سياسة

اتفاقية بين الجزائر و فرنسا من أجل ابنة الوزير بن عيسى

أمال هنَّة بن عيسى ابنة الوزير الوحيدة من زوجته البولندية
الوزير السابق رشيد بن عيسى استغل منصبه وختم الوزارة لمراسلة مدرسة البيطرة ومنح ابنته شهادة نجاح على دراسة جامعية فاشلة

وزارة التعليم العالي رفضت منح الشهادة خوفا من إضراب طلبة مدرسة البيطرة بالحراش

لا تزال سلسلة الفضائح تلاحق وزير الفلاحة والتنمية الريفية السابق، رشيد بن عيسى، فبعدما تنازل عن أحد العقارات ملك للدولة، بحديقة الوئام والتسلية في بن عكنون لأحد الخواص، لما كان على رأس الأمانة العامة للوزارة، راح يستغل منصبه مجددا لقضاء مصلحة شخصية تخص فلذة كبده الوحيدة «أمال هنَّة بن عيسى».وقد تمكنت «النهار» من الحصول على وثائق رسمية أصدرها وزير الفلاحة السابق رشيد بن عيسى، ووقعها عندما كان أمينا عاما لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية عام 2000، ووجهها إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مستغلا منصبه وختم الوزارة من أجل المطالبة بتسوية وضعية ابنته، حيث أكد في مراسلته التي حملت رقم «1835» على أهمية إيجاد حل عاجل للمشكل الذي طال أمده والذي كانت تتخبط فيه ابنته «أمال هنَّا بن عيسى» والخاص بشهادة النجاح من إدارة المدرسة الوطنية للبيطرة التي كانت تزاول بها دراستها الجامعية. وأوضح الأمين العام للوزارة الذي تمت ترقيته فيما بعد إلى منصب وزير لقطاع الفلاحة، أنه «منذ شهر أكتوبر من عام 1998 وابنته تعاني مشكلة تثبيت الوحدات»، وهي وحدات دين بالجامعة التي حالت دون تمكنها من الحصول على شهادة النجاح، الأمر الذي جعله يلح على الحصول على رد رسمي لجملة المراسلات التي كان قد تقدم بها على مدار سنتين من قبل تحرير المراسلة هذه ومن ثمة تخليص «أمال هنَّا» من الوضعية السيئة التي تتواجد عليها. وأشار بن عيسى في ذات الوقت، إلى أن أغلب الردود التي تحصل عليها كانت شفاهية وتمحورت في مجملها حول ضياع ملف ابنته «أمال هنّا» على مستوى المدرسة الوطنية للبيطرة بالحراش، مما جعله يكوّن ملفا آخر ويبعث به إلى مصالح الوزارة، ليحصل على رد آخر منها، أي الوزارة، تقول فيه «لا نتوفر على النسخة الأصلية للملف»، ليكوِّن رشيد بن عيسى ملفا آخر ويرسله من جديد.

اتفاقية غير قانونية بين دولتين من أجل عيون ابنة الوزير!

وقد تحدث، بن عيسى، في مراسلته عن تشكيل 3 لجان لدراسة وضعية ابنته لكن دون أية متابعة، مؤكدا في المقابل أن المعلومات التي بلغته بهذا الخصوص تفيذ بأن الإتفاقية المبرمة ما بين المدرسة الوطنية للبيطرة بالحراش ونظيرتها الفرنسية «تولوز» تتوفر «النهار» على نسخة منها، غير شرعية، الأمر الذي جعله يرد ويوضح أن فلذة كبده قد تحصلت على منحة دراسية بالخارج من طرف مدرسة الحراش عن طريق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وزارة التعليم العالي رفضت تسوية الوضعية خوفا من إضراب الطلبة

وأكدت بعض الردود الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي-بالإستناد إلى نص المراسلة دائما- أن الوزارة متخوفة من شن طلبة المدرسة الوطنية للبيطرة بالحراش إضرابا في حال تسوية وضعية ابنة وزير الفلاحة والتنمية الريفية السابق، رشيد بن عيسى، ليرد الأخير على إجابة الوزير بالثقيل «إن مثل هذه التصرفات لا تليق بمؤسسة عمومية تشدد -حسب رأيه- على أن حل مشكل مدرسي يتطلب ميزان قوى»!؟

بن عيسى طالب وزير التعليم العالي بالتدخل ومنح شهادة النجاح لابنته!

ختم، رشيد بن عيسى، مراسلته الرسمية التي حملت ختمه وتوقيعه، بالإشارة إلى أن ابنته «الوحيدة» من زوجته أجنبية الأصل «بولونية»، قد درست خمس سنوات، سنتين بالجزائر «سنة أولى وسنة خامسة»، وثلاث بالمدرسة الوطنية للبيطرة بتولوز «ثانية، ثالثة ورابعة»، وأنه قد أرسل كافة الشهادات التي تثبت ذلك إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لكن -يضيف الوزير- من دون الحصول على رد رسمي وإيجابي وراح يستفسر عن أسباب هذا الصمت، ويطالب أيضا الوزير بالتدخل ووضع حد للمشكلة القائمة بصفة نهائية ومنحها شهادة النجاح من الجامعة.

هذا هو مضمون الاتفاقية بين مدرسة البيطرة بالحراش ونظيرتها في تولوز الفرنسية!

تضمنت اتفاقية التكوين التي وقعها، فان هفربيك، مدير المدرسة الوطنية البيطرية لتولوز، وعثماني مرابط عبد المالك، مدير المدرسة الوطنية للبيطرة بالحراش، أن الأنسة بن عيسى آمال هناء، تبقى مسجلة بالمدرسة الوطنية للبيطرة بالحراش، وتقبل لمواصلة دراستها بالمدرسة الوطنية للبيطرة بتولوز، للسنة الجامعية 1994-1995، مع كل التبعات القضائية والإدارية والمالية الناتجة عن التسجيل، وبناء على ذلك، تخضع هذه الأخيرة لقوانين الدراسة المطبقة على طلبة مدرسة تولوز للبيطرة، والإلتزامات التي تفرض أن تكون النتائج البيداغوجية المتحصل عليها من قبل الآنسة بن عيسى آمال هناء، بعد الإعلان عنها من قبل لجنة التحكيم بمدرسة تولوز، يتم إرسالها إلى مدرسة البيطرة بالحراش في الجزائر للمصادقة عليها. وتضمنت الإتفاقية التي تتوفر «النهار» على نسخة منها، أن ابنة وزير الفلاحة السابق، لا يمكنها الحصول على شهادة نهاية الدراسة صادرة من تولوز، حيث تقوم مدرسة البيطرة بالحراش بمنحها شهادة دكتوراه في البيطرة، إذ جرى تطبيق الإتفاق بداية من 17 نوفمبر 1994 علما أن والدها الدكتور البيطري رشيد بن عيسى، كان يشغل في تلك الفترة رئيس ديوان بوزارة الفلاحة والصيد البحري.
http://www.ennaharonline.com/ar/latestnews/236250-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D9%88%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1.html

doc

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق