سياسة

الجزائريون مهتمون بما يحدث في مصر و لا يبالون بعودة «بوتفليقة»

رؤية- حسان زهار
الجزائر – لم تحض عودة الرئيس بوتفليقة الى الجزائر بعد غياب طويل استمر 80 يوما للعلاج في فرنسا، بالاهتمام الذي كان منتظرا من طرف الشارع الجزائري، الذي اعتبر في معظمه هذه العودة اقرب ب “اللاحدث”، فبغض النظر عن الترحيب الشديد من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، وبعض الاحزاب الموالية، تلقى المواطن الجزائري خبر عودة الرئيس بوتفليقة ببرودة مذهلة، حيرت الكثير من المراقبين.
ويبدو ان تزامن عودة الرئيس مع حلول شهر رمضان وانشغال المواطنين بتدبير أمورهم المعيشية، وكذا الاحداث الجارية في مصر، قد سرقت الأضواء من هذه العودة، حيث انشغل البسطاء مع قفة رمضان، بينما اهتم الشباب والمثقفون اكثر بموضوع عزل مرسي من الحكم في مصر، باعتبار ان تداعياته على الامة وعلى الجزائر اكبر من قضية عودة رئيس مريض ليستكمل في وطنه فترة علاج اخرى لا احد يعرف لها نهاية.. الأمر الدي دفع على ما يبدو السلطات إلى الامر بتحضيرات احتفالات جماهيرية لاظهار ابتهاج الجزائريين بهده العودة.
ليس بوتفليقة من يحكم الجزائر
وفي جولة قامت بها “رؤية” في اكبر مركز تجاري بالجزائر، في “باب الزوار” بالعاصمة، اكد جل الشباب الذين حاولنا اخذ رأيهم في موضوع عودة الرئيس بعد 80 يوما كاملا من الغياب، ان الامر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، بينما كانت الشريحة الاكثر تقدما في السن الاكثر اهتماما، والذين اعتبروا الامر إيجابيا بالمناسبة لمستقبل البلاد.
فبالنسبة ليوسف تقني سامي في الالكتورونيك، فان عودة بوتفليقة هي ” قضية تعني المنتفعين من داخل حزب جبهة التحرير وبعض الجنرالات، اما الشعب فقد تعود على غيابه، بل ان غيابه افضل في اعتقادي”! ونفس الراي يشاطره فيه محمد احد الباعة الشباب في المركز حيث اكد ان ” إصرار بوتفليقة وهو في حالته الصحية المتردية هذه على الحكم افقده الكثير من المحبين، الجزائر فيها الكثير من الكفاءات والطاقات ، فليتركوا للشباب الفرصة كما قال هو بنفسه في احدى خطاباته، أنا شخصيا ارى انها إهانة للجزائريين ان يظهر رئيس البلاد على كرسي متحرك”.
وقالت نجوى طالبة جامعية ” السلطة عندنا تكذب في كل شيء، حتى ان صور عودة الرئيس فبركتها احدى القنوات المؤيدة للنظام حين استعانت بصور قديمة لتظهر نزول الرئيس يمشي من على الطائرة، في حين انه ظهر في نشرة الاخبار الرئيسية على كرسي متحرك.. نحن قد مللنا من هذا المسلسل السخيف، ليفعلوا ما شاؤوا ولينصبوا علينا حتى المومياءات القديمة مادامت آراؤنا لا تهمهم والانتخابات مزورة دائماً”.
وقال سمير بائع اجهزة الهاتف النقال ” أنا شخصيا لم اشعر باي فرق بين غياب الرئيس وحضوره، لقد بدأنا نتعود غيابه وكان ذلك ممتعا فعلا، وبدا الحديث عنه يقل، وهذا جيد، لكن للأسف سيعودون الان يتكلمون عن موضوع ممل لا معنى له طالما ان الحكام الحقيقيين للبلاد هم المفسدون والمافيا”.
اما السيدة عيشة 61 سنة، فاعتبرت ان عودة الرئيس بشرى خير، فمن “غير المعقول ان تبقى البلاد بلا رئيس طوال هذه المدة، اتمنى له الشفاء العاجل وان يعود كما كان من قبل، لان الجزائر ما زالت بحاجة اليه”.
اما السيد عبد القادر فاعرب عن ارتياحه لهذه العودة، لان “الجزائر تمر بمنعرج خطير خاصة مع التحولات في المنطقة، وأخشى ان يتم توظيف مرض الرئيس في اي سيناريو لجلب الربيع العربي إلينا، انظروا الدول العربية كيف هي الان، أنا اريد الاستقرار وبقاء بوتفليقة على قيد الحياة اكبر ضمانة لهذا الاستقرار الذي بات مفقودا في كثير من الدول الغربية”.
مرسي اهم من بوتفليقة
المثير في بعض الجزائريين انهم أعربوا عن اهتمامهم بمصير الرئيس المصري السابق محمد مرسي اكثر من اهتمامهم بمصير الرئيس الجزائري بوتفليقة، معتبرين ان ما جري في مصر الان اهم بكثير من موضوع عودة رئيس مريض.
وتقاسم هذا الراي فريد استاذ لغة عربية ” لو سألتني عن مرسي لكنت أجبتك بفرح، لكن عن بوتفليقة ليس عندي ما أقوله، بالنسبة لي مصير اول رئيس منتخب ديمقراطيا اهم من مصير رؤساء تحددهم الأجهزة، اعتقد ان معظم الجزائريين لا يهتمون ان يعود الرئيس او يبقى هناك في فرنسا التي يداوي فيها كل المسؤولين الجزائريين”.
وقالت نجاح طالبة شريعة اسلامية انها لم تنم البارحة لمتابعتها اخبار “رابعة العدوية” عبر بعض القنوات العربية ، وأنها لم تفتح التلفزيون الجزائري ولم تسمع بخير عودة الرئيس الا من بعض الأصدقاء، مضيفة “ربما عودة بوتفليقة مجرد إشاعة كما تعودنا وحتى ان كان الامر صحيحا فالأمر سيان”.
مواقع التواصل الاجتماعي تفضل السخرية
اما مواقع التواصل الاجتماعي فحولت خير عودة الرئيس الى مصدر للسخرية والتندر، كما تناول الكثيرون الموضوع من باب انه من المنوعات او الامور الترفيهية غير المصيرية، بل ووصل الامر ببعضهم الى ان يكتب “لتسقط الطائرة الرئاسية قبل ان تصل عندنا ونرتاح”!.
وكتب عمار في صفحته “هل ما زال فعلا على قيد الحياة ؟ بالنسبة لي بوتفليقة هو من الماضي، لنتحدث عن المستقبل يرحمكم الله”! وتقول نوال “ما هذه المسخرة، رئيس على كرسي متحرك ثم يحدثوننا عن الشباب وتسليم المشعل ؟ “.
وسخر جعفر ” ماذا قلتم الرئيس بوتفليقة؟ هذا اسم يذكرني بشي ما”! في تلميح منه انه نسي اسم الرئيس لطول غيابه.
وعلق منير “الحمد لله، ليس لنا رئيس حتى نثور عليه، الأشباح لا تثور عليهم الشعوب”!.
لكن في المقابل تعالت العديد من الأصوات المهللة بعودة الرئيس مثل الصرخة التي أطلقتها سماح “الحمد لله أنا اليوم اسعد امرأة في الكون” وقال ايمن “أطال الله في عمر الرئيس بوتفليقة، الحاقدون لا يمكنهم ان يعرفوا ما قدمه هذا الرجل العظيم للجزائر ويكفي ان الامن والأمان اليوم هي مما حققه الرئيس بوتفليقة”.
السلطات تامر باحتفالات جماهيرية “مبرمجة”
وأمام هذا التجاهل او البرود الشعبي الواضح من موضوع عودة الرئيس الجزائري الى بلاده، وجدت السلطات الجزائرية نفسها في حرج، فقررت الداخلية ان تامر المحافظين بتحضير احتفالات جماهيرية وشعبية بمشاركة المجتمع المدني، للتعبير عن الفرحة والابتهاج بعودة الرئيس بعد طول غياب.
وجاء في أوامر وزارة الداخلية للمحافظين ضرورة الاشراف الرسمي على مظاهرات ومسيرات شعبية تجوب شوارع المدن الكبرى ، الامر الذي دفع المسؤولين الى اعلان ما يشبه حالة الطوارئ للتحضير لهذه الاحتفالات “المبرمجة”، من خلال الاجتماعات الماراثونية مع الفعاليات السياسية والجمعوية والأمنية والإدارية والإعلامية لإنجاح هذه التظاهرات .
وبالفعل شرعت مختلف المدن بتحضير الميادين المخصصة للتظاهرات التي أمرت بها السلطات الجزائرية، مع توفير صور الرئيس والرايات ، والتي ستكون بنسبة كبيرة بمشاركة من حزبي السلطة جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي ، التي تؤكد معلومات من القواعد ان القيادات أعطت أوامرها في هذا الاتجاه للمشاركة القوية وإثبات فرحة الجزائريين بعودة رئيسهم.
معلوم أن كل أشكال المسيرات والمظارهات ممنوعة في الجزائر مند سنوات طويلة، إلا أن السلطات الجزائرية لا تتحرج في تنظيم مسيرات مبرمجمة مؤيدة لها اليوم، في ما يشبه تلك المسيرات المسماة “عفوية” للتندر، التي نظمتها السلطات الجزائرية زمن الرئيس السابق اليمين زروال للتنديد باجتماع المعارضة في “سانت ايجيديو” في ايطاليا التي دعت إلى مصالحة حقيقية من دون إقصاء.

http://www.roayahnews.com/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A9/17-20043.html

كلمات مفتاحية

4 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • هههههههه قالك مسيره يخرج فيها الشعب يطبل للرئيس لا ادري من اين تأتون بمغالطات مثل هذه والحقيقه ان لا توجد اي مضاهر ه مسانده فقط سوف يقوم الرئيس المنتهي الصلاحيه بتولي الرئاسه قصد التحضير لانتخابات 2014 ان شاءالله ليكون التغيير شامل ……….

    • ههههههههههههه ياربيعرائيل ياعميل الدياراس الشعب الجزائري المسلم الابي راه لاتي و مشغول بقضية إنقلاب أخرى في مصر كاللتي دبرها الحركى ولاد فرنسا.الشعب الجزائري لاتهمه بضاعة الانتخابات المغشوشة نتاع 2014.الشعب الجزائري المسلم كان أول الشعوب التي فهمت جيدا خدعة الصندوق و الانتخابات بعد الانقلاب على شرعية الفيس في 92 ومايحدث الان في مصر هو تأكيد على أن الشرعية لن تًأخذ بالصندوق بل بالشارع.
      فإنتخبوا ياربيعرائيل وصحابك على دمية أخرى تع الدياراس فالشعب سينال الشرعية الحقيقية بالشارع.

  • نعم صهيب كلامك صحيح ما يجري اليوم في مصر هو تماما ما جرى في الجزائر سنة 92

    أما المدعو بوتفليقة فهذا الحيوان الناطق رجع أو لم يرجع فلا يساوي عندنا حبة بصل بل و الله إن البصل أغلى و أطيب و أَزْكَى رائحة

    منه خصوصا في هذا الشهر الكريم شهر رمضان

    أهون عندي أن

    تقولوا زاد سعر البصل *** و لا تقولوا بوتفليقة وصل