مذكرات

مذكرات آخر قادة الأوراس التاريخيين (1929 – 1962) | الطاهر الزبيري

أمّا والدي فكان شديد الورع و التقوى، حريصا على أن لا يقرب المحرمات، ويجتنب الشبهات رغم علمه المحدود في أمور الدين، إلى درجة أنه كان يُعيد الوضوء إذا صافح معمّرا فرنسيا أو أوروبيا، معتبرا مصافحة النصارى المحتلين من مبطلات الوضوء.

إضغط هنا لحفظ وقراء كتاب مذكرات آخر قادة الأوراس التاريخيين (1929ـ 1962) للطاهر الزبيري | 44 ميجا | PDF

ملاحظة: هذا الكتاب الصادر في 2009 هو الجزء الأول لمذكرات الطاهر الزبيري التي صدر منها الجزء الثاني بالتعاون مع جريدة الشروق في 2012، والذي سننشره كاملا لاحقا.

=================

العقيد الطاهر زبيري يكشف في مذكراته أسرارا لم تنشر من قبل

توليت الدفاع عن العقيد العموري ولم أعلم بحكم إعدامه إلا عرضا / عجول شكك في فرار بن بولعيد من السجن ووضَعَه تحت الاختبار

كشف القائد الأسبق لأركان الجيش الوطني الشعبي، العقيد الطاهر زبيري، عن كثير من الأسرار غير المعروفة حول وقائع هامة رسمت تاريخ الثورة وعلاقة قادتها بعضهم ببعض.

04_01_2009_المذكرات التي صدرت الأسبوع الجاري بعنوان ”مذكرات العقيد الطاهر زبيري، آخر قادة الأوراس التاريخيين” عاد فيها العقيد زبيري إلى ظروف اغتيال القائد الأسطوري للثورة والولاية التاريخية الأولى مصطفى بن بولعيد، وراح قبل ذلك يروي قصة فرارهما بمعية تسعة سجناء من المحكوم عليهم بالإعدام من السجن، التي قال عنها إنها ”قصة أقرب إلى الأسطورة التي تتجاوز الخيال”، فسجن الكدية بقسنطينة الذي يعد من أكثر السجون الفرنسية في الجزائر مناعة وحراسة خاصة على جناح المحكوم عليهم بالإعدام ”لم يمنع من حدوث المعجزة، فبواسطة قطعتين حديديتين بسيطتين تمكنا من حفر نفق في الأرض يؤدي إلى مخزن للخردوات ومنه صنعنا سلما بسيطا من الأسرة المهملة والأفرشة وتمكن 11 سجينا من الهروب”.

الصفحة 18 من مذكرات الطاهر زبيري
الصفحة 18 من مذكرات الطاهر زبيري

ويفتح حادثة استشهاد البطل مصطفى بن بولعيد في ظروف غامضة بعد انفجار جهاز إرسال مفخخ، والملابسات التي سبقت ا ستشهاده ورفض عجول إعادة الاعتبار له كقائد للمنطقة إلا بعد مرور فترة ستة أشهر ”وكان في قرارة نفسه يرغب في تولي قيادة الأوراس”. ويقول زبيري إن عجول بدأ يشكك في عملية الفرار من سجن الكدية، وحاول بث هذه الشكوك وسط المجاهدين من خلال الرسائل التي كان يبعث بها إلى قادة المناطق ويقول فيها ”سجن فرنسا ليس كرطونا”، وفي الوقت ذاته سعت أجهزة المخابرات الفرنسية للقضاء على بن بولعيد ـ الذي تمكن من توحيد قيادات وعروش الأوراس ـ والانتقام لمقتل أحد كبار ضباطهم على أيدي المجاهدين.
مؤامرة العقداء
تحدث زبيري من موقع شاهد عيان على أطوار ما يعرف بمؤامرة العقداء التي قادها العقيد العموري ودبر من خلالها انقلابا ضد الحكومة المؤقتة. وقال زبيري إن العقيد محمد العموري لم يكن متحمسا لتطبيق قرارات هذه اللجنة، وحتى بعد نفيه إلى السعودية وتخفيض رتبته العسكرية استقر في القاهرة وواصل انتقاداته للجنة التنسيق والتنفيذ، واتصل بالسلطات المصرية التي لم تكن مطمئنة لإعلان الحكومة المؤقتة برئ اسة فرحات عباس الذي لا يجيد التكلم بالعربية والمتشبع بالثقافة الفرنسية.
اتصل العموري بقيادة الولاية الأولى التي أصبحت تحت مسؤولية نائبه أحمد نواورة وطلب منه أن يرسلوا له سيارة لنقله سرّا إلى الحدود، فجاءه السائق الذي يُدعى ”عمار قرام” إلى ليبيا ونقله إلى الحدود الجزائرية التونسية. واجتمع العقيد العموري مع عدد من قيادات الولاية الأولى والقاعدة الشرقية الذين كانوا غاضبين على قرارات كريم بلقاسم والحكومة المؤقتة. ويضيف زبيري ”كان من المفترض أن أكون حاضرا في هذا الاجتماع بحكم منصبي في القاعدة الشرقية، إلاّ أنّني كنت حينها مريضا أعالج لدى الطبيب فرانز فانون بتونس”.
وجرى هذا الاجتماع الحسّاس دون إخطار الحكومة المؤقتة وتمخّضت عنه قرارات خطيرة تمثلت في ضرورة إرسال كوموندوس إلى مقرّ الحكومة المؤقتة في تونس واعتقال بعض الوزراء وعلى رأسهم كريم بلقاسم ومحمود الشريف، وفرحات عبّاس وحتى بوصوف وبن طوبال، غير أنّ السائق الذي نقل العموري إلى الحدود أبلغ كريم بلقاسم بالمؤامرة التي تدبر ضدهم، فتحدث كريم مع الرئيس التونسي لحبيب بورفيبة حول هذا الاجتماع وتدخل الحرس الوطني التونسي يوم 16 نوفمبر 1958 وحاصر مكان الاجتماع واعتقل جميع المشاركين فيه باستثناء ثلاثة تمكنوا من الفرار.
شكلّت الحكومة المؤقتة محكمة عسكرية ترّأسها العقيد هواري بومدين، ويقول زبيري في مذكراته إن العقيد العموري ”هو من طلب توكيلي كمحام للدفاع عنه، وبلـّغني كريم بلقاسم رغبة العموري، لكني تفاجأت لهذا الطلب وسألت نفسي كيف يمكن أن أدافع عن هذه الجماعة التي تعتبرهم الحكومة المؤقتة متمردين!”، فقد كنت أرى أنّ هذا التمرد له أسبابه، لكن أن يتسبب ذلك في الإساءة إلى الثورة ويشكّل خطرا عليها. ثم يؤكد أنه رافع بشدة من أجل إنقاذ العموري ومن معه من حكم الإعدام رغم علمي أن الأحكام قد اتخذت مسبقا في حق العموري بالأخص. ويقص زبيري مقاطع لم يذكرها أحد من قبل من حديث العقيد العموري في دفاعه عن نفسه وقال إنه اتهم كريم بلقاسم باستغلال مكانته باعتباره التحق بمجموعة الستة المفجرين للثورة الذين لم يبق منهم من ينشط في الميدان سواه، واتّهمه كذلك بتغليب النزعة الجهوية ومحاولة فرض سيطرة إطارات الولاية الثالثة على جميع الهياكل الحسّاسة في الثورة. أمّا عن محمود شريف فانتقد ترقيته بسرعة إلى مسؤول منطقة ثم قائد ولاية فعضو لجنة التنسيق والتنفيذ في ظرف أقل من عام من التحاقه بالثورة.
وامتدّت الجلسات والمرافعات على طول خمسة عشر يوما، وفي آخر جلسة أعلن رئيس المحكمة العقيد هواري بومدين انتهاء المحاكمة ورفع الجلسة دون إصدار الحكم الذي قضى بإعدام العموري وثلاثة من كبار الضباط الآخرين. ويقول عن الحكم ”لم تعلم به هيئة الدفاع إلاّ من خلال إحدى النشريات التابعة لجبهة التحرير الوطني”.
ويعود الزبيري إلى وقائع الأزمة التي تفجّرت ما بين الحكومة المؤقتة برئاسة بن خدة ودعم الباءات الثلاث من جهة وهيئة الأركان بقيادة بومدين وبن بلة من جهة أخرى، ويقول إنه كان في الأصل يدعم الحكومة المؤقتة وجاء إلى اجتماع المجلس الوطني في طرابلس للتعبير عن موقفه ذلك، إلا أن الغضب الذي أظهره بوضياف في حديثه إليه عندما التقاه أول مرة جعله يغيّر موقفه. ويشير هنا إلى أنه بالرغم من أن اسم بن بلة هو الذي كان يردده الكل كزعي م للثورة ”لكنني أصررت على مقابلة محمد بوضياف لأنني كنت قد سمعت من الشهيد مصطفى بن بولعيد أنه المنسق بين الداخل والخارج، ولم يكن سبق لي وأن التقيت بهذا الزعيم الثوري، فدخلت إليه وسلمت عليه وعرفته بنفسي ثم سألته عن أحواله، فصرخ علي متجهما: ”ماكوش (لستم) رجال اللي جيتو (لأنكم قبلتم المجيء لحضور اجتماع المجلس الوطني للثورة)”، فقد كان بوضياف غاضبا وساخطا لأن أغلب رجال الثورة مالوا إلى جانب بن بلة، وقلت له بعد أن فوجئت بهذا الرد الحاد ”لقد تلقينا دعوة لحضور اجتماع المجلس الوطني وجئنا على أساسها إلى هنا”.
وفي هذه الفترة، يضيف الطاهر زبيري، اتخذ بن يوسف بن خدة، بصفته رئيسا للحكومة المؤقتة، قرارا حاسما يتمثل في عزل العقيد هواري بومدين وأعضاء هيئة الأركان العامة من مناصبهم، وأعطى الأوامر بإلقاء القبض على بومدين، فأراد الحرس التونسي توقيفه ولكن بومدين تمكن من الإفلات من قبضة بورفيبة الذي كان يدعم الحكومة المؤقتة، والتجأ قائد هيئة الأركان المقال إليَّ في المركز الجديد للولاية الأولى في ثكنة ”بوحمامة” رفقة السعيد عبيد، واستطاع العقيد ”بومدين” استمال ة ضباط جيش الحدود إلى صفه، وأعطى أوامره لجيش الحدود بالتجمع في مدينة تاورة بسوق أهراس، وانساق ضباط وجنود جيش الحدود وراء أوامر العقيد هواري بومدين رغم إقالته.

المصدر :الجزائر: عبد النور بوخمخم

=================

04/01/2009
مذكرات آخر قادة الأوراس التاريخيين، العقيد الطاهر زبيري
الطريق إلى الحرية

صدر مؤخّرا عـن المؤسّسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار كتاب تحت عنوان “مذكرات آخر قادة الأوراس التاريخيين (1929ـ 1962)”، سجّل فيها العقيد الطاهر زبيري مسيرته النضالية والجهادية من المهد إلى الاستقلال، المذكرات تكشف عن الكثير من الحقائق والخبايا، كما أنّها تسلط الضوء عن الكثير من الأمور التي مازال يدور حولها النقاش ويكتنفها نوع من الجدل.
مازالت الثورة الجزائرية تصنع الحدث التاريخي وتلقي بثقلها البطولي على الساحة الثقافية حتى تفنّد بموضوعية بعض الشطحات التي تتحرّك على إيقاعات التشكيك التي مازال البعض يتشبث بها ويثيرها من فترة لأخرى بأنّ الاستعمار الفرنسي استعمار حضاري، وأنّ الاستقلال الذي انتزعته الثورة بدماء ملايين الشهداء هو منحة ومنّة من الرئيس الفرنسي شارل ديغول.
مذكّرات العقيد الطاهر زبيري حين يتفحّصها القارئ، يشعر بالصدق والبساطة والاسترسال في الحديث وكأنّه يشاهد فيلما أومسلسلا دراميا متصاعـدا في مشاهده، مكثّفا في أحداثه، مليئا بالصور والمفاجآت، بالآلام والجراحات والدموع والبطولات الخارقة.
بداية المذكرات تصوّر المجتمع الجزائري في الثلاثينيات من القرن الماضي تصويرا مأساويا بائسا إلاّ أنّ هذا التصوير يعتمد على الومضات السريعة واللقطات المكثّفة في أماكن متعدّدة التي كانت مسرحا لعائلة الطاهر زبيري في الشرق الجزائري، والتي كانت في لهث دائم وراء لقمة العيش وسدّ الرمق في سنوات الحرب والنار، الحرب العالمية الثانية، ثمّ تتحدّث عن النضال السياسي والإعداد النفسي والتكويني والوطني الذي انبثق منه جيل الثورة المسلّحة، وتعطي هذه الصور لمحات مقتضبة، لكنّها عميقة عن الإعداد للثورة والنضالات التي عرفتها الحركة الوطنية الجزائرية في “حزب الشعب الجزائري” و”أحباب البيان” و”من أجل انتصار الحريات الديمقراطية”، إضافة للأحداث الدموية الرهيبة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال في حقّ الشعب الجزائري في كلّ من سطيف، قالمة، خراطة، الجزائر العاصمة وسعيدة وغيرها من المدن الجزائرية في مباشرتها التقتيل الجماعي الذي حدث في الثامن من شهر ماي 1945 بمناسبة انتصار الحلفاء على دول المحور في الحرب العالمية الثانية.
كما تطرّقت المذكرات إلى تشكيل المنظمة الخاصة بقيادة المرحوم محمد بلوزداد والسطو على بريد وهران وانكشاف المنظمة الخاصة والانشقاق الذي حدث بالحزب وخلّف شرخا كبيرا، ناهيك عن الانتخابات والتزوير الذي قامت به سلطات الاحتلال، كما تنقلنا المذكرات إلى الإعداد للثورة وجلب الأسلحة المتبقية من الحرب العالمية الثانية من ليبيا إلى غاية القبض على البطل مصطفى بن بولعيد بالتراب التونسي والحكم عليه بالإعدام وقصة فراره من سجن “الكدية” مع عشرة من إخوانه المجاهدين ومن جملتهم العقيد الطاهر زبيري.
إنّ رواية الفرار جاءت في مذكرات الزبيري بدّقة متناهية، وذاكرة حية لم تضعف رغم مرور الزمن منذ اندلاع الفكرة في ذهن مصطفى بن بولعيد وعرضها على رفقائه وتشكيك البعض في نجاحها واعتبارها من المستحيلات، إلى القسم على المصحف ووضع خطة الفرار في مرحلة التنفيذ في انطلاق عملية الحفر، ثم الفرار، حيث انتهى اللقاء بين صاحب المذكرات وبن بولعيد بعد أن تواعدا باللقاء إلاّ أنّ الظروف كانت غير مواتية رغم المحاولات العديدة، ويستشهد بن بولعيد، ويؤكّد الزبيري أنّ استشهاده كان غامضا، كما يذكر أنّه تمّ التكتّم على استشهاده لمدة زمنية، ويروي زبيري أنّ بن بولعيد قبل فرارهم من السجن نصح وبإلحاح المجموعة التي فرّت معه بعدم لمس أوالتقاط ما يخلّفه العـدو في أرض المعـركة أوغيرها من الأماكن حتى ولو كان قلما لأنّه قد يكون ملغّما، ومن هنا يتساءل زبيري “عن كيفية وقوع بن بولعيد ضحية لشيء كان يحذرّنا منه ؟”.
مذكرات الطاهر زبيري مكثّفة ومليئة بالأحداث والمفاجآت والعمليات العسكرية الجريئة، وكذا الدسائس والمؤامرات وتصفية الحسابات، ويصوّر البناء الثوري الذي بني على الأعراش والمناطق والجهات، ثمّ التنافس بين القادة على القيادة والسيطرة على المناطق، وفي كثير من المرات تتحوّل المنطقة إلى مركز نفوذ لهذا الشخص أوذاك، ومن هنا تبدأ التصفيات الجسدية بعدّة مبرّرات للقضاء على المنافس.
لم يعرض الطاهر زبيري النواحي الإيجابية للثورة فحسب، بل ركّز أيضا على النواحي السلبية وهي كثيرة، ومن خلال هذا التركيز حاول أن يقول أنّ المجاهدين ليسوا بملائكة أوأنبياء، بل هم بشر يرتكبون الأخطاء ربّما الجسيمة، منها ما كان عن عمد، مثل التصفيات والاغتيالات التي كانت تقع هنا وهناك.
المذكرات تناولت أيضا الإعداد للثورة وجمع الأسلحة وشرائها أوالاستحواذ عليها بالقوّة إن تطلّب الأمر، ثم تناولت أيضا القادة الستة والـ 22 وبيان أوّل نوفمبر واندلاع الثورة وساعة الصفر.
الكتاب الذي يدور على مساحة ورقية قوامها 335 صفحة بالفهرس والوثائق والصور من القطع العادي، قسمه المؤلّف إلى 14 فصلا مع ملاحق وحوار أجراه معه كاتب المذكرات الصحفي مصطفى دالع.
الفصل الأوّل من الكتاب تحدّث فيه زبيري عن طفولته وأسرته الفقيرة، والده معلّم القرآن الكريم، حيث أكّد من خلال ذكر عائلته أنّها تنحدر من أصول أمازيغية فقيرة لكنّها محافظة ومتديّنة، ثم يذكر في هذا الفصل تنقّل العائلة بعد أن أرهقتها ضرائب الاحتلال باحثة عن لقمة عيشها الصعبة والشاقة من مكان إلى آخر في الشرق الجزائري، كما يذكر كيف كان يحضر مع شقيقه وهو صغير اجتماعات خلايا حزب الشعب.
الفصل الثاني وعنونه بـ “البحث عن وطن” سجّل فيه نضاله السياسي، بل تكوينه ليخرج من خلاله إلى الفصل الثالث الذي تحدّث فيه عن اندلاع الثورة وعنونه بـ “الطريق إلى الحرية” ثم أعقبه بالحديث عن السنوات الأولى في الفصل الرابع “فجر الثورة”، أمّا الفصل الخامس فقد ذكر فيه الشهور التي قضاها في الاعـتقال والحكم عليه بالإعدام، ويروي في الفصل السادس قصة الهروب من سجن “الكدية” مع مجموعة المحكوم عليهم بالإعدام مع البطل الرمز مصطفى بن بولعيد، أمّا الفصل السابع فخصّصه لرواية قصة إعدام جبار عمر، الفصل الثامن روى فيه قصة استشهاد مصطفى بن بولعيد حسب الروايات التي سمعها.
كما تروي المذكرات التحضير للاجتماع الذي كان متّفقا عليه من أجل تقييم الثورة في سنتها الأولى والذي كان مفترضا انعقاده في المنطقة الشرقية إلاّ أنّه انعقد في الصومام، وعـنون الفصل التاسع بـ “الأوراس يغيب عن الصومام”، أمّا الفصل العاشر فتحدّث فيه مطوّلا عن القاعدة الشرقية والمعارك الطاحنة التي دارت فيها معركة معركة.
وفي الفصل الحادي عشر روى العقيد زبيري في مذكراته انقلاب العقداء، ليتناول في الفصل الثاني عشر “مهمة مستحيلة” والفصل ما قبل الأخير خصّصه لآخر قادة الأوراس، ويختم فصول الكتاب بالفصل الرابع عشر الذي عنونه بـ “الانتصار الضائع”.
مذكرات العقيد الطاهر زبيري مكثّفة بالأحداث والشخصيات والمعلومات، حيث يصعب تلخيصها في موضوع أوتقديمها في قراءة إلاّ إذا كانت شاملة باعتبار أنّ هذه المذكرات ما هي إلاّ قراءات سريعة وموجزة لأحداث كثيرة ومتزاحمة ومتداخلة تغطي مساحة كبيرة من الزمن ومن الثورة ومن الأحداث التاريخية.
ولهذا يمكن تقسيم هذه المذكرات إلى ثلاثة أبواب، الطفولة والنشأة، النضال السياسي، اندلاع الثورة والكفاح المسلّح المطعّم بكثير من الجوانب السياسية الدقيقة والمهمة والخطيرة.
المذكرات في مجملها تنفض الغبار عن كثير من الحقائق وتزوّد الدارسين والمختصّين بحقائق جـديـدة ومهمة وشهادات حية حول رجال صنعوا ملحمة الثورة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر إلاّ أنّهم صدقوا وصابروا وجاهدوا وانتصروا وحقّقوا الهدف الأكبر الذي اندلعت من أجله الثورة ألا وهو السيادة الوطنية والاستقلال الكامل والتام للجمهورية الجزائرية.
ابن تريعة

http://www.el-massa.com/ar/content/view/16142

7 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق