سياسة

رد على نداء مشاطي: الجيش يعلن رفضه تجاوز صلاحياته الدستورية

رد على نداء مشاطي الذي طلب التدخل لفك أزمة مرض الرئيس
الجيش يعلن رفضه تجاوز صلاحياته الدستورية
الخميس 13 جوان 2013 الجزائر: عثمان لحياني

أعلنت المؤسسة العسكرية رفضها تجاوز صلاحياتها الدستورية والتدخل في صلاحيات ليست مخولة لها في الشأن السياسي في البلاد. وردت مؤسسة الجيش بالرفض على نداءات وجهتها لها شخصيات سياسية وتاريخية في الجزائر، تطالبها فيها بالتدخل لإنهاء أزمة مرض الرئيس بوتفليقة.
ذكر، أمس، بيان أصدرته وزارة الدفاع أن” الجيش الوطني الشعبي مؤسسة وطنية جمهورية حدد مهامها الدستور”. وأكد نفس المصدر أن “وزارة الدفاع الوطني تذكر بأن الجيش الوطني مؤسسة وطنية جمهورية حدد مهامها الدستور، وقد وضح الدستور صراحة دورها في تدعيم وتطوير الطاقة الدفاعية للأمة التي تنتظم حول الجيش الوطني الشعبي الذي تتمثل مهمته الدائمة في المحافظة على الاستقلال والدفاع عن السيادة الوطنية”.
ويأتي هذا البيان، ردا على رسالة وجهها العضو في مجموعة 22 محمد مشاطي، نشرتها صحيفة وطنية بعنوان “مشاطي يدعو الجيش للتحرك بسرعة”، لمح فيها إلى ندائه إلى مسؤولي المؤسسة العسكرية للتدخل والحد من الأزمة السياسية المتفاقمة بسبب غياب الرئيس بوتفليقة عن البلاد بسبب المرض منذ 48 يوما.
وأضاف بيان وزارة الدفاع أن “الجيش الوطني يوضح أنه يبقى دوما مجندا لتحمل مهمته النبيلة في ظل الاحترام الصارم للدستور والنصوص القانونية التي تحكم سير مؤسسات الدولة الجزائرية تحت قيادة رئيس الجمهورية، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني”.
ويؤكد بيان الجيش عدم رغبة المؤسسة العسكرية تجاوز صلاحياتها أو القيام بأي دور سياسي في الوقت الحالي أو في المستقبل، أو التدخل مجددا في الشأن السياسي، بعد تجربة مريرة عام 1992، عندما تدخل الجيش لوقف المسار الانتخابي بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات التشريعية، وتأكيد انسحابها التام من الساحة السياسية منذ إعلان قائد أركان الجيش الراحل محمد العماري في جويلية 2003، بخروج الجيش من الساحة السياسية.
وقبل محمد مشاطي كانت شخصيات سياسية قد وجهت نداءات مماثلة إلى الجيش للتدخل، ودعت رئيسة حزب “العدل والبيان” نعيمة صالحي، قبل أسابيع، الجيش لإنهاء حكم الرئيس بوتفليقة، إضافة إلى دعوات كل من رئيس حزب جبهة الشباب الديمقراطي، أحمد قوراية، ورئيس حزب التجمع الجمهوري، عبد القادر مرباح، اللذين دعيا الجيش إلى التدخل لإنهاء فترة حكم الرئيس بوتفليقة. ويؤشر بيان وزارة الدفاع عن رفض المؤسسة العسكرية الدخول في الجدل الدائر حول تفعيل المادة 88 من الدستور التي تعالج قضية استحالة ممارسة الرئيس لمهامه بسبب المرض المزمن، خصوصا بعدما رأت أحزاب في السلطة بأنها دعوة لانقلاب عسكري، مثلما ذهب إليه عمارة بن يونس الذي قال إن عهد الانقلابات قد ولى.
ويأتي هذا الرد أيضا في ظل نقاش لافت حول المطالبة بإخضاع الجيش والمؤسسة الأمنية للسلطة السياسية والمدنية، وهي أفكار ومطالبات طرحها رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، ورئيس المجلس الدستوري السابق سعيد بوالشعير، ورئيس الحكومة الأسبق والمرشح للانتخابات الرئاسية عام 2014 أحمد بن بيتور، والمتحدث باسم “الحملة الشعبية من أجل الجمهورية الثانية” والوزير السابق عبد السلام علي راشدي.

http://www.elkhabar.com/ar/politique/340105.html

2013.06.12
توضــــــــــــــــــيح من وزارة الدفاع حول رسالة محمد مشاطي:
نشـرت إحدى الجرائد الوطنية ، في عددها الصادر يوم الثلاثاء 11 جوان 2013، مقالا بعنوان “مشاطي يدعو الجيش للتحرك بسرعة”، لمحت فيه إلى نداء يكون موجها من المجاهد محمد مشاطي إلى مسؤولي المؤسسة العسكرية.

بهذا الصدد، إن وزارة الدفاع الوطني تذكر بأن الجيش الوطني الشعبي مؤسسة وطنية جمهورية حدد مهامها الدستور وأوضح صراحة دورها في تدعيم وتطوير الطاقة الدفاعية للأمة التي تنتظم حول الجيش الوطني الشعبي الذي تتمثل مهمته الدائمة في المحافظة على الاستقلال والدفاع عن السيادة الوطنية.

وفي هذا المنظور، يجدر التوضيح بأن الجيش الوطني الشعبي يبقى دوما مجندا لتحمل مهمته النبيلة في ظل الاحترام الصارم للدستور والنصوص القانونية التي تحكم سير مؤسسات الدولة الجزائرية تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني.

http://www.mdn.dz/site_principal/index.php?L=ar#com12062013

خلفية الخبر:

قيادي سابق في حرب تحرير الجزائر يدعو الجيش لحل ازمة مرض بوتفليقة

الجزائر – ا ف ب : طالب احد القادة السابقين في حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، الجيش الجزائري بـ’التحرك سريعا’ لحل الازمة الناجمة عن غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في فرنسا للعلاج منذ اكثر من شهر ونصف. كما جاء في رسالة نشرت اجزاء منها صحيفة جزائرية
وقال محمد مشاطي (92 سنة) في رسالته المنشورة باللغة الفرنسية في صحيفة ‘لوسوار دالجيري’ ‘هذا الرئيس الذي لم يختره الجزائريون بحرية استخدم سلطته واستغلها ليجعل مؤسسات الدولة تعمل لمصالحه الخاصة ومصالح اقربائه’.
ومحمد مشاطي عضو مجموعة ال22 التي فجرت حرب تحرير الجزائر (1954-1962) من الاستعمار الفرنسي، ويلقى احتراما كبيرا لدى كل الطبقة السياسية والهيئات الرسمية، ولم يتقلد اي منصب رسمي بعد الاستقلال.
وتوجه مشاطي بصفة مباشرة الى قيادة الجيش قائلا ‘انتم الذين اخترتم وفرضتم هذا الرجل (بوتفليقة) واعلنتموه فائزا في الانتخابات ثم اعدتم انتخابه، زورا وبوقاحة اليوم وهذا الرئيس مريض، الدولة باكملها متأثرة بذلك، وهذه نتائج تصرفات دكتاتورية ومستبدة لسلطته’.
واضاف مشاطي الذي سبق ان اعلن انه وجه ‘رسالة نصح’ لبوتفليقة في بداية ولايته الاولى في سنة 1999′ ان شجاعتكم ووطنيتكم التي لا نشك فيها يجب ان تدفعكم للتحرك سريعا، لأن ذلك يتعلق ببقاء بلدنا، وسيكون الجزائريون ممتنين لكم’.
وقالت الصحيفة التي اتصلت بكاتب الرسالة حول الغاية منها، ان المقصود بالتحرك السريع للجيش هو ‘عزل بوتفليقة’ من الحكم.
والرئيس الجزائري غائب عن بلاده منذ 27 ابريل/نيسان اثر نقله الى مستشفى افال دو غراس العسكري بباريس بعد اصابته بجلطة دماغية خفيفة، ثم نقل في 21 ايار/مايو الى مستشفى ليزانفاليد ‘لمواصلة نقاهته’ حسب وزارة الدفاع الفرنسية.
ورغم تطمينات السلطات الرسمية حول تحسن صحة بوتفليقة الا ان تعليقات الصحف واحزاب المعارضة لم تتوقف عن التشكيك في مصداقيتها.
وكان وزير الخارجية مراد مدلسي اكد الاثنين ان بوتفليقة يتابع ‘يوميا’ شؤون الدولة، وقبله رئيس الوزراء الذي لام على الصحف التركيز على مرض الرئيس بوتفليقة وتكذيب الاخبار الرسمية التي يعلنها شخصيا حول تحسن صحته.
وفي حين تنتهي ثالث ولاية للرئيس بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999، في 2014 تعالت اصوات احزاب المعارضة لاعلان شغور المنصب وتنظيم انتخابات مسبقة وفقا للمادة 88 من الدستور بسبب ‘عجز الرئيس عن اداء مهامه’.
وليس للجيش اي سلطة دستورية لاعلان ان رئيس الجمهورية غير قادر على اداء مهامه، بل المجلس الدستوري وحده من يملك هذه الصلاحية وهو من يطلب من البرلمان اعلان شغور المنصب بتصويت ثلثي اعضائه.

كلمات مفتاحية