سياسة

هل‮ ‬جاء‮ ‬الدور‮ ‬على‮ ‬سلال؟

من‮ ‬بن‮ ‬بيتور‮ ‬وبن‮ ‬فليس‮ ‬إلى‮ ‬بلخادم‮ ‬وأويحيى‮ ‬
شكّل رئيس الحكومة الأول، في عهد بوتفليقة أحمد بن بيتور، الاستثناء بين جميع رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على مبنى شارع الدكتور سعدان، حيث قدم بن بيتور استقالته للرئيس بوتفليقة، أشهرا قليلة بعد توليه المنصب لأسباب تتعلق بتداخل الصلاحيات، وعدم تمكنه من السير وفق برنامجه الذي أعده، في حين كانت الإقالة أو إنهاء المهام نصيب البقية الباقية، فهل يأتي الدور على عبد المالك سلال، خصوصا بعد الخلاف الحاد الذي خرج إلى العلن بينه وبين الأمين العام للأفلان عمار سعداني.

وأتى الدور بعدها على الأمين العام الأسبق للأفالان، ورئيس الحكومة علي بن فليس، الذي يرى متتبعون بأنه كان ضحية لطموحاته الرئاسية، حيث تعرض بن فليس للتغرير به من طرف بعض القيادات العسكرية التي أوهمته بأنها داعمة له، وتقف وراءه للوصول به إلى قصر المرادية، فضلا‮ ‬عن‮ ‬بروز‮ ‬التيار‮ ‬الفرنكوفوني‮ ‬التغريبي‮ ‬وعلى‮ ‬رأسه‮ ‬زعيم‮ ‬حزب‮ ‬التجمع‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الثقافة‮ ‬والديمقراطية،‮ ‬سعيد‮ ‬سعدي،‮ ‬وتصاعد‮ ‬الخلافات‮ ‬بينه‮ ‬وبين‮ ‬بوتفليقة،‮ ‬بشأن‮ ‬تسيير‮ ‬وقيادة‮ ‬الأفلان‮ ‬استعدادا‮ ‬لرئاسيات‮ ‬أفريل‮ ‬2004‮.‬

وشاع على نطاق واسع في 2003، أن قائد الأركان السابق المرحوم محمد العماري، يدعم بن فليس إلى جانب بعض جنرالات المؤسسة العسكرية المحسوبين على العماري، وفي الجناح المدني جمع الأرسيدي، حوله كل من يدين بالولاء للتيار التغريبي، قبل أن يجد بن فليس نفسه وحيدا في مواجهة‮ ‬رئيس‮ ‬يتمتع‮ ‬بدعم‮ ‬قوي‮ ‬من‮ ‬الجميع‮ ‬من‮ ‬داخل‮ ‬النظام‮ ‬وخارجه،‮ ‬وطبعا‮ ‬من‮ ‬أهم‮ ‬عواصم‮ ‬العالم‮.‬

وكان من بين الضحايا من رؤساء الحكومة الذين جنوا على أنفسهم في عهد حكم بوتفليقة، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، الذي جنى على نفسه مرتين ــ حسب المتتبعين ــ، حيث أنه استقال في ماي 2006، بسبب موقفه الرافض لتعديل الدستور وخلافاته مع الرئيس، بشأن ملفات اقتصادية أخرى ذات علاقة بالشق الاجتماعي، لكنه عاد سنة 2008 لخلافة بلخادم، بعد أن جد تقارب بينه وبين الرئيس وظهر أحمد أويحيى، في ثوب الداعم لتعديل الدستور عام 2008، وفتح العهدات الرئاسية وهو ما مكّن بوتفليقة من عهدة ثالثة.

وجنى أحمد أويحيى، على نفسه للمرة الثانية بتصريحات متكررة أطلقها في مناسبات عدة أبانت عن نواياه الرئاسية، وخاصة عندما قال بأنه “أزعج البعض”، فضلا عن مقولته الشهيرة “المافيا تحكم البلاد” فضلا عن رسائله التي قرأها المتتبعون بأنها وجهت لفرنسا، عندما تحاشى الخوض‮ ‬في‮ ‬جرائم‮ ‬الاستعمار‮ ‬الفرنسي‮ ‬بالجزائر،‮ ‬وشن‮ ‬هجوما‮ ‬شرسا‮ ‬على‮ ‬أردوغان،‮ ‬زاعما‮ ‬أنه‮ ‬يتاجر‮ ‬بدماء‮ ‬الجزائريين،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬فهم‮ ‬حينها‮ ‬بأنه‮ ‬عربون‮ ‬ولاء‮ ‬من‮ ‬السي‮ ‬أحمد،‮ ‬لباريس‮ ‬تحسبا‮ ‬لرئاسيات‮ ‬2014‮.‬
حسان‮ ‬حويشة‮
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/183523.html

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق