مقالات

متى سيتصاعد الدخان الأبيض فوق قصر المرادية؟! أحسن بوشة

لقد أشرت في مقال سابق إلى أن صراع الزمر على منصب رئيس الجمهورية سيزداد حدة خلال الشهور القادمة,فعام البيعة لعهدة غمس جديدة في الجزائر قد حل,ومن الواضح أن هاته الزمر تكون قد دخلت منذ واقعة تيقنتورين في صراع وسباق محموم بين بعضها البعض للوصول إلى قصر المرادية,هي زمر تنقسم إلى معسكرين رئيسيين,معسكر الرئيس ورجال الرئيس وربما خليفة الرئيس, ويقابله معسكر خصوم الرئيس وفيهم المدني والعسكري وجنرالات الزيت والسكر وووووبديل للرئيس….,وكل الدلائل تشير إلى أن المقابلة ستكون حامية الوطيس وذلك إلى غاية الحسم في مرشح السيسثام للرئاسيات القادمة أو إلى غاية صعود دخان أبيض من قصر المرادية (مثل الدخان الذي تعلن به الفاتيكان عن إنتخاب بابا جديد!!) لإعلان الرئيس بوتفليقة عن نيته في البقاء في القصر لعهدة أخرى.

أما إذا بقي الدخان يتصاعد أسودا,فهذا يعني أن بوتفليقة لا يرغب في الترشح لعهدة أخرى,وستستمر المعركة بين الزمرتين, يسجل فيها كل طرف أهدافا في مرمى الطرف الآخر, على غرار مسؤولية الإختراق الأمني في تيقنتورين أوفضائح التشكيب في سوناطراك مثلا.ويوم بعد يوم ,وشهر بعد شهر, ستظهر فضائح جديدة وسينشر غسيل جديد لكشف فساد جديد يضعف إحدى الطائفتين.

لاشك وأن الذين يريدون إضعاف الرئيس ودفعه إلى الإعتزال سيعملون على إضعافه بنشر المزيد من فضائح الرجال المحسوبين عليه,بينما سيحاول هو ورجالاته إظهار الصرامة في محاربة الفساد, والإشاذة بإنجازات الرئيس في نفس الوقت.

وهناك سيناريو محتمل وهو الزج بالحركات الشبابية الإحتجاجيةوإشعال إحتجاجات أخرى لضرب الإستقرار وتمرير ما يصعب تمريره في الضروف العادية,خاصة وأن السلطة في الجزائر خبيرة في مثل هاته الدسائس,ولهذا يجب على قيادات هاته الحركات أن يحذروا من لوبيات قد تحاول إستعمالهم في تحقيق أهداف مشبوهة

..

نعود إلى قصة الدخان الأبيض والأسود وصراع زمر الغمس واللحس ,فقبل أيام نشرت جريدة الخبر تصريحات مقصودة نسبت لموظف في رئاسة الجمهورية مفادها أن الرئيس ساخط وحزين لإنتشار الفساد….وأن الرئيس زاهد في عهدة جديدة…..أمممم…اللهم إلا إذا ترجاه الشعب للبقاء,وهو مايعني بلغة الديمقراطية الجزائرية تنظيم مسيرات وتجمع أحزاب ومنظمات,كلها تترجى مولانا السلطان مواصلة جلوسه على عرش مزغنة.

إن ما أوردته الخبر بعيدا جدا عن أي مصداقية وحرية التعبير وحرية الوصول إلى الخبر, بل هو تسريب ودور لابد للخبر أن تقوم به,وسنرى صحفا أخرى تقوم بأدوار وسخة مماثلة حينما يطلب منها القيام بذلك,فحرية الصحافة عندنا مشروطة بخدمة السلطان,ولا نتوقع من أي صحيفة تباع بربعة دورو أن تتعايش في الجزائر لولا ريع الإشهار وبالتالي فهي تحت رحمة مالك الريع.

ونجد أنفسنا الآن أمام هذا السؤال:إذا كان رئيس الجمهورية قد قالها بصريح العبارة في خطابه في سطيف عشية الإنتخابات التشريعية,لقد طاب جناننا ورحم الله امريء عرف قدر نفسه, ولقد آن الأوان لإنسحاب جيلنا…..فما الغرض من قوله الآن ”إلا إذا أرادني الشعب أو ترجاني أن أواصل”؟

هناك إحتمالين أولهما هو الأضعف,إذا كانت الخبر تكذب فلا بد أن تحساب على هكذا أقاويل,أما إذا كانت الخبر صادقة والتصريح صحيح فقد تكون هاته رسالة موجهة لفرق الشيتة والتطبيل,من صحف وأحزاب ومنظمات لتبدأ الرقص والهتاف: لا منجد للجزائر إلا العزيز…وقريبا سنرى الدخان الأبيض يتصاعد من قصر المرادية,وستطلق أرانب السباق لتفسح المجال لتتويج الملك عبد العزيز,ملك مزغنة للمرة الرابعة,إنها الجزائر أصبحت تعج بشياطين الشيتة والفساد توسوس لرئيس الجمهورية وتعطيه التقارير الكاذبة عن حال الرعية وتعده بشجرة الخلد وملك لا يبلى….وهي تعلم أن نفسه وطبيعته تميل إلى ذلك!

أخيرا أعتقد أن المتموقعين سيدخلون حالة طواريء بمجرد تلقي الإشارة من الرئيس في أنه يرغب في عهدة رابعة,خياطة دستور جديد على المقاس وذلك لسد الطريق على من تسول له نفسه بمنافسة الرئيس,زيارات ميدانية ومشاريع جديدة وتظاهر بمحاربة الفساد لتمهيد الطريق أمام عهدة رابعة ومابعد الرابعة كذلك…

أما شركاء الرئيس من غير رجالاته وقبيلته فهم ولاشك سيوافقون على الإستمرارية, وعلى العهدة الرابعة,سيوافقون إذا تلقوا ضمانات بالمحافظة على مكاسبهم وغنائمهم محللة ودائمة بدون أي ملاحقة قانونية أو غير قانونية,لكن إذا ماحدث وتزايدت الضغوط والإحتجاجات الشعبية للمطالبة بالتغيير مثلا ولم ينسحب الرئيس ولم يتم التوافق على خليفة الرئيس فإن الزمر ستتفق على تمديد العهدة الحالية إلى وقت إضافي,لأن الرئيس بوتفليقة ومعسكره لا يريدون رفع المنشفة وإنسحابه إلا بعد أن يجدوا خليفة له من معسكرهم , إلى أن يسجل أحدهم هدف الفوز والحسم على الآخر, أو حتى يتدخل القدر ويلعب دوره في التغيير.

لقد بينت التجربة والتاريخ القريب أن فلول المتسابقين على كرسي الرئاسة في الجزائر لا تهمهم تنمية الجزائر ورفاهية الشعب ومحاربة قريش الفساد,بل ما يهمهم هو مغادرة المرابطة فوق جبل أحد والإسراع في نهب قافلة أبوسفيان وهي غنائم حاسي مسعود وكل الصحراء..

http://www.z-dz.com/z/opinion/5162.html

كلمات مفتاحية

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • كاتب المقال أحسن بوشة كتب “لقد بينت التجربة والتاريخ القريب أن فلول المتسابقين على كرسي الرئاسة في الجزائر لا تهمهم تنمية الجزائر ورفاهية الشعب ومحاربة قريش الفساد,بل ما يهمهم هو مغادرة المرابطة فوق جبل أحد والإسراع في نهب قافلة أبوسفيان وهي غنائم حاسي مسعود وكل الصحراء..” المضمون صحيح لكن التشبيه لا يليق لان المشبه بهم هم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعضهم شارك في غزوة بدر و فضل أهل بدر معروف ففيهم قال النبي ‏ لعمر‏:‏ ‏ “‏وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‏”‏ وفي غزوة أحد خالف الرماة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فأمره الله سبحانه أن يعفو عنهم ، ويستغفر لهم ، فهم بشر يخطئون ، والعفو عنهم يجمعهم على حب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والطاعة له ، وتصحيح أخطائهم (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) أما المشبهون في المقال

  • قلت أما المشبهون في المقال فهم شرذمة من اللصوص و قطاع الطرق استحوذوا على الثورة و الثروة بالكذب و التلفيق و الترهيب فمن دار في فلكهم من الرويبظة أكرموه و أشاروا به و من رفض سياستهم و كشف كذبهم و نفاقهم أرهبوه و اهانوه و نكلوا به.

    ملاحظة : الرماة في غزوة احد لم ينزلوا من فوق الجبل للأخذ من قافلة ابو سفيان بل من غنائم المعركة لان القافلة لم تكن في هذه الغزوة بل كانت في غزوة بدر أما غزوة أُحد فكانت من تدبير قريش للأخذ بالثأر من المسلمين لما لحق بهم في غزوة بدر
    شكرًا

  • السلام عليكم أيها القراء المحترمين
    أخي محمد السعيد نعم أعترف أن الإستعارة لتشبيه بني نهب بعظماء أحد هو أمر يعبر عن سوء الذوق حقا! لكن تبقى الأعمال بالنيات فنيتي عندما إستعرت هذا التشبيه الذي أورده الرئيس مرسي(قبل أن يصبح رئيسا) حينما أمر نشطاء حزبه بالإعتصام بجبل أحد حتى يتم النصر…نيتي هي أن ولاة أمرنا كان يجب عليهم أخذ نفحة من عظماء أحد ويلتزمون جبل البناء والتنمية عوض الهرولة إلى ميدان المعركة وجمع غنائم ريع البترول على حساب نهضة وإنتصار الوطن في معركة التنمية.
    أم التنبيه إلى أن قافلة أبو سفيان كانت قرب بدر فأشكرك جزيل الشكر,لكن العبارة جاءت في سياق الكلام للتوضيح حول غنائم قريش.
    ولا أنسى توجيه الشكر الى الأخ علي بن محمد لإختيار خربشاتي.
    تحياتي لكم جميعا