعملاء في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة الجزائرية المسلمة، في الوقت نفسه هذه الجرائد يضيق صدرها لكل معارض بصدق للنظام المخابراتي في الجزائر، و على رأس المعارضة الشيخ علي بن حاج حفظه الله من كل سوء، وهذا مقصود و مدروس لتشويه صورة الإسلاميين، و تذكير الشعب الجزائري بسنوات الدم حتى لا يثور على نظام الحركى.

فتذكرت أن الصحافة الجزائرية لم تكن حرة و لا محايدة و لا نزيهة في يوم ما. و إنما هي من جملت السلاح الماضي ذو حدين الّذي اسعمله نظام الحركى لقتل الشعب الجزائري المسلم، بل كان الشيخ علي بن حاج يلقي خطبة الجمعة في مسجد السنة أو مسجد القبة، مع ذلك كان الصحافي ينشر الخبر نقلا عن الصحافة الفرنسية، كأن الشيخ علي كان يعيش في باريس! وهذا لما كانت بعض الحرية بلغت ذروتها كما يقولون. فحملت قلمي لألقي إليكم ما في جعبتي من أخبار عشتها بحلوها و مرها منحازا إلى الشعب الجزائري، في تلك الحوادث الأليمة التي لايزال الشعب الجزائري يدفع ثمنها إلى اليوم. كان الهاشمي سحنوني من الدعاة الّذين نحبهم في الله، وكانت بيني وبينه أخوة الإسلام، و أذكر أنه زارني في بيتي مرة أو مرتين و أكل طعامي، و أنا زرته في بيته كذلك وشربت عند (فنجان قهوة) و زاد إعجاب به و حب له في الله، أنه قال لي بالحرف الواحد : أشعر بالنفاق في نفسي؟ فقلت: له لم؟ قال: النظام لم يعتقلني منذ كذا و كذا! فقلت له: أنت تجاهد بلسانك، لأنك تنشر العلم و تدعوا إليه، فما الفائدة من وجودك في السجن، إذا قلت كلمتين في النظام ثم تسجن؟ لا يستفيد منك أحد، و الشباب يريدون أن يتعلموا منك و يستفدون من علمك، الشيخ علي في السجن، ثم تسجن أنت من يبقى في الساحة ليتصدى للمبتدعة ونشر العلم؟ قال: كمال نور، فقلت له: الأخ كمال لا يستطيع وحده أن يتصدى للمبتدعة و ينشر المنهاج السلفي، فالساحة الدعوية تحتاج إلى كثير من دعاة الله، فسكت. كانت مثل هذه الأمور تدور بيننا.

الحاصل بعد ذلك خرج الشيخ علي بن حاج من السجن، فالتقيت بالهاشمي سحنوني، و أذكر أن أول كلمة قلتها له كيف حال الشيخ علي بن حاج؟ وهل أثر عليه السجن؟ فأجاب سحنوني: الشيخ علي بخير، وسألت بنفسي الشيخ علي: على السجن هل أثر عليه؟ فقرأ علىّ الشيخ علي قوله تعالى (و إن عدتم عدنا) أي أن الشيخ علي ثابت على الحق.

كان الصراع بين علماء الجزائر و دعاتها مع أحفاذ الحركى بدأ مباشرة بعد خروج فرنسا مدحورة من بلادنا، فكان النظام الحركي يضيق على علماء الجزائر و دعاتها الذين أنكروا عليه النظام الإشتراكي الشيوعي، منهم الشيخ البشير الإبراهيمي و الشيخ عبد اللطيف سلطاني، و الشيخ عمر العرباوي و الشيخ سحنون رحمهم الله جميعا، الّذين سجنوا و ضربوا و أهينوا على حين غفلة من الشعب الجزائري، و ما الشيخ علي بن حاج و أمثاله إلا امتدادا و ثمرة طيبة من جهود هؤلاء العلماء.

و بدأ الصراع بين النظام الحركي و الحركة الإسلامية. سافرنا في فصل الشتاء 1991 لا أذكر الشهر بالضبط للأسف، من العاصمة إلى بعلباس لتجمع شعبي، أنا و الأخ عيسى أكديف رحمه الله، و الهاشمي سحنوني، و قطعنا المسافة كلها نتحدث عن الجزأرة و توغل هذا التيار داخل الجبهة، و كان الهاشمي سحنوني حينها يذكر الشيخ عباسي بخير، ولكن قطع المسافة كلها يحذرنا من الجزأة و التيار الجزأري الذي اندس بين صفوف السلفيين، و يريد أن يستولي على الجبهة عن طريق الشيخ عباسي! وهذا خطر على السلفيين داخل الجبهة. فقلت : له إذا كان الشيخ عباسي رجل فيه خير و مخلص كما تقول لم الخوف؟ قال : الشيخ لما يكون معنا يقصد (نفسه و الشيخ علي بن حاج) يوافقنا على كل ما نقول، و إذا كان مع الجزأة يؤثرون عليه في اتخاذ القرارات (يقصد أن الشيخ أذن)، و هذه القرارات تخالف الشرع! فقلت له : يجب أن تكون هيئة شرعية لها صلاحيات، وهذه الهيئة تكون أعلى هيئة داخل الجبهة، و أن لها حق الرفض و ابطال لكل قرار يصدر عن أيّا كان الآمر به داخل الجبهة، إذا كان يخالف الشرع، لتضبط الأمور وفق الشرع ، و يتنهي الصراع ، قال : جيد . يتبع ثم وصلنا إلى ( سيدهم بلعباس ) فاستقبلنا أحد اطارات الجبهة الإسلامية في بيته، كان متخصص في علم الإقتصاد، كانت له دكتورة في الإقتصاد من بلجيكا أو سويسرا لا أذكر بالضبط نسيت . و في بيت هذا الأخ الطيب تكلمنا في أشياء كثيرة، لكن أذكر أن الهاشمي سحنوني ذكر لنا قصتين؛أحدهما: أن الشاذلي بن جديد لما زار السعودية رأى حامل الأضواء المنيرة تحمل 1200مصباح و زربية لا تقدر بثمن، فلما رجع إلى الجزائر، طلب ان يشتروا له ذلك من خزينة الدولة . يريد أن يبيّن لنا أن الشاذلي كان مبذر، و هذه القصة لا شيئ فيها إلا هذا المعنى، و الغريب أن الهاشمي يصور لك الأشياء كأنك تراها، الثاني : أن وزير دعا الهاشمي لمأدبة عشاء في بيته، فوصف لنا بيت الوزير بما يعجز أن يصف البيت من له بصر، و هذه القصة هي التي جعلتني أحكم عليه بالعمالة مباشرة بعد ما ظهر على شاشة اليتيمة، لأنها حضرت في ذهني على جناح السرعة. ثم ذكر أن الوزير ، أول كلمة نطق بها أو سمعها منه: خطبة الحاجة، (لم أفهم هل كان يريد أن يقول أن الوزير متدين، أو هناك من النظام من يعمل لصالح الجبهة) ثم قال له أنا أحب الإستماع إليك، و أخذ العلم من منك، ودائما أصلي وراءك، وفي المقابل قال له: أنه لا يحب الشيخ علي بن حاج، و لا الشيخ عباسي لأن قلبه لا يطمئن لهما. قلت: و بعد الأحداث عرفت أن ذلك الوزير هو غزالي، لأنه هو من اخترق الجبهة بنفوذه و المخابرات لها دور بلا شك، و لذلك كان جزاء غزالي على هذا العمل رئيسة الحكومة لما سقط حمروش، فالهاشمي، و مراني، و لفقيه، و قشي وغيرهم، كلهم كانت لهم علاقات بغزالي بصفة خاصة و بالمخابرات بصفة عامة.

و أعتقد أن ضعف الهاشمي كان لما قبل الصرّة من هؤلاء الساسة، و قبل أن يلتقي مع هؤلاء المجرمين و يقترب منهم، و سر قوة الشيخ علي بن حاج حفظه الله، أنه لا يتحاور معهم تحت الطاولة، و وراء الكواليس. و أذكر أني لما دخلت إلى بريطانيا، و سمعت المخابرات بذلك، بدؤوا ينشرون عليّ الإشاعات و الكذب، و كان ما نشروه بين الإخوة عن طريق أحذيتهم، أني قتلت عشرة إخوة و فررت من الجزائر و هناك حالة الطوارئ عند الإخوة للبحث عني! أما من كان يوالهم يقولون له أني قتلت عشرة من الدرك و فررت و الطاغوت يبحث عني. ولكن هذه الإشاعات ولدت ميّتة بفضل الله تعالى، فكان آخر ما فعلوا معي بعثوا لي شخص أعرفه و لا أذكر اسمه (م ي) اتصل بي و قال لي أريد أتكلم معك إذا ممكن، و في أقرب وقت ممكن، فالتقينا في مقهى فذكر لي أنه كان مسافر، فلما رجعت وجد رسالة استدعاء من السفارة، قال لي فذهبت فإذا الأمر كان يتعلق بملحق المخابرات في السفارة الجزائرية بلندن، فسألوه عني، هل تعرفه؟ فقال لهم نعم أعرفه ، قالوا له : نريد منك أن تحمل له رسالة شفوية منا، مفادوها أنهم على الإستعداد للقائي في أي مكان خاص لتناقش على الوضع، ومن يكون معه الحق يسمع للآخر و يتبعه؟ فقلت له: أنا قابل بذلك و لكن بشرطين اثنين، الأول أن يكون في المسجد ، والثاني: أن يحظر ذلك ذلك النقاش كل الناس. لما أخبرهم بذلك رفضوا. وكان من جملة ما قال لي: أما تخشى على أمك و أهلك في الجزائر؟ وكانت رسالة أخرى فيها تهديد منهم لأسكت، لأنه كان عندي منشور كنت أوزعه على الجزائرين أكتب فيه جرائم النظام في حق الشعب الجزائري. فقلت له: و الله لو يقتلون كل عائلتي لما تخليت عن هذا الأمر الّذي هو قضية حياتي، تحكيم شريعة الإسلام، و الشعب الجزائري المسلم الّذي اهدر النظام دمه من أجل قوله ربّيّ الله، و أنا لا أذكر نفسي و أقص عليكم قصتي مع النظام المجرم. لأن النظام أراد قتلي بغير حق، ونجوت من كيدهم بفضل الله في الوقت نفسه قتلوا إخوة بدم بارد بعد ما اخرجوهم من بيوتهم، و رموبهم على المزبلة ، والله على ما أقول شهيد.

يتبع

قلت : و بعد ذلك بشهر وقبل أحداث جوان 91. إلتقينا (أنا و الأخ عيسى و مولود بظفر رحمها الله تعالى) به في مسجد صلاح الدين بعد صلاة الظهر. و أخبرنا أنه يملك معلومات شبه رسمية، أن الجيش يحضر لإنقلاب عسكري على الجبهة. وقال لنا في نفس الوقت: بلغوا الأخ حسن الكعوان رحمه الله، أن يأخذ حذره، لأن المخابرات الجزائرية عندها معلومات بمادة التأنتي التي بحوزته، فقلنا له مباشرة لم لم تعتقله؟ قال : أنا سئلت نفس السؤال و أجباني الضابط (يعني ضابط ثقة يعمل لمصلحة المسلمين – وأعتقد أن هذا الضابط هو المجرم الجنيرال توفيق علمت هذا بعد الأحداث و مراجعة أقوال كثيرة-، من الإخوة الثقات الصادقين نحسبهم كذلك و لا نزكي على الله أحدا) أن المخابرات تملك المعلومة أن حسن الكعوان رحمه الله معه المادة، وهي تريد أن تعلم من يحسن استعمال هذه المادة لتفجيرها، لأن المادة من غير خبير لا تفعل شيئا، و لتضرب عصفورين بحجر واحد. وبعد ذلك بأيام بعثت له مع أحد الإخوة أوّل رسالة كتبتها في حياتي (تأصيل شرعي) كنت كتبتها، بعنوان (كشف الأسرار و هتك الأستار أن ما جاء في الكواشف الجلية من عقائد كلاب أهل النار) أرد فيها على رسالة كفّرت الشعب الجزائري المسلم كتبها أحد غلاة التكفير بعنوان ( الكواشف الجليّة في تكفير الجبهة الإسلامية ) كنت أريد رأيه فيها و لنشرها على جريدة نبراس الحق ، لأن هذه الجريدة كان مديرها الهاشمي سحنوني، و كان يعمل معه أحد الأصدقاء من الصحفيين السلفيين اسمه (ب خ) وللأسف أن الأحداث سبقتني فأصبحت لا أهتم بذلك بسبب الوضع الّذي كان على وشك الإنفجار . وقبل جوان 91 . سمعت أن الهاشمي سحنوني مريض في المستشفى، فذهبت إلى زيارته مع بعض الإخوة منهم الأخ الصحفي ( ب خ) فسألنا عن الوضع في البلاد، المظاهرات و المسيرات و غير ذلك من الوضع المشحون الّذي كان على وشك الإنفجار. ثم سألناه هل من جديد؟ يعني (عن ما يجري في الكواليس) فقال : و الله على ما أقول شهيد. أبشروا إن دولة الإسلام ستقوم قريبا! فكان هذا أخر عهدي به، أقصد لقاء معه.

فلما خرج من المستشفى جاء إلى ساحة الرباط (شمناف) و ألقى كلمة تحريضية كعادته في وسط الشباب المرابط وكنت من بين هؤلاء الشباب. لكن الغريب في الأمر أن بعدها بأيام و في بداية أحداث جوان 199 . لا أذكر التاريخ بالضبط وأنا لا أرجع للنات لأذكر التاريخ، لأنني أكتب ما مر بيّة في تلك المرحلة كشاهد على بعض الجزئيات التي أعرفها، و هي في نفسي لا أنسها ما دمت حيّا. و في عشية ظهور الهاشمي سحنوني مع عصابته الخونة على قناة اليتيمة، جاء مفتش شرطة من الحي و كان هذا المفتش يتظاهر أنه يتعاطف مع الإسلاميين. قال لنا: عندي خبر غير سار، إن الجبهة اليوم ستفجر من الداخل، و أن هناك قيادة في المجلس الشوري وقيادة من الدرجة الأولى ستنشق على القيادة! صدقوني لم يصدقه منا أحد، مع أننا كنا نعلم أن هناك عملاء للمخابرات داخل الجبهة، لأنه لم يخطر على بال أحد أن الهاشمي سحنوني من هؤلاء الخونة، لأنه كان محل ثقة عند الجميع. و أعتقد أن المخابرات خذلها الله، اعتقد أنها لم تكن تفكر جيدا لسببين: أحدهما: ظهور الهاشمي سحنوني على شاشة اليتيمة، مع أن هذا الأخير كان من الممكن لو فكرت المخابرات جيدا أن تستعمله للإستلاء على الجبهة، لكن أحرقته لما أظهروه على اليتيمة. الثاني: المخابرات كانت متأكدة، و تعلم علم اليقين أن مراني و الفقيه و قشي لو جاءوا بهم لا يأثرون في شيئ و لا يغيرون من الواقع في شيئ و لا يكفي ذلك مبررا لاعتقال الشيخين، لأن هؤلاء لا وزن لهم عند الشعب الجزائري، فجاءوا بسحنوني مع عصابته لإظهار أن الشرخ كبير داخل قيادة الجبهة، و أن الوضع صعب وخطير، لا سيما ما تكلم به هؤلاء الخونة على اليتيمة، أن الشيخين خطر على الجزائر و أنهما سيعلنان الجهاد على الشعب الجزائري و ما إلى ذلك ما أملته عليهم المخابرات.

وفعلا ظهر سحنوني بعجره و بجره على شاشة اليتيمة كما ارادت المخابرات من غير زيادة ولا نقصان، و أعتقد أن المخابرات كانت تريد تلك المسرحية كذريعة كافية بالنسبة لها لاعتقال الشيخين و من معهما من المخلصين، للإستلاء على الجبهة بهؤلاء الخونة. و لذلك أذكر أن الأخ عيسى أكديف رحمه الله لما ظهر الهاشمي على اليتيمة، ذهب إليه على جناح السرعة ليتبين في الأمر.

يتبع…

فرجع عيسى رحمه الله يلتمس العذر لسحنوني، لأن هذا الأخير قال له لم أكن أعلم بذلك، فهناك كمين نصب لي من قبل مراني و لفقيه لم أتفطن له، و أنا أعتذر لكل الإخوة وبلغ لهم ذلك! فرجع عيسى رحمه الله بغير الوجه الذي ذهب به، و قال لي الهاشمي يبلغ لك السلام ، وقال كذا و كذا. فأذكر أني قلت له بالحرف الواحد: الهاشمي يحلق شعر الذئب و هو يجري يقع في شراك مراني و لفقيه! هذا تواطئ ظاهر لا خفاء فيه، أنا والله لا أصدقه، فانقسمنا في الحي إلى جماعتين بسبب الهاشمي سحنوني، فجماعة تتهمه بالخيانة، وجماعة ترى أنه وقع في مجرد خطأ سياسي ليس أكثر ( و أنا لم أقاطع الأخ عيسى رحمه الله، كما فعل كثير من الإخوة، سامحهم الله ) . و هنا المخابرات أدركت الأمر لأنها تركت الهاشمي سحنوني يتراجع عن أقواله بين محبيه و من يستمعون إليه ليكونوا أعوان له للاستلاء على الجبهة، ونشروا خبرا مفاده أن الشيخ علي بن حاج هو من أثّر عليه فتراجع.

وهذا الخبر قصدوا به أن العلاقة بين الهاشمي والشيخ بن حاج جيدة، وذلك لتفجير الصراع بين السلفيين و الجزأرة للاستلاء على قيادة الجبهة. و أخبرني أحد الإخوة أن اللقاء الّذي كان بين الهاشمي و الشيخ علي بن حاج ، أن الشيخ علي بن حاج وبّخه، وقال له: أنت كنت تكفّر أعمدة كهرباء حيدرة ( فعلا الهاشمي كان يكفر النظام أنا أعلم ذلك، بل كان يصف عبد الحميد مهري رحمه الله (بغورباتشوف) أي كان يكفر النظام و حتى الجماد الّذي يستعمله النظام يكفّره) تذهب إلى الظلمة تشتكي لهم من اخوانك!؟ . و حبذا لو أن الشيخ علي بن حاج يعلق على قولي هذا. ويذكر لنا الحقيقة المرّة المحجوبة عنا منذ سنين، و أنا سمعت هذا الخبر ممن أثق في دينهم. و أعتقد أن المخابرات تركوه يمرح و يسرح، ليتمكن من الإستلاء على الجبهة، وبمساعدتهم ونفوذهم طبعا. وفعلا حاولوا بجميع الطرق وفشلوا بحمد الله، لأمرين: أحدهما: لأن المخابرات أحرقته بظهوره على اليتيمة. الثاني: إجتماع الشعب الجزائري على الشيخ عبد القادر حشاني و إخوانه الّذين استطاعوا أن يطردوا هؤلاء الخونة من الجبهة بطريقة ذكية، وهي تجميد عضوية كل واحد منهم حتى ترد الجبهة كأمانة إلى شيوخها. قلت: فلما ظهر سحنوني على اليتيمة راجعت أفكاري و تذكرت ما قاله لنا أنا و الأخ عيسى رحمه الله، في سفرنا إلى سيدهم بلعباس، و يعلم الله أني ذكرّت الأخ عيسى بذلك، لكن لم يأخذ بقولي وبقي على اتصال مع الهاشمي، حتى فشل الهاشمي وسقط ، وخاصة لما برز الشيخ عبد القادر حشاني رحمه الله و تقبله من الشهداء، على الساحة بذكائه و فطانته، ( فعلا الشيخ عبد القادر حشاني رحمه الله، كان داهية مع أنه في الثلاثينات، استطاعة في وقت قصير جدا أن يقضي على هؤلاء الخونة، كما استطاع و بسهولة تعرية النظام الجزائري سياسيا وفضحه أمام الشعب الجزائري بصفة خاصة و أما العالم بصفة عامة ولذلك بقيت الثورة الجزائرية من ذلك الوقت إلى اليوم ) و تمسكه بالمبادئ التي أسست من أجلها الجبهة، قيام دولة إسلامية، و إصلاح دنيا الناس. و قد تكون وصلته أدلة أخرى تدين سحنوني (مفادها أن الهاشمي سحنوني له قرابة من الجنيرال توفيق) لأن كل المعلومات التي كان يذكرها أنها من الكواليس كانت من هذا المجرم.

والله أعلم أهو نسيب أم قريب من توفيق، لكن عميل لتوفيق، نعم أجزم بذلك، و عند الله تلتقي الخصوم. و لا يظن أحدكم أن عيسى رحمه الله كان يعلم خيانة سحنوني ويتعامل معه، بل عيسى رحمه الله من أصدق الرجال الّذين عرفتهم في المسجد منذ طفولتي، ولكن ثقته كانت في الهاشمي سحنوني، ثقة في داعية إلى الله، يعمل للتمكين للإسلام، ليس أكثر . ولمثل هذا كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يقول: من خدعنا بالله انخدعنا. قلت : بعث لي سحنوني مرتين السلام بعد جوان 91، و لم ارد عليه مرة مع عيسى و مرة مع أحد من أنسابه. و سبحان الله لما دخلت إلى بريطانيا سنة 99. بعث لي مباشرة السلام مع نفس الشخص من أنسابه، و أخبرني أنه يريد أن يكلمني فرفضت ذلك، و الغريب العجيب أني لما دخلت إلى الفايس بوك، بعث لي دعوة للصداقة فرفضت كذلك. و كل هذا ليس تكبرا أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

و إنما لسان حالي في ذلك كما قال الشاعر: كل عداوة ترجى مودتها *** إلا عداوة من عداك في الدين.

فما بالك بمن يخون الله و يخون رسوله و الذين أمنوا. لأن الخائن لا يؤتمن، فمن يخونك مرّة، قد يخونك مرّة أخرى. لا سيمّا إذا لم يعلن توبته صراحة ويذكر ما هي الدوافع التي اسقطته في الخيانة، ثم يحرذ منها. و الخيانة مذمومة عند جميع البشر و الجن و غيرهم من المخلوقات، بل لا أبالغ إذا قلت: حتى القردة يذمون الخيانة ويبغضونها، كما ورد في البخاري. ولذلك من تأمل قوله عز وجل (و إن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم) فلم يقل فخانهم لأن الخيانة مذمومة في كل الأحوال، بخلاف صفات أخرى ذكرها الله تأتي في باب المقابلة كقوله جل وعز (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم) فالخداع في فعل الله يأتي في باب المقابلة مقيد، لأن الخداع محمود من وجه، و مذموم من وجه، و لذلك قيده الله تعالى في فعله لمن يخادعه. أما الخيانة أن تخادع من يؤتمنك.

يتبع….

قلت: فحان الوقت أن أتكلم و أبيّن ما أعرفه من حال هذا الرجل الّذي لتزال المخابرات تحركه، حاله حال أبو جرة الّذي أعلنها صراحة حين قال: لما طلب منا أن نسكت فسكتنا! ولما طلب منا أن نتكلم فتكلمنا، بل أبو جرة و جماعته مع أنهم شوهو جمال الإسلام و قاموا بتمييعه، كان ذلك متوقعا منهم، لأن هؤلاء تحالفوا مع النظام كجماعة لها منهاجها و أفكارها بل حتى إسلام خاص بها. فأبو جرة أشرف منه، لأن أبا جرة لم يكن يكفّر أعمدة كهرباء حيدرة، و يكفّر كل النظام، فطريقته كانت معلومة و مكشوفة عند الأمة، بخلاف الهاشمي سحنوني الّذي كانت الصحافة تصفه بأنه أوّل رجل متطرف في الجبهة، بل كانوا يصنفونه أنه من غلاة التكفيريين. و أذكر لما قدمه الصحافي كمال علواني على اليتيمة جوان 91 لقبه بشيخ الإسلام! وهذا ما تصفه به الجرائد اليوم تماما، وطبعا بإعاز من المخابرات. وسبحان الله التقيت بهذا الصحفي في لندن أمام مسجد فانسبري بارك، و قلت: له لم كنتم تضخمون الأمور؟ قال لي: أنه كان يعمل تحت ضغوط عليه (يقصد المخابرات) ، لكن لما وصل الأمر إلى الدماء حملت حقيبتي و تركت لهم البلاد، و أنا أعيش في الغربة مثلك حتى لا أتورط في الدماء!.

الهاشمي سحنوني ليس له حجّة شرعية فيما فعل في الماضي، وفيما يفعل اليوم لأمرين اثنين، أحدهما: عقيدة الولاء و البراء، التي كان يدندن حولها لا تجيز له ذلك بحال، لقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله. رواه أحمد، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو حسن . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والواجب موالاة أولياء الله المتقين من جميع الأصناف، وبغض الكفار والمنافقين من جميع الأصناف، والفاسق الملِّي يُعطى من الموالاة بقدر إيمانه، ويعطى من المعاداة بقدر فسقه. انتهى. لو فرضنا جدلا أن الجزأرة فعلا ظلموه، ويريدون الإستلاء على الجبهة ، هل هذا مبرر شرعي لتحتمي بالعلمناني الشيوعي عليهم؟ أليس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما مات السلطان و اسخلفه سلطان آخر يحب ابن تيمية، و كان له حسابات مع العلماء فأراد قتلهم، وطلب من ابن تيمية فتوى لضرب أعناق العلماء الّذين تسببوا في سجن ابن تيمية و شجعوا السلطان على قتله ، ما كان رد شيخ الإسلام ؟ أيها السلطان إذا قتلت هؤلاء العلماء من يبقى للإسلام! مع أن السلطان كان يحكم بما أنزل الله ، ويعمل وفق شريعة الله، لم ينتقم ابن تيمية لنفسه، أو أيد السلطان على قتلهم. أما الهاشمي تبرأ من المسلمين، و والى الائكيين و كثر سوادهم بحجة واهية وهي الإستلاء على الجبهة! وهل الجبهة غاية أو سيلة؟ حتى توالي فيها وتعادي فيها !؟ فالجبهة لم تكن، ثم ولدت، ثم قاموا بودئها، و قد تعود و قد لا، لكن مضاهرة اللادينيين على المسلمين، ردّة مستقلة في كل الأزمنة و الأمكنة حكمها ثابت لا يتغير. ثم هب أن هؤلاء خطر على السلفية كما يزعم لا توجد طريقة للرد عليهم وكشفهم أمام الرأي العام إلا عن طريق المخابرات؟ وهناك حلول أخرى لا تخفى على عوام الناس، فضلا عن عقلائه، وهي أن تفعل بكل بساطة ما يفعل زعماء الأحزاب الّذين إذا تيقنوا أن الحزب مثلا ترك المبادئ التي أسس من أجلها، أو مخترق أو غير ذلك من المبررات، استقالوا و أسسوا أحزبا أخرى وانتهى . أما و أن تخون أمانة الله تعالى، و تغدر بمن ائتمنك من المسلمين بدّين الله جلا وعز، فهؤلاء كلهم خصومك عند الله، و نترك هذا ليوم تبلى فيه السرائر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرفع لكل غادر لواء عند استه يقال: هذه غدرة فلان بن فلان. رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. الثاني: كان بإمكان الهاشمي أن يعتزل السياسة إذا رأى أن هناك إعوجاج، أو خطر أو غير ذلك من المبررات التي كان يظنها. و يلزم بيته من غير أن يكون طرف في الصراع بين السلطة الشيوعية العميلة لفرنسا، و الشعب الجزائري المسلم، و لو كان خصومه مبتدعة. لأن الأخذ بأخف الشرّين، ودفع أكبر المفسدتين أولى في مثل هذه المعضلات، لكن لم يفعل ذلك، و اختار و الوقوف مع العلمانيين الّذين كان يحاربهم طول حياته حسب زعمه في ما كنا نراه ظاهرا، ومع ذلك المخابرات همشته وعزلته بعد المهمة القذرة التي قام بها، وكانت المخابرات تسمح له بالكلام بين الحين و الأخر، حسب الضروف التي تلائمها و ترى أنها مناسبة ليتكلم أمثال هؤلاء. وهو يعلم أن النظام لا يسمح لأي شخص يعارضه بجد، كالشيخ علي بن حاج مثلا. فلو كان الهاشمي و أمثاله يعارضون النظام مستحيل أن تعطى لهم الكلمة على اليتيمة و مباشرة!. و هذا مافعوله حتى مع الرئيس شادلي بن جديد، بعد ما قاموا بإقالته، لم يسمحوا له أن يتفوه بكلمة و احدة!، فلما احتجوا إليه ليتكلم ليرد على بوهف الّذي كانوا على خلاف معه في بعض المسائل، فسمحوا له! ليس لحبهم له أو يردون سماع لكلامه، و إنما لاستعماله كضغط فقط. فالهاشمي سحنوني عبارة عن آلة تحركها المخابرات ليس أكثر. و الغريب العجيب في أمر الرجل أنه كتب مقالة على صفحة الفايس بوك يستنكر فيها تهور الشيخ علي بن حاج، بطريقة حقيرة، استهزائية لتقليل من شأن الشيخ علي بن حاج! كما تفعل المخابرات تماما على مواقع النات. و لم نسمع منه كلمة واحدة منذ ظهوره على شاشة اليتيمة سنة 91، ينكر المجازر التي اقترفها النظام الشيوعي في حق الشعب الجزائري المسلم؟ و لم نسمع منه تنديدا في ما يخص المفقودين الّذين قامت كتائب الموت بتصفيتهم، بل أم أمين المرأة الجزائرية المسلمة الحرة لها مواقف لم نجدها عنده طول حياته، لو بحثنا عنها بالمناقيش! و لو سكت لكان أفضل له عند ربّه. وكانت له خرجة في انتاخابات ماي الماضي حيث ظهر يؤيد حزب مناصرا (و كان لي رد عليه في اليوتيوب)، مع أنه كان يبدّع الإخوان، بل كان يكفر بعضهم، عش رجبا ترى عجبا! ثم تأملوا هذا الرجل الّذي انشق على الجبهة الاسلامية بمبرر الجزأة؟ يصبح بوق لجماعة هي شر من الجزأة، حماعة كانت شريكة لحكومة منذ عقد من الزمن في قتل الشعب الجزائري! و لكن لا نتستغرب الطيور على أشكالها تقع. لأنه لا فرق بينه و بينهم، كلهما عبيد للمخابرات، و ينتظرون فقط الدور الّذي ترسمه لهم المخابرات، لتجسيد المسرحية على الواقع. أخيرا أذكركّ أيها العميل، أن مواقف الرجال تاريخ، و التاريخ مواقف و قفها الرجال، فلو نسئل الناس عن أسماء بعض العلماء الّذين وقفوا ضد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لا يعرفهم أحد، ذهبوا إلى مزبلة التاريخ، أما ابن تيمية رحمه الله، فهو أشهر من أن يذكر، ما من أحد إلا و يحمل سيف ابن تيمية ليرد به على خصومه، فالمرجئة تحمل هذا السيف و الخوارج كذلك، و هكذا سائر الجماعات، كذلك لو نسئل رأي الشعب الجزائري عن أسد الجزائر و علاّمتها الشيخ عبد اللطيف سلطاني ، وعن مفتي النظام لوصيف حماني ؟ لأجابوك أن الشيخ سلطاني رحمه الله أنكر على كبرانات فرنسا و أذيالها، و تحدى بن بله و بومدين و الشادلي، ومن وراء هؤلاء الحركى، من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا، و كلمة الشيوعيين هي السفلى. و وقف مع الشعب في محنته و سجن و امتحن و ضرب و صبر حتى مات شهيدا من أجل قضية التوحيد، و أقل ما يقولون عن حماني أنه كان موضف عند الشيوعيين ليس أكثر، أو عالم سوء لخذلانه دينه و أمته، و أنت كان هذا رأيك فيه، و لا أدري هل تغير أم لا. و أختم كلامي أن التاريخ هو الّذي يحكم بينك و بين الشيخ علي بن حاج، إما تلعن على ألسنة الموحدين، وإما تمدح. و أنا سمعت من يلعنك منهم مشايخ و دعاة و طلبة العلم من العالم الإسلامي بسبب خيانتك، وقد سبقهم إليها نور الدين صديقي رحمه الله. و أنا كتبت هذا ليس لأعايره، لاو الله، ليس هذا من أخلاقي حتى مع خصومي، و إنما لتحذر الأمة من الدخلاء و العملاء، و أن تجتنب الورع الّذي يستمعل في غير محله، لأن أعداء الإسلام لم يتمكنوا من ضرب المسلمين، إلا بالمنغمسين بين الصفوف، لشق صفوفهم، و ذلك من أجل دراهم معدودة وكانوا في الآخرة من الزاهدين. أسئل الله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة، كما أسئله الثبات على الحق، لا مبدلين و لا مغيرين، اللهم إني أسئلك بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا أن ترزقنا عند الموت شهادة في سبيلك، أمين .

8 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • الهاشمي سحنوني معروف بعمالته للمخابرات …. المشكل ماهي الطريقة اللازمة لتحذير الجزائريين منه …… حاله كحال الدجال شمس الدين الذي يساهم في تنويم الشعب و تخديره

  • السلام عليكم أظن و الله اعلم انه فيه سهو في الأسماء فلوصيف حماني ملاكم و ليس مفتي أظن انك تقصد أحمد حماني رحم الله موتى المسلمين.
    فيم يخص سحنوني الهاشمي اطلعت على الحوار الذي أجراه مع جريدة الشروق و قرأت مدى تذلل هذا الرجل للنظام و هو يقول لم يعطوني شئ كما أعطوا مناصب وزارية لشركائه في جريمة الظهور على اليتيمة و التحريض على قادة جبهة الإنقاذ الإسلامية

  • ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) [المنافقون : 4]

    يقول تعالى مخبرًا عن المنافقين : إنهم إنما يتفوهون بالإسلام إذا جاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فأما في باطن الأمر فليسوا كذلك ، بل على الضدّ من ذلك .
    فاحذرهم ، ولا يغرنك تبسطهم في الكلام على وجه التودد والتقرب .
    هم العدو فاحذرهم يا رسولنا إن قلوبهم مع أعدائك فهم يتربصون بك الدوائر .

  • ههههه كل من يقول عنكم كلمة خائن عميل والله وكانكم ملائكة بل فتم الملائكة ابمثلكم ياتي التغيير هذا هو الهاشمي من انتم ما هو مستواكم من مشائخكم .حتى نرى ما فيكم هذا ما قراوكم عميل مخابرات دياراس لغة الشياطين والمنافقون ههه

  • السلام عليكم
    هذا الهاشمي سحنوني و مهما فعل فلن يمحو الشر الذي أطلقه في حق المخلصين والله لن ينجو. لا هو ولا مراني التاريخ يلعنهم و دماء الابرياء تلاحقهم والله والله يا سي سحنوني مهما تذللت للنظام الا انك من المغضوب عليهم يا شيات
    كما احيي الشيخ ابو عبد الفتاح علي بن حاج حفضه الله

  • ليطمئن أخي أن في الجبهة رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا كما أنهم ليسوا بالخب ولا الخب يخدعهم بل لهم همّة وآتاهم الله بسطة في العلم والتمييز بين الغيث والسمين وقد شرفني الله عز وجل بحضور مؤتمر الوفاء بباتنة الذي أخرج العبقري عبد القادر حشاني أما ابو جرة سلطاني لعلك لا تعرفه هو الآخر كان يكفر النظام وحضرت له جلسة وصليت معه عدة مرات سنوات 86/87 ومعي شهادة أحد زملائه في الدراسة لا يزال على قيد الحياة أطال الله في عمره أن المخابرات التقت بهم في الجامعة وعرضت عليهم التعاقد معها فرفضوا الاّ أبو جرة سلطاني ثبتنا الله واياكم دمتم في رعلية الله وحفظه