سياسة

أين هم أنصار العهدة الرابعة؟

المترشحون المفترضون ينتظرون عودة بوتفليقة للانطلاق في الحملة
أين هم أنصار العهدة الرابعة؟

اختفى صوت أنصار العهدة الرابعة تماما من الساحة، منذ فترة، وبشكل خاص بعدما تأكد أن عودة الرئيس إلى البلاد وإلى مهامه مجهولة الموعد، وأن الأخبار التي كانت تعلن في كل مرة عن قرب عودته لا يمكن تصديقها.
آخر خرجة لأنصار بوتفليقة كانت بمجرد تكذيب الوزير الأول كل من تحدثوا عن خطورة حالة الرئيس المرضية، وإعلانه أن عودته إلى أرض الوطن لن تطول. حينها سارع عبد المجيد سيدي السعيد لإصدار بيان باسم الاتحاد العام للعمال الجزائريين، يعبر فيه عن ارتياحه للأخبار المطمئنة عن صحة الرئيس، وراح يوجه سهامه نحو الذين وضعوا في خانة الخيانة وضرب استقرار الدولة… وسار المكتب السياسي المؤقت لحزب جبهة التحرير الوطني في نفس الاتجاه، وسارع هو الآخر لإصدار بيان يعلق فيه أمن البلاد واستقرارها على عاتق من يطالبون بالحقيقة حول صحة الرئيس. أما عمارة بن يونس فأظهر الـ “خامسة” مباشرة في وجوه المشككين في صحة الرئيس، مع أن الرجل يحمل برنامجا “جمهوريا” يفترض أن يكون مناقضا للشعوذة والسحر والإيمان بالخرافات…
في حين جدد عمار غول تأييده لبوتفليقة “قلب ورب” على حد تعبيره، لكن كل هذه التأكيدات والبيانات والرؤى السحرية لم تعِد بوتفليقة إلى البلاد ولم تظهره للجمهور لا في صحة جيدة ولا متدهورة.
الأمر الذي جعل مبادرات غول وبن يونس وسيدي السعيد وبلعياط دون صدى في الشارع الجزائري، بل لم ترافقها مبادرات أخرى من قبل الأحزاب والمنظمات المعروفة بجاهزيتها لمساندة الملك حيثما كان وفي كل لحظة. ولعل ما أثر أكثر في أنصار العهدة الرابعة، هو المصير الذي لقيه الرئيس اللغز عمر غريب الذي كاد يلقي بالمولودية إلى الجحيم، بعدما ظن أن مساندة الرئيس تسمح له بالدوس على باقي المسؤولين دون حرج.
ولا شك أن أنصار الرئيس سيخرجون مجددا بمجرد ظهوره في التلفزيون، وقد يطلقون مجددا نداءات العهدة الرابعة. لكن غيابهم الطويل عن الساحة قد يجعل صوتهم غير قادر على ملء الساحة أمام كثافة نشاط المحضرين لمرحلة ما بعد بوتفليقة. كما يرشح المتتبعون أن تنطلق حملة الرئاسيات بشكل فعلي مع عودة الرئيس مباشرة، حيث لا يرغب المترشحون المفترضون في الظهور أمام الرأي العام في صورة “أكلة الجيفة” الذين يستغلون مرض الرئيس لبدء الحملة الانتخابية.

http://www.elkhabar.com/ar/politique/339722.html