سياسة

«المخطط السري» لهجوم «عين أميناس» حسب جريدة الوطن

كشفت صحيفة الوطن وييكاند ، عن تفاصيل عن ما يقيل انه «المخطط السري» لجماعة «الموقعون بالدم» بزعامة مختار بلمختار، للهجوم على منشأة الغاز «تيغنتورين» الواقعة بمنطقة «عين أميناس»، جنوب شرق الجزائر، وخلفت حينها خسائر مادية كبيرة ومقتل ما لا يقل 34 رهينة غربية.

المخطط السري للهجوم هذا، نشرت تفاصيله ، صحيفة الوطن استنادا إلى تقرير التحقيقات في الهجوم الذي طلبته رئاسة الجمهورية، وجاء فيه بداية الخطة أن بلمختار وعبد الرحمن النيجيري واليامين بن شنب قرروا في اكتوبر من العام الماضي، بالقيام بالهجوم بعد تأكدهم من إقدام القوات الفرنسية على التدخل العسكري في شمال مالي.

وفي تفاصيل الخطة السرية التي تم الكشف عنها حول الهجوم الكبير الذي أسال حبرا كثيرا وما يزال، ان مجموعة بلمختار، تحصلت على معلومات مفصلة، حول الإجراءات الأمنية للموقع الغازي من احد الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في مدينة غاو شمال مالي في ابريل 2012، والذي كان يشتغل لمدة سنتين بالموقع الذي لا يبعد الا بـ 80 كلم من الحدود الليبية، والذي يعطي موقعة القرب من الحدود للمهاجمين إمكانية الانسحاب سريعا باتجاه الأراضي الليبية، في حين يوجد من بين المهاجمين عمال قدماء في الموقع المستهدف، وعلى رأسهم اليامين بن شنب، الذي سبق له وأن ربط علاقات جيدة بأجهزة الأمن هناك، وهي العلاقات التي استغلها جيدا أثناء الهجوم.

منذ 9 يناير، أخذت ثلاث مجموعات الطريق نحو الهدف المنشود، وفي المجمل كان هناك حوالي ستون رجلا من رجال بلمختار، مع 15 سيارة، انطلاقا من اوغلوك شمال مالي إلى وديان أرواد في الجنوب الغربي الليبي، وهناك كانت تنتظرهم مجموعة يوسف بن شنب، وعبد السلام ترموم بغرض الدعم، وأثناء سيرهم الذي استمر أسبوعا لم يستعملوا اي وسيلة اتصال لتفادي المراقبة وخاصة من الطائرات التي كانت تمسح الحدود بين مالي والنيجر وليبيا، ومن اجهزة الرصد والاستماع الموجودة في تمنراست الجزائرية، وتغطي مناطق ورقلة وايليزي في الجزائر، ثم انقسمت المجموعات الإرهابية الى مجموعات اصغر لا تتعدى 3 الى 4 سيارات.

تحرك المجموعات الإرهابية، كان في غاية السرية، وزيادة على الحذر من الرصد الالكتروني، كانت المجموعات لا تسير الا بالليل، لان الغبار الذي يرتفع من السيارات عبر الصحراء يمكن رصده من على بعد 50 كلم، كما قاموا بعمليات تمويه واسعة لمنع تتبع أثار العجلات، مع اتباع معابر سرية غاية في الصعوبة «تاساغ وايغير في مالي، تين اسمي، اسمي ازيوز في النيجر»، بغرض الوصول إلى ليبيا، وهي الطريق التي فقد فيها المهاجمون رجلين في حادث سير، حيث استطاع المحققون الجزائريون ايجاد قبري القتيلين واسترجاع الجثث، في حين أن السيارات المستعملة في الوصول إلى الأراضي الليبية، تم استبدالها في جنوب غرب ليبيا مقابل سيارات مشابهة لتلك التي يستعملها جهاز الأمن لشركة سوناطراك النفطية الجزائرية.

على بعد 70 كلم من تيغنتورين، كانت مجموعة عبد الرحمن النيجيري، المكونة من 40 عنصرا، من بينهم اربعة من الجزائريين، تعبر الحدود في الوقت الذي كان فيه بائع السجائر قرب القاعدة المستهدفة، يراقب الوضع منذ عشرة أيام من دون أن يثير انتباه وحدة الدرك الوطني التي كانت هناك، وهنا اختار الإرهابيون شن الهجوم في اليوم الذي وصلت فيه طائرة تحمل عمال بريتش بيتروليوم، وتحديدا عند وصول الحافلة التي تقلهم قرب المركب، وهو الوقت الذي كانت فيه اجهزة الامن في نوع من حالة الاسترخاء، وكانت الساعات الاولى من هذا الهجوم بالنسبة للجزائريين هي الأصعب ، فلقد كانوا يجهلون عدد الإرهابيين الذين احتلوا القاعدة الغازية، او نوعية أسلحتهم، ولا توجهاتهم العقائدية، حيث اعتقدوا بداية ان الامر مرتبط بتنظيم القاعدة، الا انه سرعان ما تمكنت الأجهزة الجزائرية من اعتراض المكالمات الهاتفية بين المسلحين على الرغم من الأجهزة المتقدمة التي استعملوها والتي جاؤوا بها من ليبيا.

بالنسبة للجزائريين، فانه من ناحية المبدأ، لا يمكن لقوات الأمن ان تتفاوض مع الإرهابيين، الا ان الجيش الذي كان بحاجة الى معرفة المزيد حول قوة المهاجمين ربط الاتصال بهم، حيث كان المفاوض من الجانب الجزائري عقيد في جهاز الاستخبارات، وقد اشتغل سنوات عديدة في مالي، ويعرف جيدا شخصية بلمختار، خلال المفاوضات التي شارك فيها لإطلاق الرهينة روبير فاولر، المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى النيجر ، وكان هذا الضابط الجزائري مدعوما من مجموعة من ضباط الاستخبارات المختصين في مكافحة إرهاب، وكان هدف المفاوضين الجزائريين الاساسي حينها هو إشغال الإرهابيين في انتظار التدخل العسكري الساحق.

حوالي 6000 رجل دفعت بهم الجزائر الى المنطقة من بينهم مجموعات التدخل السريع، المدربون على مثل هذه المواقف، في حين كان الإرهابيون يدركون جيدا ان الجزائريين لا يمكنهم قصف الموقع الغازي، الا انه وفي اول محاولة للهروب، قامت طائرة عمودية باستهدافهم، اين تمكن القناص الذي كان على متنها، من إصابة النيجيري عندما حاول الإرهابيون الفرار مع الرهائن على متن سيارات رباعية الدفع، لتتدخل بعدها القوات الجزائرية باستعمال الرشاشات الثقيلة ضد القافلة الهاربة، ما أدى الى انفجارات داخل السيارات بعد ان انفجرت الاحزمة الناسفة التي وضعها الإرهابيون على أجساد الرهائن وليس كما صور في حينها ان طائرات الهيليكوبتر الجزائرية قصفت قافلة الإرهابيين التي كانت تحاول الهروب بالصواريخ.

bandicam 2013-06-29 16-09-47-198

EL WATAN WEEKEND 28-06-2013

elwatan weekend page 5 -28-06-2013

كلمات مفتاحية

4 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • 1/(ان مجموعة بلمختار، تحصلت على معلومات مفصلة، حول الإجراءات الأمنية للموقع الغازي من احد الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين في مدينة غاو شمال مالي في ابريل 2012، والذي كان يشتغل لمدة سنتين بالموقع) !!!!!!!!
    سؤال / هل التكوين في العلاقات الدولية و الدبلوماسية = التكوين في البتروكيمياء ؟

    2/ (حوالي 6000 رجل دفعت بهم الجزائر الى المنطقة من بينهم مجموعات التدخل السريع) !!!!!!!!
    6000 رجل تكفي لغزو بلد و ليس لمحاصرة 30 أرنب .

  • “…، ومن اجهزة الرصد والاستماع الموجودة في تمنراست الجزائرية، وتغطي مناطق ورقلة وايليزي في الجزائر” ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    هل هذا إعتراف بوجود قاعدة التنصت الأمريكية الموجودة بتمنراست؟؟؟
    أعتقد أن المقال يريد أن يقنع الناس بأن قوات الجيش كانت مهنية و كانوا يقتنصون الأهداف لكن الإرهابيين هم من فجروا الرهائن!!! طبعا الغربيين لأن القتلى الجزائريين لم يكترث لهم أحد من المسؤولين.
    يبدو أن النظام مقتنع أن العملية كانت من تدبير جهات أكبر من مجرد تنظيمات مسلحة و قد ينتقم بنفس الأسلوب “عبر جماعاته الإسلامية المسلحة” إن ثبت لديه ذلك

  • المجموعة الارهابية التي قامت بعملية (المجمع الغازي تيقنتورين) لم تنفذ العملية من تلقاء نفسها بل كان وراءها توجيه و دعم كبير من اجهزة استخبارات دولية (الغرض منها هو جر الجزائر في الحرب الفرنسية المالية ضد القاعدة في بلاد المغرب ) اولا المجموعة الارهابية كانت مستقرة منذ مدة في ليبيا (كما جاء في التصريحات الامنية الجزائرية ) علما ان الاعلام الغربي تكتم عن هذا – ثانيا فرنسا (برئاسة ساركوزي) هي التي مكنت ارهابيي القاعدة من السيطرة علئ ليبيا (عسكريا و دبلماسيا) علما ان الجيش الليبي الحالي بين ايادي الارهاب و لهذا جماعة النيجيري (ليبي الاصل ) كانت تتلقئ الدعم اللوجيستي و المادي من (الجيش الليبي الحالي ) – ثالثا دون ان ننسئ الدعم القطري بملايين الدولارات و الاسلحة لثوار ليبيا المزعومين الذين بدورهم قامو بنقل هذا الدعم الئ ارهابيي الساحل (فهل هذا كان عن قصد و مخطط له ام مجرد صدفة) طبعا كل وسائل الاعلام الغربية ذكرت خطورة الدعم القطري لليبيين و تداعياته حول تنظيم القاعدة في الساحل – طبعا دويلة قطر ايضا لم تكن تعمل بتلقاء نفسها بل بتوجيهات الموساد و الناتو حلفاء السي اي اي – رابعا دون ان ننسئ دور الجيش الفرنسي في عهد ساركوزي بتسليح المتمردين الليبيين (ثوار الناتو) و هذا برمي مضلات مشحونة بالاسلحة الثقيلة و الخفيفة و اجهزة الارسال (المتطورة) التي ذهبت مباشرة الئ ارهابيي القاعدة في الساحل – (يعني فرنسا هي من قامت بتسليح الارهاب في الساحل لتمهد في الاخير بالتدخل في مالي ) طبعا القضية لا تحتاج محلل استراتيجي او خبير امني فالناتو و الجيش الفرنسي و قطر هم من قامو بتسليح ارهابيي الساحل (دون نسيان الدور القطري ) اما الجزائر منذ بداية تدخل الناتو في ليبيا كانت تندد بخطورة ما تقوم به فرنسا و قطر و تداعياته في المنطقة ( لكن رغم كل تحذيرات الجزائر لم يصغي الينا احد ) لانهم كانوا يعملون بتخطيط و برمجة و لهذا احداث تيقنتورين الارهابية ما هي الا تداعيات التدخل الفرنسي و القطري في ليبيا ( تدخل الناتوا ) و لهذا الجيش الجزائري عندما تدخل لقصف ارهاب تيقنتورين كا ن تدخل صائب و لو كنت مكان قيادة خلية الازمة التي ادارت العملية لامرت بقصف الجميع (ارهاب و رهائن ) حتئ تعلم فرنسا و الناتو و قطر ان اللعب في المنطقة الجزائرية (خط احمر ) و اظن انهم اخذو الدرس جيدا

    • لماذا لا تحتجوا لدى قطر على تسليحها للإرهاب؟ على الأقل عندما يأتيكم خمج بن خليفة مع موزته للصيد في الصحراء الجزائرية احتجوا بدل أن توفروا له الحماية الأمنية و الراحة و تعكروا حياة المواطنين،
      إذا كانت فرنسا هي وراء العملية لماذا لم تحتجوا عندما جاء هولاند بدل تقبيل يده و يد عشيقته؟ لماذا منعنتم المواطنين الذين أرادوا الإحتجاج ضد الحرب في مالي؟ كيف يجرون كم إلى الحرب و أنتم فتحتم أجواء الجزائر و مطاراتها للعدوان الفرنسي؟
      أنا حين قلت النظام يشك أن جهات أكبر من الجماعات المسلحة تقف وراء العملية أقصد الجهات التي تقف وراء التوحيد و الجهاد التي تحتجز الرهائن