هجرة

”تبنا عن الهجرة…لكن ارجعوا لنا أموالنا”

harrag10

”حراقة” بوادي ارهيو يسردون معاناتهم
تعرض مجموعة من الشباب بوادي ارهيو، في ولاية غليزان، إلى النصب والاحتيال أمام إغراء حلم الهجرة، حيث دفع كل واحد منهم مبلغ 12 مليون سنتيم إلى أحد المتهمين في قضية التهجير إلى خارج الوطن ففر إلى إسبانيا دون أن يرجع الأموال لهم.
اختار هؤلاء الشباب المتراوحة أعمارهم بين 24 – 35 سنة صحيفة ”الخبر”، فاجتهدوا في كتابة رسالة ضمنوها معاناة صامتة دفعتهم إلى التفكير في الهجرة والإبحار نحو المجهول، بعد أن عجز معظمهم عن توفير منصب شغل قار.
وبعد أن جمعوا مبلغ الرحلة ارتطموا بواقع أشد مرارة حينما احتال عليهم أحد مدبري رحلات الهجرة وأخذ مبالغهم المالية.
يشير هؤلاء الشباب من خلال رسالتهم إلى أن هذا الشخص الذي ألقت عليه مصالح الأمن القبض مؤخرا والمتهم في قضية النصب والتهجير، قد وعدهم بالتحضير لرحلة إلى خارج الوطن تنطلق من أحد شواطئ عين تموشنت وجمع منهم ما يتجاوز 100 مليون سنتيم ثم فر إلى إسبانيا. وعند عودته طالبه هؤلاء الشباب بالمبالغ التي قدموها له مقابل دمجهم في عملية ”حرفة”، فكان يتماطل كل مرة في إرجاع أموالهم إلى أن وصل الأمر إلى مصالح الأمن، ففتحت تحقيقا في القضية ستفصل فيه مصالح العدالة يوم 15 جوان.
هؤلاء الشباب يؤكدون أنهم تعرضوا للنصب من طرف هذا الشخص ويطالبون باسترجاع أموالهم المودعة عنده حتى تأخذ العدالة مجراها الطبيعي. وقد فتح لنا هؤلاء الحرافة، الذين لم يحالفهم الحظ في الهجرة رغم أن منهم من كرر المحاولة أكثر من مرة، قلوبهم ساردين هموم شباب غليزان مع العمل إذ يؤكد ”ميلود.ب” أنه كان يعمل دركيا لسنوات ثم سرح من العمل ليجد نفسه في بطالة خانقة دفعته إلى تهيئة ملف في إطار تشغيل الشباب، وكان الهدف إقامة كشك متعدد الخدمات. لكنه يؤكد في الأخير أن ثلاث سنوات من الانتظار الممل لم تشفع له في تحقيق حلمه، فكانت الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا خيارا مفضلا فمعظمهم قال بلسان واحد ”لا مال ..لا بنون…لا زوجة”. البعض الآخر يؤكد أنه قد تاب عن الهجرة عبر زوارق الموت مثل حالة ”طيب.م”، الذي صرح بأن الشاب الذي تجاوز الثلاثين عليه أن يفكر مليا في بناء أسرة، فالرحلة نحو المجهول لم تعد طموحا بالنسبة إليه ”وفي حال حصولي على مبلغي المالي من طرف المتهم الذي أخذ أموالنا سأدعوكم لحفل زفافي…”. أصوات بقية الشباب الذين اجتمعت بهم ”الخبر”، كما هو مبين في الصورة، أكدوا أن أزمة البطالة هي المعضلة الكبيرة التي تدفعهم إلى التفكير في الهجرة مرارا، فكلهم يشتغل في أعمال يومية في الفلاحة، أو ورشات البناء، وهي أعمال موسمية غير قارة، علما أن جمع مبلغ 12مليون تطلّب منهم سنوات من التوفير، وانتهى بهم المطاف إلى رحلة داخلية وهمية لم تتجاوز أعتاب المدينة بعد وقوعهم في فخ النصب.ويبدو من خلال الحملة التي شنتها مصالح الأمن مؤخرا على بعض المشاركين في عملية الهجرة خارج الوطن، تراجع الرحلات المعدة في هذا الشأن خاصة وأن الحرافة أنفسهم قد تضاءلت ثقتهم في المخططين لهذه الرحلات مثلما حدث مع هؤلاء الشباب.


المصدر :غليزان: ل. كمال
2009-06-12

http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=160632&idc=30

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق