سياسة

مستشفيات الإذلال والإهانة : حالة الطفل عز الدين جلاخة !!

الداخل إلى مستشفيات الجزائر يجب أن تكون لديه ميولا مازوشية، حتى يستطيع تحمل ما ينتظره من الإهانة و الإذلال من أول حارس في الباب أو منظفة في الرواق إلى غاية البروفيسور المشرف على المصلحة.

لا أستطيع التعميم، لكن الغالب على معاملة عمال و موظفي المستشفيات عندنا هو عدم احترام المريض و أهله، عدم احترام يصل لدرجة إذلال المريض و إهانة عائلته كما حدث مع الطفل الأغواطي المتوفى مؤخرا “عز الدين جلاخة”، حيث واجهت عائلته و الشاب المرافق لهم رفضا شديدا من طرف كل المستشفيات و المصالح التي توجهوا إليها في محاولة يائسة لعلاجه مما أصابه، بداية من مستشفى الأغواط، و مرورا بمستشفى البليدة، بوفاريك، بن بولعيد، و وصولا إلى مستشفيات العاصمة: بئر طرارية، مصطفى باشا، بني مسوس، عيادة شهرزاد الخاصة، و أخيرا مستشفى بارني.

الكلام الذي كتبه الشاب المرافق للطفل المسكين، يكشف مدى الإهانة و المعاناة التي واجهها بسبب طلبه من كل تلك المؤسسات الصحية علاج طفل بسيط لا يملك واسطة تخيف الحارس و البروفيسور على حد سواء.

ما حدث فعلا غير معقول و ضد حقوق الطفل و حقوق الإنسان التي يتبجح حكامنا بأن الجزائر وقعت و صادقت على أغلبها، و التي من أهمها الحق في العلاج.

ما هو السبب لرفض 8 مستشفيات عمومية و واحدة خاصة التكفل بحالة الطفل عز الدين جلاخة رحمه الله؟ لماذا كل هذا الرفض الذي يواجهه المواطن المريض عند مطالبته بالعلاج في المستشفى؟

غابت الرحمة عن 9 مؤسسات صحية كاملة، و لم يشفع للطفل المسكين عمره الصغير جدا و لا مرضه البارز بشدة على أنفه و لا أنينه و تألمه الكبير.

الرضيع المتوفى كان يعاني من ورم في الأنف بدأ على شكل حبة صغيرة و تفاقم المرض بسرعة ليصل به إلى الوفاة.

الموت مقدر من الله عز و جل، لكن الإنسان مسؤول عن حفظ كرامة المريض وتوفير سبل العلاج له، على الأقل عندما يحين الأجل يموت بدون ذل أو إهانة.

ما يحدث يوميا بمستشفياتنا هو احتقار مستمر للمرضى و ظلم كبير يعاقب عليه السجان إذا مارسه على المجرم المسجون، فما بالك بمن يسلطه على مريض ضعيف لا حول و لا قوة له؟

لكن ماذا أقول و الوضع عندنا معكوس و متناقض؟ أصبحت المستشفيات أسوأ من السجون، و أغلب السجون تعرف رفاهية يحتاجها المرضى و يحلمون بها.

الفيديوهات الخاصة بالقضية:

جمال الدين بوزيان

ناشط اجتماعي جزائري

djameleddine1977@hotmail.fr

http://www.z-dz.com/z/readers/5389.html

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق