سياسة

أجواء رئاسيات 2004 تخيّم على استحقاقات 2014؟

بدأت ملامح الرئاسيات تتشكل وتتضح من حيث الوجوه التي يمكن أن تنشط الاستحقاق، حيث أعلنت رسميا إلى حد الآن، 11 شخصية فقط ترشحها الأكيد، ستة منها لها شعبية محسوسة مثل موسى تواتي، جيلالي سفيان، محمد مولسهول، أحمد بن بيتور، علي زغدود ولوط بوناطيرو. بينما آثرت أوزان سياسية مثل مولود حمروش وعبد العزيز بلخادم وأحمد أويحيى ولويزة حنون وعلي بن فليس وسعيد سعدي وعبد الله جاب الله، الترقب بحسابات، بعضها مرتبط بمؤسسة الجيش وبعضها الآخر بتطورات حسابات رئيس الجمهورية وفريقه، والبعض الآخ ربطها بضمانات الشفافية، وآخرون بحسابات شخصية. وعلى أي حال ستعود رئاسيات 2014.. فهل ستنجح في استنساخ أجواء التنافس والحرارة السياسيين كما حدث في 2004؟
فقد الاستحقاق الرئاسي نكهته السياسية منذ 2004، حيث كان الموعد عبارة عن نقاش سياسي كبير تسوده حرارة على كافة الأصعدة والمستويات، خلال حملة انتخابية وصل فيها الرأي العام إلى مستوى يصعب فيه الفصل في هوية الفائز قبل صدور النتائج التي تعلنها الداخلية.. حتى استحقاق 1999 لم يكن أقل حرارة، ولو عرف انسحاب ستة مترشحين، إذ شكل الحدث في حد ذاته نقاشا سياسيا بين التيارات المختلفة. لكن حلول موعد العهدة الثالثة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة جعل استحقاق 2009 أقل بريقا وتنافسية من سابقيه، حيث انكمشت الإرادات السياسية وآثرت الأوزان الثقيلة البقاء في مواقعها، لاقتناعها بأن اللعبة مغلقة وأن منطق المترشح عبد العزيز بوتفليقة هو الذي سيسود.
ومع اقتراب موعد 2014 تغيّرت المعطيات، ودفع الوضع الصحي للرئيس بعض الشخصيات إلى التعبير عن رغبتها في الترشح، لكن ذلك التعبير أخذ أشكالا في غاية الحذر، فمنها من أعلن صراحة عن الترشح ومنها من آثر الإعلان بالوكالة وجس النبض عبر مساندين ومتعاطفين أو بإنشاء لجان دعم عبر مواقع الشبكات العنكبوتية.
إلى حد الآن يوجد11 مترشحا أبانوا عن نياتهم في الترشح، يتقدمهم رئيس الحكومة الأسبق والمعارض السياسي أحمد بن بيتور، الذي يركز ويراهن على مقارباته الاقتصادية لإخراج الجزائر من أزمة الريع البترولي، يليه موسى تواتي صاحب الحزب ذي المرتبة الثالثة في محليات 2007 والتجربة السابقة في رئاسيات 2009. أما الباقي فيتراوحون بين مترشحين لأول مرة ومغامرين.. ويتعلق الأمر بكل من جيلالي سفيان، رئيس حزب “جيل جديد”، كمترشح لأول مرة رغم جدّة حزبه المعتمد في 2011 وعدم حيازته على أي مقعد خلال التشريعيات الماضية. أما محمد مولسهول، الروائي المعروف بلقب بياسمينة خضرا، مسؤول المركز الثقافي الجزائري بفرنسا وضابط سابق في الجيش، فيخوض التجربة للمرة الأولى ليُدشن عهدا جديدا أمام الأدباء وأصحاب الفن لولوج هذا النوع من الاستحقاق. بينما يبقى علي زغدود. رئيس “التجمع الجزائري” صاحب الترشحات المتعددة سابقا دون أن يجتازها إلى الدور الفعلي. شأنه في ذلك شأن لوط بوناطيرو، عالم الفيزياء، الذي يرى تسيير الدولة بمنطقي علمي، حيث لم يتمكن سابقا من جمع التوقيعات التي تؤهله إلى خوض الرئاسيات فعليا. أما الأربعة الآخرون فهم مزدوجو الجنسية، ويتعلق الأمر بل من رجل المال والأعمال رشيد نكاز، مجيد مزغنة، كمال بن كوسة، وعلي بلواري الوزير المنتدب المكلف بالخزينة في حكومة سيد أحمد غزالي.
العهدة الرابعة.. تحدّي بوتفليقة الذي يتجاوز حلم العهدة الأولى
ويربط كثير من الملاحظين ارتفاع سقف التنافسية خلال الاستحقاق القادم بدخول شخصيات ذات باع أطول في النضال السياسي من الشخصيات المذكورة أعلاه. فمن دون احتساب أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم اللذين لا يترشحان لالتزامهما الأخلاقي في حالة ترشح بوتفليقة كما سبق أم صرحا بذلك، يبقى مؤشر عودة أجواء استحقاق 2004 قائما بوجود شبه تأكيدات حول دخول علي بن فليس رئيس الحكومة السابق لمعترك الرئاسيات، حيث ينقل عنه الذي التقوه أنه سيترشح، سواء ترشح خصمه اللدود عبد العزيز بوتفليقة أم امتنع، وهو ما قد يشجع لاعبين آخرين على الدخول، أمثال عبد الله جاب الله ولويزة حنون وحتى سعيد سعدي ومولود حمروش. وإذا وقع هذا السيناريو فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيكون أمام معضلة غير مسبوقة، خاصة إذا تمكن الجميع من جمع التوقيعات وقبل المجلس الدستوري ملفاتهم، حيث ستتشتت الأصوات بين المترشحين، ما يُحيل إلى احتمال كبير للمرور إلى دور فاصل، مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الصحي للرئيس في حال ترشحه.
ويرى ملاحظون ومقربون من الرئيس بوتفليقة أن العهدة الرابعة قد تكون بالنسبة لرئيس الجمهورية ذات نكهة خاصة، أهم من العهدة الأولى التي كان الجميع يعلم أنها محسومة لصالحه. ولكن بالنسبة لمبررات أهمية العهدة الرابعة عند الرئيس، فقد يكون ثقل وزنها ـ حسب مساندين له ـ نابعا من رغبته الجامحة في البرهنة على أن وضعه الصحي لن يكون حائلا بينه وبين شعبيته ومكانته عند الجزائريين، وبالتالي يطرح المتتبعون أن الرئيس بوتفليقة لا يُساعده في هذه الحالة ترشح الأوزان الثقيلة التي قد تستغل في الحملة الانتخابية ملفه الصحي ضده، وقد يقلبون به موازين القناعات داخل الوعاء الانتخابي، خاصة أن مصالح هامة في الجيش تظهر أنها منسحبة من العملية السياسية نهائيا بتغييرات الرئيس الأخيرة التي أحدثها بالداخل.
هذا ما يجر بعض القائمين على العملية الانتخابية والمحسوبين على الرئيس إلى التفكير في التلاعب بنتائج الانتخابات لصالح الرئيس المترشح “حتى دون تلقي أوامر”، لتغيير هذا الواقع المحتمل، وهي الواقعة التي سبق أن حدثت عندما تم الاستماع لبعض أعوان الإدارة الذين بادروا إلى زيادة الأصوات لمترشحين معيّنين دون تلقيهم أوامر، لاعتقادهم أن ذلك من صميم كواليس العملية الانتخابية.. هنا ستجد الجزائر نفسها أمام جبهة جديدة وحالة غير مسبوقة قد تأخذ شكل جبهة وطنية ضد التزوير، ما قد يُعقد الأمور ويجر نحو الانسداد..
عبد اللطيف بلقايم
http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/63971—2004—-2014-.html

قالوا لـ “الجزائر نيوز”:

بن بيتور: حظوظي كبيرة في الفوز بالرئاسيات مهما كان المنافس
أملك حظوظا كبيرة في الفوز بالرئاسيات المقبلة مهما كانت الأسماء التي ستخوض غمار معركة الانتخابات المقبلة إلى جانبي، خاصة وأن فكرة الذهاب إلى عهدة رابعة لم تتأكد بعد لأن رئيس الجمهورية لم يعلن ذلك صراحة، والأصوات التي تتحدث عنها تروج ذلك بهدف إفشال المترشحين، وأنا لن أقع في فخهم. ما يهمني الآن هو إعلان رئيس الجمهورية صراحة رغبته في الذهاب إلى عهدة رابعة، ومهما يكن المترشح سأواصل المعركة إلى نهايتها لأنني أحوز على برنامج لا بأس به، ولدي قاعدة نضالية كبيرة، وقد لمست ذلك من خلال الزيارات التي قادتني إلى عدد من مناطق الوطن، حيث وجدت ترحيبا ومساندة كبيرين، وعلى العموم فأنا أرحب بكل مترشح لهذه المعركة الانتخابية التي رفعت فيها شعار “لا للعهدة الرابعة ولا لتمديد العهدة الحالية ولا لتعديل الدستور، ولا للتزوير وسأعمل كل ما بوسعي لمكافحة التزوير”.

بوناطيرو: لا أخشى أي منافس لكنني أخاف التزوير
في رئاسيات 2009، صُنفت في المرتبة الثانية بعد رئيس الجمهورية في نتائج سبر للآراء أجرته إحدى الجرائد عبر موقعها الإلكتروني.
أستمد قوة شعبيتي من أعمالي التي يهتم بها المواطنون لأنها تزوده بمواعيد الأعياد الدينية، بالإضافة إلى أعمالي في مجال تفسير وتوقع الكوارث الطبيعية، وأرد على الذين يتهمونني بأني لست متحزبا، بأنني من مناضلي الأفلان القدامى وقد ترشحت مؤخرا إلى منصب أمانة الأفلان، ولولا سياسة فرض الشخصيات من فوق، لفزت بالمنصب بدلا من عمار سعيداني، فأنا مناضل في الأفلان منذ 1975 كما كان لي الفضل في إنشاء أول هيئة علمية في صفوف حزب في العالم وهو الأفلان.
أنا لا أخشى أي منافس، لكنني أخشى من التزوير، وأشير هنا إلى أن عدم فوزي في رئاسيات 2009 راجع لعدم تمكني من جمع 75 ألف توقيع، لكن هذه المرة متأكد من توفيرها.

جيلالي سفيان: أحزاب ترى نفسها كبيرة وهي من دون رئيس
من حق الرأي العام أن يعرف حظوظي في الرئاسيات المقبلة لأن كلمة الفصل تعود إليه، لذلك أسعى إلى إقناعه ليختار ما يريده استنادا إلى قواعد اللعبة الديمقراطية، ومن يقول إن حزبي حديث النشأة ومن المخاطرة الترشح للرئاسيات، أرد عليهم أن الأحزاب التي ترى نفسها كبيرة، هي من دون رئيس، ولحد الساعة ما تزال تنشد إجراء انتخابات شفافة، لكن الممارسة تشترط النضال من أجل انتزاع هذه الحقوق السياسية. وإلى من يقللون من حظوظي في الرئاسيات المقبلة ويربطون ذلك بصغر حجم حزبي، أقول إن هناك مترشحين لا حزب ولا قاعدة لهم مثل الكاتب ياسمينة خضرا الذي أكن له كل الإحترام وأرحب به في المعترك الانتخابي لأنه من فئة المثقفين ومشاركته ستزيد من مصداقية العملية الانتخابية.

تواتي: لا يمكن لأي كان أن يقلل من حظوظي في الفوز
لا يمكن لأي كان أن يقلل من حظوظي في الفوز بالاستحقاقات المقبلة نظرا إلى النتائج التي حققها حزبي في المواعيد السابقة، لأن الكل يعلم بأن ذلك التراجع حدث بناءا على نية مبيتة من النظام الذي عمل على تقليص نتائجي.
أنا أناضل من أجل أن يتمكن الشعب يوما ما من التعبير عن رأيه بكل حرية، واستغرب من الذين يحسبون الأمور من جانبها المالي فقط دون أدنى اعتبار إلى الجوانب الأخرى لاسيما السياسية منها، وأرفض الكشف عن قيمتها لأنها موجودة في الجريدة الرسمية.
جمعتها: حورية عياري
http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/63968-2013-11-03-17-11-46.html

مؤشرات عدم حسم العهدة الرابعة..؟

تفوح من المرحلة المتبقية للرئاسيات القادمة رائحة جديدة لا توحي بالضرورة إلى أن الأمور محسومة بشكل نهائي لصالح العهدة الرابعة.. صحيح أن كل الملامح والمؤشرات، خاصة التغييرات الأخيرة في الحكومة والجيش، تدل على أن الرئيس يريد تنظيم انتخابات رئاسية بلا مفاجآت تقلب عليه الموازين، إلا أن دخول علي بن فليس للرئاسيات، والذي ينقل عنه من جلسوا إليه في الأيام الأخيرة إصراره غير المسبوق منذ 2004 في الدخول للمعترك الانتخابي. هذا الدخول قد يجلب وراءه معطيات أخرى قد تخلط حسابات أنصار العهدة الرابعة، منها احتمال ترشح أوزان ثقيلة من شأنها قول كلمتها من أرقام صناديق الانتخابات، خاصة أن الرئيس بوتفليقة لا يتمتع باللياقة البدنية الكاملة التي جاء بها في 1999. هذا في حال كان هو من سيُنشط الحملة الانتخابية إذا ترشح. وحتما لن يُفوّت المترشحون للرئاسيات فرصة الخوض طولا وعرضا في الملف الصحي للرئيس، الذي قد يكون ملف الحملة الانتخابية المقبلة دون منازع.
لكن بالمقابل الرئيس، والفريق العامل معه، لن يفلت منه التفكير في مثل هذه المعطيات، بدليل أن التغييرات التي أجراها الرئيس بوتفليقة مؤخرا في الحكومة والجيش جاءت لإضفاء صرامة كبيرة تحسبا لاستقبال ملفات المترشحين، ولا يُستبعد أن يقرر المجلس الدستوري إلغاء ترشح شخصيات وطنية منافسة للرئيس بمبررات غير معروفة حاليا، وهي حالة ليست غريبة، خاصة أن التاريخ يحفظ جيدا حالة مماثلة عندما رُفض ملف الراحل محفوظ نحناح بسبب مبررات لها علاقة بمشاركته في ثورة التحرير.
كل هذه المعطيات توحي بأن العهدة الرابعة لاتزال غير محسومة كما يعتقد كثيرون، حتى إذا كانت كذلك فقد لن تكون إلا بعد أن تجرّ معها خبايا وأسرار ثقيلة ستتعاطى معها الساحة قبيل أوخلال الحملة الانتخابية.. هذا في حالة ترشح الرئيس بوتفليقة ولم يمتنع عن رغبته في ولاية جديدة في الربع ساعة الأخير.
عبد اللطيف بلقايم
http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/63962-2013-11-03-17-08-34.html

3 أسئلة إلى: أحمد لشهب (أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر3)

أعلن عدد من الشخصيات عن نية ترشحها للرئاسيات المقبلة وأنتم على اطلاع على ذلك، ما هي قراءتكم لهذه الأسماء؟
لابد من التأكيد على أنه من بين العيوب المسجلة، أنه لا يوجد ما يدل على أننا في مرحلة التحضير للانتخابات الرئاسية، والملاحظ أن المجتمع السياسي بعيد جدا عن الجدية في التعامل مع هذه المرحلة الهامة التي تتوقف عليها إدارة شؤون المجتمع، كما أنه لا يمكن أن نتكلم عن انتخابات رئاسية ونحن في مثل هذه الظروف، وأقصد بذلك مرض رئيس الجمهورية وتعديل الدستور الذي ما يزال غامضا وهل تم تطبيق الإصلاحات السياسية والقوانين؟ وهل المجتمع المدني محضّر لهذه العملية؟ وبالتالي فإن اعلان الترشح يبقى مجرد تصريح وهذه الشخصيات ليست في مستوى هذه المرحلة وتحمّل المسؤولية.
هل تريدون القول إن الشخصيات التي أعلنت ترشحها لحد الآن لا تتمتع بالمسؤولية والأهلية المطلوبة لتولي منصب الرئاسة؟
كل جزائري له حق الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن لابد أن يكون مؤهلا ويتمتع بالمصداقية ولديه ما يلزم لتولي هذا المنصب، التي تتمثل في المكانة الاجتماعية، المهنة، النضال والخبرة والتجربة… الخ، لديه أصوات ناخبين، رأي عام وطني وخارجي.
بحكم اختصاصكم في هذا المجال ومتابعتكم للرئاسيات السابقة، ما هي المعايير لفوز أي مترشح؟
المعيار الأساسي هو وضوح الرؤية، وهو عنصر غائب حاليا نظرا للوضع السياسي السائد بالبلاد في ظل حالة الغموض، لأن الانتخابات تتطلب استقرارا، وهو ما تفتقر إليه الجزائر في الوقت الراهن، ويمكن القول إن الشخصيات التي أعلنت ترشحها تحاول الاصطياد في المياه العكرة، لاسيما وأن الانتخابات تتطلب تحضير الشعب لممارسة حقه وتكريس سيادته.
سألته: سارة. ب
http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/63965-3———–3-.html

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • بيعوا الكلام واتركوا السلام لمن لا يريد الكلام ، فلا ئيس ولا رئاسيات ،كل ما في الامر حاكم عام ،وامره ليس هام ،وان تعيينه سيكون قد المقام ؛الا وهو دخمة صاحب الجلاجل والاساطيل وناش ر الاباطيل وآكل السحت وقاتل الابرياء من الفقراء ،دون الاغنياء .
    اما الفلكلور فهو يفور كالكلور او كهيجان الثور ! فلا تترقبوا جديدا ولا نفعا ولا تمديدا ،إلا إن كان مما سيجلب المال للخزان ويسقط الثمار من فوق الأغصان ، ويلحق الإهانة بمن لم يهن بعد من الأحرار الباقون، في هذا الزمان .