سياسة

مع الخطوط العربية نتجرع السم!

algeria_signs_italian_company_solari
مع الخطوط العربية نتجرع السم!
بقلم محرر من آرابيان بيزنس في يوم الثلاثاء, 07 أبريل 2009


المصمم مراد بطرس

تعلو قيمة الخط في نجاح تصميم المطبوعات ومواقع الإنترنت الناجحة، فالخطوط تتجاوز مجرد قيمة التصميم والشكل لتوفر أفضل مزايا القراءة المريحة أمام القراء وهو أحد العوامل الرئيسية التي قد تجذب أو تنفر زوار مواقع الويب.

ولكن على الإنترنت يتلاشى ذلك العنصر الهام مع الخطوط العربية لأن توفر عدد محدود منها يجبر مواقع الإنترنت على التخلي عن اختيار خطوط مناسبة ليبقى هذا العنصر الأساسي خارج نطاق تحكم مصمم الموقع وزواره. ويضيع بذلك عنصر هام يضاهي بأهميته تصميم مواقع الإنترنت لتسهيل القراءة وطريقة التوجه إلى مختلف أقسامها.

أًصبح مصممو المواقع العربية يتململون من الخطوط العربية القليلة التي تقيدهم عند تصميم صفحات الإنترنت العربية لأن أنظمة التشغيل الأكثر شيوعا لا تضمن سوى توفر ثلاثة خطوط فقط لدى زوار الموقع (وهي تهامة Tahoma والعربي الشفاف والعربي المبسط). ويشير مراد بطرس أحد أهم رواد تصميم الخطوط العربية إلى أنه مهما يكن اختيار تصميم الصفحة من خطوط عربية فإن أنظمة التشغيل والمتصفح لدى زوارها ستستبدل تلك الخطوط بأحد تلك الخطوط القليلة المتوفرة لدى زوار الموقع.

ولكن عندما ينسجم الشكل مع المضمون يسهل توصيل الأفكار ومع اختيار الخط المناسب تتوحد جمالية الخط مع ما يعبر عنه من أفكار. ويضيف مراد بطرس مدير عام شركة الخطوط العربية بطرس فونتس: boutrosfonts.com، بالقول: ” تحرص الشركات الكبيرة على تصميم هوية خاصة بها تضم خطوطا خاصة لها ضمن الهوية المؤسساتية لكل منها، ومثلا، اعتمدت قناة العربية التلفزيونية على تصميم خط عربي خاص بها، وتعرض ذلك الخط لاحقا للسرقة و قام بعضهم بتوزيعه عبر الإنترنت”.

الخطوط العربية في البرامج

تتركز أهمية الخطوط العربية انطلاقا من نظام التشغيل سواء كان ويندوز أو ماكنتوش أو حتى لينوكس. فدعم نظام التشغيل لعدد كبير من الخطوط العربية يسهم في تقديم خيارات متعددة لمستخدمي أي نظام تشغيل سواء كان ذلك عند زيارة مواقع الإنترنت أو فتح ملفات تستخدم خطوطا معينة تتوفر أصلا في نظام التشغيل. هناك أيضا برامج ذات دور محوري على مستوى قريب من نظام التشغيل وبرامج التصفح، وهي برامج التصميم التي تستخدم في بناء مواقع الإنترنت مثل أنظمة إدارة المحتوى لمواقع الإنترنت عدا عن تقنيات الويب مثل فلاش وسيلفرلايت وحتى أنظمة المدونات التي تقدمها غوغل وغيرها.

ويشير مراد بطرس إلى أن الشركات التقنية الكبرى تحتاج إلىإظهار التزامها واحترامها لزبائنها من خلال تقديم ما يليق بهم ويراعي قواعد الخط بأعلى جودة ممكنة لكن الواقع هو أن الخطوط العربية المتوفرة في أنظمة التشغيل المختلفة تشكو من عيوب كثيرة فمنها ما يقدم نقاطا صغيرة جدا لا تتناسب مع حجم الحروف الأخرى، ومنها ما يقدم أخطاء تنتهك قواعد الكتابة والخط العربي بينما يتطلب قطاع الشركات وقطاع الرسوم خطوط تقليدية وأخرى حديثة تناسب التصاميم والاستخدامات المتعددة لكل منها مثل أي خطوط عربية حديثة مناسبة للسياق المطلوب مثل خطوط تنسيق TANSEEK و خطوط بطرس Boutros MB ، وغيرها الكثير.

ويضيف بالقول: “عندما تضيف الشركات في أنظمة التشغيل التي تطرحها تنوعا كبيرا في الخطوط العربية، وقد أصبح الجميع بأمس حاجة لها، سيكون هناك مجال مريح لاختيار الخطوط المناسبة وفقا للتصاميم المطلوبة”.

يتهيأ لك وللكثيرين عند عثورك على مئات الخطوط العربية المنسوخة خلسة في مواقع الإنترنت أن الخطوط العربية مجانية وينتشر هذا الاعتقاد حتى عند من يشتكي من قلة تنوع الخطوط العربية المتوفرة في مواقع الإنترنت. فهذه الأخيرة يتم إجبارها على اختيار أحد خطين لا ثالث لهما للغة العربية. هذا هو تأثير الإنترنت السلبي أمام تطور الخطوط العربية التي يستسهل الكثيرون استنساخها بدون ترخيص واستخدامها دون أن يدركوا أن قيمتها تماثل برامج الكمبيوتر إن لم تتفوق عليها.


مجموعة خطوط تنسيق

ولكن أزمة الخطوط العربية تستفحل يوما بعد يوم دون أي بارقة أمل بانتهاء فصولها. فرغم الجهود القليلة التي يقوم بها بعض مصممي الخطوط العربية إلا أن من يشتكي من ندرة الخطوط العربية لا يتوانى عن نسخها وسرقتها حتى ممن يعملون في شركات كبيرة مثل وكالات الإعلان وشركات التصميم، والتي يمكنها شراء نسخ مرخصة منها لكنها تستسهل تجنب دفع النقود ثم تشكو ندرة الخطوط العربية المناسبة لكل موضوع. وتتسابق بعض مواقع الإنترنت في نسخ أي خط عربي جديد وكأن العملية سباق في الشطارة والفهلوة، من دون أن يدركوا أنهم يحطمون أي أمل في تطوير الخطوط العربية التي تلقى مصير أكثر البرامج تعرضا للقرصنة والنسخ غير الشرعي.

ويرد مراد بطرس حول هذه الأزمة بأن الجهات الرسمية والحكومات العربية لا تعرف أهمية الخطوط العربية في تقنية المعلومات واستخداماتها الرقمية.

أما عن أكبر عوائق تطوير الخطوط العربية من بين عوامل مثل قرصنة الخطوط والافتقار للاستثمار من قبل الشركات أو اللامبالاة في المشكلة، يجيب مراد بطرس بالقول: ” القرصنة هي عامل أساسي ولن تتوقف وتزداد سوءا عبر الإنترنت وغيرها، وترتكب معظم وكالات الإعلان وشركات التصميم هذه الأخطاء التي تفاخر بها أحيانا، حتى أنه هناك أحد مواقع الإنترنت الذي استولى على عدة خطوط من خطوط شركتنا وزعم صاحب الموقع أنه أعاد تصميمها، لكنه قام بمجرد تغيير اسم مصممها وسنة طرحها فوضعها سنة 1927! حيث لم يكن معظمنا قد أبصر النور بعد! يلي ذلك عدم استثمار الشركات في الخطوط العربية لأنها تستسهل شراءها ممن يقوم بعمليات القرصنة”. ويضيف بالقول: ” هناك أيضا الجهل، فعندما تستولي شركة على أحد الخطوط من خلال تغييره، تخرج بعدها لتقول أنها صممت خطا جديدا أو عدلت وحسنته tweak من خلال مجرد تغيير اسمه، ولا يرون غضاضة في ذلك ولا يعتبرونه أمرا غير قانوني”.

http://www.arabianbusiness.com/arabic/551772?tmpl=print_ar&page=&start=0

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق