سياسة

القحط والركود يطغيان على المشهد السياسي الجزائري

أحزاب تلغي جامعاتها الصيفية: القحط والركود يطغيان على المشهد السياسي الجزائري
دخلت الحياة السياسية منذ أشهر مرحلة الإنعاش، ولم تشهد أي حراك للأحزاب، التي وعلى كثرتها لم يسمع لها موقف يذكر أو تعليق أو تحليل للأحداث، حتى لا نقول اقتراح حلول للمشاكل المطروحة.
كل المواعيد مؤجلة إلى ما بعد الدخول الاجتماعي

دخلت الحياة السياسية منذ أشهر مرحلة الإنعاش، ولم تشهد أي حراك للأحزاب، التي وعلى كثرتها لم يسمع لها موقف يذكر أو تعليق أو تحليل للأحداث، حتى لا نقول اقتراح حلول للمشاكل المطروحة. وكأن هذه الأحزاب لم يعد في مقدورها توليد أفكار وبرامج جديدة، أو توحيد مناضليها على كلمة واحدة، لدرجة دفعت بعضها إلى إلغاء تنظيم الجامعات الصيفية، التي تعتبر من المواعيد المقدسة ضمن رزنامتها.

مددت التشكيلات السياسية الركود الذي تشهده الساحة الوطنية إلى ما بعد الدخول الاجتماعي، ولم تبرمج أي مواعيد أو لقاءات تذكر خلال الأسابيع القادمة، على الرغم من تسارع وغزارة الأحداث على الصعيد الداخلي والإقليمي، وخطورة ما تعيشه دول الجوار في كل من تونس، مالي وليبيا من انفلات أمني على استقرار الوضع في الحدود.

أضف إلى ذلك الحملة التي تشنها أطراف مغربية ضد الجزائر، لم تلق أي رد من الأحزاب الوطنية، فيما صبت أحزاب التيار الإسلامي كل اهتمامها على الأزمة المصرية، وأهملت الأحداث المحلية كارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان، مما يمس بدرجة أولى جيب المواطن.

وحتى الأهمية التي يحظى الموعد الانتخابي الذي يفصلنا عنه أقل من تسعة أشهر لم يحفز الأحزاب على الاستيقاظ من سباتها، وتلك التي كانت تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مسبقة تراجعت عن موقفها، بمجرد عودة رئيس الجمهورية لأرض الوطن بعد رحلة علاج في فرنسا دامت أكثر من أربعة أشهر. وكأن جل اهتمامها منصب على الظفر بالمقعد والمناصب، وليس تمثيل إرادة الشعب والنضال لأجل تجسيد تطلعاته والالتزام بتنفيذ البرامج التي انتخبت على أساسها من قبل المواطنين.

والملفت في الأمر أن الظهور الموسمي للأحزاب السياسية في المناسبات الانتخابية فقط، لم يعد حكرا على الأحزاب الصغيرة أو تلك الباحثة عن التموقع وحصد مقاعد في المجالس المحلية أو الوطنية، ولكنه أصبح ظاهرة معمّمة على الأحزاب العريقة، بما فيها تلك التي سجلت حضورها الدائم على ساحة الأحداث. فحزب جبهة التحرير الوطني فضل إلغاء تنظيم الجامعة الصيفية هذا العام حسب تأكيد عدة أطراف داخله، نظرا إلى انشغاله بأزمته الداخلية التي عجز عن إيجاد مخرج منها منذ أشهر، وهو الذي دأب على تنظيمها كل سنة لجمع قياداته وإطاراته وقاعدته من أجل تقييم أدائه، ومدى إخفاقه أو نجاحه في تنفيذ البرامج.

وقد أوضح المكلف بالإعلام قاسة عيسي في اتصال بـ”البلاد” أن الأفالان لم يحدد أي برنامج خاص هذا الشهر، وأنه سيبرمج المواعيد المؤجلة الشهر المقبل.

وبدوره، ألغى حزب العمال جامعته الصيفية على غير العادة، لأسباب قالت عنها مصادر “البلاد” إنها مالية بحتة، نظرا إلى كون الأحزاب لم يعد في إمكانها تنظيمها في الحرم الجامعي مثلما اعتادت عليه، بسبب القرار الحكومي القاضي بمنع تسخير الجامعة لاحتضان أي نشاطات حزبية.

من جهتها، لم تحدد حركة مجتمع السلم موعدا لجامعتها الصيفية، بالرغم من إيداعها طلبا لدى مصالح الداخلية منذ فترة، وأرجع المكلف بالإعلام بحمس زين الدين طبال في اتصال بـ”البلاد” هذا التأخير إلى عدم تمكن الحركة من الحصول على المكان المناسب لاحتضان هذا الموعد، بعد رفض تنظيمه في المؤسسات الجامعية. وأكد أن “تنظيم الجامعة الصيفية يحتاج إلى مصاريف كبيرة للتكفل الجيد بالمشاركين، وحرماننا من استغلال الجامعة لتنظيمها يعد مشكلا حقيقيا يصعب الأمور علينا”.

http://www.elbilad.net/article/detail?id=2573