سياسة

“أعيان وشيوخ ولايات الجنوب”: “الحملة حولت مطالب سكان المنطقة المتعلقة بالحق في الحصول على منصب عمل إلى مطالب لا يقبلها العقل والمنطق”

“الأعيان الجنوب” ينتفضون في عريضة “نداء الوطن” والمحتجون يتمسكون بمطالبهم:
من يصب البنزين على الجنوب
دليلة.ب / لخضر رزاوي / موسى بقي
2013/03/10

احتجاجات البطالين متواصلة بالجنوب
بريئون ممن يتحدثون باسم أبناء الجنوب وهم لا يمثلون إلا أنفسهم

استنكر أعيان وشيوخ ولايات الجنوب، “الحملة” التي قالوا أنها حولت مطالب سكان المنطقة المتعلقة بالحق في الحصول على منصب عمل، “إلى مطالب لا يقبلها العقل والمنطق”، معتبرين المطالب “الجديدة” سياسية موشحة بأجندة أجنبية خارجية، داعين إلى نبذ كل أشكال العنف والتطرف وزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، “والتصدي لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة ووحدة الوطن”.

وجاء في المبادرة التي أطلقوا عليها “نداء الوطن”، وقّعها الشيخ مولاي التهامي غيثاوي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى ورئيس لجان الأعيان في ولاية أدرار، وكذا البرادعي عبد الله، عضو مجلس الأمة سابقا، بالإضافة إلى رئيس رابطة الحياة وعضو مجلس الأعيان في الجنوب، ممثلين عن أعيان وشيوخ ولايات أدرار، تمنراست وإليزي، أن الحملة يقودها أشخاص لم يتم التوصل بعد إلى هوياتهم ولا انتمائهم، يتحدثون باسم سكان ولايات الجنوب، “وحوّلوا مطالب لا تخرج عن نطاق المطالبة بمنصب شغل إلى مطالب سياسية موشحة بأجندة أجنبية خارجية”، و”إذ نتبرأ منهم كونهم ليسوا منّا ولا نحن منهم، أشخاص يعزفون على وتر نغمات إيقاعاته نشتم منها رائحة الأيادي الخفية، مندسة بين مجموعة من الشباب البطال يحاولون إخراجهم عن مطلبهم، ليجد بعضهم ينادي بالتميز والجهوية، وبمطالب أخرى لا صلة لها بيوميات مواطني المنطقة”، مستنكرين الحملة “الهمجية” التي يهدف من ورائها إلى خلق البلبلة وزعزعة استقرار البلاد، بعدما عاد إليها الأمن والاستقرار – يقول أصحاب العريضة-.

وثمّن ممثلو سكان الجنوب الإجراءات الأخيرة المتعلقة بقرارات الحكومة، المتخذة في إطار ترقية إطارات من أبناء الجنوب في مناصب عليا، ومنها ولاة للجمهورية في الحركة الأخيرة التي مسّت الولاة، داعين إلى ضرورة تفويت الفرصة على من يحاولون زعزعة استقرار البلاد “وذلك لن يتأت إلا بالوحدة والاتحاد ونبذ الضغينة والحقد والتسامح.. حتى نفوت الفرصة على من خرجوا عن ملّة ديننا وانتماء وطننا ممن يتكالبون علينا بتنفيذ مخططاتهم الرامية إلى إدخال الشك وزرع الفتنة في قلوب المواطنين”.

وتحدث أصحاب العريضة عن الميزانيات التي تم رصدها للوقوف بالتنمية في الجنوب، ضمن المخططات الخماسية الثلاثة، إذ قدرت بحوالي 617 مليار دينار منها 122 مليار لولاية إليزي لوحدها، مشيرين إلى أن هذه الولايات لم تعد بحاجة إلى المزيد من الأموال بقدر ما هي بحاجة لمن ينجز البرامج، مؤكدين بأن الوقت الراهن لا يسمح بخلق الذرائع لتحقيق المآرب على حساب الوطن ووحدته، “وإننا في هذا الصدد نشجب ونستنكر كل ما صدر أو يصدر في المستقبل من قبل شلّة نصبوا أنفسهم أوصياء علينا، ونؤكد لهم أنهم لا يمثلون إلا أنفسهم وفقط” -يختم الموقّعون على العريضة-.

وكانت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، يقودها مجهولون دعت إلى مسيرة للمطالبة بإقالة الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أدلى بتصريحات اعتبرتها أطراف إنقاصا من شأنهم، وتزامنت هذه الحملة مع تأجّج مطالب الانفصال بمنطقة الساحل انطلاقا من أزمة مالي، ومطالب انفصال إقليم أزواد والتدخل العسكري الفرنسي في الشمال.

أكد أن مواطني الجنوب “ملتزمون” بتحقيق التنمية

ولد قابلية: ليس هناك أي مشكل سياسي في الجنوب

دافع وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، عن الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي يواجه حراكا من طرف شباب الجنوب الذين صعّدوا من لهجتهم اتجاه الجهاز التنفيذي، ورؤوا فيه مقصرا في حقهم، رغم أن المنطقة هي منبع مداخيل الدولة.

ونفى ولد قابلية، وجود أي مشكل سياسي في جنوب البلاد، وقال: “ليس هناك أي مشكل سياسي في الجنوب”، مشيرا إلى أن “الجزائر واحدة” ولا يمكن وضع شمال الوطن في طرف وجنوبه في طرف آخر.

واعتبر ولد قابلية بمناسبة إشرافه على تنصيب الولاة الجدد، الذين شملتهم الحركة التي عرفها هذا السلك مؤخرا في هذا الإطار، ما يتردد بخصوص أن “سكان الجنوب يشعرون بالتهميش وأن الثروة موجودة في هذه المنطقة ولا يستفيد منها سكانها” مجرد “تعاليق عارية من الصحة”. وذكر ولد قابلية، في هذا المجال أن ما قام به الوزير الأول عبد المالك سلال، من مجهودات لفائدة هذه المنطقة الشاسعة من الوطن منذ توليه مهام الوزارة الأولى أمر “يحتاج إلى التنويه والاعتراف”، مشيرا إلى دوره في “إقامة العديد من المشاريع الجديدة واستكمال أخرى، وكذا مطالبته بترقية الحوار مع السلطات المحلية”.

وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، أن مواطني الجنوب “ملتزمون” بتحقيق التنمية في هذه المنطقة، نافيا أن يكون هناك مشكل سياسي في جنوب البلاد، مضيفا أن “مواطني الجنوب ملتزمون على غرار باقي المواطنين في الشمال، بتحقيق التنمية في هذه المنطقة”، مؤكدا على تنويه واعتراف هؤلاء المواطنين بما تبذله الدولة من مجهودات في هذا الإطار، مضيفا بقوله “لقد لاحظنا من خلال العديد من الاجتماعات التزام مواطني الجنوب وأعيانه حيال الدولة والدفاع عن الأهداف المسطرة من طرف الحكومة لفائدة منطقة الجنوب”.

يأتي هذا في أعقاب إعلان مئات الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنظيم “مسيرة مليونية” احتجاجا منهم على وصف الوزير الأول عبد المالك سلال، الشباب المحتج على البطالة بأنهم “شرذمة”، معربين عن رفضهم القاطع لطريقة تعامل الوزير سلال مع مطالبهم، وأوضحوا أن حركتهم الاحتجاجية كانت سلمية ورفعت خلالها شعارات تنادي بالكرامة والعيش الكريم، لذلك وصفوا طريقة تعامل سلال مع قضيتهم بأنها “غير مقبولة”.

.

للمطالبة بالعدل في التوظيف

تواصل احتجاجات “الشومارة” في ورڤلة

تجددت أمس في ورڤلة، احتجاجات الشباب العاطل بمحيط مرافق التشغيل، للمطالبة بمناصب شغل، وكذا باحتواء ما وصفوه بالانسداد الحاصل بالوكالات المحلية للتشغيل، عقب إنهاء مهام 4 رؤساء وكالات محلية، على خلفية سوء التسيير وغياب الشفافية في تصريف عروض العمل، الواردة من مختلف الشركات النفطية العاملة في حاسي مسعود.

وطالب محتجّون في اتصال مع “الشروق”، الجهات الوصية بالتعجيل بتنصيب مسؤولين جدد على رأس هياكل التشغيل التي دخلت في حالة فراغ قانوني، سيما الوكالة الولائية التي تأخر تعيين رئيس جديد لها، ما أثر سخط “الشومارة” الذين أبدوا تخوفهم من استغلال أطراف، متعودة على “الصيد في الماء العكر” للوضعية الحالية، التي يمر بها المرفق المذكور.

وفي السياق؛ عُلم أن الوكالة استقبلت من بداية جانفي 2013 إلى اليوم، ألف عرض عمل من شركات مختلفة، في حين لم يتم توظيف سوى 20 بطالا، ما يعكس -برأي المتابعين- حجم النزيف المسجل في تعميم عروض العمل على فروع الوكالة الولائية.

يشار إلى أن نحو 3 آلاف عاطل قد نظموا مسيرة يوم 23 فيفري الفارط، للمطالبة بالشغل، انطلقت من ساحة بلدية ورڤلة، وكانت تعتزم الوصول إلى حاسي مسعود، لكن تم اعتراضها على مستوى حاجز أمني، بعد أن سار المحتجّون حوالي 20 كلم لتتفرق المسيرة من دون حوادث.

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/159115.html