سياسة

الجزائر : مونديال الفساد

بشأن قضية سوناطراك… ما نقله الإيطالي بيتر فارون عن فريد بجاوي (قريب وزير الخارجية السابق محمد بجاوي) بأنه كان يسلم أموال الرشاوى المحصلة من صفقات النفط يدا بيد إلى وزير الطاقة السابق شكيب خليل، يشعرني أننا في كف عصابة، وحين يقول بجاوي إنه كان يسلم هذه الأموال في باريس وفيينا وميلانو، وأن الحسابات التي تجري فيها هذه الأموال توجد في سنغافورة وبيروت وهونغ كونغ، يعني أن خبز الجزائريين صار مفتتا على العالم، وأن الجزائر بصدد مونديال للفساد.
ليست الجزائر إذن بحاجة إلى رابطة محترفة للفساد تجمع نوادي المافيا وأندية وشركات السراقين، ولن تكفي هيئة بحجم الفاف (الفدرالية الجزائرية لكرة القدم)، ولن تستطيع هيئة في حجم الكاف (الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم)، إدارة مونديال الفساد في الجزائر، فهو بحاجة إلى هيئة دولية في حجم الفيفا (الفدرالية الدولية لكرة القدم)، ذلك أن الفساد في الجزائر لم يعد بطولة محلية، أو منافسة إقليمية أو قارية فقط، لكنه بات فسادا عالميا، يمتد إلى إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وسويسرا، ويذهب إلى أبعد نقطة في سنغافورة وهونغ كونغ وبيروت وعواصم كثيرة.
مونديال الفساد في الجزائر متاح للجميع، من كل الجنسيات، نحن دولة ”كول ووكل” (كُلْ، وأكّل معك)، يتشارك فيه إسبان وطليان وصينيين ولبنانيين وفرنسيين وكنديين ومن كل الجنسيات والفساد في الجزائر مونديالي بامتياز، فكل محاكم الدنيا تحقق فيه وتتداخل في قضاياه، ومحاكم إيطاليا وهي – بالمناسبة – التي كشفت فضيحة سوناطراك أصلا، والمحاكم الأمريكية التي تبحث في حسابات شكيب خليل وأملاكه، والمحاكم الكندية التي تبحث في تورط شركة ”أسانسي لافلان” في الفساد في الجزائر، والمحاكم الفرنسية التي تبحث في قضية الخليفة وتفتح ملفه قريبا.
الفساد في الجزائر مونديالي ولا يقصي أحدا، بنغلاديش مثلا، دولة الطوفان والكوارث الطبيعية التي لا تنتهي، لها علاقة بالفساد في الجزائر، فهذه الدولة المغبونة، حرمت من مشروع جسر كبير كان سيموله البنك العالمي، لأن الشركة التي كانت بصدد إنجازه ”أسانسي لافلان” الكندية موضوعة على لائحة القائمة السوداء بسبب تورطها في قضايا فساد في الجزائر.
الفساد في الجزائر مونديالي، وهو مهرجان من الميداليات والأموال التي توزع بسخاء، فأموال النفط المسروق من الجزائر من قبل شركة شكيب أو بنك الخليفة أو عصابة عاشور عبد الرحمن وغيرهم كثير، يجري ”زلالا ” في بنوك كثيرة في العالم، في سويسرا، في سنغافورة، في هونغ كونغ، ويجري حتى في ببيروت.
كان العالم يسمع عن الجزائر أخبار القتل والإرهاب، فصار يسمع أخبار الفساد وفضائح الاختلاس.. هل هذا هو إعادة الجزائر إلى المحافل الدولية…؟

ع. لحياني

http://www.elkhabar.com/ar/autres/un_avis/348915.html

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق