مقالات

الخلفيات العقائدية للإنقلابات العسكرية المعاصرة | محمود حمانه

للشرك اوجه كثيرة. فهناك من يكتفى بعدم الإقرار بوجود الله(استغفر الله)ولكن يحتفظ بهذا الموقف لنفسه.إلا أنه من الكفرة والفجرة من يجاهرون بهذا ويسعون لصد الآخرين عن التوحيد.وهذا هو ابشع انواع الشرك.
ذلك أن الكفرة والفجرة يحاولون جر غيرهم الى ام الكبائر شأنهم شأن إبليس لعنة الله عليه.

فهم يوظفون مهاراتهم الخطابية وسذاجة الناس بإيهامهم بآساليبهم الخاصة بأشياء لو فكرنا فيها قليلا لوجدنا أنها لا تتفق مع العقل الذى وهبنا الله إياه فنميز الغث من السمين والخبيث من الطيب فلا ننساق وراء من يسعون الى خراب آخرتنا بل أن خربوا دنيانا.
فكرت طويلا فوجدت أن إصرار الصليبيين على الطعن فى الإسلام والنيل من المسلمين هو اصدق دليل على أن دين الله هو الحق وأن غيره من المعتقدات هى الباطل.

فلو كان الإسلام غير هذا،ما كلفوا انفسهم كل هذا العناء لضربه فى الصميم والإساءة الى علمائه ورموزه.
فقد عودونا على أنهم لا يهتمون بالأمر إلا إذا كان من الخطورة بمكان.
فهم لا يحاربون البوذية مثلا ولا اليهودية ،لأنها فى خدمتهم فحسب،بل لأنهم مقتنعين فى قرارة انفسهم بأنها اديانا باطلة لاتصلح إلا لإستهلاك رجال الدين المسيحيين وغيرهم حينما يريدون جر الأمة لخدمة اهدافهم السياسية.

فلا غرابة إذا أن نقرأ عن العلاقة الوطيدة التى تربط “باب الفاتيكان” بالولايات المتحدة وبالدول الكبرى الأخرى نظرا لوحدة الرؤى والمواقف من الإسلام وضرورة القضاء عليه من خلال تنصير المسلمين.
تقول بعض المصادر المطلعة بأن بابا الفاتيكان أجرى سلسلة من اللقآت مع زعماء العالم بغية تنصير المسلمين بالقوة بعد أن اثبتت وسائل الترغيب فى النصرانية فشلها.

ولا أشك فى أن ما يجرى حاليا فى” بورما “وفى جمهورية وسط إفريقيا” من حملات إبادة للمسلمين على نطاق واسع أجهزعلى آخر الموحدين بالله فى تلك الجمهورية يندرج ضمن مخط طويل الأمد قد تعرف الأقليات الإسلامية فى غيرها من الدول مصيرا مشابها .

فهم لم يكتفوا بهذا بل اوعزوا للحكام العرب الخونة بإلإجهاز على المنتمين للتيارات اسلامية ودعموهم فى هذا المسعى تحت مسمى مكافحة الإرهاب.وما يجرى فى مصر من مجازر وفى سوريا هو الدليل العملى على هذا المخطط افجرامى الرهيب الذى يتم فى صمت مطبق من وسائل الإعلام العالمية ومع كل اسف وحسرة من وسائل الحكومات العربية التى كانت من المفروض أن يكون لها موقفا حاسما حيال التصفية العرقية التى يتعرض لها المسلمين فى العالم والتى تتم على نطاق يفيد بان الصليبية والصهيونية العالمية عازماتان على المضى قدما فى قطع دابر المسلمين بعد أن عجزوا على إقناعهم بالعدول عن دينهم.

فالمشكلة فى مصر على سبيل المثال هى اكبر من أن تكون مسألة إنقلاب عسكرى بغية الوصول للسلطة لأن للوصول اليها طرق اخرى تغنيهم عن الكيد للإسلام وإزهاق اروح الموحين بالله.

ومن هنا يتبن أن الإنقلابات العسكرية هدفها الأساسى ليس دفع طغمة للإستيلا على السلطة بقدر ما هى شكلا آخر من اشكال الحروب الصليبية المقنعة التى يقودها عبيد الصليبيين فى الوطن العربى والإسلامى بمباركة الدكتاتريات العربية وبدعم خليجى صريح.

فثالوث الخيانة”السعودية والبحرين والإمارات العربية سحبت سفرائها من قطر لأن الدوحة رفضت السير فى مخطط الخيانة ولم تدعم الإنقلاب فى مصر،ولم يحركوا ساكنا حيال ما يحدث للمسلمين من حملات إبادة فى مختلف بلدان العالم.بل ولم يستنكروا مجرد الإستنكار هذه الجرائم المنافية للقيم الإنسانية بغض النظر عن الإعتبارات الدينية.

فلو عدنا الى تصريحات كل من الوزير الجزائرى”عمارة بن يونس”والذى قال:”لقد ولى عهد قال الله قال الرسول”ولن يحكم الجزائر إماما بعد اليوم”وتصريحات اللواء عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع المصرى(*) الذى قال:”كل ما يغضب الله سندعمه ونقف الى جنبه”،نفهم دون عناء بأن المسألة هى رغبة الصليب فى القضاء على الإسلام.

نحن نعرف ان الإنقلاب العسكرى ذى الأبعاد السياسية لا يفرق بين جنس ولون ولغة ودين ولكن ما يحدث فى مصر يدل على أن الأمر له خلفيات دينية المراد منها كسر شوكة التيار الإسلامى الذى بقوم على صيانة العقيدة فى وجه تحديات الصليب.
——————————————————————–
(*)عبد الفتاح السيسى هو على فكرة الضابط الوحيد الذى نجا من حادث سقوط الطائرة المصرية الشهير قرب السواحل الأمريكية قبل سنوات والتى كانت تقل 50 شخصا من بينهم 39 ضابطا مصريا ساميا كانوا فى طريق العودة الى مصر بعد أن تلقوا تدريبا فى الولايات المتحدة.
نجا لأن الأوامر صدرت له بعدم السفر فى ذلك اليوم لأن المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلى كانوا يعدونه ليكون فيما بعد وزيرا للدفاع ويقود الإنقلاب على الشرعية فى مصر.

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق