القصة الكاملة لاختلاس 3200 مليار.. عاشور عبد الرحمن يفضح المستور أمام جنايات العاصمة

عاشور عبد الرحمان: دمروني بالرسائل المجهولة فهربت بجلدي إلى المغرب قبل التورط في تجارة السلاح

عاشور عبد الرحمن
عاشور عبد الرحمن

عاشور عبد الرحمان مختلس 3200 مليار سنتيم من البنك الوطني الجزائري
سأكشف عن الحقيقة الكاملة في جلسة اليوم بمحكمة سيدي محمد

ظهر عاشور عبد الرحمان بجلسة محاكمته أول أمس انسانا مثقفا يجيد الكلام، ويحسن الإجابة على أسئلة القاضي والنائب العام، بل أن كلامه كان أقرب منه لمرافعة المحامين، لاستعماله مصطلحات قانونية محضة، وكلمات عربية فصيحة.
فهل هو تخصصه في القانون بعد إحرازه لشهادة البكالوريا ما جعله يظهر بهذا الشكل، أم أن مثوله المتواصل في أروقة المحاكم ليواجه تهما مختلفة من النصب والاحتيال، إصدار شيك بدون رصيد جعلته يتعود على جو المحاكم.
واصل أمس قاضي الجلسة بمحكمة جنايات العاصمة الاستماع لضابطي الشرطة المتورطين في قضية تزوير تقرير عاشور عبد الرحمان المسلم للسلطات المغربية، فيما صنع عاشور الحدث، للثقة والجرأة الكبيرتين التي ظهر بهما، لدرجة اعتبار نفسه ضحية للحاسدين والناقمين على نجاحه. مؤكدا بأن التقرير المزور تسلمه شخصيا في فرنسا من شريكه السابق (ج، سالم).
أول المستجوبين كان ضابط الشرطة بأمن ولاية تيبازة (ب، حسان) والذي أكد في تصريحاته أن (ز، الهاشمي) المتهم الثاني والذي كان يشغل منصب رئيس الأمن الولائي لتيبازة، والذي حُول بعدها لرئاسة أمن ولاية وهران، اتصل به في 2004 طالبا منه إرسال التقرير الذي أنجزوه حول عاشور عبد الرحمان، على رقم فاكس منحه له. والتقرير كان من المفترض أن يُوجه إلى وكيل الجمهورية لمحكمة القليعة، لكن (ز، الهاشمي) طلب منهم كتابة – إلى المديرية العامة للأمن الوطني – في أعلى التقرير، مدعيا له بأن هذه الأخيرة فتحت تحقيقا في موضوع عاشور وتريد هذا التقرير، الذي يحتوي معلومات من البنك الوطني الجزائري توضح شرعية تعاملات عاشور، ولكن التقرير لم يذهب إلى مديرية الأمن الوطني، بل أُرسل مباشرة إلى عاشور عبد الرحمان بالمغرب.
ويضيف الضابط حسان بأنه لم يكن يعلم بهذا الأمر، ما جعله يُمضي على التقرير قبل إرساله عبر الفاكس. لكن المتهم الثاني وهو رئيس الأمن الولائي لأمن تيبازة سابقا (ز، الهاشمي) أنكر هذه التصريحات، مكذبا استلامه أي تقرير عبر الفاكس، مفندا علاقته بعاشور عبد الرحمان “أسمع عن عاشور كرجل أعمال مشهور في القليعة لا غير، والتقيته مرة واحدة في عيادة الأمن الوطني بليغليسين”، و بأنه منذ تحويله لرئاسة الأمن الولائي لوهران لم يتدخل في شؤون ولاية تيبازة. لكن هذه التصريحات جاءت متناقضة كلية مع إفادة محافظ الشرطة الذي كان متهما ثم استفاد من انتفاء الدعوى، حيث حضر كشاهد، وقد قال (ك) “اتصل بي الضابط الهاشمي بعد تحويله لوهران وسألني عن (ب، حسان) – المتهم الأول- طالبا مني أن أطلب منه بعث تقرير عاشور عبد الرحمان عبر الفاكس، لأن المديرية العامة للأمن الوطني تحتاجه وأعطاني رقم فاكس”، مؤكدا بأنه سجل إحدى مكالماته، ومع ذلك تمسك الضابط الهاشمي بالإنكار، موجها كلامه للشاهد “ربي يهديك”. ووسط كل هذه التصريحات كان عاشور جالسا يستمع وبإسهاب لكل ما يقال كما كان كثير الحركة والنشاط.

عاشور: كل تعاملاتي مع البنك قانونية وكنت أخشى تلفيق تهمة مخدرات أو سلاح
وحوالي السادسة مساء نادى عليه القاضي، وبمجرد امتثال عاشور استهل تصريحاته: “سيدي القاضي.. السادة المحلفين.. السادة المستشارين.. سيدي النائب العام… !!.”، وواصل كلامه لبعض الوقت بعربية فصحى، مفيدا بأنه ضحية في جميع ما نسب إليه من قضايا “كل يوم كنت أتلقى رسائل تهديد مجهولة، وكل ثلاثة أشهر تأتيني الضبطية القضائية للتحقيق معي في شكاوى مجهولة ضدي، فالبعض أراد الانتقام لنجاحي”، مضيفا أن مشاكله بدأت بعد تحصله على قرض من البنك الوطني الجزائري وكالة عين البنيان، ولم يستطع تسديده، فرُفعت القضية للتحقيق على مستوى محكمة الشراقة في 2003، لكني سددت القرض “ولأن أشخاصا أرادو إسقاطي في حفرة خلقوا لي المشاكل”، وكان عاشور كل مرة يردد مثل “الّلي ما في كرشو التبن ما يخاف من النار”، بعدها عرج على قضية أخرى له بمحكمة الشراقة في 2002 متعلقة بالنصب والاحتيال، يقول: “حضرت الجلسة وأجبت على أسئلة القاضي وأرجئ النطق بالحكم إلى أسبوع، وخلال هذه الفترة اتصل بي شخص من رقم مجهول يخبرني بأنه تناهى إلى سمعه بأن قاضي محكمة الشراقة سيدينني بثلاث سنوات حبسا نافذا، وهذا هو سبب هروبي إلى المغرب”، لكنه يضيف “نلت البراءة في هذه القضية”، وهنا واجهه النائب العام: “و لِمَ لمْ تمكث في الجزائر للدفاع عن نفسك بدل الهروب”؟ ليرد “كنت خائفا، فالجميع يتوعدني بالشر، ولا تدري كيف سيُقحموك في مشاكل. فبإمكانهم توريطي في قضية مخدرات بوضع قطعة منها بسيارتي أو وضع مسدس، كما قاموا بتأليب جميع المسؤولين ضدي برسائلهم المجهولة، التي وجهوها لوزير الداخلية ووالية تيبازة والنائب العام بالبليدة، بمعنى جميع السلطات تحركت ضدي”، مضيفا “لو كانت نيتي الهروب لبعت كل ممتلكاتي”، وهنا طلب منه القاضي توضيحات بشأن التقرير المزور الذي أُرسل إليه وهو في المغرب، فأكد عاشور بأن شريكة المدعو (ج، سالم) هو من سلمه اياه بفرنسا، لكن النائب العام استبعد ذلك على أساس وجود مشاكل بين عاشور وسالم أدت لفض شراكتهما وابتعادهما عن بعضهما “أيُعقل بعد كل هذا أن يورط سالم نفسه في إحضار ملف خطير إليك، وكيف لم تسأله عن مصدر هذه الوثيقة الإدارية الخاصة التي لا تُتداول إلى في الإدارات الرسمية؟”، ليؤكد عاشور بأنه تصالح مع هذا الأخير “وسالم لم يخبرني بمصدر التقرير، مكتفيا بالقول لي “لا يهمك المصدر سأحضر لك كل وثيقة تريدها” – للإشارة فـ (ج، سالم) كان من المقرر أن يحضر كشاهد لكنه غاب عن الجلسة – وقد استعمل عاشور ذلك التقرير لدى المحكمة المغربية معرقلا بذلك إجراءات تسليمه للجزائر، وأضاف عاشور بأنه لم يزور التقرير، لأن مضمونه صحيح “فأنا لم يكن لدي مشاكل ساعتها مع البنك الوطني الجزائري” فرد القاضي: “أبدا ساعتها كان البنك قد أودع شكوى ضدك”، وبإصرار النائب العام على سؤاله لعاشور المتعلق بسبب هروبه من الجزائر وتسلمه بطريقة غير شرعية تقريرا يخص الأمن الوطني؟ رد عاشور وبكل عفوية: “كنت غارقا في البحر وكنت سأتمسك بأي قشة تأتيني”، لكنه سرعان ما استدرك كلامه “أنا لم أكن أعلم بأن تسلمي للتقرير هو جرم يعاقب عليه القانون، ولو كانت نيتي عرقلة إجراءات تسليمي لطعنت لدى المحكمة الإدارية المغربية بالنقض في مذكرة طلبي التي حررتها الجزائر، ولكانت القضية استغرقت ثلاث سنوات أخرى بالعدالة ولبقيت بالمغرب”، ليعقّب النائب العام: “كيف تطعن وإجراءات إحضارك قد اكتملت والسلطات المغربية قررت تسليمك للجزائر”.
وفي الأخير صرح عبد الرحمان عاشور والذي كان محاطا بكوكبة من محامييه وبكل ثقة “إن جلسة محاكمتي اليوم في قضية اختلاس 3200 مليار بمحكمة سيدي أمحمد ستظهر الحقيقة الكاملة عن محاولة توريطي مع العدالة”.

المدير المركزي السابق للصحة بالأمن الوطني:
علاقتي بعاشور عبد الرحمان كانت علاقة المريض بطبيبه

استدعت محكمة جنايات العاصمة أول أمس المدير المركزي السابق للصحة بالأمن الوطني، والطبيب الجراح سبيح محمد كشاهد في قضية عاشور عبد الرحمان، على خلفية تصريح محافظ الشرطة المتهم (ز، الهاشمي) بأن سبيح تربطه علاقة بعاشور، وذهبت التحقيقات لتقول بأن سبيح تلقى التقرير المزور عبر فاكس عيادته، وهو الأمر الذي أنكره الشاهد كلية، مؤكدا بأن عيادة الأمن الوطني لا تتوفر على فاكس، وأن علاقته بعاشور لا تتعدى علاقة المريض بطبيبه، لأنه قصد عيادة الأمن للاستفسار عن طريقة مثلى للتخلص من وزنه الزائد، ولا علاقة خاصة تربطه بالطبيب (سبيح).
و في تصريح للمدير السابق للصحة بالأمن الوطني سبيح محمد للشروق اليومي على هامش المحاكمة، استغرب لما أثارته الصحافة حوله من إشاعات بأنه ساعد عاشور على الهرب من الجزائر، وأنه غادرها هربا هو كذلك بعد انفجار القضية!! مؤكدا بأنه لم يهرب أبدا، وأنه دخل الجزائر أثناء العشرية السوداء وفضل ممارسة مهامه في بلده رغم التهديدات “فكيف اهرب من قضية لا ناقة لي فيها ولا جمل” كما يقول، مضيفا بأنه وبصفته طبيبا بالأمن الوطني فقد استقبل مرة محافظ الشرطة المتهم (ز، الهاشمي) في عيادته ولكن كمريض لا غير.
4 سنوات سجنا نافذة لعاشور عبد الرحمان
بعد مداولات استمرت إلى غاية وقت متأخر من مساء الإثنين نطقت محكمة الجنايات بالعاصمة بالحكم أربع سنوات سجنا نافذا ضد المتهم عاشور عبد الرحمان وأربع سنوات مع وقف التنفيذ في حق محافظ الشرطة رئيس مصلحة الشرطة القضائية بتيبازة، في حين أصدرت حكمها بالبراءة لرئيس الأمن الولائي السابق لولاية تيبازة
وكان النائب العام بمحكمة جنايات العاصمة قد التمس، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا لكل من محافظي الشرطة (ز. الهاشمي) و(ب. حسان) عن جنايات التزوير واستعمال المزور وإتلاف مستندات من شأنها تسهيل البحث عن جناية، و10 سنوات سجنا نافذا لعاشور عبد الرحمان عن جناية استعمال المزور، مبرزا في مرافعته المطوّلة بأن رجال الأمن المتهمين، كان من المفروض أن يتحليا بالمصداقية في وظيفتهما، خاصة وأنهما مؤديان لليمين، فيما اعتبر أن عاشور بدّد أموالا بالملايير، واستغل نفوذه وأمواله لشراء ذمم بعض الأشخاص ـ حسب النيابة ـ وأنها احترمت الإتفاقية المبرمة بين الحكومة الجزائرية ونظيرتها المغربية في محاكمة عاشور عبد الرحمان.
وقد ركّز دفاع عاشور عبد الرحمان، في مرافعته بأن تسليم هذا الأخير للجزائر، لم يكن على أساس التقرير الذي يُقال عنه مزوّرا، بل إن إجراءات تسليمه كانت عادية جدا، ورفقة ثلاثة من المتهمين “فالمحكمة المغربية ليست بالساذجة لتعتمد ورقة مبعوثة بالفاكس وترفض تسليم مطلوب” يضيف الدفاع.
وأكد المحامون بأن شركات عاشور لم تكن يوما وهمية، بل هي حقيقية ولاتزال تشتغل لحدّ الساعة، وبها موظفون ويسيّرها إداريون بطلب من المحكمة وأنه لا مشاكل له مع البنوك الجزائرية.
وعلى هذا الأساس، طالبوا ببراءته الكاملة من تهمة استعمال المزوّر، وهو المطلب نفسه الذي التمسه دفاع ضابطي الشرطة، الذين قاموا بواجبهم فقط، ولم يُسرّبوا التقرير بدليل أن عاشور أكد في الجلسة بأن شريكه (ج. سالم) هو من سلمه التقرير، كما أنكر معرفته الشخصية بضابطي الشرطة.

2009.06.15 نادية سليماني

http://www.echoroukonline.com/ara/index.php?news=38033

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • الجزائر: العدالة تدين عاشور عبد الحمان بـ4سنوات حبس نافذ و تبرأ زاوي الهاشمي

    رتيبة بوعدمة | 15/06/2009 |

    قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، اليوم الاثنين 15 جوان، بأربع سنوات حبس نافذ ضد عاشور عبد الرحمان، و أربع سنوات حبس غير نافذ في حق المتهم الثاني في قضية اختلاس 32 مليار دينار من البنك الوطني الجزائري، بسعا حسان، حيث وجهت للمتهمين تهمة التزوير و استغلال النفوذ، في الوقت الذي استفاد فيه رئيس الامن الولاية تيبازة، زواي الهاشمي، من البراءة، بعدما أصر هذا الاخير على اتهام ابن سفير الجزائر بفرنسا، محمد سبيح، على اتهامه في قضية توريطه في تزوير التقرير الامني، حيث قال لهيئة المحكمة اليوم، ان ابن السفير أجرى مكالمة هاتفية معه، لاخباره بالتقرير الامني الذي لا يعرف عنه شيء.

    من جهتها، كانت قد التمست النيابة العامة، صباح اليوم الاثنين، تسليط عقوبة عشر سنوات سجنا نافذا في حق عاشور عبد الرحمان، و عشرين سنة سجنا نافذا ضد المحافظ زواي الهاشمي، الى جانب المحافظ بسعا حسان.

    http://www.tsa-algerie.com/ar/suite_sinformer.php?id=754

  • قم يا طويل العمر
    لقد أهان (( سعداني وبركات )) أمة نوفمبر

    قبل أن أقرأ أو تقرأ ما تكتب الخبر الأسبوعي عن (( سعداني وبركات والخليفة وعاشور عبد الرحمان وذريتهم في أجهزة الحكومة وريوعها فاقرأ ماجادت به قريحة الشاعر نزار قباني :
    (( قم يا طويل العمر
    من حجرتك الوردية
    وافتح شبابيكك…..
    للشمس والعدل,والرعية…
    فما رآك الشعب من آخر أيام بني أمية…
    هل أنت حقا من بني أمية؟
    أخرج الى الشارع يا أميرنا……
    وأقرأ……….
    ولو جريدة يومية))
    قد يقرأ الأمير (( طيبات الحمام )) أو لا يقرأ أو يقرأون له ولكننا نحن الرعية نقرأ ونكتب (( لنداوي جراحنا ولنتمسك بحب الوطن ونحب من يحب وطن الحريات وطن العدل والمساواة في الحقوق والواجبات لا وطن الريوع والبداوة , وطن شيوخ القبائل وشيوخ الفساد وشيوخ فروسية المنابر لجر الشعب للمهرجانات والنحيب على الأعزاء في المقابر ))……….
    قد نقرأ ما يكتب وينشر في وسائل الاعلام وعقولنا (( ميزان الحكم )) ونقرأ حتى الأحكام الجاهزة على ما تكتب الصحافة المكتوبة أو الالكترونية بايعاز من أجهزة ترقية الجهل وترقية الجريمة وترقية كل أعمى في هذا الوطن حيث يستهويه (( العمى )) فيرى ما تنقله الصحافة , خيانة للثورة وخيانة للوطن , وتعدي صارخ على هيبة الدولة وغيرها (( من الأحاجي )) التي يرفضها العقل ويجلدها حتى المتمسكون بسراب (( حكومة المؤسسات )) فهل من العقل والمنطق ومن بديهيات الفكر السياسي والوطنية والاسلاموية أن تذهب أموال الدعم الفلاحي للرجل الثالث في الدولة الجزائرية ؟……!
    أو لأي موظف في الدولة مهما (( كانت وظيفته )) ومهما استعمل من ضروب الاحتيال في استغلال وظيفته (( كاستعمال زوجته وأبنائه وأصهاره والمجانين والأموات وغيرها من الألاعيب )) التي لا تشرف أي عاقل نظيف في جهاز الدولة ….
    فهل الوظيفة العامة في الدولة (( سواء كانت بسيطة أو سامية )) تؤهل من يتقلدها تخريب ثقافة الدولة وتشويه كل نظيف في جهاز الدولة بالسكوت (( عن هؤلاء الحرامية ))؟!
    فهل نقرأ ما تنشر الصحافة (( من فضائح )) لتزداد (( علما وتفقها في البلاهة )) أم نقرأ الفضائح لنؤازر الصحافة ونشد على أقلامها حتى يعود لمؤسسات الدولة هيبتها ووقارها ومصداقيتها فالدولة ليست (( دولة سعداني وبركات )) ومن يستغل الوظيفة العامة في الدولة لتشويه الوطن مع نقل فكرة المنحط وأخلاقه السيئة للأجيال باعتبار هذه الأخلاق الفاسدة والفكر المنحط من قيم مجتمع بناه السلف الصالح بالدم الذي قدمه فداء للوطن وقدم كل ما يملك من مال وعقار وجاه ليختم محبته للوطن وللشعب باستشهاده في ساحة الوغي لتتوارث الأجيال العطاء للوطن وما الشهيد مصطفى بن بوالعيد وأمثاله من الفحول عبرة لمن يعتبر من مسؤولين خانوا الأمانة وحرفوا رسالة الشهداء من كسل فكري وعقلي وسرقات واحتيال واستغلال للسلطة لتحريف الحقائق وقمع الحريات بأباطيل وأكاذيب ضاقت بها ذرعا صحافتنا (( كتهمة القذف واهانة هيئة نظامية )) وغيرها من وسائل قمع البحث عن الحقائق وعرضها على المجتمع ومؤسساته لتنظلق مشرفة لأمتنا ويرفع (( مقام أمتنا وعدالتنا )) وكل ساهر )) عن الهيبة الحقيقية للدولة )) لا هيبة المخربين للوطن بدعوى (( المصلحة العليا للوطن )) .
    ان الجزائري الحر عليه قراءة الصحافة والتعليق والشد على أقلام فرسانها لخدمة الوطن .
    وقبل التعليق لقد عرفت (( مسرور وشهادة الزور )) ولكن الأعمار بيد الله وما على العاقل المؤمن بوطنه الا ترديد أبيات للشاعر نزار قباني فيقول :
    (( يا أيها الغضب من صهيلنا….
    يا أيها الخائف من تفتح الحقول….
    أريد أن أقول:
    من قبل أن يقتلني سيافكم مسرور……….
    وقبل أن يأتي شهود الزور …….. ))
    فعن (( سعداني وبركات والراكبين في فلكهم أقول وسأقول:
    أهوى الكتابة اذا عسعس الليل ونام البشر
    لأستفيد الذاكرة والذكريات لحاملي مشعل الظلمة وتوهموه قمر
    كان سعداني بمطرقة البرلمان به جبهة التحرير تفتخر
    خدم وحشم وصولجان وهبة دولة فأين الفكر يا غجر
    ما كان للغجر حكومة أو فكر اين المفر؟
    اشرقت الشمس وغاب القمر
    غاب ليلد الأهلة التي تعمي البصيرة لا البصر
    سبحان الله أنحن من ذوات الحوافر أم من البشر ؟!
    أنقرأ لنتلذذ بالفضائح أم نقرأ لأخذ العبرة والعبر ؟!
    أنقرأ لنشم (( أعشاش الهدهد )) ؟!
    أمن النتانة نتعفف ؟!
    أنتعفف والنتانة روائح زكية لمن خان المسؤولية وفي الزحف تخلف ؟!
    أيربكنا من ركبوا الجهل لتكون الأحزاب دواب لتوفير العلف ؟!
    هل عندنا أحزاب ورجال دولة ومن يهوى الكذب على السلف ؟!
    أم عندنا في هذ الوطن كسلاء وطنهم وطن البهائم ولذة العلف ؟!
    ما أجمل الأغنيات (( بالشعب العظيم ” فأين العظمة مع الخلف ؟!
    خدعوك شعبي العزيز فأين العظمة والتعفف ؟!
    انها عظمة داسها سعداني ورهطه فأين الحكومة التي منها سير تجف ؟!
    أعظمتك في المنابر والمقابر……
    ترفع رأسك لترى القمر…….
    ضع منديل على عينيك لترى القمر
    لقد هوى ليعلمك خساسة البشر
    ليعلمك ويعلمك بأنه كام حجر
    اكسر الأزلام والانصاب……
    واعبد ربك والوطن…….
    وبل على الأهلة صانعة القمر
    ضع المنديل على عينيك لترى القمر
    سوف لا تراه سرق عينيك ورحل
    رحل مع رهطة ” للجنة ” ماذا تنتظر ؟
    ضع المنديل على عينيك فالأهلة بنات القمر
    كم من هلال في وطننا للعلى ” ينحدر ” !
    وبوشاح (( الوطنية والاسلاموية يا شعب العظمة )) تفتخر ؟!
    مزق منديلك …….
    فالقمر بلا بصيرة ضياؤه على الأمة خطر
    ألم تقرا في تلموذهم بأن (( قفة رمضان )) ليكون عقلك حجر ؟!
    أتعبد من يعبد الأهلة ؟!
    يعبدها لتكون في دنياك حطب سقر
    كفرا بالأهلة والقمر فمن بصيرتنا سنبصر
    ومنديل الخزي والعر سنمزقه ونرحل
    نرحل للرجولة والفحولة
    ولشعب حرر الأوثان وعباد المستعمر
    ما خانوا الأمانة كهذه الأزلام……..
    المتعبدة في محراب المستعمر
    حررونا لنحرر ونتحرر…..
    كنت (( زليمات )) في نظامهم
    فليغفر الله
    بفساد أخلاقنا نتبختر
    فالأهلة والأقمار كانت يوم كنا بلا بصيرة نبصر
    لقد ملكت أمتنا الآلاف من الكفاءات مذات تنتظر؟!
    بالآلاف نبني دولة الحريات
    لا دولة العبودية واحتقار البشر
    من يقنعني بأن (( سعداني وبركات )) منا كأمة ؟!
    أفقدنا العقل وكل منها بأرزاقنا يستهتر ؟!
    وعلى أنخاب الفضائح لا تبلع جرحك
    ضع على عينيك منديلا
    لترى (( محاكمة أي قمر )) ؟!
    اسأل (( جبهة العطاء والفكر والقيم )) ؟!
    أم نسأل حزب الجبهة
    حزب ناضلنا في صفوفه
    فهل النظال عبادة أي صنم ؟!
    ق نسأل التاريخ فيحمل عكازته ويرحل ؟
    وقبل رحيله يزمجر
    كانت الجبهة
    لفحول وفحلات ما حلموا ليحكم الجزائر أي مستهتر
    رحل الفحول والفحلات ………….
    أنحمل عكازة فلسفة الريوع ونرحل
    الى أين نرحل ؟!
    أنرحل لقيم وفكر الفحول والفحلات
    أم نرحل لأحزاب مهما قيل عنها
    شريكة في الريوع وذبح الوطن
    ضاعت أعمارنا وقيمنا
    ناضلنا من أجل القيم شاء عقمنا فعبدنا الصنم
    أنناضل لتكسير الصنم ؟!
    ولكن هل تعود الوطنية والقيم ؟!
    رحل من الجبهة والفحول
    واستبدل الفكر بالمستثمرين في الفلاحة والبقول
    جبهة العطاء للفقراء صارت جبهة (( دعم القزول ))؟
    لقد (( طار الثلج )) بفصل صحافيين وضعوا الحقائق أمام المجتمع ليعرف الحقائق عن سعداني وبركات وفرسان المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني حاليا وعلى فاقدي الذاكرة العودة لمجلة النائب العدد الخامس لسنة 2005 الصفحة 26 حيث يقول سعداني (( محرضا وسائل الاعلام على اطلاع الرأي العام الوطني على مجريات الأحداث واعلامه بالحقائق خدمة للجزائر وتحقيقا لاستقرارها وازدهارها )).
    لأنه كان (( يستهزئ بالاعلام )) لاعتقاده بحكم منصبه بأنه (( فوق الدولة والقانون والأخلاق )) وما الصحافة إلا (( طيابات الحمام )) دورها كسلطة رابعة (( الحديث عن سارق الحذاء في المسجد والبقرة والتدشينات ومدح البلهاء الذين بلاهتهم في التسيير أوصلتنا لقفة رمضان وأوصلتنا لفقد فحولتنا وكرامتنا طأطأة الرأس )).
    فلنرفع رؤوسنا كما قال رئيسنا ومن هو ماسك السماء فلينزله وأردد (( ارفع راسك يا أبا )) سواء كنت مواطنا أو صحفيا أو في جهاز الدولة فالجزائر وطننا والدولة دولتنا والمسؤولون السامون ((أحبوا أم كرهوا فهم خدمنا ونحن الشعب سيدهم )) لأنهم لايخدموننا لوجه الله وانما بمرتبات (( خيالية ؟! )) إذا قارناها بمرتبات (( حاملي الشهائد العليا في عقود ما قبل التشغيل وغيرها من ابتكارات قتل روح الوطنية والإبداع في شبيبتنا )) لكانت المقارنة مرعبة……..
    ارفع رأسك فالرئيس لا يرفع رؤوسا (( كرامتها في بطونها وفحولتها السكوت على قول كلمة الحق ومجاراة السفهاء الذين جعلونا وصمة عار بين الأمم )).
    ارفع راسك يابا
    قالها القاضي الأول في الوطن فارفعه واتكل على الله والله لطيف بعباده ولو كره المنافقون .
    لقد بدأت مقالي بـــ:(( قم يا طويل العمر )) لنزار قباني واختمه بقوله :
    (( تعالي ياغودوا….
    فقد تخشبت أقدامنا انتظار
    ان لم تجئ من أجلنا نحن…..
    فمن أجل الملايين من الصغار
    من أجل شعب طيب….
    مازال في أحلامه
    يقرقش المعلقات العشر…….
    والجرائد القديمة
    ونشرة الأخبار
    (( رب اجعل هذا بلدا آمننا وأرزق أهله من الثمرات )) صدق الله العظيم

    المراجع : 1/- أسبوعية الخبر العدد (( عدة أسبوعيات وبالأخص العدد 547 و 548 )).
    2/- مجلة النائب (( عدد خاص 2005 )) من صفحة 20 حتى صفحة 26
    3/- الفكر البرلماني العدد 10 سنة 2005 من الصفحة 150 حتى الصفحة 184
    4/- ديوان نزار قباني (( لا )).

    BZIRTAYEB@YAHOO.FR
    ابوزكرياء