سياسة

حدّة حزام: أنا مواطنة ”فرنسية سابقة” بحكم مولدي قبل الاستقلال! (2012.04.23)

غيرة

تابعت الانتخابات الفرنسية أول أمس بكثير من الاهتمام، ليس للأسباب التي قلتها في هذا المقام منذ يومين، بل كمواطنة ”فرنسية سابقة” بحكم مولدي قبل الاستقلال.. وفعلا، كانت الانتخابات الفرنسية ”تسخّف” الحالمين مثلي بالديمقراطية، وتساءلت في قرارة نفسي: متى سنصل في الجزائر إلى إجراء انتخابات كهذه التي أجريت في فرنسا ؟؟

انتخابات الرئاسة الفرنسية لا حديث فيها عن التزوير، ولا حديث فيها عن لجان المراقبة، ولا حديث فيها عن مراقبين دوليين، مع أن فرنسا عضو في الاتحاد الأوربي، الذي يأتي اليوم لمراقبة انتخابات الجزائر، ولا حديث فيها عن الحياة الخاصة للمترشحين، لأن الأحزاب الفرنسية لا تسمح بتقديم مترشحين إلى الشعب الفرنسي حياتهم الخاصة فيها ”إن” كما أن هذه الأحزاب لا تقدم مترشحين سراق ومترشحين غير مناضلين في صفوفها..

حقيقة هذه الانتخابات ”تغير” باللغة العامية .. وتجعل الواحد منا يغبط الشعب الفرنسي على نعمة الديمقراطية الشفافة هذه ويحسده عليها؟ وفي نفس الوقت نتساءل: كيف لم نأخذ نحن من الفرنسيين نعمة الديمقراطية هذه وأخذنا منهم فقط الرذائل الحضارية ونحن الذين عشنا 132 سنة جزءا من هذا البلد؟!!

رئيس في الحكم يترشح ويأتي ترتيبه الثاني، وقد يهزم في الدور الثاني ولا يستخدم وسائل الدولة ومؤسساتها، وإن كان هناك اتهام بالتحيز لساركوزي لوسائل الإعلام، وقد رأينا على المباشر درسا في الديمقراطية وكيف تتناطح البرامج وليس الأحزاب أو الرجال .. كل مترشح يعرض ”بضاعته” على الناس ويقدم للشعب الفرنسي تصوره في كيفية خدمته لفرنسا وشعب فرنسا وعزة فرنسا أكثر من الآخرين، وليس كيف ”يهف” الشعب ويتحايل من أجل الوصول إلى الخزينة مثلما تحلم بذلك الأحزاب الإسلامية في الجزائر.

والأروع من هذا كله، رأينا كيف يحتكم الساسة في فرنسا إلى الشعب ويصدر الشعب حكمه الفاصل فيمن هو أصلح لحكم فرنسا، بعيدا عن كل تضليل أو تدليس .. كل هذا عبارة عن درس مهم لنا، لكن الأهم من كل هذا هو سلوك الشعب الفرنسي السياسي والحضاري في التعامل مع قضايا السلطة والحكم، فعندما يخاف الشعب الفرنسي ويجتاحه الفزع من الأزمات، ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات لممارسة الحق في فصل النزاعات بين السياسيين وإقرار البرنامج الذي يراه أنسب للشعب الفرنسي لإبعاد شبح الخوف عن الأمة والبلد.

عندما يتصاعد خطر اليمين المتطرف في فرنسا لا يمارس ضده خصومه الإقصاء العنيف والمتعجرف، بل يفتحون نقاشا حول مخاوف الشعب الفرنسي وهمومه ولماذا أدى خوفه على فرنسا إلى إعطاء أصواته لليمين المتطرف.

ألا يبعث كل هذا على الغيرة والحسد؟

حدة حزام

2012.04.23

http://www.al-fadjr.com/ar/assatir/212470.html

al-fadjr_24_04_2012

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • بما أنك حسب أقوالك مواطنة فرنسية سابقة وهو مايبدو أنك معجبة بهده الكلمة فلمادا لا تطلبي الجنسية الفرنسية وتتخلي عن جزائريتك

  • أحد علامات التخلف و الاستحمار في بلدنا, هم أشباه مثقفين يحاولون أن ينسبون أنفسهم عنوة لفرنسا و ثقافتها. و المصيبة أنهم حتي و ان لبسوا على الطريقة الباريسية و تغنوابالثقافة الفرنسية, لا ينظر اليهم الا نظرة السيد لعبده, فهم قوم يستنكرون لكل شئ في ثقافتهم , فأنى لغيرهم أن يحترمهم