مقالات

ماذا بعد رحيل الرئيس؟ | محمود حمانة

الكل منشغل بمرض الرئيس ويتساءل,بما فيهم الطبقة السياسية,وعن عدم ظهوره بعد رحلة العلاج في فرنسا.الموقف يعود بنا الى ما بعد وفاة” بومدين” وكيف تصنع الإعلام سلامته آنذاك مع أن كل الؤشرات تفيد بأنه رحل منذ ايام.فهذا إجراء سياسي طبيعي ويندرج ضمن مساعي اصحاب القرار بتهيئة الظروف الملائمة قبل الإعلان الرسمي عن الوفاة…

وعليه,فأن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح لم يعد عن الأسباب من وراء التستر عن صحة الرئيس ولمصلحة من لأن هذا بات امرا معروفا لدى المواطن,بل:ماذا بعد رحيل الرئيس ؟
بوتفليقة زائل لا محالة, فهذه سنة الله في خلقه وحتمية تاريخية غير قابلة للجدل ,وسيحمل معه جزءا اليما من تاريخ الجزائر تاركا في نفس كل مواطن غيور على وطنه اسوأ ذكرى لأسوأ رئيس على الإطلاق.فهو وإن كان وفيا لنهج اسلافه من رؤساء الجزائر الذين جاؤوا الى الحكم على ظهر دبابة وغادروه بالموت او با إلإكراه ,لأن خيار الإستقالة بدافع الوعي القومي غير وارد في الجزائر,فقد إخترق كل الأعراف الدبلوماسية وضرب بالقيم والمبادئ عرض الحائط بشكل مستفز ومقزز في ذات الوقت نتيجة جملة من التصرفات المشينة التى لا توحى بأنها صادرة عن رئيس دولة من المفروض ان يكون اكثر إحتراما لمركزه ولشعبه.

فهو لن يعود الى الحكم سواء نتيجة معارضة السلطة العسكرية له والتى طلقته بالثلاث او بحكم الخرف الذي اصيب به نتيجة تقدمه في العمر, غير أن الأطراف المستفيدة من ريعه كرئيس هى التى تمنى النفس وتسعى جاهدة لإبقائه في السلطة حفاظا على مصالحها,لأنه ليس المهم ان يدير بنفسه دفة الحكم ولكن المهم هو أن يظل في منصبه كرئيس لتحصل خفافيش الظلام على الغطاء القانوني لتجاوزاتها وجرائمها.

بوتفليقة حكم البلاد لمدة 14 عاما وهي الفترة التى تميز فيها بأنه اكثر الرؤساء الجزائريين فسادا وعمالة للخارج ولفرنسا على وجه الخصوص وأنه إرتضى لنفسه ان يكون الواجهة المدنية لحكم العسكر على إثر صفقة تمت بينه وبين صقور المخابرات الخاسر الوحيد فيها هو الشعب كان نتيجتها على الخصوص تبرئتهم من جرائم الإبادة الجماعية المتورطين فيها والمقترفة في حق مئات الألاف من الضحايا الأبرياء الذين توهموا في وقت ما بأنه من حقهم التطلع كغيرهم للديمقراطية .

إلا أن الدمار الذي الحقه بالبلاد وسيادتها وسمعة مواطنيها في الخارج هو ما سيسجله التاريخ لهذا الرجل من إنجازات.فقد إحترف,كغيره من الساسة الجزائريين, صناعة الكذب والقفز على الحقائق وتظليل الرأى العام ودغدغة الحس الوطنى لدى المواطن الساذج والجاهل كلما وجد ووجد النظام الذي يمثله ويتبنى الدفاع عنه نفسه في مأزق.وأنه أختار شيوخ الزوايا والدرويش كبديل عن الإسلام السياسي ليس عن قناعة شخصية بل عن قناعة رجل الدولة الذي ادخل الإرتباط بالزوايا كخيار سياسي كسابقة خطيرة لها دلالتها على التردى الفكري لمسؤول في أعلى هرم السلطة. دمارا على كافة الأصعدة:
-إقتصادا منهارا,شعبا محبطا ومفقرا وثقافة في الحضيض وهي نتائج طبيعية للسياسة التى إنتهجها بوتفليقة منذ إعتلائه سدة الحكم بمباركة صريحة من المؤسسة العسكرية الحريصة على مستقبلها بأن يحيط نفسه بسقط القوم
وبالرعاع وشذاذ الأفاق وعلى رأسهم صاحبة الصون والعفاف “خليدة مسعودي” المحسوبة على الثقافة والتى لن يجود الزمان بمثلها وعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية الذي لم يتورع في تنصيب نفسه مفتيا ليجيز للمرأة أن تكون إماما للمسلمين ,ليسخر بذلك بوتفليقة ويضحك لا على الجزائريين فحسب بل على دين الله وشريعته ,لكى يكتمل مشهد الرداءة والفساد وكى لا يبقى للفضيلة في هذه الأمة مجالا.وهو الدمار الذي إمتدت رقعته لتشمل غير الجزائر على ضوء ما يحصل الآن لشعب مالي الشقيق الذي جلب له بوتفليقة الويلات من خلال السماح للطائرات الفرنسية عبور الأجواء الجزائرية بشكل غير مشروط لتشن حربا غير مبررة على المسلمين هناك, كما تآمر من قبل على العراق بمباركته العلنية للغزو الصليبي الذي قادته قوات التحالف سنة 2003,و على الفلسطينيين من خلال مساندته لسياسة الرئيس المصري المخلوع حسنى مبارك إذ قال:”لو كنت مكانه لفعلت مثلما يفعل” في إشارة لغلق المعابر لأن بوتفليقة شأنه شأن بومدين مصابا بمرض إسمه جنون العظمة فهو الحكيم العالم الذي يجب على الآخرين الإمتثال لأوامره والإنتهاء بنواهيه.وهي صفة اضاف اليها صاحب”جزائر العزة والكرامة” الوقاحة ودنو الهمة.فإن كان غيره من الرؤساء يحتفظون بقدر ولو يسير من الكياسة إلا أنه نسف كل حواجز الشرف والعفة وكأن بينه وبين الفضيلة والرجولة خصاما قديما كخصامه مع الشعب الجزائري الذي يعيب عليه عدم مساندته له ايام كان يتنافس على الرئاسة بعد رحيل بومدين.

حظوظ بوتفليقة التى تضاءلت على مر السنين اصبحت اليوم شبه معدومة بعد سلسلة الفضائح التى فجرتها مصالح المخابرات كجزء من الصراع الطاحن الدائر بينهما وتكريسا للقطيعة التى باتت امرا محتوما نتيجة للإختلافات الجوهرية في كثير من القضايا التى تعتبرها المؤسسة العسكرية حكرا عليها.وليقينه بأن عودته للسلطة اصبحت في حكم المستحيل فقد بادر بترحيل مقربيه الى الخارج لتجنيبهم المصير المجهول من بعده.وهذا تأكيد على أنه لم يعد يطمح في السلطة خاصة على ضوء تتالي الفضائح التى تورط فيها المقربين منه او المحسوبين عليه,وهو الأمر الذي تركز عليه المخابرات بالذات لقطع الطريق امام ترشحه من جديد.وعبارة “طاب جنانا” التى أطلقها لم تكن زلة لسان او للمزاح بل تأكيدا لشعوره بأن ايامه كرئيس اضحت معدودة.
الإهتمام يبقى إذا منصبا على وجود البديل له وهو ما يشغل حقيقة الأطراف الفاعلة في السلطة التى تجتهد لدراسة كل الفرضيات وكذا الوجوه التى من الممكن ان تكون البديل المنشود او على الأقل الأقل سوءا بالنسبة لها.
وفي الظروف الراهنة,يبقى” سلال “في تصورى هو الأوفر حظا في الضفر بهذا اللقب,إلا أن من سوء حظه أنه جاء في ظروف تشهد فيها الجبهة الإجتماعية إضطرابات كبيرة على غير العادة.وهو تحول في الخطاب والحراك السياسي الجماهيري عقد من مهمة رجل المهام القذرة الجديد بشكل كبير.فالإمتحان الصعب الذي واجهه في ورقلة بمناسبة المليونية الشبابية اثبت عجزه وأنه ليس ذاك الذي يمكن ان يعول عليه في المناسبات الكبرى.وهو ما سيدفع على الأرجح تلك الأطراف على مراجعة موقفها منه والتفكير في بديل آخر له حنكة سياسية تؤهله لذات الدور بأقل التكاليف بالنسبة لها.

لذا,فإن تعديل الدستور هو لإيجاد الصيغة القانونية لبلورة هذا الخيار لأن المناخ السياسي في البلاد لم يرق بعد لمصاف التعديل الجوهري خدمة للمصلحة القومية بل من قبيل الشعار:”مات الملك,يحيا الملك”.المهم ان تظل تلك الأطراف تسيطر على زمام الأمور وتظل الجماهير تهلل وتصفق وترقص على وقع خيبة آمالها الى حين تنامى الوعي السياسي الجماهيري بشكل يسمح بتطور المطالب من إجتماعية الى سياسية تدعو الى رحيل النظام كحل جذري للأزمة لا بديل عنه.
محمود حمانه,موظف متقاعد-الجزائر

5 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • بوتفليقة يشبه الرئيس مبارك في سياساته الداخلية و الخارجية فالاثنين اعطوا لامريكا كل ما تريد بل علئ الاقل مبارك استفاد من الاستعانات الامريكية لان مصر ليس لديها نفط لكن بوتفليقة اعطئ للصهاينة كل ما يريدون و لقد ذكرتها مرارا و تكرارا ان الصهاينة بعد ان يبرموا الاتفاقات و عقود الشراكة فلا يهمهم اي شيئ يعني بما ان بوتفليقة ابرم مع الشركات الامريكية عقود شراكة الئ غاية 2025 فامريكا اليوم بما انها استفادت لا يهمها لا بوتفليقة و لا غيره لكن الرئيس الذي سيرشحه النظام للرئاسة لن يمر دون موافقة السي اي اي الامريكية و دي جي اس او الفرنسية و هذا امر اكيد – منذ ان تم الاعلان ان بوتفليقة مريض كنت اول من نشر تعليق و قلت ان بوتفليقة انتهئ و عهد بوتفليقة انتهئ و رغم هذا الشعب المسكين النية الئ اليوم لازال يصدق الاعلام و يظن ان بوتفليقة مريض حقا – عندما تم طرد السعيد بوتفليقة من منصب مستشار الرئيس و عند اعلان مرض الرئيس يعني انه تم طرد الجميع لان السعيد بوتفليقة كان تقريبا هو الذي يدير الحكومة و الرئاسة يعني طرده نهائيا يعني انقلاب ابيض من طرف الوطنيين في النظام و انا شخصيا منذ مدة و انا انتظر نهاية حكم الفساد – لقد نهبوا البلاد و قاموا بخوصصة الشركات العمومية و بيعها باثمان بخسة لصالح شركائهم و ايظا الرشاوي الكبرئ ( سوناطراك و الطريق السيار) – و يجب محاسبة هؤلاء الفاسدين جميعا ربما اطراف من المخابرات استعملوا هذه الملفات لابعاد بوتفليقة فقط لكن ابعاد بوتفليقة لا يكفي يجب محاسبته و محاسبة كل المسؤولين و لن نتركهم بل سنلاحقهم في اي مكان – حتئ في الولايات المتحدة و اخيرا هناك خبر مهم ربما سيقوم المجلس الدستوري عن قريب باعلان موعد الانتخابات الرئاسية مسبقا و اظن ان يكون هذا قبل شهر سبتمبر المقبل يعني في شهر جويليا او شهر اوت او بداية شهر سبتمبر لان من يدير البلاد اليوم هو رئيس المجلس الدستوري مع رئيس الحكومة الئ غاية اعلان موعد الانتخابات

  • بعد رحيل بوتفليقه اخي حمانه سوف سيقوم اصحاب القرار بغربله المترشحين و منع كل فاسد او خائن مجرد التفكير بالترشح ولعلمك يا حمانه فرسميا سوف يتم تعديل الدستور بفرض عهدتين وفتح مجال الاعلام واعلان 2014 سنه للانتخاب علي الرئيس الجديد الذي سوف يكون له برنامج قوي و طموح و اعتقد ان نسبه المشاركه في الرئاسيات هذه المره ستحطم جميع الارقام فالكل بانتضارها لاختيار رئيس بديل يضع خطه بعيده الامد

    • ياكرومبيطة, الشعب لن يشارك وكالعادة في خدعة إنتخابات 2014 المزورة كسابقتها,كل مايريده الشعب هو أن يرحل ربك مدين و البولدوق تاعو قبل الحديث عن أي إنتخابات أو تغيير الدستور,فهمت ياراس الكرومبيط؟؟؟؟

  • سلال لاعب كرة القدم سابقا في الحملة الانتخابية في العهدة الاولى يظهر من جديد رئيس فيدريالة لكرة القدم في العهدة المنكوبة للمغفور له بوتفليقة الشعب الجزائري اليوم يستغفل من طرف سلال الدي يجوب التيه الاسرائلي في صحراء الجزائر مطمئنا الشعب الصحراوي و الشعب العاصمي ان بوتفليقية يكلمه يوميا في المنام و يهاتفه من اابرزخ يساله عن احوال سونطارك و خليفة عبد المؤمن بل سلال يشهد الناس ان بوتفليقة نزل عليه في المنام في زيارته الاخيرة الى الاغواط وتكلم معه في شان الميزانية التكميلية التي نهبوها و سرق ها المغفور له العبد الحقير شكيب الخليل هده هي الجزائر اليوم معارضين و سياسيون من ذعاة العهدة الرابعة يتواجدون في مقرات الاحزاب لتحضير مراسيم العهدة الرابعة في مقبرة العالية ومنهم من يحضر نفسه الى القاء خطبة الودعاء على راس القبر ومنهم من يحضر نفسه الى استقبال المعزين في فقدان المناصب و الشكارة و منهم من يسترق السمع في ابواب المرادية لعلى ملك الموت يرشحه لاستخلاف المغفور له بوتفليقة
    و لا يزال الضحك و السخرية تعتري وزراء يحملون اوزراهم و ساسة اسودت نفوسهم كدبا و فسادا و برلمنيون ينتظرون ان تمطر عليهم السماء دهبا و يخرقون الارض خرقا يستخرجون كنزها متواطئون مع جن وعفاريت الفساد في ارداء الدولة التي تحولت الى مجمع دول جنوب -شمال

  • اخى احمد الم اقل ان المافيا الكبيرة هم الاخوات السبع .اى الشركات البترولية العالمية .وهاذا حدث يوم اتهموا الجزائر بتصنيع القنبلة الذرية .فى عين وسارة .وبعد استحظار رظا مالك .فهناك .بيت القصيد.?