مقالات

يا سيد عطوان كفاك خداعا وكذبا !!محمد العربي زيتوت

عبد الباري عطوان، الذي زعم، لسنين طويلة، أنه يناصر الشعوب المستضعفة، يعلن ولائه لأقذر الطغاة، فيكتب بالأمس 21-10-2014 في موقعه المسمى راي اليوم، وتحت عنوان:

“نعم.. الجزائر كانت مستهدفة بعد سورية.. والمخططات كانت جاهزة للتنفيذ.. وهناك اربعة اسباب حالت دون تحويل البلاد الى “ليبيا” اخرى.. ولكن الخطر ما زال قائما”

هذا الشخص، يقول كلام طويل عريض خلاصته، “أن الجزائر، وهويقصد النظام الذي يحكمها، كانت هي المستهدفة -من الغرب- بعد سوريا”.

أي أن ما يحصل في سوريا هو مؤامرة خارجية، كما يردد منذ أعوام الأسدوأتباعه، وكأنه أعمى لا يرى من أن الشعب السوري ظل لأكثر من أربعين عام تحت حكم قاهر وطاغ من المجرم حافظ أسد ثم إبنه السفاح، الذي تدعمه روسيا والصين وإيران وكل عملاءها، بل حتى الغرب وحكام العرب الذين يهاجمون بطائراتهم وإعلامهم الجماعات المسلحة بالإشتراك مع طائرات الأسد، التي تقصف ليل نهار السوريين بالبراميل المتفجرة، وقد قتلت الآلاف منهم بالكيمياوي وحده.

مما يعني أن ثورات الشعوب العربية على الطغاة والخونة هي مؤامرة غربية؟

والسؤال البسيط للمدعو عطوان:

أليس عسكر الجزائر هم الذين إنقلبوا على إرادة الشعب في 1992 وفتحوا أبواب الجحيم على الجزائريين بما فيه مقتل مايزيد عن 200 ألف بشر؟

أليس عسكر الجزائر هم الذين يتعاونون مع الحلف الأطلسي، جهارا نهارا، ويستقبلون ضباطه ومسؤوليه ويفتحون لهم الموانئ والأجواء والثكنات؟

أليس عسكر الجزائر هم الذين فتحوا الأجواء للطائرات الفرنسية، بلا حدود ولا قيود، منذ يناير 2012، لغزو مالي وإستمرار نهب إفريقيا؟

أليس عسكر الجزائر هم الذين يبعثرون أموال الجزائر على مصانع السلاح الشرقية والغربية، ولم تعد الجزائر تنتج حتى ذخيرة المسدسات بعد 52 عام من الإستقلال؟

أليس هو النظام الذي عبث بكل ثوابت الثورة الجزائرية ومبادءها إلى درجة أنه يشارك في إحتفالات فرنسا العسكرية بما فيها إحتفالات الثورة الفرنسية التي مهدت لإستعمار الجزائر؟

أليس بوتفليقة ونظامه هم من حطموا كل الإقتصاد الجزائري، ولتصبح الجزائر بازارا كبير لخردة العالم، تدفع نقدا من أموال البترول، وهو الشيء الوحيد الذي تبيعه الجزائر بعد 52 عام من الإستقلال؟

أليس بوتفليقة وعسكره ونظامه هم الذين يعبثون بأموال الجزائريين وينهبون بملايير الدولارات وآخرهم وزير البترول شكيب خليل، الصديق المقرب من بوتفليقة؟

أليس عسكر الجزائر هم الذين جاؤا ببوتفليقة لعهدة رابعة حتى وهو أقرب إلى الموت منه إلى الحياة ومقعد على كرسي متحرك؟

أليس نظام الجزائر هو الذي يرفض أن يستقبل قادة حماس بينما يبعثر أموال الجزائر على محمود عباس ومن معه، وأسأل الزهار إن شئت؟

أليس نظام الجزائر هو الذي يتعاون مع الحكم الطائفي في العراق، بدعوى مكافحة الإرهاب وقد قالها من هناك وزير خارجية هذا النظام؟

أليس بوتفليقة وعسكره هم الذين يدعمون بقايا القذافي في ليبيا بعد أن فشلوا في بقاء المقبور القذافي الذي إستعبد للبيين لما يزيد عن 40 عام؟

أليس بوتفليقة وعسكره هم الذين إستقبلوا الجنرال السيسي الدموي، قاتل الساجدين في الساحات، في أول زيارة له خارج مصر بعد تثبيت نفسه بدل الرئيس الأسير؟

أليس، أليس، أليس…يمكنني أن أستمر في طرح ألف سؤال آخر على إجرام هذا النظام وفساده ودماره لبلدي، بلد المليون شهيد.

وأنت نفسك إعترفت أن شباب الجزائر يهرب في قوارب الموت لاروبا، لماذا يفعل لولا أن من يحكمه قد جعل حياته جحيما لا يطاق في بلد غني وكبير؟

ولكني أقول لك، أن الجزائر وكل البلدان العربية ستُستهدف حقا من القوى الخارجية، عندما تكون لها أنظمة عادلة ومخلصة لشعوبها، تسعى لمصلحة الوطن حقا، يومها سيكون الإستهداف والتآمر العظيم، الواضح والعلني، أما هذه الأنظمة فهي عميلة، خادمة وخانعة، تقوم بخدمة مصالح القوى الكبرى بأفضل ما تقدر عليه، وكل ما فشلت تدخلت القوى الكبرى لدعمها وإبقاءها، وما مصر منا ببعيد.

إنهم وكلاء على بلداننا لصالح الخارج الذي يبقيهم جاثمين على صدورنا.

ياسيد عطوان ليس من طبيعتي أن أرد على أمثالك، حتى وأنا أعلم يقينا حقيقتك، منذ زيارتي لك، الأولى والأخيرة، في مكتبك في عام 1999، عندما إعتقدت في البداية أنني ديبلوماسي جزائري جاءك من السفارة الجزائرية في بريطانيا، قد أترك هذا الموضوع لفرصة أخرى.

أتمنى أن تتوقف عن الخداع والدجل وقلب الحقائق فالتاريخ لا يرحم، و من نافلة القول تذكيرك أن الله لايظلم.

محمد العربي زيتوت

مقالة القومجي عبد الباري عطوان
OCT 21, 2014
نعم.. الجزائر كانت مستهدفة بعد سورية.. والمخططات كانت جاهزة للتنفيذ.. وهناك اربعة اسباب حالت دون تحويل البلاد الى “ليبيا” اخرى.. ولكن الخطر ما زال قائما
BOUTAFLIKA.jpg66
لم يجانب السيد عبد الملك سلال رئيس الوزراء الجزائري الحقيقة عندما قال مساء الاثنين “ان بلاده كانت مستهدفة لزعزعة امنها واستقرارها مباشرة بعد سورية”، فما تفضل به صحيح، والخطط كانت موضوعة، والادوار مقسمة بين اللاعبين، و”نقطة الصفر” للتحرك والتنفيذ محددة باليوم والساعة.
ما افسد كل هذه المخططات في رأينا عدة امور نوجزها في النقاط التالية:
*اولا: ان واضعي هذه الخطط اظهروا جهلا واضحا بالشعب الجزائري وظروفه النفسية، وتركيبته الفكرية والسياسية وتجربته المريرة مع العنف وعدم الاستقرار والحرب الاهلية التي انفجرت في التسعينات واسفرت عن مقتل مئتي الف انسان على الاقل، فأي كانت اسباب العنف، ومعظمها يعود الى عدة اسباب ابرزها اقدام السلطات الحاكمة على اجهاض الخيار الشعبي الديمقراطي بالقوة الذي تجسد في صناديق اقتراع انتخابات عام 1991، الى جانب استفحال الفساد ومصادرة الحريات وغياب العدالة.
فالشعب الجزائري تعب من العنف والارهاب وبات يتطلع الى التقاط الانفاس.
*ثانيا: صمود النظام السوري لاكثر من ثلاث سنوات واجه خلالها معارضة مسلحة قوية مدعومة من دول خليجية واقليمية ودولية، وبمباركة من قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وفرنسا، وقد جرى ضخ مليارات الدولارات لاسقاط النظام ومئات الاطنان من الاسلحة الحديثة من اجل انجاز هذه المهمة.
*ثالثا: اقدام النظام الجزائري على اجراء بعض الاصلاحات السياسية والاقتصادية، وساعده على ذلك ارتفاع العوائد النفطية والغازية، الامر الذي ساهم في تخفيف جانب من معاناة الجزائريين، وتسديد الدين العام الذي كان في حدود 35 مليار دولار، وحل جزئي لازمة البطالة.
*رابعا: النتائج الكارثية التي جاءت بعد “انتصار” ثورات الربيع العربي، وخاصة في ليبيا، واليمن، وسورية، وقبل هذا وذاك، التدخل الامريكي العسكري في العراق تحت عنوان الديمقراطية وحقوق الانسان، فإنهيار الدولة ومؤسساتها في ليبيا المحاذية للجزائر، وتحولها الى دولة فاشلة تعيش حربا اهلية بين ميليشيات تتصارع على الحكم، وانتشار السلاح، وتعمق التقسيم الجغرافي والاجتماعي والديمغرافي، كلها عوامل جعلت الشعب الجزائري يتردد كثيرا في الانخراط في اي ثورة ضد النظام رغم مآخذه الكثيرة عليه وفساده وعجزه.
وعندما نقول ان الاستعدادات كانت تسير على قدم وساق لتكرار السيناريوهات الليبية والسورية في الجزائر، فاننا نعرف جيدا طبيعتها، حيث كانت هناك خطط لانشاء محطات تلفزة خاصة للتحريض على هذه المهمة، اي مهمة اشعال ثورة في الجزائر على غرار ثورات الربيع العربي، لان اللافت ان معظم هذه الثورات استهدفت انظمة جمهورية تتعايش فيها كل الطوائف والاعراف، وتفصل بين الدين والدولة، واتخذت مواقف قوية ضد الغرب وهيمنته على المنطقة، وعملت داخل منظمة الدول المصدرة للنفط من اجل اسعار عادلة، لهذه المادة الخام، وانخرطت في الحروب العربية ضد اسرائيل لوقف عدوانها على الامة العربية.
ارساء هذه الحقائق لا يعني الانحياز الى النظام الجزائري، او التغطية على سياساته البوليسية القمعية، وانما من منطلق الحرص على الجزائر وشعبها وتاريخها المشرف في دعم القضايا العربية والاسلامية العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين.
المؤسسة الجزائرية الحاكمة، ومن خلف ستار مطالبه بمكافأة الشعب الجزائري على رفضه السقوط في شرك المخططات التي كانت تستهدف استقرار بلاده وامنها ووحدتها الترابية، باطلاق عملية ديمقراطية جادة، وادخال الاصلاحات السياسية ورفع سقف الحريات التعبيرية، والانحياز الى الفقراء والمسحوقين، وهم غالبية الشعب، واستثمار عوائد النفط والغاز في مشاريع عملاقة توفر فرص العمل للشباب الجزائري، فمن العيب ان يرتكب هذا الشعب العظيم البحر الى اوروبا، والمغامرة بحياته من اجل البحث عن فرصة عمل توفر له العيش الكريم، في حين تعتبر بلاده من اغنى الدول نفطيا وزراعيا وسياحيا.
الخطر على الجزائر ما زال قائما، والمؤامرات تأجلت ولن تتوقف في انتظار الفرصة الملائمة، ومن المؤسف ان بعض اهل الحكم في الجزائر او كلهم، لا يدركون هذه الحقيقة، وان ادركوا فلا يفعلوا شيئا لتحصين بلادهم من اخطارها، واول خطوة في هذا الاطار اختيار رئيس قوي ولائق صحيا للبلاد.
“راي اليوم”
http://www.raialyoum.com/?p=168484

كلمات مفتاحية