مقالات

لماذا تصاعدت لهجة حركة احتجاج البطّالين؟ | يحي بونوار

بعد الانتهاكات التي شهدها هذا الأسبوع، يحيى بونوار، الصحفي المستقل الذي يتابع حركة الشباب البطال منذ أكثر من سنة، يروي من الداخل التطورات التي تؤدي بالتنسيق إلى تصعيد اللهجة في مواجهة السلطات.

أهم ماجاء في المقال الذي كتبه الصحفي يحي بونوار في صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية الصادرة اليوم 29 مارس 2013

في الـ 5 من جويلية 2012 نظم الطاهر بلعباس مع العشرات من رفقائه الذين جاؤوا من كل ولايات الوطن، تجمعا بساحة أول ماي بالعاصمة. التجمع دام لمدة ساعة رغم الضغوط الأمنية، ليقتادوا بعدها ويوزعوا على عدة مخافر لتم التحقيق معهم. كانت تلك الحركة بداية نشأة التنسيقية الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، والتي تعمل تحت جناح التنسيقية الوطنية المستقلة لموظفي الإدارة العمومية.

تكرر سيناريو هذه التجمعات في فيفري 2013، بمشاركة منظمات أخرى، أمام وزرارة العمل، لينظم بعدها الطاهر بلعباس وقفة ورقلة في فيفري التي مثلت تحديا مضاعفا بعد التنسيق و التنظيم الجيد.

على الأرض
كانت هناك عدة اجتماعات، منها من حضرت للمسيرة من الناحية الأمنية، الإتصالات، اليافطات، و الدعم اللوجستي، وأخرى تكفلت بالحشد الشعبي لهذه المسيرة.

وكانت المفاجأة يوم 24 فيفري حين تجمع الآلاف من الشباب وساروا بكل سلمية ومن دون أي مظهر للعنف الى حاسي مسعود أين تم اعتراضهم من قبل الجواجز الامنية على بعد 25 كلم.

رُفع التحدي من جديد في اليوم الموالي في العاصمة، و الذي رافقه القمع و التهديد، و التخويف من طرف السلطات، لكن المناضلين، وبعد نجاح مسيرة ورقلة فرضوا كلمتهم على الأرض، ليتم بعد هذه التجربة النداء لتنظيم مليونية ورقلة في 14 مارس بساحة التحرير، هذه الوقفة التي أرعبت و أقلقت السلطات التي عوض ان تفتح أبواب الحوار مع الشباب راحت تتهمهم بالسعي لفصل الصحراء، وبأن أيدي أجنبية تستغلهم، تحت فزاعة الاسلاميين.

الدعاية المغرضة
في التاسع من مارس راحت صحافة مقربة من النظام تتهم أحد المنظمين بأنه حضّر للمسيرة في سويسرا في حين أنه ممنوع من جواز السفر أصلا، في ذات الوقت راح تلفزيون النظام يعرض إجتماعا للسلطات المحلية مع شباب على أساس انهم ممثلين للتنسيقية، والذي اعلنوا فيه اغاءهم المسيرة، في محاولة منها لتكسير الحراك.

حملة الهجومات هذه كان لها المفعول العكسي حيث زاد الشباب تعاطفا مع التنسيقية إصرارا على المضي قدما في مسيرتهم التي كُللت بالنجاح وحظيت بالتغطية الإعلامية الوطنية و العالمية، ليعترف بعد ذلك سلال بشرعية مطالب هؤلاء في زيارة أجراها في اليوم الموالي الى بشار.

وفي ظل هذا التحول توسعت رقعة الإحتجاجات لتشمل المنيعة، أدرار، متليلي، الجلفة، البليدة، و آخرها كان في الأغواط، و التي ستليها وقفات أخرى في كل من الواد في 30 مارس، و باتنة في 4 من أفريل.

الحوار
في ظل التحضيرات لوقفة الاغواط، فتحت السلطات باب الحوار مع الشباب ممثلين في الطاهر بلعباس، و بالتوازي مع ذلك راح بعض البرلمانيين ينظمون تجمعات في الولايات أين طردوا منها جميعا من طرف الشباب.

كللت وقفة الأغواط بالنجاح و أظهرت قدرة الشباب على التنظيم و الأحتجاج السلمي في الساحات العمومية مما أرعب السطات.

وفي حين كان ينتظر الشباب فتح السلطات باب الحوار المباشر معهم فوجئوا بتزايد قوة القمع و الانتهاكات لاحتجاجاتهم السلمية من طرف الدرك واستعمال العنف المفرط بكل أشكاله من ضرب و اعتقالات و سجن في كل من ورقلة وغرداية، و مستخدمة عملاءها على الأرض للدفع بالشباب نحو العنف، لتصعد التنسيقية بعد ذلك لهجتها مع السلطات.

تفرقة
من جهة أخرى هددت التنسيقية بالخروج الى الشارع في عدة ولايات بعد أن اتهمت السلطات باللجوء الى العنف في مواجهة الإحتجاجات السلمية للشباب البطال، وحملت التنسيقية السلطات المسؤولية الكاملة عن أي انزلاقات للوضع.

و أضاف بلعباس: “استخدم النظام كل أوراقه من جهويين، انفصاليين، أيادي خارجية و ها هو الآن يستعمل العنف”.

وفي غرداية يحاول النظام التفرقة بين المزاب و العرب، ولكن ذلك لن يتحقق، وبعد وقفة الواد ستكون لنا مسيرة مليونية في غرداية للتضامين من رفقائنا المعتقلين.

هذا الشباب البطال الذي لاشيء لديه يخسره، أعطى درسا قانونيا للجميع بنجاحه سلميا في إعادة الكرامة و الحيوية الى النضال الإجتماعي والسياسي، أمّا النظام العاجز عن التصرف، فيبدو ان الأمر قد تجاوزه فبدأ باستخدام القبضة الحديدية.

 

يحي بونوار | الوطن

http://www.elwatan.com/actualite/pourquoi-le-mouvement-des-chomeurs-est-passe-aux-menaces-29-03-2013-208337_109.php

كلمات مفتاحية