سياسة مرئيات

سليم صالحي:الجنرال توفيق سمح لي بالعودة إلى الجزائر

رئيس التحرير السابق لقناة “المغاربية” المعارضة، سليم صالحي:
ـ الجنرال توفيق سمح لي بالعودة إلى الجزائر
ـ بوتفليقة وعدني بإنقاذ “العالم السياسي” لكنه لم يفعل شيئا
ـ أويحي كان وراء “خنق” يومية “العالم السياسي” عن طريق الإشهار
ـ لم أرضخ لضغوط المخابرات من أجل تغيير خط الجريدة
ـ تقدم الجزائر مرهون برحيل بوتفليقة وتوفيق
كشف رئيس التحرير السابق لقناة “‫#‏المغاربية‬” المعارضة، ‫#‏سليم_صالحي‬، في حوار مع “الشروق نيوز” أن الجنرال توفيق، قائد المخابرات، هو الذي سمح له بالعودة إلى الجزائر بعد 14 سنة من “الغربة المفروضة” في بريطانيا.
وروى صالحي، في حوار لقناة “الشروق الإخبارية”، خطواته الأولى في عالم الصحافة، والتي بدأت العام 1994 حين أنشأ رفقة صحفيين مبتدئين أسبوعية “العالم السياسي”، وكيف نجحت تلك المغامرة الفتية وتحوّلت من أسبوعية في ظرف ثلاث سنوات، ثم كيف دخلت اليومية الناشئة في “حرب” مع دوائر في السلطة، انتهت في الأخير إلى إفلاسها بعد منعها من “حقّها” في الإشهار العمومي.
وقال صالحي إن أويحي كان وراء “خنق” صحيفته “العالم السياسي”، وذكر أنه تلقّى وعدا من بوتفليقة في 1999 بأن يساعده على الحصول على الإشهار “لكنّه لم يفعل لنا شيئا”.
انطلاقة “العالم السياسي”، يقول المتحدّث، بدأت مع مجموعة من الشباب لم يتجاوزا الـ22 سنة، كانوا قد تخرّجوا لتوّهم من الجامعة، وأوضح أنه استلف مبلغ 20 ألف فرنك فرنسي من ابن خال والدته وهو رأس مال الأسبوعية الذي انطلقت به، لكن الجريدة شقت طريقها وسط عشرات اليوميات الناطقة بالفرنسية إذ ذاك، عدا يومية “الخبر”، وحسبه، فإن الأسبوعية استطاعت أن تحتل المرتبة الثانية بعد “الخبر”.
وعن سبب نجاح الأسبوعية الوليدة، قال صالحي “فتحنا الجريدة لتكون صوتا للجبهة الإسلامية للإنقاذ، طبعا لا أحد فينا كان متحزبا بل كان معنا من لا يحبون الفيس، لكن الساحة كانت مقسمة وكانت هجمة الاستئصاليّين على كل القطاعات وحاولوا استئصال كل شيء، ولم يكن للفيس منبر، فمنحناهم هذا المنبر”.
وأفاد صالحي أن الحوار الأول مع قادة “الفيس” كان مع كمال قمازي ثم مع عبد القادر عمر ثم بدأت الجريدة تنشر صور عباسي مدني وعلي بن حاج في الصفحة الأولى “لقد كانت الجريدة تنفذ من السوق وكان خطابنا مناقضا للخطابات التي تبنتها صحف كثيرة، والذي كان خطابا تحريضيا”.
وتأسف صالحي لوضع الإعلام في تلك السنوات، فقال إن الإعلام “ضاع بين عناوين صحفية كانت تراسل السلطة وتراسلها هذه الصحف برسائل مشفرة.. لكننا أخذنا موقعنا كأسبوعية بين المعربين والإسلاميين وغيرهم.. صحيح أننا لم نكن نبيع كثيرا في الأحياء الراقية في البلاد لكننا كنا نبيع في الأحياء الشعبية”.
***
“كيف نصنع الإرهاب ؟”.. علي رحايلية يشعل شرارة الصدام مع السلطة !
وعن بداية الاصطدام بالسلطة، كشف صالحي أن مقال “كيف نصنع الإرهاب”، الذي كتبه الصحفي علي رحالية في 1994 كان الشرارة التي فجرت أزمة بين الطرفين وأدت إلى “الاصطدام بمتّخذ القرار”، على حد وصفه، وقال إن مصالح رئاسة الجمهورية اتصلوا برحالية ثم اتصلوا بي، وجرى الحديث حول الخط الافتتاحي للأسبوعية.
ثم جرى استجواب رحالية دون أية تداعيات خطيرة، وانتهى الموضوع، لكن الجريدة بقيت تحت المراقبة.
في 1996 تقدم صالحي بطلب لتحويل الأسبوعية إلى يومية، وقُبل الطلب بسهولة، وانقلت الجريدة من مقرها في دار الصحافة بالقبة إلى 136 شارع كريم بلقاسم “تيليملي”، وقد نجحت في تحصيل ربح مادي مكّنها من الاستقلال بمقر خاص بها.
***
المخابرات تُرسل ضابطها..
لكن الخط الافتتاحي بقي هو هو، ما اضطر المخابرات لأن ترسل ضابطا عنها رفقة صديق لجس النبض، وذكر صالحي أن المخابرات طلبوا منه أن يزورهم في وزارة الدفاع لتبادل الحديث، فانتقل معهم وهناك التقى بالرائد فوزي، الذي بات فيما بعد العقيد فوزي المسؤول عن الإعلام في جهاز المخابرات.
وكشف صالحي أن الرائد حاول أن يؤثّر عليه بخصوص الخط الافتتاحي لليومية، وقال إنه عبر له عن امتعاضه من الخطّ الافتتاحي ليومية “الوطن” الناطقة بالفرنسية، وقال له بالحرف “عمر بلهوشات إذا ما يدخلش في الصفّ ندبّر راسي معه وربي يغفرلي..” وهو ما يشبه تهديدا بالقتل، وقال صالحي إنه روى الحادثة لعمر بلهوشات، مدير “الوطن”.
وأكّد صالحي أنه لم يغيّر خط اليومية بعد ذلك اللقاء، وهو ما جعلها تدخل في دوّامة المواجهة مع المخابرات والسلطة عموما، حيث توقفت بعد ثلاثة أشهر، وفي ظرف سنة واحدة توقف ثلاث مرات بأمر من الجهات العليا، حيث أعطيت تعليمات للمطبعة بأن لا تطبع لهم حتى يدفعوا، في حين – يقول صالحي- كان هناك صحف لا تدفع في الوقت المحدد ورغم ذلك يطبعون لهم.
ولجأ صالحي إلى محمد شريف عباس، القيادي في “الأرندي” والأمين العام لمنظمة المجاهدين على أمل أن يتوسّط لهم من أجل الحصول على الإشهار العمومي، غير أن وساطة شريف عباس لدى مدير ديوان أويحي مدير ديوان أويحي لكنه لم يحل الموضوع.
بالمقابل، يقول صالحي إن هناك صحفا كانت تستفيد من الإشهار بشكل كبير ومنها ” ليبرتي، والخبر إلى حد ما، لوماتان ولوسوار دالجيري”، وأضاف أن السلطة كانت تخنق الصحف التي لا تساير ما كانت تطلبه السلطة، لكنه عاد وأكّد أن علاقة صحيفته بالمخابرات كانت علاقة احترام.
***
صالحي يتنازل لبن صالح !
في سياق الوساطات، دوما، لرفع التضييق عن “العالم السياسي”، كشف صالحي أنه التقى عبد القادر بن صالح بصفته قياديا في “الأرندي”، يوم كان حزبا وليدا، وفي اللقاء طلب بن صالح من صالحي أن تكون الصحيفة ذراعا إعلاميا للحزب، غير أن الأخير رفض وقال هذا غير ممكن أبدا، فطلب منه بن صالح، بدل ذلك، أن لا تستهدفهم الصحيفة خاصة وأنهم كانوا مقبلين على انتخابات محلية، وهو ما وافق عليه صالحي، وفي مقابل هذا يتوسّط بن صالح لدى أويحي من أجل رفع التضييق عن الصحيفة ومنحها الإشهار، وهو ما حدث فعلا، حيث رُفع الحصار واستفادت الصحيفة من ثلاث صفحات إشهار، لكن بعد نجاح “الأرندي” في الانتخابات عاد الحصار، وهو ما يعني أن الأمر كان مجرّد استغلال لفترة محسوبة.
في 1999، وقبيل الرئاسيات، كانت الفرصة ليلتقي صالحي بالمرشح بوتفليقة، وبعد فوزه بالانتخابات التقاه مرة ثانية وعندها كلمه عن معاناة اليومية فوعده الرئيس بأن “يفعل شيئا”، لكنّ شيئا لم يتغيّر وبقيت دار لقمان على حالها.
***
كلمات الوزير التي جعلتني أفكر في ترك البلد !
وروى صالحي قصة حدثت له مع وزير بعد مجيء بوتفليقة إلى الحكم، دون أن يكشف اسم الوزير، فقال إنه اتصل بهذا الوزير لرفع التضييق، لكن الأخير طرده من مكتبه، فقال له صالحي “إذًا البلاد ما تتسقّمش”، فردّ الوزير “ما تتسقّمش على 5 سنين ولى حتى على 10 سنين”، وهي كلمات أحبطت صالحي وجعلته يفكّر بجد في الرحيل إلى بريطانيا.
بعد هذا استمرّت المضايقات، فانتُزع مقر الصحيفة في دار الصحافة بالقبة بأمر من الرئاسة وسُلّم لجريدة “الأصيل”، التي كان يملكها الجنرال محمد بتشين.
حينها طار صالحي إلى بريطانيا وبعد معانات دامت شهورا بدأ العمل مع قناة الخليفة، وكان هذا قبيل العام 2004، وقال صالحي إنه عرف عبد المؤمن خليفة بعدما انهار، وأنه لم يكن من المقرّبين منه يوم كان يتربّع على عرش إمبراطوريته المالية، وأضاف “لقد دخل السجن وهو مدين لي بمبلغ 3000 باوند أقرضته إياه”.
***
مسؤولان في الدّولة هربا عائلتي إلى بريطانيا !
وكشف المتحدّث أن محمد شريف عباس بصفته أمينا عاما لمنظمة المجاهدين وأحمد عطّاف بصفته مسؤولا في الدولة “هرّبوا ولداي ليلتحقا بي في بريطانيا رفقة والدتهم”.
وعن التهم التي طالته خلال وجوده في بريطانيا، قال صالحي “لقد لفقوا لي قذفا وليس تهما، إنها تهم وسخة من دوائر في السلطة تهم كانت جاهزة في المحاكم وهي من مسؤولين سياسيين وشملت الفترة بين 1999 و2000 و2005”.
وأضاف صالحي “وعملي في قناة المغاربية جعلهم يتهمونني أيضا ويتهمون أسامة نجل عباسي مدني وعباسي مدني أيضا.. لقد أرعبَتهم المغاربية لأن كل الجزائريين كانوا يتكلمون فيها.. قالوا لنا إن التمويل القطري.. هذا كلام تافه في وجود علاقات جزائرية-قطرية بصحة جيدة”.
ودافع صالحي عن نجل عباسي مدني وهو مالك القناة “أسامة رجل أعمال، قضى عمره كله في بريطانيا، شاب يتقن أربع لغات، كافح هناك وتلقى العون من الجميع من تونس والمغرب، لقد اتفقنا على مشروع إعلامي وأنشأنا قناة وأشرفتُ على تأسيسها ورسم خطها الافتتاحي وأؤكد أن أصحاب هذه القناة كانوا يتفرجون على برامجها كما يتفرّج أي مشاهد”، وهو دليل على سقف الحرية الذي كانت تتمتع به.
ومضى يقول، في سياق حديثه عن التهم “الذي طعنوا في ويرسلون لسلال كتبوا تقارير رهيبة.. أحدهم حذر سلال في مراسلة خاصة مني وقال إن صالحي يسب بوتفليقة وكتب له بالحرف الواحد؛ يجب اتخاذ الإجراءات الضرورية في حقه !”، وتحسّر على هذا الواقع قائلا “لقد كان أعدائي يتقربون من المسؤولين بشتمي وشتم قناة المغاربية”.
***
هكذا عدت إلى الجزائر..
وعن ملابسات عودته إلى الجزائر، كشف أنه التقى صديقه مسؤول الإعلام السابق في وزارة الأشغال العمومية، عمر أوكيل، في العاصمة الفرنسية، وجرى حديث بينهما حول إمكانية عودته إلى الجزائر، فلم يرفض صالحي وقال إن لديه شرطا واحدا يتعلّق بالحصول على ورقة براءته من التهم المنسوبة، وعلى هذا الأمل افترق الرجلان.
وفعلا- يقول صالحي- تحدّث أوكيل في الموضوع مع المعنيين وانتقل الأمر تصاعديا في المخابرات إلى أن وصل إلى قائد الجهاز الجنرال أحمد مدين المدعو “توفيق”، عندها أمر توفيق بالبحث في ملف صالحي فلم يجدوا ما يمنع دخوله وأُعطي الأمر بالسماح له بالدخول، ويروي صاحب القضية أنه تسلم إثبات براءته في باب الطائرة، وهي وثائق من العدالة تؤكّد أنه غير متّهم بأي شيء، كما رافقته سيارات المخابرات خلال توجّهه إلى مقر إقامته.
وأفاد المتحدّث أن كثيرين انزعجوا من وجوده في الجزائر، تماما مثلما فرح كثيرون بعودته.
وأوضح صالحي أنه استقال من قناة المغاربية بعد أن قرر العودة إلى الجزائر، وذكر أن المسؤولين في القناة رفضوا الاستقالة وتمسّكوا به، غير أنه فضّل العودة للاستقرار في الجزائر، وبقيت علاقته طيبة مع جميع من عمل معهم في لندن.
كما قال صالحي إنه عاد إلى الجزائر وهو يحمل مشروعا سياسيا “أعتزم إطلاق حزب لن أكون أمينه العام ولا رئيسُه أيضا، ولعل هذه سابقة في العمل السياسي في البلاد”، وقال إن الحزب المُنتظر قد يشارك في الانتخابات، دون أن يحدّد أي انتخابات يقصد، الرئاسيات أو البرلمانية أو المحليات.
وردّ صالحي على خصومه قائلا” هناك من يتهمني بأني قبضت، وأنا أقول، لو كنت أريد أن أقبض لقبضت يوم كان العطاء سخيا.. لقد حاولوا جرّي للدخول إلى الأرندي كقيادي، لكنني رفضت”.
وختم المتحدث حواره قائلا “يجب أن يذهب ‫#‏بوتفليقة‬ وتوفيق حتى تتقدم الجزائر.. لقد فشلوا”.

منقول من موقع زاد دي زاد على فيسبوك

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق