مقالات

الإبراهيمي.. دبلوماسي أم طبيب؟!

فضيحة من العيار الثقيل وصفعة مدوية في وجه الجزائر، هذه التي نقلتها الصحافة الإسبانية عن لقاء الرئيس المرشح بوزير خارجية إسبانيا.

الصحافة الإسبانية قالت إن بوتفليقة كان يضع مكبرات صوت فوق سترته حتى يتمكن من إسماع ضيفه ما يقول.

وهذه مسرحية أخرى تضاف إلى المسرحيات الأخرى سيئة الإخراج، وما أكثرها، سواء تلك التي ضحكت منها الصحافة الفرنسية عند استقبال الرئيس لرئيس الحكومة الفرنسي، نهاية السنة الماضية، أو عندما استقبل منذ أيام وزير الخارجية الأمريكي، وكلها مناسبات كان محيط الرئيس يجهد هذا الأخير ليبدو أنه قادر على قيادة البلاد، بينما يضعون الرجل في موقف مخز.

ألهذا الحد بلغت بهم الأنانية، يعذبون رجلا مريضا، من أجل لعبة السلطة القذرة؟!

لن يرحمكم التاريخ، وقد سجل كل شيء بالصورة والصوت كأحسن شهادة على هذا البؤس.

لأعد إلى ضيف الرئيس الأخير، والذي يكون قد قبض ثمن شهادة الزور التي قدمها أمس في الرئيس، عندما قال إن صحته تتحسن. نعم نتمنى حقا أن تتحسن صحة الرئيس، وليشهد له أطباء محلفون بذلك، وليس ديبلوماسيا معروفا بوضع مواقفه وشهادته في المزاد لمن يدفع أكثر.

الإبراهيمي رجل السعودية يأتمر بأمرها، يبدو أنه وبعد أن حمل رسالة أمريكية منذ بضعة أشهر ليقول للرئيس ألا يتقدم لعهدة رابعة ويشرح له خطرها على الجزائر والمنطقة، جاء أمس، بأمر مهمة موقع من الرياض التي تدعم وشقيقاتها العهدة الرابعة. فمن هو أحسن من الأخضر ليشهد ويشهد العالم على الرجل.

لكن الجزائريين ليسوا أغبياء ولهم عيون وآذان ويحكمون بأنفسهم على الرجل، ومجرد الشهادة بأن الرئيس بصحة جيدة فيه تأكيد أن الرجل مريض، شافاه اللّه، وأنه لا يمكن أن يستمر في قيادة البلاد، ولا يمكن أن تستمر المهزلة التي استمرت بدرجة قد تؤدي إلى تفجير الوضع لا قدر اللّه.

فالجزائر ليست في عزلة عن العالم، وكل الدول، دبلوماسياتها ومخابراتها، تعرف أن الرجل ضعيف وأن محيطه فاسد، وأنه مستعد لمقايضة أي شيء بأي شيء مقابل البقاء ومقابل دعم له للبقاء، وهذا في حد ذاته خطر على البلاد، ويضعفها ويهدد مكانتها بين الأمم، هذه المكانة التي جيء ببوتفليقة الديبلوماسي المحنك مثلما قيل، لإعادتها إلى مكانتها التي تستحقها.

الأخضر يكون قبض الثمن، فالذين يعرفونه من قدامى السفراء يؤكدون أنه لن يتنقل إلى الجزائر ببلاش. ثم من أين هذه الصداقة المفاجئة بين الرجلين، وهو من كان ينتقد النظام والرئيس بوتفليقة ويقول إنه يجب أن يرحل ويجب التغيير، كيف اليوم يشهد له من أجل الدوام في السلطة؟!

ألم أقل أمس إنه لم يبق في البلاد رجال، فقط غلمان وجوار؟!

حدة حزام

http://www.al-fadjr.com/ar/assatir/272415.html

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق