مقالات

مرض الرئيس والشعب البئيس! أحسن بوشة

إن إصابة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بنوبة إقفارية,والتي كانت ستسبب له سكتة دماغية خطيرة لو لم يكن هناك تدخل طبي إختصاصي في أمراض القلب والأوعية الدموية, قد تعني وضع نهاية لحلم العهدة الرئاسية الرابعة للرئيس,خاصة إذا نتج ضرر عن الوعكة أو السكتة يزيد من عجز الرئيس,طبعا لايسعنا هنا اليوم إلا التمنيات والدعاء للرئيس ولجميع مرضى المسلمين بالشفاء العاجل.

ترى ماهي أسباب هذا التدهور الخطير في صحة الرئيس, وما أثار ذلك على المشهد السياسي الجزائري؟

نحن نعلم بأن الرئيس مريض منذ دخوله إلى المستشفى الفرنسي قبل 8 سنوات, وأزداد مرضه في السنوات الأخيرة مع تقدمه في السن, وزيادة ضغط الذي سببه الفساد والفشل المسجل على عدة مستويات,الرئيس كان من الأحسن لو أنه إكتفى بعهدتين رئاسيتين وخلد بعدها إلى التقاعد,لكن يبدو وأنه يحب الكرسي ويحلم بدخول التاريخ كلما طالت مدة حكمه وتعددت إنجازاته,ولهذا عمد إلى تغيير الدستور ليتمكن من البقاء في القصر إلى النهاية, ولو كنا مجتمعا واعيا لنهضنا جميعا ضد تغيير الدستور ولعارضنا إستمرارية حكم بوتفليقة,ليس كرها فيه ولكن حماية للدستور,إن زمر النهب والسلب وجمهور الشياتين حول الرئيس,من رجالاته ومن المتموقعين ومن النخب, كلهم ساعدوه في إغتصاب الدستور لتجديد العهدة ولضمان دوام تموقعهم.

الشعب الجزائري تصرف بسلبية كبيرة مع إنتشار الفساد المالي والإداري في الجزائر,الشعب والنخب بكل أنواعها كان يجب أن ينهضوا ويحموا المصالح العليا للوطن كلما تعرضت للإغتصاب, ولو كلفهم ذلك الضرب والسجن,لكن الشعب تجنب المواجهة خوفا من عودة العنف وإختار السلبية و حتى المشاركة في النهب أحيانا, فأنهار البلد أوكاد وسندفع ثمن ذلك. من الملاحظ أنه بتزايد الريع أو مايسمونه بالوفرة المالية وفي غياب نموذج إقتصاد سياسي وسياسة إقتصادية واضحة تتبعه,كبرت الهوة بين أقلية إستحوذت بطرق غير شرعية على جزء كبير من الثروة الوطنية,و أصبح كل شيء سهلا ومتوفرا لهاته الفئة ولعائلاتها ,الدخل والصحة والسكن والدراسة وغيرها,وتقابلها أغلبية محرومة من كثير من الحاجات الأساسية تنظر أمامها فترى حلم الإستقلال يتلاشى, وفي سبيل الإنتقام من الفئة التي إستأثرت بثمار الإستقلال إستغل الناس فساد الإدارة وضعف الرقابة,ولجأ الجميع إلى الغمس حسب الإستطاعة, فأصبح الغمس في الجزائر حلال لأن الناس أصبحت تعتقد أنه غنيمة حرب التحرير مقابل تضحية الأباء, كمنح المجاهدين وغيرها.

من الطبيعي أن صحة الرئيس المعتلة منذ سنة 2005 والتي إستمرت في التدهور هي سبب منطقي لحدوث مشاكل صحية جديدة ومنها هاته الوعكة الصحية الأخيرة,ومن جهة أخرى خرجت إشاعات تقول بأن الرئيس قد يكون حزين أو غاضب,أو حتى خائف من هاته الفضائح الكثيرة المتصاعدة والمتورط فيها رجال مقربين منه ومحسوبين عليه,هاته الفضائح التي قوبلت بموجة إنتقادات شعبية ونُشر الغسيل في وسائل الإعلام, ستضعف الرئيس أمام خصومه وستقلص أماله في الذهاب إلى عهدة رابعة وهذا ما أثر عليه وإنعكس ذلك على صحته.

لكن يجب الحذر من مثل هاته الإستنتاجات العاطفية,مرض الرئيس وخبر تسريح أخيه السعيد ,إن صح, هما أمران مترابطان,هو دخان مصدره نار واحدة,نار لها علاقة مؤكدة مع طبخات الدهاليز وطبخات تجديد البيعة أو الخلافة,فهذا العام في الجزائر هو عام العض بالنواجد على الحكم لضمان إستمرارية السيسثام, بغض النظر عن من يرأس الواجهة ,أي الرئيس,هذا العام هو عام يجدد فيه دراكولا دمه ليواصل إمتصاص دماء الشعب لعهدة رئاسية أخرى,دراكولا هذا هو النظام كله شرقي أو غربي,إسلامي أو علماني.

مرض الرئيس إن كان خطيرا, فهو سيخلط المعادلة على زمر الفساد التي تتصارع للسباق نحو قصر المرادية,وسيحدث نكبة حقيقية وحالة إستنفار قصوى في معسكره, وسيُصعَّب من مهمة الذين جاؤوا به لإيجاد رجل مثله,رئيس لا يحاسبهم ويحفظ لهم إستقرار الشارع وسكوت الشعب والغرب, ليستطيعوا مواصلة غزوات النهب والسلب في أمان.

مرض الرئيس بعث موجة من الرعب في معسكره وفي كل مضارب قبيلة بني نهب,ليس خوفا من إنتصار معسكر أو زمرة أخرى على معسكرهم في معركة الرئاسيات فحسب,بل رعبا وخوفا من الشعب ومن إحتجاجات الشباب المهمشين كذلك,كما تجب الإشارة إلى أن الرئيس بوتفليقة هو صمام أمان وضامن لدوام الرزق الحرام لكل عشائر بني نهب, وبالتالي فهم يخافون من ذهابه المفاجيء قبل أن يجدوا خليفة بنفس الكفاءة والمقاييس يحفظ مصالحهم,ولمواصلة تنويم المواطن.

والخلاصة هي أنه لا يجب أن ننخدع بالصراع الظاهري على السلطة فأغلبه مجرد مسرح ومفتعل,فالسلطة عندنا تكون قد حسمت أمرها و أختارت ضحيتها وخصمها منذ زمن بعيد, وهو الشعب,وأما الصراع الجهوي أوالإيديولوجي بين أجنحة السلطة فهو دائما ينتهي بحل المعادلة بطريقة تحفظ المصالح والتوازنات دون اللجوء إلى الصدام والعنف للحسم,خاصة وأن ريع النفط والغاز وفير ويكفي الجميع.

فمن يريد التغيير الحقيقي فلينس تغيير شخص الرئيس, بل يجب البحث الجدي في كيفية تغيير النظام برمته بطرق سلمية,وعلى بن بيتور أو غيره أن يبرهنوا للشباب على أنهم يملكون برنامجا بديلا لا علاقة له بالنظام المفلس الموجود الأن. وفي الأخير إذا كان مرض الرئيس مجرد وعكة خفيفة, وهذا أمر مشكوك فيه, ورجع الرئيس من فرنسا بشهادة لياقة بدنية ومباركة فرنسية لقيادة عهدة رابعة, فالبيع والشراء والمساومات على حفظ المصالح بين أجنحة السلطة سيستمر إلى أن تُحل معادلة التوازنات وحفظ المصالح لكل العصب, وحينها فقط سنرى دخان الفاتيكان الأبيض يتصاعد من قصر المرادية. ومن يدري فربما تكون إقالة السعيد, وجلطة الرئيس, كلها بالونات إختبار وتجارب تخرج من دهاليز ومخابر السلطة للضحك على أذقاننا نحن الشعب البئيس, وما ذلك بغريب من قوم رموا أربعين مليون جزائري في سلة المهملات منذ زمن بعيد,فلننتظر حتى ينقشع الغبار لنرى ماذا يطبخه أرباب بنو نهب من مرميطة للجزائريين!

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • شكرا. ياحسن .اما الوعكة فهى مفتعلة ..وخبث بوتسريقة .لن .يحتسبوه العسكر .ولماذا فرنسا باالذات اليس هم الذين ظلوا .يحشرون انوفهم .وكيف لرئيس .يقود العسكر .وكيف يتخلص .منهم الى باختلاق الوعكة الصحية .فالمداهمات الاخيرة ظد السعيد وجماعة الاوالاو .لن تعجب رئيس عصابة الفساد.واصبح .العسكر كالخظرة فوق الكسكسي وهاذه اهانة فى حق.مؤسسة الجيش ..واقحام الجيش فى عملية .الساحل ؟لهاذا .كانت الخدعة بالتمارظ .وحينها بامه فرنسا يستعين على .العسكر .ورد الجميل بالسماح التحليق وشحن الكيروزان الجيد .المخلوط بدم الشهيد وهاهو الخائن اللعين بالمستعمر .يستعين .وليس له درة من الوطنية فهمه الوحيد ان تبقى الجزائر فى يد.المفسدين امثال الغول .وشكيب والسعيد …فالى متى نترك من يرؤسنا من غير ان نطالب باصله وفصله .ومن اين لك هاذا .كله .اما الذين اتو به .يعلمون سوابقه وافعاله اما من اراذ ان يحاسبهم .اغتالوه.لانهم يعلمون .انه .السي الطيب الوطنى ..كما تكونوا يولى عليكم. ?