سياسة

السيسي نموذج لكارثة العسكر في بلاد العرب!احسن بوشة

في الوقت الذي نرى فيه ماليزيا وتركيا والصين والبرازيل وكوريا وغيرها من الدول النامية تضاعف دخلها القومي وتحاول تصنيع كل ما يمكن ان يصنع,وتحرث او تشجر كل شبر صالح او غير صالح لتوفر بذلك ملايير الدولارات تسخرها في بناء الهياكل التحتية وفي ميدان التعليم والتكنولوجيا,ونرى جنرالاتها قد لزموا ثكناتهم لتقوية وبناء انظمة دفاعاتهم,نرى بالمقابل حكام العرب يهدرون الملايير على الاستيراد والاستهلاك,ونرى جنرالات العرب يقفون بعيون مفتوحة وبنادق مصوبة نحو شعوبهم بحجة المحافظة على الامن والسلم العام,ونرى رهط السيسي يحمون طبقة النهب والفساد والتي تسمى بالشرعية في قوامسهم القذرة.

لقد اثبت عسكر العرب منذ نصف قرن انهم غير مؤهلين لقيادة معركة التنمية في اوطانهم لانهم غير مدربين ومؤهلين لفعل ذلك,بل لقد اتيحت الفرصة للعديد منهم لقيادة بلدانهم لعقود ولكنهم انتهوا بفشل مشاريعهم التنموية وافقار شعوبهم وتنمية لوبيات الولاء والشيتة والفساد.
لذلك فمن الغباء ان نتوقع من هؤلاء الجنرالات النجاح في معركة الديمقراطية والتنمية,نشطاء ميدان التحرير في مصر يعرفون ذلك لكنهم يغمضون اعينهم طمعا في نجاح الجيش في كسر شوكة فصيل معارض اخر,وهم الاخوان,ليحلمون بقيادة مصر وبناء ديمقراطية مصر بعد ذلك,انها اضغاط احلام وانحراف كبير عن اهداف ثورة 25جانفي.
الرأي ان يتفق الاخوان وشباب ميدان التحرير والتنازل لبعضهم البعض لمواجهة العسكر والبقارة وازلام مبارك,اذا لم يحدث ذلك فهو نصف قرن اخر من الاقتتات على الفول والطعمية والرغيف وتحت رفرفة علم اسرائيل في سماء القاهرة.
ان تصرف السيسي هو انقلاب وتصرف ارعن وسوف يدخل مصر في فوضى وفتن قبل ارجاعها الى نظام حكم مستبد وفاسد شبيه بنظام مبارك.
المشكل ان قادة عساكر العرب اصبحوا يشكلون طبقة ذات امتيازات وهم يعتقدون ان اي نظام ديمقراطي سيذهب بامتيازاتهم وهذا مايجعلهم يقاومون التنازل عن الحكم للنخب وللمدنيين,هم ينظرون الى الصندوق كمنازع لعرشهم الذي وصلوا اليه ايام الثورة ومحاربة الاستعمار.
وسيمضي حين من الدهر وستسقط الكثير من الرؤوس وتحدث ثورات وثورات قبل ان يقتنع جنرالاتنا ان الحكم في الارض هو لله وللانسان الذي استخلفه فيها, وهذا الانسان قد يكون ملتحي او اخواني او سلفي او مكسثم,المهم ان يتفاهم الجميع ويصلوا الى عقد حكم اجتماعي يتوافقون عليه.
ما فعله الفريق السيسي بمصر هاته الايام هو مافعله الجنرال خالد نزار من قبل في الجزائر,مصادرة حق الشعب في حكم نفسه بنفسه والاغتصاب الجهري للدستور,تصرفات رعناء تسبب الفتن والحرب الاهلية وتدفع بعجلة اي تنمية موجودة الى الخلف لعقود…العجيب ان هناك نخب ودكاترة لا يستطيعون ان يروا ان نزار او السيسي هم مجرد جنود ترقوا بفضل كفاءتهم في استعمال البندقية فقط وليس لهم اي خبرة سياسية او اقتصادية لتحقيق التقدم والازدهار اولتسيير الملايين من الخلق وتنظيمهم لبناء الحضارة وليس لخوض حرب ومعركة,على من يرى في العسكر وسيلة لحماية الشرعية او وسيلة لحماية ادوات بناء الديمقراطية وتحقيق التنمية ان يراجع حساباته, وما تجارب ديكتاتوريات امريكا الجنوبية عنا ببعيدة.
اخيرا يجب الاشارة الى ان بلاد العرب لا تحكم بديكتاتورية عسكرية او دينية او ثورية,لان هاته الانماط من انظمة الحكم قد اثبتت انها ستتحول لاحقا الى انظمة مستبدة وفاسدة ودموية احيانا,على عسكر العرب ان يتركوا امر الحكم لأهل العلم والخبرة في كل ميدان لمحاولة الخروج من دائرة التخلف الموجود.

احسن بوشة

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق