سياسة

كرنفال 2014 : رئاسيات بـ”مرشح إجماع” أو ”مرشح حاشية” أو ”ظروف خطيرة”؟

ترتيبات العهدة الرابعة غائبة في الميدان وتتزايد في الصالونات
رئاسيات بـ”مرشح إجماع” أو ”مرشح حاشية” أو ”ظروف خطيرة”؟
كل ترتيبات العهدة الرابعة جاهزة على مستوى قيادات أحزاب الولاء للرئيس، وعلى مستوى الحكومة التي دخل وزيرها الأول جو الحملة الانتخابية منذ أشهر، ومع ذلك ما زال هناك سياسيون يشككون في مدى جدية خيار العهدة الرابعة، والنشاط الذي يقوده عمار سعداني وعبد المالك سلال… موجه للاستهلاك الإعلامي لا غير.

”الخبر” حاولت تقصي حقيقة ترتيبات العهدة الرابعة في الميدان، علما أن هياكل الدولة من نواد رياضية وفرق ثقافية وجمعيات التكافل الاجتماعي… زيادة على الإطارات السابقة في الدولة المشكلين لما يسمى بأعيان الولايات والبلديات… هي الآلة الانتخابية التي لا يستطيع أي حزب مهما كان مستوى تنظيمه أن ينافسها.
ومن هذه الزاوية، تفيد الأخبار الواردة لـ”الخبر” من مختلف الولايات أن جزءا كبيرا من إطارات الدولة السابقين وأعيان الولايات والبلديات تلقوا إشارات بالالتحاق بلجان مساندة علي بن فليس الذي لم يعلن بعد عن ترشحه رسميا، وبنسبة أقل أحمد بن بيتور الذي بدأ التحضير للموعد الرئاسي منذ فترة طويلة. أما بخصوص العهدة الرابعة فلا شيء يوحي على المستوى المحلي بوجود ترتيبات في اتجاه تعبئة الشارع الجزائري لإعادة انتخاب الرئيس، حسب نفس الأصداء.
ولا يعني غياب أصداء العهدة الرابعة في الميدان أن الخيار قد أقصي نهائيا من حسابات أصحاب القرار، كون إعلان الرئيس ترشحه يكفي لتحريك الآلة الانتخابية للدولة في ظرف قياسي. وفي هذا الإطار سألت ”الخبر” إطارات نشطة في المجال الاجتماعي والثقافي والرياضي حول التوجيهات التي تلقوها لتحضير الرئاسيات، فكان جواب هؤلاء بالإجماع أنهم لم يتلقوا أي إشارة لحد الساعة، وكأن الموعد الرئاسي ليس في جدول الأعمال على غير العادة، حيث تعمل كل الهياكل والتنظيمات على مدى السنوات الماضية في أجواء انتخابية دائمة. وبعض هذه التنظيمات التي تجمدت هيئاتها المنتخبة منذ فترة طويلة كونها لم تعد تخضع للقانون ونظامها الداخلي بقدر ما تخضع لنفوذ أشخاص وجماعات، تستعد هذه الأيام لانتخاب مكاتب تنفيذية ومجالس استشارية وهياكلها المديرة… أكثر مما تستعد للانتخابات الرئاسية.
وتعطي هذه الأصداء الانطباع بأن عهدا ما قد انتهى، وأن مختلف شرائح المجتمع وهياكل الدولة تستعد لمرحلة جديدة وعهد جديد، غير أن خروج الرئيس بعد أسابيع من الآن ليعلن ترشحه كفيل بإعطاء وجهة العهدة الرابعة لكل ما يتحرك في المجتمع، وحتى الأحوال الجوية قد تخفف عبء الحملة الانتخابية على الرئيس الذي لم يعد يتحمل مشقة السفر عبر كل التراب الوطني. فلماذا إذن تأخر إعطاء إشارة انطلاق التحضير للعهدة الرابعة ميدانيا رغم إطلاقها على المستوى الرسمي أو المركزي؟
هنا يقول بعض العارفين بالشروط القانونية التي يجب أن تتوفر في أي مرحلة سياسية، إن العهدة الرئاسية في الوضع الصحي الذي يوجد عليه الرئيس تفرض حتما تعديل الدستور حتى يكون هناك من يتولى إكمال عهدة بوتفليقة في حالة عجز عن ذلك نهائيا، لأن إعادة تنظيم انتخابات رئاسية بعد أشهر قليلة من موعد أفريل 2014 لا يحقق أهداف العهدة الرابعة التي تخضع أساسا للرغبة في البقاء في السلطة. ولهذا ينبهنا سياسيون عارفون بخبايا علاقة الأحزاب بجهاز الدولة، للتمعن جيدا في خطاب لويزة حنون، زعيمة العمال مثلا. فهذه الأخيرة ترفض أن يحرم الرئيس من عهدة رابعة، لكن الأهم من ذلك أنها تعارض تعديل الدستور قبل الرئاسيات. ويعني هذا، حسب نفس المصادر، أن حنون لديها الخبر اليقين أو على الأقل الأقرب للحقيقة بخصوص نوايا رئيس الجمهورية بخصوص الترشح أو عدم الترشح لعهدة رئاسية جديدة. وما تعارضه لويزة حنون هو بالذات أن ينصب على الجزائر رئيس فعلي غير منتخب ثم يصبح رئيسا منتخبا مدى الحياة في 2019 وبعدها.
وحسب هذه المصادر السياسية دائما، فهناك أمر آخر لا يحتمل التلاعب لا من قبل الرئيس ولا من قبل أي جهة أخرى في السلطة، مفاده أن رئيس الجمهورية إذا تقدم لعهدة رابعة فيعني ذلك أنه يتمتع بصحة جيدة، وهذا الاحتمال وارد إذا كان مرض الرئيس الذي ازداد تأزما منذ نوبته القلبية في أفريل الماضي، ما هي في الحقيقة إلا تمثيلية لتبرير غياب الرئيس عن الساحة الرسمية. وما عدا هذا الاحتمال لن يغامر بوتفليقة باستقرار البلاد ولن يتلاعب بثقة الجزائريين في أفريل 2014 ليعود في اليوم الموالي إلى نقاهته ويختفي عن الساحة.
وحول حقيقة مرض الرئيس، يقول أحد رموز السلطة في العقود الأخيرة، إن ”الرئيس مريض والذين يتحدثون عن العهدة الرابعة في الحقيقة يطبلون فقط”. وإذا اعتبرنا أن ذهنية هذا المسؤول السابق تمثل إلى حد بعيد ذهنية السلطة، يمكننا اعتبار فكرة ترشيح رئيس مريض تعرض مصداقية الدولة للاهتزاز مجددا على الصعيد الدولي، وهذا ما لا يحتمله نظام حكمنا الذي استعاد هذه الثقة بشق الأنفس بعدما عاش حصارا دوليا لقرابة عشر سنوات نتيجة وقف المسار الانتخابي سنة 92. وإذا اعتبرنا أيضا أن التنافس الدبلوماسي بين الجزائر والجارة المغرب تنافس إستراتيجي، فهذا أيضا يقودنا إلى رهان آخر يتمثل في حاجة الجزائر لرئيس قادر على أداء زيارات دولة للعواصم العالمية الكبرى مثل الزيارة التي قام بها محمد السادس لواشنطن، علما أن أول وآخر زيارة دولة لرئيس جزائري إلى العاصمة الأمريكية تعود للسنوات الأولى من حكم الراحل الشاذلي بن جديد.
رئيس إجماع وطني أم رئيس حاشية؟
كل هذه الأصداء لا تحمل جوابا مقنعا حول خلفيات الحملة الانتخابية التي يقودها حاليا الوزير الأول وأمين عام الأفالان، ولذلك سألت ”الخبر” المصدر المقرب من دوائر القرار عن دواعي نداء العهدة الرابعة الموجه للرئيس، فكان جوابه ”ربما هناك رغبة في تمرير رئيس الحاشية”. ورئيس الحاشية في هذه الحالة يمر حتما عبر العهدة الرابعة، وإلا فإن دخول المنافسة الانتخابية في أفريل القادم بأي مرشح في محل الرئيس غير مضمون النتائج.
وفي المقابل يتأسف نفس المصدر لكون فكرة ”مرشح الإجماع الوطني” لم تجد بعد آذانا صاغية عند الأحزاب السياسية. وفي هذا الإطار نرى كل الأحزاب تردد شعار الإجماع، من دون أن تجمع على مرشح ما أو مشروع ما أو حتى مشروع مبادرة للإجماع… وربما الأيام القادمة كفيلة بتفكيك العقد القائمة بين مختلف الأحزاب والتيارات السياسية أو تعقيدها أكثر ومن ثمة فسح المجال لبروز ”مرشح حاشية” يستطيع تعويض بوتفليقة في أفريل… وإذا غاب الخياران قد تكون الانتخابات مفتوحة أو ”تجري في ظروف خطيرة” كما تحذر منها لويزة حنون.
الجزائر: م. إيوانوغان

http://www.elkhabar.com/ar/politique/369256.html

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق