سياسة

القورصو: ”تصريح المسؤول الفرنسي يزيدنا عزما على مقاضاة دولته”

فيما وصفتها حركة النهضة بـ”العدائية”

nawawi

ربط أستاذ التاريخ، محمد القورصو، بين تصريح المسؤول الفرنسي لـ”الخبر” حول رفض فرنسا الاعتذار على ماضيها الاستعماري، وبين تصريحات وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، التي تحدثت عن أصول الرئيس ساركوزي اليهودية نهاية ,2007 على أساس أن حديث الأول يأتي عشية زيارة الرئيس بوتفليقة إلى باريس تماما مثلما تم حديث الثاني عشية زيارة ساركوزي الجزائر.
ذكر القورصو، في اتصال به، على سبيل التعليق على مضمون تصريحات مسؤول فرنسي نشرت ”الخبر” أمس رأيه في موضوع توبة فرنسا عن جرائمها، أن ما قاله ”يأتي على خلفية الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية إلى فرنسا، وكأن هذا التصريح من حيث مضمونه وشدة لهجته، عبارة عن رد على تصريح وزير المجاهدين عشية زيارة الرئيس ساركوزي إلى الجزائر، يعني أن فرنسا تتعامل معنا بمنطق واحدة بواحدة”. وكان الوزير عباس تناول في حوار لـ”الخبر” نهاية 2007 أصول ساركوزي اليهودية، مما أثار شبه أزمة دبلوماسية بين البلدين كادت تؤدي إلى إلغاء الزيارة.
أما المسؤول الفرنسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، فقد ذكر بأن قضية الاعتذار المثير للجدل غير مطروحة إطلاقا في الجانب الفرنسي، لأن الجزائر ”كانت فرنسية” في تلك الفترة التاريخية. وحول ذلك يقول القورصو: ”إذا كان ساركوزي رجلا براغماتيا فعليه أن يقرأ صفحة احتلال فرنسا من طرف ألمانيا (1941) بأعين موضوعية.. فمتى كانت فرنسا ألمانية؟ ألم يعتز دوغول ومن جاء بعده من رؤساء فرنسا بتحرير باريس من الفاشية والنازية؟”.
وأوضح عضو مجلس الأمة سابقا، أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر حاليا، أن تصريح المسؤول الفرنسي ”يؤكد القاعدة الإيديولوجية للاتحاد من أجل حركة شعبية (حزب ساركوزي اليميني) الذي لا ينبغي أن ننسى بأن نوابه هم من كانوا وراء قانون 2005 الممجد للاستعمار، ولا ينبغي أن ننسى بأن هذه السنة ستشهد تنصيب الهيئة المنصوص عليها في هذا القانون، المكلفة بكتابة تاريخ حرب الجزائر، وهذا تصريح يدخل ضمن هذا المضمار، لا سيما أن صاحبه من الشخصيات المقربة من الرئيس الفرنسي الحالي، ويبدي اعتزازا باحتلال بلاده الجزائر”.
وقال القورصو إن الجيش الفرنسي الذي يعتز به صاحب التصريح ”كان سباقا إلى إنشاء المحارق واغتصاب الجزائريات، وإتلاف المكتبات مثل مكتبة الأمير عبد القادر والمكتبة الجامعية بالعاصمة. فهل بهذا تعتز فرنسا؟ فبدل أن تطأطئ الرأس نراها تتبجح بما قام به جنرالاتها من بيجو إلى ماسي”.وبخصوص حديث المسؤول عن مسؤولية الأفالان في قتل الفرنسيين عشية الاستقلال، ذكر القورصو: ”لا شك أن هذا المسؤول نسي ما فعلته اليد الحمراء، ولا شك أنه نسي أن وهران كانت القلعة المحصنة لمنظمة الجيش السري. وإذا كانت فرنسا مستعدة لأن تعتذر لألمانيا النازية، فجبهة التحرير التاريخية والجزائريون غير مستعدين للاعتذار لفرنسا، بل على العكس سيزيدهم هذا التصريح قوة وعزيمة على القيام بدراسات تكون منطلقا لمتابعة فرنسا أمام الهيئات القضائية المعنية”.
من جهتها، دعت حركة النهضة، في بيان أمس، إلى ”عدم السكوت إزاء هذه التصريحات من المسؤولين الفرنسيين الذين تعودا على تبادل الأدوار، تهربا من مسؤولياتهم في اتجاه الاعتذار الذي يعتبر المطلب الشعبي والرسمي والسياسي لكل مكونات الشعب الجزائري، فلا صداقة دون اعتذار”. واستهجنت النهضة ما وصفته ”تصريحات عدائية ونستغرب سكوت الدولة الجزائرية عنها”.

المصدر :الجزائر: حميد يس
2009-06-01

http://elkhabar.com/quotidien/?ida=159188&idc=67

كلمات مفتاحية