سياسة

لا يا رئيس حكومة فرنسا؟!سعد بوعقبة

إذا صح ما يقال من أن بريطانيا تكون قد باعت عبد المؤمن خليفة لفرنسا بسعر باهظ وأن الجزائر هي التي دفعت الثمن في شكل صفقات مع بريطانيا وفرنسا، إذا صح هذا فإن الأمر يكون أسوأ من الإنزال الفرنسي الذي حدث في الجزائر بعشرة وزراء فرنسيين وامتدت آثاره بسرعة إلى مدينة الأمير عبد القادر معسكر.. وكأن التاريخ السياسي الفرنسي الحالي يذكرنا بالتاريخ العسكري الفرنسي الذي حدث منذ ١٨٥ سنة.
لكن هذا كوم وما قاله الوزير الأول الفرنسي بعد مقابلته لبوتفليقة كوم آخر، فالمسؤول الفرنسي استخفّ بالرأي العام الجزائري إلى حد الضحك، حين قال إنه تفاجأ بمقاومة الرئيس بوتفليقة للمرض وأنه يتابع الملفات بدقة ويعرف كل شيء وأنه شكر فرنسا على ما قامت به في مالي…!
ونحن بدورنا يحق لنا أن نسأل أو نتساءل من هم المقصودون بهذا التصريح الفرنسي؟! هل المقصود هو الرأي العام الفرنسي؟ وهل يمكن أن نصدق ما قاله الوزير الأول الفرنسي بأن الفرنسيين لا يعرفون الحالة الصحية للرئيس وأطباء فرنسا هم الذين يعالجون الرئيس حتى في الجزائر وليس في فال دوغراس فقط؟!
هل الملفات التي ناقشها الوزير الأول الفرنسي مع الرئيس الجزائري مدة ٤٥ دقيقة هي التي تدل على متابعة الرئيس، وهي ٩ ملفات الواحد منها يحتاج إلى ٩ ساعات نقاش، لو كان ما يقوله الوزير الأول الفرنسي جديا وليس ضحكا على الجزائريين؟!
هل لو كان الرئيس في كامل قواه العقلية والجسمية يدرس هذه الملفات الخطيرة في هذا الوقت القياسي؟! فلماذا هذا التضليل من المسؤول الفرنسي ولصالح من؟!
ونحن بدورنا نسأل رئيس حكومة فرنسا: هل يقبل لبلده أن تسيّر رئاستها مدة سنة كاملة من غرفة نوم الرئيس هولاند؟! وإذا كان ما يقوله هذا المسؤول الفرنسي صحيحا، لماذا لا ينعقد مجلس الوزراء طوال سنة إلا مرة واحدة؟! هل لو كان الرئيس بوتفليقة في كامل لياقته الصحية والعقلية التي نعرفها عنه يمكن أن يصدر عنه تصريح كهذا الذي قاله الوزير الأول الفرنسي من أنه هنأ الجيش الفرنسي على ما قام به في مالي؟!
هل يعقل هذا؟! هل الجزائر التي ظلت نصف قرن تعادي أي تدخل أجنبي في إفريقيا يمكن أن يصدر عن رئيسها مثل هذا الكلام وهو في كامل قواه الصحية؟!
لقد كانت زيارة الوزير الأول الفرنسي للجزائر إهانة أكثر من إهانة جنرالات فرنسا لداي الجزائر سنة ١٨٣٠، لقد كان الوزير الأول الفرنسي يتفقد المشاريع التي زارها كما لو كان وزيرا فرنسيا يتفقد أداء المقيم العام في الجزائر في سنوات ١٩٥٠!
نحن نعرف بأن بلادنا ماتزال أرضا فرنسية من حيث النفوذ، لكن لا ينبغي أن تضحك علينا الحكومة الفرنسية وهي تمارس الوصاية الكاملة على ذوي الاحتياجات الخاصة في الحكومة الجزائرية؟!
لماذا لا تقبلون أيها الوزير الأول الفرنسي أن يحدث في مؤسسات حكم بلدكم ما تريدون تسويقه لنا؟!

bouakba2009@yahoo.fr
http://www.elkhabar.com/ar/autres/noukta/374426.html

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • السلام عليكم وبعد
    شكرا لكم على هذه المداخلة وان كنت لا اجاري رأي الصحفي القدير في كل ما جاء به وخاصة في بداية المقال. نعم الكل يعلم بأن عودة عبد المومن خليفة الى الجزائر غير مرغوب فيها ولا يمكن ان تحدث لان اوراق التوت التي تخفي عورة النظام وبخاصة العلبة السوداء واصحاب الحصانة سوف تسقط، وقد تهب عليها رياح لا قبل لهم بدفعها. بقاء مدير الخليفة في بريطانيا هو الحل الافضل للنظام حتى لا ينفضح اكثر. وفي خضم التحضير لعهدة رابعة لا يسعه سوى الابتعاد عن كل شيء يقض مضجعه ويجعله تحت اضواء اذا اشتدت سوف تحرق كل يابس وأخضرفيه.
    انا اعتقد بان بريطانيا تريد ابتزاز النظام في الجزائر لتقديم المزيد من التنازلات في صفقات تريد فرنسا الاستحواذ عليها لوحدها في ظل وجود الوفرة المالية التي لم يسبق لدولة الجزائر ان تحصلت عليها منذ نشأتها. بريطانيا لا تريد من فرنسا ان تنفرد بالجزائر من ناحية النفوذ السياسي والاقتصادي دون ان تقسم معها هذه الكعكة، لذلك ارادت استعمال ورقة الضغط التي بحوزتها حتى تحصل على ما تريد الحصول عليه من فرنسا والجزائر معا. بريطانيا لا تريد من حليف المانيا في الاتحاد الاوربي ان يشفى تماما من مرضه الاقتصادي ولا تريده ان يختنق كليا، بل الحنكة السياسية البريطانية تريد ان تبقى فرنسا في مستوى معين يخدم مصالحها وليس العكس. كل هذا يحدث بعد الهجوم الفرنسي الكاسح على نهب المال السائب في الجزائر في ظرف عصيب يتميز بوجود رئيس مريض ومحجر عليه من طرف عصابة تنوب عنه في تسيير وادارة البلاد قبل استحقاقات رئاسية ما زال الضباب يحفها حتى لا اقول يخنق نظرها ويجعلها تفقد القدرة على معرفة الاتجاه حتى لا اقول الاتجاه الصحيح.
    اذا لم تتحرك بريطانيا وامريكا من اجل منافسة فرنسا في تحصيل المزيد من التنازلات التي تقدمها علبة النظام للبقاء في الحكم فمن الغباء السياسي الاعتقاد ان هاتين القوتين تبقيان تتفرجان على فرنسا وهي تنهب في الجزائر دون ان تحرك ساكنا. نحن نعلم بان بوتفليقة بشرائه لسندات في الاحتياط الفدرالي الامريكي والمقدرة بالملايير من الدولارات قد تفوق ال 50 في غياب شفافية الارقام من اموال النفط كان الهدف منه هو الحصول على رضى العم سام في البقاء لمدة اطول في الحكم وليس للحصول على الفوائد الربوية المقدرة ب 3 بالمائة، رغم ان البنك المركزي للاتحاد الاوربي كان قد وعد باعطاء ما قيمته 8 بالمائة من الفوائد مقابل ادخار هذا الاحتياطي عنده.
    لا يمكن ان تقوم للجزائر قائمة الا بتظافر جهود ابنائها المخلصين لقلع جذور هذا النظام واستبداله بحكم راشد وبايجاد حكومة انتقالية من الاطارات النظيفة والشريفة تقوم بتسيير الدولة بكل نزاهة وكفاءة في هذه المرحلة الحرجة جدا من تاريخ الجزائر. اذا لم نسعى لفعل ذلك وقبل فوات الآوان فمصيرنا سيكون مجهولا تسوده الفوضى والخراب وربما سيشبه كثيرا ما حالت اليه الاوضاع في دولة العراق بعد الاحتلال الامريكي لها.
    وقبل الختم بهذا الرد فليعلم الجميع ان الملفات السوداء لعلبة النظام كلها بيد فرنسا وتمثل القوة الضاربة التي تضغط بها للحصول على المزيد من العطايا والمكتسبات غير المشروعة وعلى حساب شعب آن الأوان ان يدخل التاريخ بعد غيبوبة دامت لأكثر من نصف قرن. فرنسا ليست غولا ولا وحشا كاسرا يخيفنا ايها الاحرار، ولو لا عملاءها وابناءها من العصبة الحاكمة لكانت لنا معها حكاية أخرى وشكرا