مقالات

الحقائق العشرة للتغيير في الجزائر!

لقد كتبت منذ شهور قليلة وقبل مرض الرئيس الأخير بأن زمر الغمس واللحس قد بدأت تتصارع على قصر المرادية وقسمت الزمر إلى فريقين,فريق الرئيس وفريق الدوائر الأمنية,فريق البقارة و لمشامشية وفريق الملفات المشبوهة وملفات الفساد.
هذان الفريقان أصبحا أكبر حاجز أمام أي تنمية إقتصادية أو تغيير سياسي حقيقي في الجزائر,لقد إختصرا الديمقراطية والحكم الراشد والطبقة الوسطى والنخب في ذاتهما, وكل من يعارضهما فهو يغرد خارج السرب ومارق.
هنا أريد أن أورد بإيجاز عشر حقائق عن التغيير في الجزائر بين الممكن والمستحيل.
بداية لننسى أي شيء إسمه الربيع الجزائري أو الديمقراطية الجزائرية,لأن البلد لم يأخذ الطريق الصحيح للتسيير غداة الإستقلال لترسيخ التقاليد الديمقراطية وإشراك الشعب في الحكم وإتخاد القرارات,المدفع والرشاش هو من فرض الحاكم,وجماعة الخارج القوية هزمت جماعة الداخل المنهكة ,وأما الشعب وهو من حارب وقدم الجنود والدعم وإكتوى بنار الحرب فلا محل له من الإعراب, والخوف أن يكون تغيير ذلك مستحيلا, واليوم جزائر ما بعد بوتفليقة سيحكمها من هو بارع في تسيير الفشل والفساد ومواصلة توزيع الغنائم,رئيس يُفرح المتموقعين ويبهج البقارة, ويساعد في تسهيل مناخ المال والأعمال أو إقتصاد الريع,رئيس يجمع بين دعم قوى العسكر وتأييد قوى الشكارة.
1-المسلمة الأولى أو الحقيقة الأولى هي أنه ليس بإمكان أحد إحداث التغيير الحقيقي في الجزائر إلا الشعب,فقط السؤال هو كيف يتم ذلك؟
2-يجب أن نسلِّم بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى.
3-يجب أن نعلم بأن السلطة السابقة أو الحالية أو اللاحقة لم ولا ولن تؤمن بالتداول على الحكم أبدا.
4-الإصلاحات في الجزائر عادة ما تعني تجديد جلد الثعبان وتغيير لون الحرباء وتمييع الخطر وهي مجرد ضحك على الدقون والتحايل على المستجدات
5-الأحزاب الموجودة في الساحة والتي وافقت عليها السلطة وسمحت لها بالتأسيس هي أحزاب صديقة,ولا أمل في التغيير بواسطتها,وحتى إذا ما أطلقت هاته الأحزاب النيران على صانعها, فهي مجرد مداعبة و إنتفاضة غضب كواعب و نواعم.
6-خليفة بوتفليقة سوف لن يكون إلا نتاج أحد مخابر النظام,ستكون هناك شخصيات ووجوه معروفة تشارك إلى جانب الأرانب والخرانق,وستصنع زوبعة شبه ديمقراطية للتمويه ,وقد يكون هناك دور ثاني,لكن الفائز سيكون هو مرشح المخبر القوي والذكي ومن يملك الملفات الثقيلة,أي مرشح الزمرة الغالبة من بين زمر بني نهب,أنا هنا لا أقلل من شأن الأستاذ بن بيتور أو من سيترشح بعده لا كنني أرى أن لعبة الدومينو مغلقة وذلك إلى إشعار آخر.
7-خليفة بوتفليقة لا بد أن يكون صديقا لفرنسا وللبقارة ,أو على الأقل يتعايش معهم بطريقة الذئب يجب أن يشبع والراعي لا يغضب والقطيع لا يفنى,الريع كثير والغماسين كثيرين والمصالح والمصاهرات متشابكة, والحل أن رئيس البوتيكة يجب أن يكون كريم مع البقارة وبخيل مع الشعب ,وعدو لإي شفافية وإقتصاد منتج لكي لا يقطع رزق البارونات الجدد.
8-إن هناك صراع صامت على الخلافة يجري بين فريق الرئيس وفيهم العسكري والسياسي والبقار والجهوي والشيات,ويقابلهم عسكري آخر وسياسي آخر وبقار آخر من معسكر آخر لم تعجبهم طرق توزيع الريع والغنائم,كلهم يعملون ويخططون ويحبكون المكائد ضد بعضهم البعض تحت مظلة واحدة هي مظلة النظام الهاديء والمستقر والفائز سيخرج أرنبه من تحت القبعة في الوقت المناسب.تصريح وزارة الدفاع الأخير وبعض التسريبات للخبر والوطن وغيرها وإخراج بعض ملفات الفساد كلها تعكس هذا الصراع والسباق القذر والمحموم.
9-وأما النخب فلا أعتقد أن هناك نخب أكاديمية أو حزبية أو حتى دينية ناضجة وقادرة لرفع مروحة في وجه أصغر رجل إستعلامات,فما بالك بمواجهة جنرال, أونخب تكون قادرة على ملء الفراغ لو سقط النظام غدا. نخبنا إختارت الإندماج في جمهورية الريع,سكن سيارة منصب….مقابل السكوت أو النباح الذي لا يؤلم. النخب تصنع في الميدان,عمل خيري,جواري,نضال,سجن,ضرب,تجويع,السؤال كم من رئيس حزب أو جريدة أو جامعة يمارس هكذا نشاط؟
10-التغيير المثالي المبني على السلم والمطالبة بالإصلاحات بالتي هي أحسن هو مجرد سراب ووهم لأن المتموقع أناني ويعتقد أنه هو وحده القادر على صيانة أمن الوطن, والتغيير المبني على العنف هو خطوة نحو الفراغ ونحو المجهول لأن القيادة الرشيدة غير موجودة,الشعب الجزائري لا يستحق هكذا وضع كارثي. فما هو الحل؟ وما هو السبيل للتغيير إذن؟ هو سؤال موجه لعلماء النفس والإجتماع والدين وللأكادميين,وإلى أن يحدث ذلك فلنتوقع للفساد وللجريمة وللفقر وللرداءة الإزدهار حتى تكون فوضى وثورة عارمة ويحدث الإنهيار…..

هذا وقد نزل في الذكر الحكيم: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم…صدق الله العظيم.

أحسن بوشة.

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • الصراع على السلطة فى الفترة القادمة سيكون بين مدام دليلة . البقارة والشكارة أما الشعب فسيكتفي كالعادة بدور المتفرج أ و بدورالمشجع الانتهازي أو اللا مبالى ( جمونفوتيست) بعد وضع الورقة فى الصندوق طبعا و البلاد ستواصل مسيرتها نحوى …….. فى أنتظار نزول المهدي المنتظر