سياسة

بين الخليفة وشكيب.. بوتفليقة؟رمضان بلعمري

هل استعادت الجزائر رجل الأعمال الهارب منذ سنوات، رفيق عبد المومن خليفة، حتى تستطيع اليوم استعادة الهارب حديث ”الهربة” الوزير شكيب خليل؟ الجواب: كما هرب الخليفة من قبضة بوتفليقة سنة 2003 هرب شكيب من قبضة بوتفليقة سنة 2013.
سياسيا، يأتي إعلان النائب العام عن إصدار مذكرة توقيف دولية في حق واحد من أهم الوزراء في حكومة الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة، ليعطي ”مصداقية” للحرب على الفساد. وسيصبح بإمكان الجزائريين أن يروا صور الوزير شكيب خليل وزوجته وابنيه، في قوائم المجرمين والقتلة المبحوث عنهم، وليس في قوائم المدعوين لحضور حفلة في مكان ما.
لكن على المستوى العملي، ألم تقدم السلطة الجزائرية للوزير شكيب خليل فرصة الهروب، وفرصة بيع أملاكه في الجزائر، وفرصة تحويل أمواله خارج الجزائر، وفرصة البحث عن مكان آمن يبقى فيه، قبل تفعيل الأمر الدولي بالقبض عليه؟
ثم من قال إن السلطة الجزائرية يمكنها القبض على شكيب خليل ومتابعته أمام المحاكم الجزائرية، وهو مواطن أمريكي، وهذا لوحده سبب كاف لحماية الوزير خليل من المتابعة القضائية بالجزائر؟
لقد شاهدنا كيف ظل الملف القضائي لرجل الأعمال رفيق عبد المومن خليفة يراوح مكانه بين الجزائر ولندن وباريس، والأكيد أن الملف القضائي للوزير شكيب خليل أكبر وأثقل وأعقد من ملف الخليفة. فالفساد هنا لا يتعلق بمحاولة شاب ”طموح” بناء ”إمبراطورية” من أموال جزائريين أودعوها في وكالات بنك يحمل اسمه، وإنما الأمر يتعلق بفساد ضرب ”البقرة الحلوب”، قوت الجزائريين الوحيد.
وبالنسبة لي، فقصة تورط شكيب خليل في رشاوى تلقاها في صفقات مع شركات أجنبية، تشبهها قصص أخرى في وزارات كبيرة ما تزال ”نائمة” وتنتظر من ينبش فيها من خارج الجزائر، كما فعلت إيطاليا، وقد تكون اليابان والصين هما المرشحتان للنبش هذه المرة بسبب ”طريق طويل” كثرت حوله الأقاويل.
وبقدر ما نجح الرئيس بوتفليقة في استعادة الأمن وتخليص البلد من المديونية الخارجية، بقدر ما فشل في حماية المال العام. وبالنتيجة، فعهدة بوتفليقة هي عهدة المصالحة مع كل شيء بما فيها نهب المال العام. وكم كان غريبا علي أن أقرأ تصريحا رسميا صادرا عن الوزير الأول عبد المالك سلال قبل أيام فقط، قال فيه إن ”قيمة التحويلات المالية نحو الخارج خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي بلغت 30 مليار دولار، جزء منها يمكن أن يكون قد تم تهريبه بطريقة غير شرعية”.. لكن الآن فهمت.
http://www.elkhabar.com/ar/autres/un_avis/349296.html

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق