الحركة الوطنية

فرحات عباس كان يطالب بجمهورية فدرالية تابعة لفرنسا

الدكتور عزالدين معزة يتحدث عن سيرة ومسيرة فرحات عباس / الحلقة الأولى
دعا إلى الاندماج مؤقتا لأن الجزائريين لم يكونوا مهيئين للثورة
حاوره: صالح سعودي
طالب الماريشال بيتان بالاعتذار وإلغاء القوانين الاستثنائية
اشتكى لروزفلت من ظلم فرنسا والمعمرون اعتبروه العدو الأول لهم
يتحدث الدكتور عزالدين معزة في الحلقة الأولى من الحوار الذي خص به “الشروق”، حول سيرة ومسيرة فرحات عباس وفق بعده النضالي في الحركة الوطنية وأثناء الثورة التحريرية، وحسب الدكتور عزالدين معزة الذي يعد من أقارب فرحات عباس وأنجز مذكرة ماجستير حول فرحات عباس، ودوره في الحركة الوطنية ومرحلة الاستقلال، فإن هذا الأخير كانت له استراتيجية عميقة مبنية أساسا على تكوين الفرد وترسيخ الوعي بين الشعب الجزائري كخطوة أولى قبل التفكير في خيار الثورة، معرجا في الوقت نفسه إلى كتاباته على صفحات الجرائد ونشاطه السياسي، إضافة إلى اشتراكه في الرؤية مع الشيخ عبد الحميد بن باديس وعلاقته بالبشير الإبراهيمي والدكتور محمد الصالح بن جلول، وتواصله مع شخصيات سياسية وعسكرية فرنسية وجزائرية في إطار تبليغ المطالب الحقيقية للجزائريين.

في البداية، هل يمكن أن تحدثنا عن مولد وتنشئة الزعيم الراحل فرحات عباس؟

فرحات عباس، هو ابن هذه المنطقة (ولاية جيجل)، ولد في منطقة جبلية نائية بناحية الطاهير، بدأ دراسته الأولى في مدرسة القرآن والكتاتيب على يد شيخ يدعى بوكفوست، لكن والده كان يفضل أن يوجه ابنه إلى المدرسة الفرنسية، وكان ذلك في مدرسة بالطاهير، حيث انتقل إلى المدرسة النظامية وعمره 10 سنوات، وذكر لي أحد الذين درسوا معه أنه كان يحتل المراتب الأولى، ما جعل المعلمين يطلبون من والده أن يرسله إلى جيجل، ولما تم ذلك بقي دائما يحتل المراتب الأولى في المدرسة الفرنسية، وتنقل في مرحلة التعليم المتوسط إلى مدرسة سكيكدة، وانتقل بعد ذلك إلى الثانوية بقسنطينة، حيث نجح في شهادة البكالوريا (كانت تجرى على جزأين آنذاك).

أين توجّه بعد حصوله على البكالوريا؟

رأى والده بأن يدخله الخدمة العسكرية، وكبقية “القياد” أراد التقرب من القوات والإدارة الفرنسية، لأن مناصبهم تتماشى مع الولاء والخضوع.

كيف كان رد فعل فرحات عباس؟

فرحات عباس يختلف عن والده، وكثيرا ما يحصل صراع ونقاش حاد بين فرحات الذي كان يدعى أيضا “المكي” ووالده الذي لم يكن متعلما، لا يقرأ ولا يكتب، فهو فلاح بسيط يرى أن الفضل في الوصول إلى ما وصل إليه هو الاستعمار، لذلك حصل نوع من الصراع بين الابن والوالد.

ما هي الجوانب التي وقف عليها فرحات عباس أثناء أداء الخدمة العسكرية؟

هناك تمييز كبير، فالفرنسيون الذين وصلوا مستوى البكالوريا كانوا برتبة ملازم، أما الجزائريون ومنهم فرحات عباس، فقد كانوا برتبة عقيد، وعليه فقد لاحظ جيدا الفروق بين الأهالي والفرنسيين، وفي هذا المجال يقول “كانوا يعاملوننا معاملة مختلفة رغم أن الأهالي يخدمون فرنسا”، وقد تنقل إلى عناية التدريب قسنطينة وجيجل، وبعد خروجه من المدرسة العسكرية التي دامت 3 سنوات، سجل في قسم الطب بجامعة الجزائر واختار أن يدرس في تخصص الصيدلة.

لماذا اختار الصيدلة دون بقية التخصصات؟

كان يرفض أن يعمل تحت الإدارة الفرنسية حتى لا يكون خاضعا لإرادتها

كيف كانت مسيرته الدراسية في الجامعة؟

في الجامعة كان طالبا نشيطا متفوقا في دراسته لم يكن يكتفي بدروس الصيدلة ومقاييسها، وإنما كان يشارك ويحضر دروسا ومحاضرات مع طلبة الأدب والتاريخ وحتى الاقتصاد، حيث كان مولعا بالاطلاع والمناقشة، حين يكون مع الطلبة الجزائريين الفرنسيين المالطيين نقاش حاد بين فضائل الفرنسي، نفي الجزائر، والوضعية التي وصلوا إليها، كما انتخب نائبا للطلبة المسلمين الجزائريين، ونشط في مجلة التلميذ التي كانت تعبر عن طموح النخبة رغم قلتها.

ما هي أبرز مواقفه اتجاه الاستعمار أثناء مساره الجامعي؟

حصلت له حادثة، فأثناء إحياء الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر، طلبت الإدارة الفرنسية من فرحات عباس إلقاء كلمة حول الذكرى، فحصل تسابق على الكلمة، لكن فرحات عباس خطب ورد عليهم بقوله “ماذا تريدون مني أن أقول لكم، تريدون أن أقول إنكم أتيتم بالحضارة والعلم والثقافة والاقتصاد، هذا ما تريدون أن تسمعوا مني، وأنا أريد الحديث عن الدماء والدموع التي تلاحق هذا الشعب الضعيف، أنتم ترفضون ما أقول وأنا أرفض ما تريدون الذهاب إليه، فرفض بذلك المشاركة في إلقاء كلمة بمناسبة مئوية الاحتلال”.

ما هي الوجهة التي اتخذها بعد تخرجه من الجامعة؟

بعد خروجه من كلية الطب بشهادة دكتوراه في الصيدلة فضّل العمل في سطيف وفتح صيدلية هناك.

لماذا اختار سطيف بالضبط؟

كان له زملاء من سطيف، كان يعرفهم وتربطهم علاقات متينة خلال فترة الدراسة الجامعية، وكثيرا ما كان يتبادل معهم الأفكار خلال السهرات الجامعية والمناقشات الطلابية، وبمرور الوقت أصبح من الشخصيات المحبوبة في سطيف، بدليل أنه عين عام 1934 مستشارا عاما في بلدية سطيف.

هل انشغل بمهنته الجديدة أم ظّل وفيا لنشاطه السياسي والنضالي؟

كانت له رؤية ومشروع استراتيجية، فمنذ أدائه الخدمة العسكرية كان يكتب مقالات في جرائد مثل: همزة الوصل والإقدام للأمير خالد، وقد كانت الكتابات الأولى سنوات 1924 و1925 و1926 وجمعها في كتاب أطلق عليه الشاب الجزائري من المستعمرة إلى المقاطعة.

ما هي أبرز الجوانب التي كان يعوّل على تجسيدها؟

قال إن ألمانيا لما استعمرت الألزاس واللورين، جعلتهم جزءا من ألمانيا ومنحتهم جميع الحقوق مثل الشعب الألماني من الناحية السياسية والثقافية والاجتماعية، فلماذا لا يتم جعل الجزائر حسب وجهة نظره مقاطعة تمنح لها جميع الحقوق، مطالبا بإلغاء القوانين الاستثنائية التي كانت متباينة في طريقة تطبيقها على الجزائيين والفرنسيين واليهود والمالطيين، فقد كانت هناك قوانين استثنائية خاصة بعد ثورة المقراني، وسلطت عقوبات شديدة على الشعب الجزائري.

لماذا لم يطالب بالاستقلال مثل مصالي عام 1927؟

فرحات عباس كان له مشروع مجتمع واستراتيجية يبني عليها استقلال الشعوب، فقد طلب بفتح التعليم وإجباريته على جميع الجزائريين ذكورا وإناثا، وهذا من أجل إزالة الجهل وتعليم الجزائريين، وكان يشترك مع بن باديس في مشروع تهيئة الإنسان الجزائري، بدليل أنهم لم ينادوا بالثورة مباشرة، وكانوا يأملون في إنجاح المشروع الثقافي والإصلاحي والاجتماعي والاقتصادي، لتهيئة الشعب فكريا، وكتب فرحات عباس في سنة 1931 “أتمنى من كل فرد من العائلة الجزائرية بعد تناول وجبة العشاء وقبل النوم أن يطالع الجريدة ويحلل مواضيعها وينقد مضمونها”، ومثل هذا الكلام في تلك الفترة يعكس رؤيته العميقة للأمور وحرصه على توعية الشعب قبل أي شيء آخر.

نفهم من كلامك انه كان يركز على بناء الإنسان أولا، أليس كذلك؟

كان فرحات عباس يرى أن الشعب المتعلم هو الشعب الذي لا يستعمر، تحرير الإنسان من الفكر الاستبدادي، بعد التحرير تأتي المشاريع الاقتصادية، بناء المستشفيات، الطرقات، المياه الصالحة، الكهرباء، تحسين السكن.

لكن هناك من يلوم فرحات عباس حين كتب في إحدى مقالاته “أنا فرنسا”، ما رأيك؟

هذا المقال نشره في جريدة الوفاق عام 1936، يقول فيه على هامش الوطنية أنا فرنسا، وهذا المقال كان يقصد به شيئا آخر ردا على جريدة الوقت (الزمن) بيد المستوطنين الذين سيطروا.

كان أي واحد يتحدث عن الوطنية يتهمونه أنه شيوعي موال للينين، وكانوا يقولون إن “الشيوعية تهددنا”، في الوقت الذي يلقبون كل من له علاقة بالدين بالوهابية، مثلما حدث للشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي ومختلف الألقاب التي لا تنتمي إلى وطننا. وعليه، فإن المستوطنين كانوا يطلقون لقب أنت وهابي للمساس بالدين وأنت شيوعي لاستهداف الوطنيين.

ما هي الجوانب التي ركز عليها فرحات عباس في هذا المقال؟

دافع بشدة عن جمعية العلماء وأحقية المطالبة بالعربية، والدين الإسلامي حق شرعي ويجب على فرنسا أن تسمح بممارسة حقهم الشرعي، لأنه يرى أن المدارس والقوانين حق لكل جزائري، وما دام أن السلطات الاستعمارية تعتبر أن الجزائر جزء من فرنسا فعليها حسب وجهة نظره أن تجسد هذه المطالب، وفي عام 1937 نشر مقالا أكد فيه أن فرنسا ما دام أنها رفضت أن تمنحنا حقنا الطبيعي بالعيش بكرامة، فعليها أن تنتظر السلاح.

ماذا يفهم من هذا القول؟

الواضح أن فرحات عباس، بدأ يتنبأ بأن فرنسا بمشاريعها وسياستها الاستعمارية تهيئ الجزائريين للثورة، حيث جاء مشروع بلوم فيوليت بعد نجاح الجبهة الشعبية في الوصول إلى السلطة، وتزامن ذلك مع المطالبة بمنح الهيئات الفرنسية الجنسية لعدد كبير من الجزائريين من الذين تتوفر فيهم الشروط، وقد رفع فرحات عباس رفقة نخبة من المثقفين ورجال الدين، مثل: عبد الحميد بن باديس، والدكتور محمد الصالح بن جلول مطالب المؤتمر الإسلامي، عسى أن تمنح الجنسية الفرنسية لعدد كبير من الجزائريين.

هل كان بمقدوره تجسيد هذا المطلب بصفة ميدانية؟

اللوبي الاستعماري في باريس رفض بشدة، وتوعدوا بتهديدات في حال إلغاء القوانين ومنح الجنسية الفرنسية للمثقفين، حيث اجتمع 300 شيخ بلدية في العاصمة وهددوا الحكومة الفرنسية بالاستقالة الجماعية، إضافة إلى الضغط على الحكومة والبرلمان، فتم رفض مشروع بلوم فيوليت، وحينها أصدر بن باديس فتوى، بتحريم طلب الجنسية الفرنسية، وتزامن ذلك مع نشيده المعروف “شعب الجزائر مسلم”.

هل نفهم من كلامك أن الشيخ بن باديس كان موافقا قبل هذا على مطلب منح الجنسية الفرنسية للمثقفين الجزائريين؟

التقى فرحات عباس بالشيخ عبد الحميد بن باديس ومصالي الحاج في باريس، ما جعل مصالي الحاج يخاطب بن باديس قائلا “حتى أنت يا شيخ أصبحت منهم”، لكن رد بن باديس رد عليه بالقول “ما هي إلا مرحلة تكتيكية فقط وفق خطة خذ وطالب”.

ما هي الإجراءات النضالية الجديدة التي لجأ إليها فرحات عباس بعد أن قوبل مشروع بلوم فيوليت بالرفض؟

عمد إلى تحسيس الشعب الجزائري، وتزامن ذلك مع استقلاله عن صديقه الدكتور محمد الصالح بن جلول، وقال بعد ذلك أن النضال سوف يكون في الأكواخ والمقاهي والأسواق لتوعية الشعب الجزائري بحقوقه، ووصل إلى قناعة بأن المساعي السابقة لم تسمح بالاستمرار في تجسيد المطالب المقدمة، ما جعله يواصل التركيز على توعية الشعب الجزائري، وقد كانت له نظرة مستقبلية لبناء الإنسان الجزائري في المقام الأول.

كيف تفسر وقوفه ضد ألمانيا ومساندته لفرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية؟

كتب فرحات عباس بعد اندلاع الحرب الثانية أن مكانه مع الديمقراطيين، حيث تطوع مع الجيش الفرنسي ضد النازيين، لم يحمل السلاح للدفاع عن فرنسا، بل من أجل الدفاع عن الديمقراطية والحرية وكرامة الإنسان، بعد انهزام فرنسا، عاد مجددا إلى جيجل وألقى بعد ذلك خطابا في سطيف شهر أوت 1940 يقول فيه “أيها الوطن الجزائري الطيب، بحثت عنك منذ عام 1930 وسألت عنك الأموات والأحياء، لكن وجدتك في الأوساط العامة”.

هل استغل فرحات عباس هذه المعطيات للضغط على فرنسا؟

نعم، خاصة بعد انهزام فرنسا التي كان ينظر إليها الجزائريون أنها الدولة التي لا تقهر، لقد صدم الشعب الجزائري لما حدث، بعدما أصبحت الجيوش الألمانية في قصر الإليزي، وقد كان فكر فرحات عباس يتماشى مع وعي الشعب الجزائري، وقد أرسل رسالة إلى الماريشال بيتان قائلا له “إذا أردتم أن تبقى الجزائر مع فرنسا فعليكم بالاعتذار وإلغاء القوانين الاستثنائية”، ولم يرد عليها بيتان. أما في المرحلة الموالية فقد جمع المناضلين مع جمعية العلماء بعد وفاة بن باديس عام 1940، وجمع أيضا الشيوعيين وآخرين من حزب الشعب ضد فرنسا، جمعهم للاتفاق حول كلمة واحدة وأصدروا بيان الشعب الجزائري في فيفري 1943، وتمحور البيان حول 5 نقاط رئيسية: منها إلغاء الاستعمار وإدانة ما قام به ضد الجزائريين منذ 1830 إلى غاية 1943 ووضحها بكثير من التفصيل، وفق ما يتعلق بالممتلكات والأراضي والاعتداءات وعمليات القتل، وطالب بحكومة جزائرية ودستور جزائري، وإطلاق سراح المساجين، وإجبارية التعليم بالعربية والفرنسية.

هل معنى هذا الكلام أن فرحات عباس طالب باستقلال الجزائر عن فرنسا؟

هذه الدولة التي دعا إليها فرحات عباس لا تدعو إلى الاستقلال عن فرنسا، ولكن طالب بتأسيس جمهورية فدرالية تابعة لفرنسا، وتتماشى مع وعي وتطور فكر الإنسان الجزائري، أما المطالبة بالاستقلال فقد أجلها إلى حين تتوفر العوامل المناسبة لذلك.

لمن بلّغ هذه المطالب؟

أرسلها لديغول في لندن، وحلفاء فرنسا، مثل الأمريكان والانجليز وممثلي الاتحاد السوفييتي.

كيف كان رد فعل هؤلاء؟

أكدوا له أن القضية لا تهمهم، لأنها بين الجزائريين وبين فرنسا، وقد رد عليهم فرحات عباس بالقول “ماذا لو نعلن الثورة ضد فرنسا”، فكان رده كما يلي “نحن حلفاء فرنسا، وأي عدوان على فرنسا فهو عدوان علينا”. وعليه فهم فرحات عباس أن الجو غير مهيئ للوصول إلى مرحلة الثورة.

بماذا تفسر عالمية فرحات عباس، بدليل تواصله مع الرئيس الأمريكي روزفلت؟

كان للقنصل الأمريكي بالجزائر العاصمة اتصالات بفرحات عباس، حيث طلب الرئيسي الأمريكي روزفلت من القنصل الأمريكي في الجزائر العاصمة معرفة ما هي المطالب التي دعا إليها فرحات عباس، وكانت هناك كتابات فيها مطالب تدين الاستعمار الفرنسي، وطالب بتأسيس حكومة وتشكيل دستور قدمها فرحات عباس للقنصل الأمريكي حولها مباشرة إلى روزفلت، وهناك وثائق في البيت الأبيض تعكس وجود مراسلات بين فرحات عباس وروزفلت سنة 1943.

هل هناك مرحلة أخرى لجأ إليها فرحات عباس ما دام أن المساعي السابقة لم تثمر أي شيء ملموس؟

بعد الرفض الذي قوبلت به المطالب المقدمة، انتقل فرحات عباس إلى إنشاء حزب أصدقاء البيان والحرية عام 1944، وتمحور على نفس المطالب تقريبا، وأنشأ جريدة سماها “المساواة”، ودعا إلى إلغاء القوانين الاستثنائية بين الجزائريين والفرنسيين، وهو ما جعل السلطات الاستعمارية والمستوطنين ينظرون إلى فرحات عباس على أنه عدو، ما أدى إلى إدخاله السجن وتم نفيه إلى ناحية بشار، وقد كلفه ذلك عدم حضور مراسيم تشييع جنازة والده، كما تعرضت صيدليته للحرق والتخريب.

لماذا كل هذه الممارسات التي تعرض لها حسب رأيك؟

المستوطنون أصبحوا العدو رقم واحد لفرحات عباس، لأن الشيخ بن باديس توفي، ومصالي الحاج متواجد في السجن، ما جعل فرحات عباس المستهدف الرئيسي من طرفهم، وحجتهم في ذلك أن فرحات عباس يتعاون مع الأمريكان ضد الفرنسيين، وهذا بناء على علاقته واتصالاته مع روزفلت.

هل هناك رد فعل من طرف الأوساط السياسية والشعبية إزاء ما حدث لفرحات عباس؟

كانت هناك تحركات شعبية مطالبة بإطلاق سراحه، في الوقت الذي بقي فرحات عباس مصرا على النضال وإدانة الاستعمار، ومطالبا بحكومة وبرلمان يمثلان الجزائريين.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/228497.html

الدكتور عز الدين معزة يواصل سرد نضال الزعيم فرحات عباس / الحلقة الثانية
فرحات عباس أراد تجاوز أزمة 62 فوقف مع جماعة وجدة لأنهم الأقوى
حاوره: صالح سعودي
قال لبن بلة إذا كنتم قادرين على تحرير بنود الدستور فلماذا تكلفوننا بذلك
رد على لاكوست قائلا: سيدي الحاكم.. الشجعان في الجبل والجبناء أمامك
يتحدث الدكتور عز الدين معزة في الحلقة الثانية من الحوار الذي خص به “الشروق” إلى موقف فرحات عباس من مجازر 8 ماي 45 ومعاناته مع السجون موازاة مع إصراره على مواصلة النضال وفق أشكال وأساليب مختلفة، كما يتطرق إلى أسباب اندماج فرحات عباس مع الثورة التحريرية تحت لواء جبهة التحرير الوطني التي اختارته أول رئيس للحكومة الجزائرية المؤقتة، ويكشف الدكتور عز الدين معزة عن موقف فرحات عباس بعد الاستقلال بسبب الصراع العنيف على السلطة، ومعارضته لنظام بن بلة وبومدين اللذين كانا يعتمدان حسب وجهة نظره على الشعبوية والقرارات العشوائية.

كيف كان موقفه بعد أحداث ومجازر 8 ماي 45؟

أرادوا أن يوقعوه في ورطة، واتهموه بتحريض الشعب الجزائري ضد السلطات الفرنسية في سطيف، وأخذوه إلى السجن، حيث لم يحضر جنازة والده، وتم تحويله من العاصمة إلى قسنطينة، حيث مكث في سجن الكدية، وقد كان في نفس الزنزانة مع الشيخ البشير الإبراهيمي، ما ولد بين الرجلين علاقة متينة.

هل هناك خطوة جديدة قام بها بعد خروجه من السجن؟

خروجه من السجن تزامن مع إطلاق سراح المساجين بعد العفو العام الذي أقرته السلطات الاستعمارية يوم 16 مارس 1946، في حين لجأ إلى تأسيس حزب جديد، وهو الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، وبقي مصرا على تبيان مطالب الشعب الجزائري الجمهوري، وأنشأ جريدة الجمهورية الجزائرية مصرا على هذه المطالب.

هل هناك بوادر لرسم استراتيجية تميل إلى تفعيل العمل الثوري بدل الاكتفاء بالنضال السياسي؟

كان له تفكير جاد في هذا الجانب، وهذا وفقا لخيار الثورة بواسطة القانون، حيث بقي يناضل في هذا الاتجاه بغية إلغاء الاستعمار عن طريق القوانين النابعة من مبادئ الثورة الفرنسية، لكن الاستعمار الفرنسي أثبت أنه أسوأ استعمار عرفه التاريخ الحديث بتسلطه وتجبره، بدليل تعامله مع أبسط المشاكل والاحتجاجات، بدليل ما حدث يوم الـ 8 ماي 1945. وقد بقي فرحات عباس يناضل من خلال الكتابات الصحفية والتواصل مع السياسيين الفرنسيين ومن دول أخرى.

هل كان فرحات عباس يعلم بموعد اندلاع الثورة التحريرية؟

لم يكن يعلم بموعد انطلاقتها، فقد كان له مشروع مختلف نسبيا بخصوص طريقة العمل لنيل الاستقلال، له مشروع شبيه بما قام به غاندي الذي طرد الاستعمار الإنجليزي من الهند دون استعمال الرصاص، أو نيلسون مانديلا الذي حارب الميز العنصري في جنوب إفريقيا بطريقة سلسة.

ما هو المبرر الذي جعله يسقط هذه الفكرة على الوضع الجزائري؟

يقول في إحدى مقالاته، إن الثورة ضد فرنسا ليست محمودة العواقب، فالمستعمر الفرنسي له إمكانات ضخمة ويتصف بممارسات وحشية، وهو ما سيعرض الشعب الجزائري للإبادة، وأنا لا أرضى أن أرى أبناء وطني تسفك دماؤهم، فهناك طرق سياسية وقانونية يتطلب اللجوء إليها.

كيف كان موقفه بعد اندلاع الثورة التحريرية؟

بعد قيام الثورة كتب مقالا كتب فيه أن السياسية الاستعمارية هي التي جعلت برميل البارود ينتشر، بداية الثورة سببها الاستعمار، هناك الكثير يقولون إن فرحات عباس كان ضد الثورة والمجاهدين، لكن في الحقيقة كان له مشروع ورؤية مستقبلية، حيث كانت له اتصالات مع الحاكم العام، وأراد أن يجد حلا فعالا، فرنسا متجبرة ومتكبرة ومتغطرسة كانت تسمع صوتها فقط، وعليه بقي مصرا وآملا أن يجد حلا لإعطاء الجزائريين حقوقهم.

كيف انسجم مع الثورة التحريرية بعد ذلك؟

في إحدى المناسبات قال له لاكوست: “ما ذا يحدث يا فرحات عباس؟” فرد عليه قائلا: “سيدي الحاكم، الشجعان في الجبل والجبناء أمامك”. ورغم الاختلاف في وجهات النظر بخصوص خيار الثورة والسلاح، إلا أنه ظل منتقدا للاستعمار الفرنسي، ففي عام 1955 خطب أمام الشعب في سينما وسط جيجل، حيث قال أمام الجميع: “يتهموننا بأننا ثوار وخارجون عن القانون، ولكن في الحقيقة فإن الاستعمار هو الوحيد الخارج عن القانون”. وقد صرح بذلك وسط حضور الشرطة الفرنسية، ما يؤكد أنه يصرح برأيه ولا يخاف من أحد.

كيف انسجم مع الثورة بعد ذلك؟

بعد فشل الثورة بالقانون التي دعا إليها، فقد دخل في الثورة تحت لواء جبهة التحرير الوطني، وهو ما جعل القيادة الثورية تدرجه في المجلس الوطني بعد مؤتمر الصومام عام 1956، وفي 1958، اختير أول رئيس للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.

لماذا جيء به على رأس الحكومة المؤقتة رغم أنه محل انتقاد البعض بحجة أنه اندماجي ومتزوج من فرنسية؟

سمعت كثيرا هذا السؤال من المثقفين الجزائريين، وعليه أقول إنه لما جاء ديغول وأسس الجمهورية الخامسة قيل له إن جبهة التحرير تريد أن تتفاوض معك، فكان رده: لا أتفاوض مع الإرهابيين والخارجين عن القانون، ولا أتفاوض مع حملة السلاح الذين يرون أن الحل لا يكون إلا بالسلاح، فهل هناك سياسيون جزائريون أتفاوض معهم؟ وهنا كانت قيادة جبهة التحرير الوطني ذكية، واتخذت قرارات استراتيجية ومدروسة، حيث جلبوا له فرحات عباس للتفاوض وهو المعروف عالميا لدى الإنجليز والأمريكان والروس وغيرهم، خصوصا أن الكل يجمع أن فرحات عباس ينبذ العنف ويقف مع الحق من أجل إحياء القيم الديمقراطية وكرامة الإنسان، فحتى الكاتب الفرنسي ألبير كامو كتب مقالا “ماذا جنيتم بعد الثامن ماي 45″، ولا يمكن أن يكون فرحات عباس دمويا وهو الذي وقف مع فرنسا دفاعا عن الديمقراطية ضد النازية عام 1939”.

هل ترى أن قرار جبهة التحرير خدمها حين لجأت إلى خيار فرحات عباس؟

المثقفون دافعوا عن فرحات عباس، وروزفلت أكد على اعتداله لأنه يرفض العنف، وهو ما جعل جبهة التحرير تستثمر في مثل هذه المعطيات، وكلفته بالرئاسة بعد تأسيس الحكومة المؤقتة، وحين علم ديغول بذلك، اهتز من مكانه.

كيف كان رد فعل ديغول من الناحية الرسمية؟

أراد إلحاق الأذى بفرحات عباس، من خلال تصريحات تلمح إلى التقليل من خيار تعيين فرحات عباس على رأس الحكومة الجزائري المؤقتة، حيث قال: “لم أتكلم بلغة عدوي، ولم أتزوج بعدوتي، ولم أبحث عن تاريخ أجدادي في المقابر”.

ما الغرض من هذه التصريحات حسب رأيك؟

الهدف منها هو إعطاء نظرة سيئة عن فرحات عباس للعالم والعرب، وكذا إفريقيا، لكنه لم يتأثر بذلك، خصوصا أنه لم يتنازل عن أصوله ودوره ووطنيته بعدما قام بجهود دبلوماسية كبيرة، حيث زار القارة الأمريكية وآسيا، وقدم خدمات جليلة للثورة الجزائرية، حيث عمل ما بوسعه، ورد بكل قوة على مشاريع ديغول، مثل مشروع قسنطينة وسلم الشجعان وحق تقرير المصير، ووقف مع المجاهدين ضد السياسة الاستعمارية الفاضحة، كما فضح الاستعمار بفضل أسلوبه الرزين المتميز، واستطاع وحده القيام بدور دبلوماسي وتوعوي ضد الجنرال ديغول.

كيف كانت مسيرته مع فجر الاستقلال؟

عزل من الحكومة المؤقتة وجيء ببن يوسف بن خدة، ورغم ذلك بقي دائما مدافعا ومناضلا عن الشعب الجزائري وثورته، ودخل الجزائر بعد الاستقلال مباشرة، وقد وقعت أزمة السلطة صائفة 62 بين جماعة الداخل وجماعة وجدة، وكادت البلاد أن تدخل في حرب أهلية.

كيف كان موقف فرحات عباس إزاء هذه الأزمة؟

قال: “اتصلت بجماعة وجدة ووقفت معهم لأنني وجدتهم الأقوى، ولكن خوفا من وقوع الجزائر في حرب أهلية ملت إلى جماعة وجدة التي كان يقودها بن بلة وبومدين – والرئيس الحالي بوتفليقة-، وقع صراع كبير ووقفت إلى جانب هؤلاء لمنع حرب أهلية بين الجزائريين”.

كان من بين المساهمين في تحرير مسودة الدستور بعد الاستقلال، لكنه قرر الانسحاب، لماذا في رأيك؟

صحيح أنه انتخب أول رئيس للجمعية التأسيسية المكلفة بتحضير الدستور الجزائري، وقد شرع في هذه المهمة، إلا أنه لمس تدخل السلطة التنفيذية بقيادة أحمد بن بلة، فقرر أن يتصل بهذا الأخير قائلا له: “إذا كنتم قادرين على تحرير بنود الدستور فلماذا تكلفوننا بذلك؟” وهو ما أزم العلاقة بين الرجلين، وفضل فرحات عباس تقديم استقالته يوم 12 أوت 1963، وأعطى كامل الحرية للسلطة التنفيذية حتى تقرر ما تريد، واتهمها بأنها تدعو إلى الشمولية والشعبوية، مؤكدا أن الأسلوب الذي اتبعته السلطة التنفيذية لن يؤدي بالجزائر بعيدا، وقرر بعد ذلك مباشرة اعتزال السياسة بصفة نهائية.

لكن كانت له مواقف معارضة في عهد الرئيس هواري بومدين، ما رأيك؟

حدث ذلك سنة 1975، عندما أعلنت الجزائر وقوفها إلى جانب الشعب الصحراوي، وكتب بيانا ينتقد هذا الموقف، ما عرضه للإقامة الجبرية من 1975 إلى 1977. وتفرغ بعد ذلك للكتابة إلى أن وافته المنية يوم 24 ديسمبر 1985.

كيف تفسر تحوله من خيار الاندماج إلى الإصلاح والثورة ثم المطالبة بالاستقلال، هل هو ديناميكية أم عدم توصله إلى الخيار الأنسب؟

يقال إنه لجأ من الاندماج إلى السلاح، أو من الاندماج إلى الثورة بالقانون ثم إلى السلاح، يمكن القول إن فرحات عباس رجل سياسي ومثقف، وكانت له نظرة مستقبلية عميقة، فهو سياسي إذا قام بمشروع معين فإنه يطمح من ورائه إلى أهداف أخرى، فالاندماج عنده ليس مثل مصالي الحاج أو بن جلول، وإنما الغرض منه هو إلغاء القوانين المفروضة على الجزائريين، والدعوة إلى عدم المساس بالدين الإسلامي وعادات الشعب الجزائري، وعليه فإن الاندماج في نظر فرحات عباس مجرد مرحلة مؤقتة لتوعية الشعب الجزائري وتحقيق بعض المكاسب، مبررا ذلك بعدم جدوى الدعوة إلى الثورة والشعب لم يكن مهيأ لذلك، ويمكن مقارنة سياسته بما قام به الرئيس التونسي بورقيبة وفق مبدإ “خذ وطالب” بحيث نتعلم ما نستفيد منه دون ترك العادات والتقاليد، فحين يكون هناك شعب متعلم فستسهل عملية المطالبة بالحصول على حقوقه، وفي حالة العكس فقد يكون خطرا على نفسه قبل أن يكون خطرا على مطلب المناداة بالاستقلال.

الكثير يجمع أن فرحات عباس يعد من السياسيين المثقفين، وهذا بناء على وفائه للكتابة موازاة مع حرصه على البعد النضالي لاستقلال الجزائر، ما قولك؟

هذا ما تعكسه مقالاته في العشرينيات والثلاثينيات، فهو ذكي جدا حسب وجهة نظري، لأنه كان يراهن على توعية الشعب وبناء الإنسان أولا، واقتنع أن الشعوب المغلوبة على أمرها يستحيل أن تجلب حقوقها. فمناداته بمشروع الثورة بواسطة القانون جعله يكتب لهيئة إلى الأمم المتحدة وطالب بفتح تحقيق حول مجازر 8 ماي 45، ودعا إلى حق تقرير المصير في اتحاد فدرالي فرنسي، كمرحلة مؤقتة، وهذا من باب أخذ التكنولوجيا وكل النواحي الإيجابية من فرنسا، منبهرا بالحضارة الفرنسية، وفوق كل هذا لم يتنازل عن استراتيجية تعزيز وعي الشعب وبناء الإنسان.

كيف كانت يومياته في السنوات الأخيرة قبل وفاته؟

كنت أزوره كل نهاية أسبوع في العاصمة، وهذا موازاة مع أداء واجب الخدمة الوطنية، وقد كنت أتناقش معه في عديد المواضيع، وكان يتألم من الوضعية التي آلت إليها الجزائر، حيث يقول لي: ليست هذه الجزائر التي ضحى عليها الشعب، ما حدث يعد خيانة لدم الشهداء.

هل كان له موقف معين من بن بلة أو بومدين مثلا؟

لم يكن معارضا للأشخاص ولكنه كان ينتقد السياسة المتبعة، وكان ضد النظام الاشتراكي، ويؤكد أن النظام الإسلامي هو الوحيد الذي لا يغني الغني ولا يفقر الفقير، وكان يتألم كثيرا لما كانت تقوم به جبهة التحرير الوطني من سياسة شعبوية، خاصة في ظل عدم الاهتمام بالمشاريع الحقيقية التي تبني الإنسان، وقال لي إن بومدين يريد 1000 قرية اشتراكية، إلا أن فرحات عباس كان يأمل في بناء 1000 سد مثلا لترقية النشاط الفلاحي بدلا من المساهمة في النزوح الريفي، وكنت في إحدى المناسبات أدافع عن خيارات بومدين الذي كنا نحن الشبان آنذاك متأثرين بخطاباته، فرد علي فرحات عباس قائلا: “ربّاكم بومدين”.

هل ترى أن الجزائر لم تستفد من أفكار ومقترحات فرحات عباس؟

الجزائر لم تستفد منه، في الوقت الذي كانت فرنسا تعرفه جيدا، وكانت مقتنعة أنه في حال وصوله إلى السلطة فسيبني الدولة على أسس منهجية، وهو الأمر الذي لم يكن يخدمها تماما، حيث كانت دائما تتمنى أن تبقى الجزائر تابعة لها، حيث لا تريد سياسيا كفءا على رأس الحكومة الجزائرية.

السلطات الجزائرية اعتمدت في نظري على إرضاء الشعب منذ 1962، لكن الشعب (وأنا ابن الشعب) عاطفي ومزاجي أحيانا يحتاج إلى الانضباط، وعليه فإن حكومتي بومدين وبن بلة مشتا مع الشعبوية التي تمجد الحكام، لتظهر العيوب فيما بعد، فالثورات التي عرفتها سوريا وليبيا مثلا كانت بسبب السياسة الشعبوية المتبعة، وهو ما جعل العديد من البلدان تذهب ضحية هذه السياسة مثل الشعب السوري والليبي واليمني ونتمنى لشعبي مصر وتونس ألا يقعا في هذا الإشكال.

هل من إضافة في الأخير؟

مشروع فرحات عباس كان يتركز على بناء الدولة الديمقراطية التي تعطي الكرامة للإنسان وفق سلطة القانون، وسواء كرهنا أم أحببنا سنلجأ إلى فكره لبناء دولتنا على الأسس الديمقراطية التي دعا إليها بعد استقلال الجزائر، لكن للأسف سنعود 50 سنة إلى الوراء لتطبيق هذا المشروع.

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/228583.html

كلمات مفتاحية

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • لا داعي للديماغوجيا، الكل يعلم بأن فرحات عباس “رباتو فرانسا” ولم ينخرط في الثورة الا مجبرا لأنه خاف ان يذبح من طرف المجاهدين مثل بقية الحركى. تربى على يد فرنسا ودرس عندها واراد العيش على طريقتها، درس تاريخه الشخصي ولم اجد اية دعوة للثورة او الجهاد ضد الاستعمار, احتفظ بهذه الخرافات لنفسك, السعب لم يعد جاهلا كما كان وقت ” فرانسا” وانت قلت انه رد على ديغول بقوله ان الشجعان في الجبال والجبناء امامك , وهو كان امامه ويجيب عن سؤاله, وصف نفسة بالجبان لانه في بداية الثورة لم يلتحق بها خوفا من فرنسا ثم التحق بها خوفا من الجبهة ؟؟؟؟ هل هذا روز تاريخي يا دكتور تحريف التاريح؟؟؟؟؟

  • عندك حق يا MALEK BLIDI هدا الدكتور المختص في تحريف التاريخ هو من مخلفات الاستعمار ابحث عن ابوه او جده تجدهم كلهم حركا ثم عندما تتكلم عن فرحات عباس معروف عنه ان امه هي فرنسا كان ضد الثورة والثوار قال عنهم ارهابيين وقال عن الثورة انها حرب اهلية وقبل دالك تنكر للامة الجزائرية وادعى انه لم يجدها حتى في قبور اجداده فرحات التحق بالثورة سنة 1956صح خوفا وطمعا كيف خوف خوف لان الجبهة والجيش قظت على ابن عمه معروف مثله مهرج سياسي في قسنطينة ثم طمعا لان عبان رمضان قال له ادا التحقت تفوز بمنصب كبير في الجبهة انه جبان وطماع وهو مثل عبان رمضان