مقالات

دعوة بليدة لإجراء استفتاء شعبي حول الغاز الصخري!! سعد بوعقبة

الدعوة إلى إجراء استفتاء شعبي حول استغلال الغاز الصخري من عدمه فيها بلادة سياسية وتفاهة واضحة.. وهي دعوة تشبه إلى حد بعيد دعوة الجنرال ديغول الشعب الجزائري إلى الاستفتاء حول الاستقلال في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات.. فقد كان الشعب الجزائري يخوض حربا ضد الاستعمار وصل الدم فيها إلى الركاب، ومع ذلك يرى ديغول أن هناك من هو مع بقاء الجزائر فرنسية ويريد استفتاء.ǃ
تماما مثلما يحدث اليوم للسلطة والمعارضة في الجزائر.. شعب الصحراء كله في الشارع ضد الغاز الصخري، ومع ذلك نجد من يدعو إلى استفتاء شعبي حول الموضوع.؟ǃ
هل يعتقد هؤلاء أن سكان الشمال سيصوتون مع الحكومة لاستغلال الغاز الصخري ضد إرادة سكان الجنوب الواضحة ولا تحتاج إلى استفتاء؟ǃ
شخصيا أرى في هذه الدعوة قلة نباهة سياسية مخيفة.. فلو صوت سكان الشمال ضد إرادة سكان الجنوب فهذا معناه أن شعب الجنوب شعب آخر لا علاقة له بالشمال أو أن شعب الشمال لا علاقة له بتطلعات الجنوبǃ وفي هذا خطورة بالغة على الوحدة الوطنية. ومن الأفضل أن لا تدخل الحكومة في لعبة قذرة كهذه.ǃ
أما إذا كانت نتيجة الاستفتاء لصالح طرح سكان الجنوب فمعنى هذا الكلام أن الحكومة أخذت صفعة من الشعب كله وهي ليست في حاجة إلى مثل هذه المهزلة.. فضلا عن أن الأمر يدل على أن الحكومة والسلطة عموما لا تملك أدوات القراءة الصحيحة لما يريده الشعب، وهذه خطورة كبيرة في الفهم السياسي.
الغاز الصخري مرفوض من طرف سكان الجنوب بشعبية كاسحة ولا حاجة للمراوغة سواء بالتحجج بالاستفتاء أو التحجج بعدم فهم السكان لمشروع الحكومة أو بالاتهام بأن سكان الجنوب “قطعان من الأغنام يسيرون وراء راع “يجوق” لهم بجواق من الخارج كما تقول السلطة؟
الرفض الشعبي لمسألة الغاز الصخري في الجنوب وفي الجزائر كلها سببه ليس الأخطار البيئية الهائلة التي تهدد الصحراء جراء استغلال الغاز الصخري، بل أيضا الرفض سببه الأكيد هي روائح الفساد السياسي والمالي التي تزكم الأنوف من جراء العقود التي أبرمتها الحكومة تحت الطاولة ومن وراء ظهر الشعب وبدون علمه مع شركات أجنبية سيئة السمعة في الفساد مثل الشركات الفرنسية والأمريكية التي جاء اسمها في موضوع الغاز الصخري. وإصرار السلطة على تمرير المشروع رغم إرادة الشعب هو الخوف من أن هذه الشركات ستلجأ إلى القضاء الدولي لطلب تعويضات مذلة للجزائر جراء إلغاء الاستغلال.. وأمامنا حكاية (B.R.C) وما جاءت به من كوارث.

bouakba2009@yahoo.fr
http://www.elkhabar.com/ar/autres/noukta/451393.html

كلمات مفتاحية