سياسة

لماذا تلاعب التلفزيون الجزائري بصور بوتفليقة؟

هل تلاعب التلفزيون الجزائري بصور بوتفليقة؟
كشفت قناة ” كنال +” الفرنسية أن التلفزيون الجزائري الناطق بالفرنسية تلاعب بصور بوتفليقة خلال استقباله لرئيس حكومة فرنسا جان مارك ايرولت في 16 ديسمبر/كانون الأول بالجزائر. وأضافت أن “اليتيمة” أظهرت بوتفليقة في حالة صحية جيدة، عكس الصور المتواجدة في الشريط الأصلي وقبل عملية التركيب.

هل “فبرك” التلفزيون الجزائري صور استقبال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لرئيس حكومة فرنسا جان مارك ايرولت في 16 ديسمبر/كانون الأول بقصر المرادية بالجزائر العاصمة؟

هل عمد التلفزيون الجزائري أو ما يسميه الجزائريون “اليتيمة”، على إظهار الرئيس الجزائري في وضعية صحية جيدة، وهو يتحدث دون انقطاع ويحرك يده اليمنى بشكل مستمر بعدما كانت شبه مشلولة في صور سابقة؟

أسئلة طرحها العديد من الجزائريين على شبكات التواصل الاجتماعي غداة بث برنامج “لوبتي جورنال” الساخر بقناة “كنال +” الفرنسية شريطا، قالت إنه الشريط الأصلي للقاء الذي جمع الرجلين. ويبدو أن نفس الشريط في حوزة العديد من القنوات الفرنسية الأخرى التي غطت الزيارة التي قام بها جان مارك ايرولت إلى الجزائر.

هل تلاعبت “اليتيمة” بصور بوتفليقة؟

يظهر الشريط الأصلي حسب “كنال +” بوتفليقة في صحة سيئة وغائبا في بعض اللحظات، لا يصغي كثيرا لضيفه جان مارك ايرولت. كما أنه لم يحرك يده اليمنى سوى ثلاث مرات، حسب ما لاحظه مقدم البرنامج يان برتاز.

وقام المذيع بمراجعة الشريط الذي بثه التلفزيون الجزائري، واكتشف صورا مخالفة للأصل نلاحظ من خلالها أن بوتفليقة كان يتحدث كثيرا مع جان مارك ايرولت ويستمع إليه، وهو في وضعيات مختلفة، فضلا أنه حرك يده اليمنى 7 مرات، حسب إحصاء المذيع الذي خلص إلى أن الشريط “مفبرك” من قبل التلفزيون الجزائري الذي تلاعب بالصور لكي يقنع المشاهدين الجزائريين بأن رئيسهم في وضع صحي جيد.

وندد العديد من الجزائريين بهذا التلاعب وعبّروا عن استيائهم من خلال الرسائل التي نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي فهناك من اعتبر أن ما قام به التلفزيون الجزائري إهانة للشعب الجزائري بأكمله ومن اعتبر أنه عار على هذا التلفزيون أن يقوم بمثل هذا العمل.

هل يريد الخير لبلاده من يفعل هكذا؟

وعلى سبيل المثال، نشر يحيى بوشا على فيس بوك: “ندرك أنه لم يبق لبوتفليقة سوى يده اليمنى والتي يحركها بصعوبة قصوى، فلماذا إذن يريدون إقناعنا بأنه قادر على إدارة شؤون البلاد”. وأضاف آخر يدعى وعمر بلرواح: “عار كبير وخطر بأن نتعامل مع الشعب الجزائري على أنه شعب غير ناضج”. كما تساءل جزائري آخر يقيم في قطر: “هل يريد الخير لبلاده من يفعل هكذا؟”. وأضاف طارق قاسي: “بوتفليقة أصبح “مومياء” لكن رغم ذلك لا يزال يتمسك بالسلطة”.

من جهته، قال كمال بوطلبة: “لا أعاتب بوتفليقة على مرضه. طبعا أتمنى له الشفاء. لكن أعاتبه على إرادته في المكوث في السلطة وخرق المادة 88 من الدستور التي تقر بفراغ في السلطة لأسباب صحية”، مضيفا: “ينبغي محاسبة الانتهازيين الذين يعملون معه. نحن على أبواب 2014 ولا ندرك إذا كان سيترشح أم لا لعهدة رابعة”.

تطبيق المادة 88 من الدستور

وأثار تعرض بوتفليقة لجلطة دماغية، قيل إنها غير خطيرة في 27 أبريل/نيسان 2012، جدلا حول قدرته على ممارسة نشاطاته الرئاسية.

وطالبت عدة أحزاب معارضة وجمعيات غير حكومية، إضافة إلى قسم من الصحافة المستقلة بتطبيق المادة 88 من الدستور التي تقر بفراغ في السلطة لأسباب صحية والشروع في انتخابات رئاسية جديدة بعد ستة أشهر. ولكن العكس هو الذي حصل حيث أعرب عدد من الأحزاب الموالية للرئيس الجزائري، أبرزها حزب التحرير الوطني الذي يعد بوتفليقة رئيسا فخريا فيه وحزب التجمع الديمقراطي وأحزاب صغيرة أخرى عن استعدادها لتقديم يد العون والمساعدة في حال أراد الرئيس الحالي الترشح لعهدة رابعة.

ورغم محاولاتنا العديدة للاتصال بإدارة التلفزيون الجزائري، إلا أن الهاتف كان يرن ولا أحد يرد.

طاهر هاني

http://www.france24.com/ar/20131220-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8-%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%83%D9%86%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D9%85%D8%A9/?ns_campaign=editorial&ns_source=FB&ns_mchannel=reseaux_sociaux&ns_fee=0&ns_linkname=20131220_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1_%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%81%D9%84%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%AA%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8_%D8%B5%D9%88%D8%B1_%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88_%D9%83%D9%86%D8%A7%D9%84

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق