سياسة

الجزائريون يعلقون آمالا كبيرة على “الخضر” والحكومة تتمنى الفوز “لإبعادهم عن السياسة”

كل أنظار الجزائريين موجهة إلى ملعب “تشاكير” بالبليدة الذي سيحتضن غدا مقابلة الإياب بين الجزائر وبوركينا فاسو. الحكومة التي وفرت جميع الإمكانيات تتمنى فوز منتخب “الخضر” لكي تبعد نشوة الفوز الجزائريين من الشأن السياسي والاجتماعي.
تراجع الحديث في الشارع الجزائري عن الأزمة الاقتصادية والفساد والبطالة وعن ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية رابعة وأصبح الكلام كله يصب في موضوع واحد المقابلة المصيرية التي سيجريها منتخب البلد لكرة القدم غدا الثلاثاء مع نظيره بوركينا فاسو بملعب “تشاكير” بالبليدة.

وتذكر الأجواء السائدة في القرى والمدن الجزائرية بمقابلة مصيرية أخرى لعبها ” الخضر” مع منتخب مصر بأم درمان بالسودان في 2009 في إطار التأهل لكاس العالم بجنوب أفريقيا في 2010.

الحكومة الجزائرية وفرت كل الإمكانيات المادية واللوجستية لفريقها الوطني إلى درجة أنها حولت مقابلة كروية إلى قضية وطنية.

ولعب التلفزيون الجزائري والصحافة الرسمية دورا بارزا وذلك عبر بث أشرطة وأناشيد وطنية وأغاني تمجد “الخضر”، إضافة إلى تزيين الشوارع والطرقات بالأعلام الوطنية.

200 ألف يورو مكافأة لكل لاعب في حال التأهل

كما توالت زيارات المسؤولين السياسيين إلى معسكر “الخضر” بمدينة سيدي موسى الواقعة قرب البليدة وعلى رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي تناول الخميس الماضي العشاء رفقة اللاعبين وقرأ لهم رسالة من الرئيس بوتفليقة دعاهم فيها إلى بذل المستحيل من أجل التأهل إلى البرازيل 2014 وإسعاد الشعب الجزائري. ودعا الوزير الأول مدرب “ثعالب الصحراء” وحيد خليلودزيتش إلى الفوز بثلاثة أهداف مقابل صفر

كما وعد وزير الشباب والرياضة عمار تهمي ورئيس الفيدرالية لكرة القدم الجزائري محمد روراوة بمنح مكافأة تقدر بحوالي 200 ألف يورو لكل لاعب في حال التأهل إلى كأس العالم التي ستجري بالبرازيل في شهر يونيو/حزيران 2014.

وللحيلولة دون وقوع أعمال عنف خلال هذه المباراة وبعدها، قررت الداخلية الجزائرية نشر 5000 شرطي داخل وخارج ملعب تشاكير وعلى الطرق الرئيسية المؤدية إليه، إضافة إلى تركيب عشرات من الكاميرات الخفية على مداخل الملعب وبداخله لمراقبة تصرفات المشجعين. كما نصبت وزارة الشباب والرياضة شاشات عملاقة في الساحات العامة في كبرى مدن الجزائر، خاصة وهران والجزائر العاصمة وعنابة ومدن الجنوب وذلك لتمكين مشجعي المنتخب الجزائري من متابعة وقائع المقابلة.

الخسارة ستسرع الأزمة في الجزائر

ويشار إلى أن عملية بيع التذاكر التي بدأت السبت الماضي بملعب “تشاكير” تخللها أعمال عنف أدت إلى جرح 50 شخصا ووقوع اشتباكات بين المناصرين أنفسهم وبينهم وبين قوات الأمن.

كرويا، تبقى حظوظ الجزائر بالذهاب إلى البرازيل قائمة باعتبار أن هدفا واحدا يكفيها من أجل ذلك شرط أن لا يسجل منتخب بوركينا فاسو أي هدف. لكن بالنسبة لمدرب “الخضر” المقابلة ستكون صعبة جدا لأن فريق بوركينا فاسو يملك هجوما قويا بإمكانه أن يعقد أمور “الخضر”.

ويرى متتبعو الشؤون الجزائرية أن تأهل المنتخب الجزائري إلى مونديال 2014 سينعكس إيجابيا على النظام كون أن نشوة الانتصار والأفراح ستبعد الجزائريين عن الاهتمام بالشأن السياسي والاجتماعي. لكن الهزيمة ستسرع وتيرة الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد وذلك قبل أربعة أشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/نيسان 2014.

طاهر هاني

http://www.france24.com/ar/20131118-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%88-%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D9%82%D8%AF%D9%85-%D9%83%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-2014-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%82-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%AF%D8%A9?ns_campaign=editorial&ns_source=twitter&ns_mchannel=reseaux_sociaux&ns_fee=0&ns_linkname=20131118_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1_%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%A7_%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%88_%D9%83%D8%B1%D8%A9_%D9%82%D8%AF%D9%85_%D9%83%D8%A3%D8%B3

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • بادئ بدأ سأسرد هاته الواقعة التاريخية , و التي حدثت نهاية الخمسينيات .
    قام الجيش الفرنسي بعملية في أطراف أحد المزارع بأحمر العين , فكانت النتيجة استشهاد احد أخوالي
    ( الاحول رابح ) رفقة اثنين من مرافقيه , و عند انتهاء العملية , قام العساكر بعرضهم وسط الساحة الرئيسية بأحمر العين , فتقدم رجلان و قاما بالبصق على خالي الميت ( الشهيد ) , حينها تقدم منهما
    الضابط الفرنسي ( نقيب ) و صفعهما و قال لهما بصريح العبارة ” هل كنتما ستبصقان عليه لو كان حيا ؟ ”
    و الآن و وسط هاته الأفراح المفبركة , لاحظت .أن بيتا (فيلات )هذان الشخصان تزين مداخلها و مخارجها بالرايات من كل الأحجام !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! , بينما عائلة خالي تقطن كوخا في الريف و لا تزين مدخل الكوخ بالرايات .

    هاته القصة الواقعية المريرة التي لم تنتهي بعد , هي اختزال لواقع الجزائر .
    هذا الاختزال الذي نجده في كل شيء , هذا الاختزال الذي أعياني /
    الجزائر التي تقارب ثلاثة ملايين كيلومتر مربع و اختزلت في بساط مستطيل لا يفوق أربعمائة متر مربع ,
    أو الأربعون مليون و اختزلت في احد عشر شخصا
    أو المرأة و الأم و البنت اختزلت في فله عبابسة
    أو الرجولة اختزلت في سعيداني و بوتفليقة
    لقد مللت العيش في هذا البلد , بلد يضع فيه اللصوص القوانين
    بلد الذي يحارب فيه الفساد يقال له خلاط و خائن ( طرطاق – جبار )
    و بلد الذي يفسد فيه بطل .
    سؤال / أليس في هذا البلد رجال ؟