تاريخ

المجاهد محمد زروال الباحث في تاريخ الولاية التاريخية الأولى

ظهرت، منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عدة مؤلفات تاريخية بأقلام مجموعة من الشخصيات التي ساهمت في صناعة تاريخ الثورة بالسلاح، وعمل هؤلاء على تسجيل ما عايشوه خلال الثورة التحريرية بالقلم على شكل مذكرات. ومن هذه الكتب: “مذكرات مناضل أوراسي (مساهمة في كتابة تاريخ حركة التحرر الوطني)” للشباح مكي. “قبسات من ثورة نوفمبر 1954 كما عايشها العقيد الحاج لخضر قائد الولاية الأولى” لحليس الطاهر. “مذكرات الرائد عثمان سعدي بن الحاج” للرائد عثمان سعدي. “مذكرات الرائد مصطفى مراردة “ابن النوي” شهادات ومواقف من مسيرة الثورة في الولاية الأولى” لمراردة مصطفى. “من مذكرات ووثائق الرائد عمار ملاح وقائع وحقائق عن الثورة التحريرية بالأوراس الناحية (3) بوعريف” للرائد ملاح عمار. “يوميات منسي” (كتب باللغة الفرنسية) للشهيد مصطفى بكوش. “الحقيقة، مذكرات عن ثورة التحرير الوطني وما بعد الاستقلال” للرائد عمار جرمان. “مذكرات آخر قادة الأوراس التاريخيين (1929 1962)” (كما صدرت المذكرات باللغة الفرنسية) للعقيد زبيري الطاهر. “شاهد على الثورة في الأوراس (مذكرات)” للرائد هلايلي محمد الصغير. “مذكرات المجاهد عبد القادر بخليلي”.
ساهم، المجاهد والمؤرخ محمد زروال، بدوره في كتابة تاريخ الجزائر عامة وتاريخ منطقة الأوراس بصفة خاصة. ورغم معايشته لأحداث الثورة، إلا أنه يعتمد في كتاباته على الوثائق بالدرجة الأولى لا على ما تحتفظ به ذاكرته من معلومات مستخدما المنهجية العلمية، كما انفرد ببحثه في مواضيع تاريخية حساسة مثل الصراع على القيادة أثناء الثورة بأوراس النمامشة.
الكاتب من مواليد سنة 1938 بالشريعة (تبسة). تلقى تعليمه باللغتين العربية والفرنسية؛ حيث درس بقسنطينة ثم بجامع الزيتونة (تونس). شارك في الثورة التحريرية، كما عمل بالجيش الشعبي الوطني بعد استرجاع السيادة الوطنية. تخرّج من جامعة وهران بعد الاستقلال.
المؤلفات:
العلاقات الجزائرية الفرنسية (1791 1830)، منشورات دحلب، الجزائر 1994.
الحياة الروحية في الثورة الجزائرية، منشورات المتحف الوطني للمجاهد، الجزائر 1994.
اللمامشة في الثورة (دراسة)، دار هومة، الجزائر 2003.
إشكالية القيادة في الثورة الجزائرية الولاية الأولى نموذجا (دراسة مدعومة بوثائق لم تنشر)، دار هومة، الجزائر 2010. (نالت الدراسة جائزة أول نوفمبر الوطنية الأولى بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين لاندلاع الثورة).
دور المنطقة السادسة من الولاية الأولى في الثورة التحريرية (مع دراسة تحليلية للقيادات العسكرية العليا لجيش التحرير الوطني في الحدود الشرقية والعلاقات الجزائرية التونسية، دار هومة، الجزائر2011.
ترجم كتاب ج. ميتزون: “يوميات أسر في الجزائر 1814 1816” إلى اللغة العربية، وصدر الكتاب عن دار هومة بالجزائر.
عندما تنام الثقافة، دار هومة، الجزائر 2013.

بورتريه – نورالدين برقادي نشر في النصر يوم 24 – 06 – 2013

—-
محمد زروال
بواسطة يــوسف شـنيــتي 07/01/2013 18:49:00
حجم الخط: تصغير الخط تكبير الخط
كان يقول دائما فيما يشبه التذكير: إن قادة الثورة اختلفوا في ما بينهم، لكن اختلافاتهم كانت تتوقف عند مصير الجزائر.
هو المجاهد والضابط المتقاعد والباحث محمد زروال، أحد أبرز المختصين في تاريخ حرب التحرير بالولاية الأولى، بسبب المؤلّفات العديدة التي نشرها، والتي تناولت مسائل مثل القيادة واتّخاذ القرار، علاقة السياسي بالعسكري، الخلافات بالأوراس وما إلى ذلك من الملفات التي تدخل في صميم العمل الثوري وسياقاته.
كان يحدثني دائما حينما ألتقيه بلغة عربية سلسة جميلة لا ركاكة فيها، وبنبرة تحنّ على المفردة وتحمل معناها، وهو حينما يحدثني عن الكتابة التاريخية يلوّح بالوثيقة وبما عاشه وخبره من أحداث وتجارب أثناء النضال أيام ثورة التحرير.
يدين محمد زروال بالفضل في اللغة العربية والأدب لأستاذه وشيخه المرحوم محمد الشبوكي، حيث مدارس جمعية العلماء بالتبسة وحركة الوعي مع حزب الشعب الجزائري، و يعود بذكرياته إلى الفضل الكبير لهذا الشخص عليه، وقد بقي على اتصال بشيخه حتى عقب انتقاله للدراسة في تونس، أين كانت تصله أصداء الثورة، التي قرّر الالتحاق بها، ليرسل بعدها في بعثة عسكرية للتدريب في الكلية الحربية بالقاهرة.
وأما صاحب الفضل في المنهاج والتوسل بالوثيقة فيدين به للعالم المحقق الشيخ الراحل المهمدي البوعبدلي.
لم يغادر محمد زروال مؤسسة الجيش بعد الاستقلال حتى أحيل على التقاعد برتبة ضابط، لكن اهتمامه بالتأريخ أحاله على الوسط الجامعي، فتابع دراسته الجامعية ليلا بمعهد التاريخ والفلسفة بجامعة قسنطينة، لينتقل بعدها إلى الناحية العسكرية الثانية، فحوّل ملفه إلى جامعة وهران، ليتحصّل على ليسانس في التاريخ الحديث والمعاصر سنة .1973 بعد التخرّج سجّل محمد زروال في جامعة وهران دائما لنيل شهادة الدراسات المعمّقة، وتقدّم بموضوع العلاقات الجزائرية الفرنسية بين 1791 و.1830
ظل زروال يشهر اعتقاده الراسخ في وجهي كلما التقينا، بأن تاريخ الثورة قد فرض نفسه على الجزائريين، لأنه تاريخ خصب يستلذ القارئ حين يقرأه ويملك عليه عقله وشعوره، ويوحي إليه بما لا تشمل عليه غيره من النصوص التاريخية. فهو بذلك تاريخ يستقر في القلب، ويعير من رصيده ثـروة خصبة، ويلهم الإحساس بالانتماء للوطن.
استمر الحديث مع محمد زروال في قضايا حرب التحرير، ومسألة العلاقة مع فرنسا، وفكرة الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار، والتي يصرّ عليها إصرارا كبيرا.
¯ أما بعد:
ماذا لو تحرى قادة الثورة ورجالاتها الحقيقة والوثيقة ولو تطلب الأمر التوسل بالمؤرخين ضمن عمل منظم يبعدنا عن تضخيم الأنا والنسيان والغلو وحتى عن البهتان أحيانا.. !

http://www.sawt-alahrar.net/ara/amoud/amakabel/7671.html

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق