سياسة مكتبة

تسريبات ويكيليكس حول لقاء بوتفليقة بالقائد العام لأفريكوم

الموضوع: لقاء بوتفليقة بالقائد العام لأفريكوم
الموضوع: بوتفليقة لـوارد: نريد علاقة إستراتيجية
تاريخ البرقية: الأحد 9 ديسمبر 2009
ســـــــــــري
مصنف من قبل القائم بالأعمال ويليام جوردن.
الملخــــــــــــــــــــص
التقى القائد العام لأفريكوم ويليام وارد بالرئيس الجزائري عبد الغزيز بوتفليقة في 25 نوفمبر، خلال زيارته الأولى للجزائر منذ توليه قيادة الأفريكوم. قال وارد أن إستراتيجية أفريكوم هي مساعدة الأمم الإفريقية بمدهم باحتياجاتهم الأمنية ، وليس القيام بالعمل نيابة عنهم. الولايات المتحدة تدرك الدور القيادي للجزائر في المنطقة، وأفريكوم كانت على استعداد لمساعدة الجزائر وجيرانها في حربهم ضد الإرهاب. قال بوتفليقة أن الجزائر أرادت شريكا إستراتيجيا، وليس خصما. علاقتنا العسكرية شملت فعلا تعاونا تقنيا وتدريبات. الاستعمال الكامل لأدوات الرصد والمراقبة أخلَ بالسيادة الوطنية للجزائر ولهذا فإن الأمر فرض بعض القيود على الالتزامات العسكرية. لكن الولايات المتحدة والجزائر يتقاسمان هدفا مشتركا متمثلا في محاربة الإرهاب. أخذ الإرهاب شكلا خطيرا في المنطقة، ودول الساحل كانت مستعدة لطرح المشكل مع بعضها البعض. هناك حاجة أكبر لضمان مشاركة و التزام القيادة السياسية لمالي في المعركة الإقليمية. أبلغ بوتفليقة وارد أن على الرئيس المالي أن يفهم أنه لا يمكنه أن يكون مع اللصوص وضحاياهم في نفس الوقت. قادة دول الصحراء مازالوا يخططون لعقد قمة حول الأمن والتنمية في باماكو لكنهم لم يحددوا التاريخ بعد. عاد الرئيس بوتفليقة إلى الأزمة الجزائرية- المصرية التي تلت مباراة كرة القدم المؤهلة إلى كأس العالم. الصحراء الغربية، التداعيات السلبية للنشاطات الإستطانية لإسرائيل، إيران، العراق وأفغانستان. حول مسألة كرة القدم، أوضح قائلا لوارد أن ملك المغرب أرسل إليه رسالة تهنئة حارة بعد المباراة.
طرح التحديات المشتركة
عند زيارته لأفريكوم التقى القائد العام ويليام وارد بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 25 نوفمبر بالقصر الجمهوري. حضر اللقاء كل من، رئيس الأركان الجنرال قايد صالح، مدير العلاقات الخارجية والتعاون بوزارة الدفاع الجنرال نوردين مكري، رئيس التنظيم والإمداد الجنرال عبد الحميد غريس، ومترجم. السفير، مستشار وارد للسياسات الخارجية، الدكتور رايموند براون، ورافق الجنرال وارد الملحق العسكري و كاتب جلسة، استمر الاجتماع لساعتين. أبرز وارد أن زيارته ترمز إلى التعاون الثنائي المتنامي بين البلدين. دور الافريكوم هو مساعدة الأمم الإفريقية وطرح تحدياتهم الأمنية، ليس القيام بالمهمة نيابة عنهم. يقول وارد أن الهدف من الزيارة كان سماع وجهة نظر الجزائر حول توسيع التعاون في إطار بحثنا عن طرق للعمل من اجل طرح التحديات المشتركة في إفريقيا. أدرك وارد أن هذه التحديات معقدة وتحتاج إلى تنمية وحلول سياسية وليس فقط تدخلات عسكرية. للمضي قدما، سعينا للتعاون في مجالات تحددها الجزائر على أنها أولويات. أفريكوم رحبت بجهود محاربة الإرهاب في المنطقة التي التزمت بها الجزائر مع جيرانها من دول الساحل. الجزائر تقود الجهود، سنعمل مع الجزائر وجيرانها لمساعدتهم على القضاء التهديد الإرهابي في المنطقة.
طرح التحديات المشتركة -الجزء الثاني-
– قال بوتفليقة أن الولايات المتحدة والجزائر ليدهما هدف مشترك ورغبة بالعمل معا لمحاربة الإرهاب. اشار بوتفليقة إلى أن الجزائر والولايات المتحدة بدأتا بالعمل معا بشكل أكثر قربا خلال إدارة كلينتون عندما أدرك الطرفين أنهما يكافحان نفس المشكل. أكد بوتفليقة أنه بعد أحداث سبتمبر، كانت الجزائر الدولة العربية الأولي التي أرسلت رسالة تضامن إلى الرئيس بوش. بعد ذلك، على الرغم من عدم شعبية سياسات بوش، فإن العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين تحسنت. أضاف أن العلاقات اليوم ممتازة، ملاحظا أن الجزائر هي الشريك التجاري الثاني في الشرق الأوسط للولايات المتحدة بعد العربية السعودية، وهي أكبر شريك تجاري في أفريقيا.
نظرة أوباما الجديدة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة مثلت منطلقا جديدا و لاقت استحسانا من الدول النامية. لكن هذا كان يعني أيضا أن سقف التوقعات من إدارة أوباما كان عاليا. يتوقع بوتفليقة أن علاقاتنا الثنائية ستستمر في الإتجاه الإيجابي. لكنه علق أن الولايات المتحدة والجزائر تسيران إلى الأمام في تعاونهما، مدركتان اهمية الحوار عبر كافة المستويات القيادية. في هذا السياق، أعلن بوتفليقة أنه على أستعداد لمساعدة وارد ودعاه لزيارة الجزائر مرة أخرى
.
التعاون العسكري -الجزء الأول
– أعطى بوتفليقة أهمية كبيرة للتعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة لكنه أشار إلى أن إستعمال الولايات المتحدة لمتطلبات الرصد والمراقبة في أقصى حدودها يعارض مع السيادة الوطنية للجزائر. على الرغم من ذلك، احدثنا تقدما في مجال التدريب والتعاون التقني. قال بوتفليقة أن قدرات القوات الجزائرية والأمريكية مفهومة بشكل جيد في المنطقة.
أوضح بوتفليقة أن النقاش المباشر و الصريح هو المفتاح لحوار عسكري ناجح، إضافة إلى إدراك أنه في بعض الحالات سيكون هناك قيود على حجم التعاون. » قولوا لنا ماذا تريدون ، ونحن سنقول لكم ماذا نستطيع فعله » . أضاف أن الجزائر ترغب في أن تكون شريكا إستراتيجيا للولايات المتحدة في المنطقة، وليس خصما.
.
التعاون العسكري -الجزء الثاني
شكر وارد الرئيس بوتفليقة عن تقييمه الصحيح لعلاقاتنا العسكرية. قال وارد أن الرئيس، سكرتير الدولة للدفاع، رؤساء الأركان المشتركة للولايات المتحدة، كلهم يدركون قيمة الشراكة الجزائرية – الأمريكية. ردَ بوتفليقة أنه على أستعداد للمساعدة في توطيد تلك الشراكة. أوضح وارد أنه من أجل توسيع شراكتنا ، على الجزائر أن تخبرنا بالسبل الأنجع للوصول إلى الأهداف المشتركة. على الرغم من بعض الأشياء السيئة التي تقال حول الأفريكوم، قال وارد مبتسما، أن قيادته لم تنشأ للسيطرة على أفريقيا. دون أي تردد ، رد بوتفليقة بإبتسامة أكبر أنه هو نفسه لم يكن متأكدا من هذا الأمر حتى قدوم وارد. قال وارد ، ونحن مستمرين في حوارنا العسكري، سنفعل ما تراه الجزائر مهما. أكد وارد أن الجزائر أدركت منذ أمد تحدي التطرف وأثبتت قدرتها على الرد. ستقوم أفريكوم بدورها لمساعدة الجزائر وجيرانها في هذه الجهود. وهو يثير رأي بوتفليقة في الإستعمال الأقصى لمتطلبات الرصد والمراقبة، أقترح وارد تركيز جهودنا على المجالات التي يكون فيها التعاون ممكنا، مثل التدريب والتجهيز. أعترف وارد أن بعض القوانين واللوائح الأمريكية قد تمنع مشاركة الجزائر في أشكال أخرى من الإرتباط.
العلاقات المدنية- العسكرية
شدد بوتفليقة على أن الجيش الجزائري يحترم » بشكل مطلق » سلطة القيادة المدنية. » هذه ليست تركيا » ، قال.
أكد بوتفليقة أن الجيش فرض عليه أخاذ تدابير جذرية خلال فترة العنف في التسعينات لحماية البلاد. تلك كانت مرحلة عصيبة، لكن تم استعادة الحكم الدستوري. مؤكدا أن » البيت الآن مرتب « ، » وأستطيع أن اقول لك أن الجيش يأتمر بأمر المدنيين. يوجد دستور واحد والجميع يخضعون له ». لكن بوتفليقة أعترف أن مشاكل الماضي مازالت تخيم على البلاد. أشار إلى أن التقارير الصحفية الأجنبية تعتبر الجزائر بلد بحكم ديكتاتوري و جادل أن هذا المصطلح أستعمل أحيانا دون مبالاة. الدستور الجزائري أعاد سيادة القانون. في سنة 2004 تم اتخاذ القرار بأنه لا مكان مستقبلا » للشرعية الثورية » التاريخية. الشرعية الوحيدة هي الدستور. » كل شخص له الحق في الترشح ، حسب الدستور، حتى جنرال ». لكنه سكت قليلا، ثم أبستم إبتسامة عريضة وقال ، » لكن الجنرالات أدركوا الصعوبات ولم يترشح منهم أحد بعد ».
محاربة الإرهاب
قال بوتفليقة أن الإرهاب أخذ شكلا خطيرا في إفريقيا. مضيفا أن الحالة في الصومال ميئوس منها. بينما منطقة الساحل تمثل مجموعة من القضايا المعقدة. لحسن الحظ، أغلب دول الساحل مصممة على التعاون ولديها القدرات لمواجهة التهديد إذا عملوا معا. عبرت موريطانيا عن التزام واضح ونفس الشيء بالنسبة للنيجر، على الرغم من إدراك بوتفليقة لمخاوف الولايات المتحدة من الرئيس تانجا. لكن مالي مازالت تتهرب من التعاون الكامل. سياسات مالي فشلت في خلق استقرار في الشمال. النتيجة هي بيئة ينعدم فيها القانون، وانتشار التهريب والاتجار بالسلاح والمخدرات يعزز من تواجد الإرهاب. قال بوتفليقة أن المنطقة جاهزة لمواجهة هذا المشكل ، وهناك تعاون ثنائي وجهود إقليمية قيد التنفيذ. في هذا السياق، الجزائر كانت تراقب عن كتب مساعدة الولايات المتحدة لمالي والنيجر.
قال وارد لبوتفليقة أنه ينتوي زيارة باماكو بعد الجزائر و سيعمل على تشجيع القيادات المالية على تعاون في الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب. الولايات المتحدة تقدم المساعدات العسكرية لمالي، وتمنينا أن تكمل العمل الذي كانت تقوم به الجزائر. شدد وارد على أنه في النهاية هزيمة الإرهاب هي مهمة المنطقة. عبر بوتفليقة عن تقديره لمساعدة الولايات المتحدة لمالي وقال أن الجزائر أيضا قدمت دعما، بما فيه بعض المعدات. حث بوتفليقة الولايات المتحدة على إبلاغ الرئيس المالي امادو تونامي تور أنه » لايستطيع أن يكون صديقا للصوص والضحايا في آن واحد ». أكد بوتفلقية على أن العديد من الأجهزة الأمنية المالية تشاطره نفس التخوفات. قال أنه في الماضي، الجزائر أنتظرت الفرصة لاستجواب إرهابيين مشتبهين محتجزين في مالي، لتكتشف لاحقا أنه في نفس الوقت كان المسئولون الماليين يقودون مفاوضات لإرجاع الإرهابيين إلى المنظمات الإرهابية.
قال أنه » من الصعب التعاون في ظل هذه الظروف ». قال بوتفليقة أنه على الرغم من هذه الصعوبات، قادة المنطقة مازلوا يعدون لعقد قمة من أجل الأمن والتنمية في باماكو. الجميع متفق على الحاجة لهذه القمة، قال، لكن مازال التاريخ غير محدد. قال بوتفليقة أن الجزائر منفتحة على تبادل المعلومات مع الولايات المتحدة فيما يخص تعاون الجزائر مع جيرانها. قال الجنرال وارد أن أفريكوم ستفعل نفس الشيء مع الجزائر فيما يخص مبادرات الولايات المتحدة في المنطقة.
لجزائر وكرة القدم
تبادل بوتفليقة معنا تصوراته حول المعاداة المصرية للرموز الوطنية للجزائر التي تلت مباراة 18 نوفمبر المؤهلة لكأس العالم. قال بوتفليقة أن الإعلام المصري بالغ في ردة فعله والجزائر لم يكن لها نية الرد. لم تستطع الجزائر تقبل الخلط بين العلاقة التاريخية مع مصر ( الماضي، الحاضر والمستقبل) و نتيجة مباراة كرة قدم. قال أن الجزائر ومصر تتقاسمان عدد من المصالح السياسية والإقتصادية المشتركة و أن بلاده لم تكن لها أي رغبة في أزمة سياسية بسبب نتيجة مباراة في كرة القدم. البعض طلب من بوتفليقة الرد بشكل علني عما صدر من الجانب المصري. قال » أتفهم أن ردة فعل المصريين ناتجة عن ظروف داخلية » ، » لكننا لن نسلك نفس المنحى » . أكد بوتفليقة أن الأمين عام للجامعة العربية عمرو موسى طلب زيارة الجزائر للتوسط في القضية. أخبر بوتفليقة موسى أنه لايوجد شيء يمكن مناقشته في الجزائر وأقترح أنه قد يكون أفضل لموسى تخفيف التوتر من خلال العمل مع القاهرة من أجل التأثير على الرأي المصري.
أشار بوتفليقة أن ما تلا المباراة كان جيدا. الملك المغربي محمد السادس أرسل بريقة تهنئة حارة إلى الجزائر بعد فوزها. قال بوتفليقة أنه أختار أن لا يعلن الرسالة أمام الرأي العام، حتى لايتم خلق مشاكل للمغرب في علاقاته مع مصر. قال أن حالة الإحباط السياسي العربي أحيانا مايتم التعبير عنها عبر كرة القدم. الجزائر ستستمر في دعم الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية. قال أنه لا أحد يتوقع تغيير في أسلوب نيتانياهو في المفاوضات ». لذلك، فإن الوقت مناسب الآن للعمل على المصالحة وتشجيع الفلسطينيين على التحدث بصوت واحد.
الجزائر ايضا تدعم الموقف المصري مع غزة، الذي أملته محاذات مصر لغزة و بيئتها السياسية الداخلية. » إذا كنا في مكانهم، سنطبق نفس السياسة » . قال بوتفليقة أنه يفضل أن يرى مصر تركز جهودها على هذه القضايا « عوضا من تركيزها ضدنا نحن ».

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق