سياسة

ساركوزي مستعد للتدخل عسكريا في أي وقت في دول جنوب الصحراء

بعد فشله في إقناع دول الجنوب بمشروع الاتحاد المتوسطي
sarkozy_congo
التواجد العسكري الفرنسي في إفريقيا جنوب الصحراء ظل دائما يخدم نفس الأهداف ”المصلحية” مهما كان اللون السياسي للحكومات الفرنسية المتعاقبة، والكتاب الأبيض الذي نشر العام الماضي لرسم الاستراتيجية الأمنية والدفاعية لفرنسا جعل التدخل العسكري المباشر في أزمات القارة خيارا أساسيا لحماية مصالحها.
كانت هذه بعض الخلاصات التي حملتها محاضرتا الأستاذين عبد الحميد بسعة وصالح سعود من معهد العلوم السياسية بجامعة الجزائر خلال استضافتهما، أمس، في ندوة حول سياسة فرنسا الخارجية في عهد ساركوزي، نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية ليومية ”الشعب”، وقال صالح سعود إن فرنسا التي تعتمد في دعم سياستها الدولية على نحو 200 فرع فرانكفوني و230 رابطة ثقافية وعلمية عبر العالم وكانت معروفة بسياسة ”أكثر توازنا” اتجاه العرب أصبحت في عهد ساركوزي تتبنى نفس منطلقات السياسة الخارجية الأمريكية في تعاملها مع أزمات الشرق الأوسط والعالم العربي من خلال السعي لرسم خريطة جديدة للمنطقة تتشكل من قوسين، الأول يبدأ من أفغانستان مرورا بالصومال وانتهاء عند موريتانيا والثاني يبدأ من تركيا مرورا بمصر وينتهي عند الجزائر والمغرب، ثم وضع الجميع بين فكي هذه الكماشة. وأضاف أن ذلك تكرس أكثر مع فشل ساركوزي في إقناع دول جنوب المتوسط بمشروع الاتحاد المتوسطي الذي دعا إليه وجعله صلب سياسته الخارجية غداة انتخابه رئيسا لفرنسا، ولذلك تراه الآن يجري بخطوات أكثر سرعة في اتجاه السياسة الأمريكية.
وعد المحاضر عددا من القضايا وكيف تعاطى ساركوزي منها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي قال إن ساركوزي لا يخفي فيها أن الحفاظ على أمن إسرائيل يهيمن على بقية الأولويات الأخرى.
من جهته قال الأستاذ عبد الحميد بسعة أن السياسة الفرنسية في عهد ساركوزي لا تستبعد أي تدخل عسكري استباقي في إفريقيا جنوب الصحراء عندما تقتضي الضرورة ذلك لحماية المصالح الفرنسية الكبرى، بالرغم من أنها تسعى للاختباء وراء تدخلات دولية وإقليمية للإبقاء على أهدافها لحماية الأنظمة الموالية لها من محاولات الإطاحة بها، وفي خطابه الشهير في العاصمة السينغالية دكار عندما كان مرشحا للرئاسيات هاجم ساركوزي بشدة ما أسماه القنوات غير الرسمية والأسرار والعلاقات الغامضة التي كانت الرئاسة الفرنسية تسيّر من خلالها علاقتاها مع حكام مستعمراتها الإفريقية القديمة، لكن هذا الخطاب لم يكن له أي أثر جدي في سياسة ساركوزي الإفريقية عندما أصبح رئيسا للدولة، والكتاب الأبيض لسياسات الأمن والدفاع المنشور العام الماضي ينص بوضوح على أن التدخل العسكري المباشر لحماية المصالح الإستراتيجية الفرنسية خيار أساسي في هذه السياسة.

المصدر :الجزائر: عبد النور بوخمخم
2009-06-08

http://elkhabar.com/quotidien/?ida=160080&idc=67

كلمات مفتاحية