مقالات

سلال وصورة الرئيس الافتراضي؟!

لم يكتف الوزير الأول عبد المالك سلال ومدير حملة الرئيس المرشح الغائب بتسجيل أهداف ضد مرمى فريقه مثل لاعب تنقصه الخبرة فحسب، وإنما وضع نفسه محل سخرية الجميع، ليس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فحسب وإنما في كل المجالس.

آخر ما ابتكره صاحب شوارزنايغر، هو ما حملته الصورة المتداولة على المواقع، والخاصة بالاجتماع الذي جمعه مع المليارديرات الذين أنجبتهم الأزمة الأمنية واستفادوا من دمائها، حيث كان يشير إلى لوحة علقت عليها صورة الرئيس، تأكيدا لحضوره الافتراضي في هذه الحملة غير المسبوقة.

نعم بعد تسيير البلاد بالوكالة، وببركة الرئيس المريض، ها هي حملة رئاسية بالوكالة، يكتفي فيها بنقل صورة الرئيس عبر قاعات الاجتماعات وفي التجمعات الانتخابية. لكن لم ينتبه سلال إلى أن هذه الصورة هي الأخرى كاذبة، أخذت للرئيس من 15 سنة وهي الصورة الرسمية لرئيس كان بكامل صحته، ومن الكذب أن نقدمها اليوم إلى الناخب، كان على سلال أن ينقل معه صورة بوتفليقة الحقيقية، ولتكن على الكرسي المتحرك، أو حتى على فراش المرض، ربما ستنال تعاطفا أكثر من المواطنين.

لم نكن نتوقع أن يصل غباء السلطة واستخفافها بالمواطن إلى هذه الدرجة، ولم نكن نتصور أنهم قادرون على الكذب والتزوير جهارا نهارا، وعلى الدوس على القوانين بهذا الشكل.

لم ينزل رجال الجمهورية الجزائرية إلى هذا المستوى المنحط قبل هذا التاريخ.

لم تعد فقط مسألة فساد واختلاسات، إنها حملة لنهب المال العام منظمة وممنهجة وبمراسيم موقعة بأختام رسمية.

مثل هذا الذي نشرته أمس جريدة “الخبر” المرسوم الذي وقعه الوزير الأول ورئيس لجنة تنظيم الانتخابات ومدير حملة بوتفليقة لفائدة لجنة مراقبة الانتخابات وهي مبالغ خيالية والمرسوم غير قانوني!؟

لو كانت العدالة حرة بحق، وليست رهينة بيد الفساد، لكان النائب العام أمس، باشر تحقيقا في أمر هذا المرسوم المخالف للقانون، والذي هو عبارة عن رشوة بطريقة رسمية للجنة التي ستسهر على إخراج مسرحية الانتخابات وتكون نتيجتها لصالح الرئيس الافتراضي، صاحب الصورة التي صارت مزارا يتبرك به دعاة الرابعة، في الوقت الذي يدور فيه حديث في الشارع أن الرئيس المرشح متواجد في الخارج بغرض العلاج.

نعم هذا ما وصلت إليه الجزائر التي مات من أجلها الرجال، يزوّر اليوم تاريخهم وتمسخ بطولاتهم من قبل أقزام داسوا على الثورة وشوهوها وخانوها، واليوم يخونون أبطالها وشهداءها.

لا أدري إن كان النوم يزور سلال ليلا عندما يضع رأسه على الوسادة؟ وهل يراجع الرجل ما يفعله وما يقوله يوميا كل مساء؟

ألا يستحي من نفسه ومن الدور الذي قبل لعبه اليوم، دور أدخله في خانة الخيانة للوطن وللتاريخ، فالدوس على القوانين والتعنت والاستمرار في سياسة سرقة حق المواطنين في تقرير مصيرهم، وحقهم في اختيار رئيسهم وممثليهم بكل ديمقراطية جريمة يعاقب عليها القانون، مثلما يعاقب من سمح بنهب المال العام، وسلال اليوم هو من قرر هذه الحملة غير المسبوقة للنهب والسرقة والكذب والتزوير واستعمال المزور، وكلها جرائم تقود في بلدان أخرى إلى المشنقة وليس فقط إلى السجن.

لا شك أن اللعبة ستستمر لسنوات أخرى، ويستمر سلال في دور المهرج بعدما أسند لنفسه دور صاحب المهام القذرة، لعبة تدار من وراء صورة كاذبة ومشوهة للواقع.

فلم يعد الرئيس فقط عاجزا يجهد نفسه للوقوف والكلام، بل صار مجرد صورة ليتبرك بها اللصوص، ومن يدري إلى أين ستتجه البلاد مع هؤلاء؟!

حدة حزام
http://www.al-fadjr.com/ar/assatir/270266.html

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • سسلام
    يا خونا احمد كل ما قلته نعرفه و الحقيقة دائما موجودة في مكان ما لا يجدها الا ااباحت عليها اما الغبي الببغاء فلا يستطيع ان يفهم او خت يبحت عنها فهو لا يردد الا ماتقوله نشرة التامنة في اليتيمة ..
    احمد حيرتني معاك انت راك تضرب قوش ضروات ..ماتركت اي قائد من قادة جمهورية المارتون الا و ضممته لزمرة الخونة ..و عادا ما قلناه و يقوله معظم الناس..لكن لما ناس تطلب تغيير هاد النظام تنتفظ انت و امتالك للدفاع عنه و تنعتنا بابشع النعوت..خونة مخازنية ..حركة…الخ…
    مشكلتك يا احمد انك مغرور بنفسك و لا تتقبل النقد ..تعرف الحق و لا تنهي عل الباطل ..انت تخلط بين الولاء للدولة و الولاء للنظام ..الدولة الجزائرية ليست النظام فهو زائل لا محالة يوما ماء و تبق الجزائر ….ان من ينادون بتغيير النظام ليسو خونة للدولة ….انت لن تفيق من غشاوتك حت ينعار سقف اابيت عليك ..تعلم علم اليقين ان البيت خربان و سينهار اجلا ام عاجلا ..و تعاند
    ان الحقيقة الدامغة و التي انت تعرفها انك تعلم علم اليقين انهم خونة لصوص ..لكنك مكابرة في الجبهة و انصارها تدافع عن اللصوص لانك ان عاجمتهم ستعترف انك منهم و خائن للوطن متلك متل كل ميليشيات التي تساحت للدفاع عن المجرمين ..تعرفون الحق لكنكم تدعون بطولات خاوية و