سياسة

ليلة الدخلة أم ليلة الشك؟!سعد بوعقبة

ليبيا الشقيقة تعيش فوضى في السلطة، لأنها عرفت هزّة ما يعرف بالربيع العربي، وتونس تعيش ما تعيش، لأنها عرفت حالة تغيير النظام من حال إلى حال، ومصر تعرف ما تعرف من مشاكل لأنها عرفت زلزالا سياسيا.. لكن نحن في الجزائر لماذا نعيش القلاقل السياسية والاجتماعية والنظام لم يتغير؟! وجه الشبه الوحيد بيننا وبين الأشقاء الذين ذكرتم هو أننا نعيش مثلهم بلا رأس شرعية للسلطة، فالرئيس مريض وأصبح مرضه حالة من التندر السياسي لدى العديد من المواطنين، بعضهم يقول إن عودته ستكون عيدا، وسيُرى إن شاء اللّه مع هلال العيد.. وكان بإمكانه العودة مع هلال رمضان، لكن حسه الرهيف وحبه لوزراء حكومته جعله يؤجل عودته إلى ما بعد الصوم، كي لا يتعب الوزراء كعادته في رمضان في أحاديث قلب اللوز؟! بعضهم الآخر قال إن الرئيس سيعود ليلة الدخول الاجتماعي، وسيدخل على الحكومة والجزائر كدخلة عريس ليلة خميس؟!
المهم أن الجزائر شيدت دولة مؤسسات فريدة من نوعها في العالم.. دولة لا تشبه لا دول العرب ولا دول النصارى.. دولة يمكن أن تسيّر بأشباح من قِبل أشباح، وقد صدق المرحوم العقيد أوعمران عندما قال في 1958: ”إننا في الجزائر بعد طرد الاستعمار نبني دولة لا تشبه العرب ولا الفرنسيس”!
وبالفعل ما يحدث في بلادنا، من مهازل سياسية وغير سياسية، يدل على أننا أثـرينا العلوم السياسية بنظرية جديدة، وهي أن يرأس الرئيس بلده مع الإقامة في دولة أخرى ! تماما مثلما يعين سفير لدولة لدى دولة أخرى مع الإقامة في دولة ثالثة؟!
نعم، البلاد تسير سيرا عاديا، ولا يوجد ما يعكر مزاج الرئيس وهو يقيم في دولة أجنبية ! فليس مهمّا أن يقوم رئيس كتلة برلمانية بكسر باب مكتب الكتلة في البرلمان، احتجاجا على عدم إعطائه سيارة خاصة كمسؤول؟! عيّنه رئيس الحزب الحاكم الذي يحكم هو الآخر بالمؤقت! فلا تستغربوا ذات يوم إذا سمعتهم بأن قفل وباب مكتب الرئيس في المرادية قد كُسر، لأن صاحبه قرر عدم العودة إلى الجزائر؟! أو عيّنوا له شخصا لشغله مؤقتا بطريقة دائمة، على منوال نظرية السيسي؟!
عندما قال المرحوم مولود قاسم للرئيس بومدين قولته الشهيرة: ”بوّاب في السويد خير من وزير في الجزائر!”، أجابه بومدين: إذا وجدت وظيفة بوّاب في السويد لا تنس أن تبحث لي عن وظيفة معك؟!
الآن يمكن أن نقول إننا شيدنا دولة بمؤسساتها العملاقة.. فيها المريض في دار العجزة في الجيش الفرنسي أفضل من رئيس الجمهورية في الجزائر؟!
كان اللّه في عون أمثال سلال وبن صالح والعربي ولد خليفة، وهم يتعاملون مع أمثال بلعياط وخاوة ونواب ”الشكارة” والبؤس السياسي!
http://www.elkhabar.com/ar/autres/noukta/343902.html

كلمات مفتاحية

4 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق