مقالات

يريدون “العرضة ” للعريس الدستور التوافقي … والعروس حامل! فوزي اوصديق

بهذه العبارات يمكن تشبيه ما يحصل بالنسبة للدستور المعدل، أو الجديد أي المؤسس لمرحلة جديدة ـ أو للدستور التوافقي!

وإن كانت هذه التسمية معتمدة رسمياً، فالدستور ـ أو المشروع ـ المقترح أقل ما يقال عنه أنه غير توافقي شكلاً ومضموناً، ومن حيث الآليات المعتمدة لإخراجه .

فشكلاً تم “تنصيب” على رأس الدستور رجلاً أقل ما يقال عنه أنه غير توافقي بين مختلف الأطياف السياسية، مما يجعله حياً ميتاً في نفس الوقت،

كما أن “العروس” حاملاً، ويراد بالعروس الدستور التوافقي، وأصباغ “واقع” وشرعنة تصرفات وممارسات دستورية من خلال القيام بالعريس.

فالدستور في الأنظمة المقارنة دائماً نتاج لتوازنات كبرى داخل المجتمع، وبين مختلف مكوناته الفكرية والفئوية، فلا يوجد سلطة ولا معارضة، بقدر ما توجد الجزائر المتنوعة والمتعددة، كما أن هذا التعدد ليس من خلال ملء فراغات وألوان أعدت سلفاً لإعطاء الانطباع التوافقي، فالدستور التوافقي، أو العريس الدستوري التوافقي، له آليات وهي ليست بدعة دولة معينة، بقدر ما هي مواصفات معتمدة وجدت عالمياً لدى مختلف الأنظمة المقارنة، سواء من خلال موائد مستديرة، أو من خلال لجان تأسيسية، أو من خلال جمعية سيادية في اتخاذ القرارات وشرعنة التصرفات الدستورية، بدون إقصاء أو تهميش أي من التيارات أو التوجهات السياسية مهما صغرت في المجتمع ويبدو ان هذه المعايير مفقودة في المشاورات الحالية، إن لم نقل مقومات النجاح غير قائمة، فلا يمكن إقصاء 49 % من المقاطعين، كما لا يمكن إقصاء 15 % من الغير مصوتين للعهدة الرابعة، ولا يمكن إقصاء تياراً سياسياً في تسجيل الموقف، وإبداء الرأي …

يبدو أن “العروس الحامل” معلوم لدى البعض ميعاد ميلادها وولادتها، وباقتراب التاريخ يجب شرعنة ذلك بعرس توافقي، ويبدو أن استخراج شهادة الميلاد في برلمان فاقد للشرعية بشهادة المؤيدين قبل المعارضين، قد يشوه الدستور ويفقده مقومات وجوده مستقبلاً…

لذلك إن أردنا أن نبني دولة لا تزول بزوال الرجال، دولة لجميع الجزائريين، وليس لفئة منهم، دولة لا تندثر باندثار الرجال، ودستوراً حقيقياً، لا دستور أزمة، كما عرفته بعض الدساتير الجزائرية،

أن نغير المنهجية والآلية، ونجسد “التوافق” مبدئياً بالتنازلات المتبادلة وليس بفرض رأي على الاخر وندّعي التوافق والتآلف والوئام .فكلها شعارات حتى إشعار آخر…

وما نريد إلا الإصلاح.. وما توفيقي إلا بالله.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/204372.html

كلمات مفتاحية