سياسة

خلفيات ايديولوجية تعطل الاستثمارات الإماراتية في الجزائر !

آل نهيان - بوتفليقة

الجزائر- العرب اونلاين -صابر بليدي: أثارت زيارة وزير الخارجية الاماراتي للجزائر، بشكل جدي قضية الاستثمارات الاماراتية المعطلة في الجزائر، وأعادت للواجهة مسألة الخلفية الإيديولوجية الرافضة لكل امتداد قومي للجزائر، والتي تجلت في صورة اجراءات بيروقراطية تنتهجها بعض الدوائر المعروفة بالتيار- الفرانكوفيلي- المتغلغل في مختلف الأجهزة الإدارية والسياسية والإعلامية، التي ما فتئت تضطلع بمهمة إفشال أي تعاون جزائري- عربي، حيث ما انفكت الانتقادات تنهال على بعض الاستثمارات العربية خاصة منها المصرية والخليجية، مقابل التهليل المبالغ فيه لكل تقارب جزائري- فرنسي، وكانت بعض الأوساط قد اتهمت في بداية الألفية الرئيس بوتفليقة ذاته بالتوسط لأوراسكوم المصرية من أجل الحصول على رخصة الهاتف المحمول، كما تتعرض المشاريع الإماراتية الواعدة لسيل من الاتهامات والتشكيك.

وفي هذا الصدد نقل موقع اخباري محسوب على التيار الفرانكوفيلي، أن الرئيس بوتفليقة تأسف للوزير الإماراتي عن سيرورة استثمارات بلاده، ووجه له عبارات لوم وعتاب على ما أسماه عدم وفاء المستثمرين العرب بوعودهم رغم الامتيازات التي أفردتها لهم الحكومة الجزائرية، وذلك من بث حالة من الشك والارتياب لدى الرأي العام، وتشويه صورة الرأس مال العربي، وكان مجمع ” اعمار ” والصندوق الامارتي محل أصابع ” الموقع ” بمناسبة وبغيرها، خاصة بعد التداعيات التي خلفتها الأزمة العالمية، على كبريات المجمعات والشركات العالمية، كما لم تتوان بعض النقابات وبإيعاز من من تلك الدوائر على تأليب عمال الموانئ على الاحتجاج من أجل إفشال صفقة شركة موانئ دبي لتسيير موانئ العاصمة وجيجل.

وكان الشيخ عبد الله بن زايد قد صرح فور وصوله للجزائر، بداية الأسبوع الجاري أن الزيارة تدخل في إطار توطيد العلاقات التي وصفها بالطبية، والتي جاء من أجل تطويرها، مؤكدا بأن هذه العلاقات تحظى برعاية من طرف قائدي البلدين بغية توطيدها، في اشارة لتحريك ملف الاستثمارات الامارتية المعطلة في الجزائر، كما قالت وزيرة التجارة الخارجية الشيخة لبنى القاسمي: ” إن الإمارات عازمة على الاستمرار في تنفيذ المشاريع الاستثمارية في الجزائر”.

 

بوتفليقة - آل نهيان.
وأوضحت الشيخة لبنى عقب استقبالها من قبل وزير التجارة الجزائري الهاشمي جعبوب، بمناسبة افتتاح معرض الجزائر الدولي، والتي تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى الجزائر “إن العلاقات الجزائرية- الإماراتية تطبعها خصوصية وصداقة قديمة في المجالات السياسية والاقتصادية “. وشدّدت على أن بلدها يولي اهتماما كبيرا للاستثمار في الجزائر، مشيرة إلى أن “الاستثمار الإماراتي حاضر بقوة في قطاعات مختلفة”،وأضافت أن “اهتمام الإمارات بالاستثمار في الجزائر يأتي كنتيجة للتطور الذي شهدته البنية التحتية للاقتصاد الجزائري…والبيئة مناسبة ومناخ الاستثمار يساعد على تجسيد المشاريع مستقبلا “، وقالت أن المبادلات التجارية بين البلدين عرفت قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، حيث تبلغ حوالي نصف مليار دولار.
من جانبه، ذكر وزير التجارة الجزائر، الهاشمي جعبوب: ” إن زيارة الشيخة لبنى للجزائر تندرج في إطار التعاون بين البلدين والعمل على تقوية التبادلات التجارية بين الجزائر ودولة الإمارات العربية مستقبلا”، وأضاف أن المحادثات بين الجانبين ستعطي دفعا آخرا للمنطقة العربية للتبادل الحر التي انضمت إليها الجزائر” مؤكدا أن المشاريع الاقتصادية الإماراتية في الجزائر تسير “بوتيرة حسنة”.
أما وزير الخارجية الإماراتي فقد صرّح عقب مباحثات أجراها مع نظيره الجزائري مراد مدلسي بأنه لمس رغبة حقيقية لدى الحكومة الجزائرية لزيادة الاستثمارات الإماراتية، وقال الشيخ عبد الله: “أعتقد أن هناك رغبة حقيقية لدى الحكومة الجزائرية لزيادة الاستثمارات الإماراتية في الجزائر، تقابله روحية وحماس لدى حكومة الإمارات للاستثمار في الجزائر سواء أكان استثمارا عاما أو خاصا”، مؤكدا أن أي خلاف بخصوص ذلك “يمكن حله”. وأضاف الوزير الإماراتي أن بلده يسعى لتطوير هذه الاستثمارات خاصة في مجال الخدمات والطاقة وإنتاج الألمنيوم الذي هو أحد المشاريع التي نعتمد عليها كثيرا وذلك لمصلحة البلدين.
وكانت الجزائر وقعت عام 2007 مع شركة ألمنيوم دبي “دوبال” على مشروع لانجاز مصنع ضخم لإنتاج الألمنيوم بقيمة 5 مليارات دولار، بالاضافة الى مشاريع ” اعمار ” والصندوق الاماراتي وموانئ دبي التي ناهزت في مجملها 30 مليار دولار، وقال مسؤول قسم الاستثمارات الخارجية في الوكالة الجزائرية الحكومية للاستثمار، جمال زرقين، ان بلاده ستصدر ما قيمته 30 مليار دولار سنويا من الألمنيوم بعد إنجاز هذا المصنع.

المصدر العرب أونلاين


كلمات مفتاحية