سياسة

الوالي زوخ يأمر بهدم محل لعبد الحميد بلحاج

بعد أكثر من عشرين عاما من عملي في كشك الفصول الأربعة الكائن برقم 13 في بن عمر وبعد كل الجهود الذي قمت بها لتحسينه تحصلت على أمر بإخلاء المكان قصد هدمه وإزالته كليا في ظرف ثمان وأربعين ساعة.
وحبذا لو كان السبب مقنعا بل هو فقط لإرضاء الوزير الأول سلال الذي سيقوم بزيارة يوم الخامس من جويلية لتدشين السوق الجواري الجديد ببن عمر، وكأنهم لم يروا إلا الكشك عائقا في طريقهم متغاضين عن الكم الهائل من البيوت القصديرية المتواجدة في النواحي.
وتجدر الإشارة إلى أن الكشك ملكا إلى جنادي محمد عزيوز ابن المجاهد جنادي محمد شقيق الشهيد جنادي المعروف على مستوى القبة وقد قمت بتسييره منذ خمسة وعشرين عام إلى حد يومنا هذا لإعالة أبنائي وأبناء أخي والكثير من العائلات التي ترتزق منه إلى يومنا هذا.
واليوم ومن اجل إرضاء سلال الذي سيمر من المكان لثواني معدودات ومن اجل أن يشهد لهم بالكفاءة أمر زوخ بتدمير جهدي وتعب سنين في لمح البصر ناهيك عن إلغاء مصدر رزق العديد من العائلات التي لا مدخول لها..
ونعلم بان هذه حجة فقط وان هناك اطرافا خفية ترغب في الاستلاء على المكان نظرا لاستراتجيته.
وحبذا لو تلقينا أمرا كتابيا أو سندا قانونيا رسميا لأخلاء المكان بل كان الأمر شفهيا لا يستند إلى أية شرعية قانونية وهذا ما يتعارض مع قوانين الجمهورية والدستور.ث
وقد قمنا بكتابة رسالة موجهة إلى السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي بالقبة نطالبه فيها بإيقاف الإخطار الشفهي ونعلمه فيها بأننا متمسكين بالمحل وفي حال الإصرار على هدمه بأننا سنستعمل كل السبل المتاحة قانونية، سياسية، إدارية وإنسانية لاسترجاع حقنا.
عبد الحميد بن حاج

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • بُغض فرنسا من الايمان
    يجوز للناس أن ينبهروا بإسهامات فرنسا الحضارية وتأثيرها البالغ في الأدب والفنّ والعلم والثقافة والاختراعات والاستكشافات المختلفة وبروز أسماء خالدة لأبنائها في هذه المجالات منذ حقبة النهضة الأوروبية ، كيف لا وهي إلى الآن قبلة طلبة العلم والأدباء والفنانين والهاربين من الأنظمة الاستبدادية طلبا للحرية ، كلّ هذا يقتضي الانصاف الاعتراف به مع تحفظيْن اثنيْن ، يتمثل الأول في كون فرنسا غير محايدة في عطائها ، فهي أحد منابع الفلسفة الغربية في الحياة وما يستتبع ذلك من فكر إلحادي وانحلال خلقي تجاوز حدود ما يتصوّره الانسان وسوّقته العولمة إلى أطراف الدنيا وخاصة إلى بلادنا العربية الاسلامية فكان وبالا علينا ، أما الثاني فهو تراجع أجواء الحرية في فرنسا بفعل الأطروحات اليمينية واليمينية المتطرفة في العقود الأخيرة ممّا ضرب شعارها الثلاثي المشهور في الصميم.
    إذا جاز كلّ هذا للناس فإننا نحن الجزائريّين نعدّ فرنسا عدوّا أبديا ، ولنا عذرُنا في ذلك ، بل أنا أنتظر من علماء الدين أن يصنفوا بُغضَ فرنسا شعبة من شُعَب الايمان ، ولهم في ذلك مسوّغات ودوافع ، بسبب احتلالها لبلادنا – الذي اكتسى طابعا متفردا – من جهة ، والمصائب التي تصدّرها لنا إلى الآن ، من جهة أخرى.
    وهذا كلام رجل غرف من الثقافة الفرنسية وآدابها ولغتها حتى ارتوى لكنه بفضل خرج من أسرها كالشعرة من العجين ، فشهادته مقبولة إن شاء الله.
    • إحتلال بشِع وجرائم رهيبة : ما زلنا نحمل في ديارنا وأبداننا وذاكرتنا صور احتلال فرنسا لبلادنا وتحويلها إلى مقاطعة فرنسية سياسيا وإداريا ، وما تبع ذلك من معاناة رهيبة امتدت قرنا وثلث قرن من الزمان ، شملت نزع ملكية الأراضي الخصبة ومنحها للمعمّرين الذين استقدمتهم من ديارها وأيضا من اسبانيا وايطاليا ومالطا وغيرها ، وأصبح آباؤنا – وهم المالكون الحقيقيّون – فلاحين أجراء عند المغتصبين ، ينالهم الاحتقار وشظف العيش ، وكانت قوة الحديد والنار تواجه أيّ مقومة شعبية أو احتجاج على امتداد فترة الاستعمار ، هذا ما فعلته فرنسا ” أمّ الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والثورة العظيمة ” !!! ، ولم تقتصر جرائمها على هذا وإنما حاربت الشخصية الجزائرية حتى تمسخها ، فناصبت الاسلام واللغة العربية العداء ، وكان المنصّرون وعلى رأسهم الكاردينال لافيجري في طليعة الجيوش الغازية لبلادنا ، يبشرّون بالخلاص ويرفعون شعار المحبة!!! وبجانبهم المستشرقون يقودون حربا ثقافية ضدّ الهوية الوطنية ، فاختلقوا الشقاق بين الجزائريين بدعوى ظلم العرب للبربر و ابتدعوا لهؤلاء أصولا أوروبية بيضاء !!!تجعلهم عنصرا متميّزا عن غيرهم من الجزائريّين ، وجعلوا من الفرنسية اللغة الوحيدة في مدارس الجزائر وإدارتها حتى يتحوّل إليها الناس طوعا أو كرها ، وحوّلوا كثيرا من المساجد الرمزية إلى كنائس ، مثل جامع كتشاوة في العاصمة ومسجد حسن باي في قسنطينة ، وشجعوا الدروشة والخرافة والسلبية باسم الاسلام ، وضيّقوا على العلماء والدعاة حتى أقفرت البلاد ماديا وعلميا ودينيا وسياسيا ، إلا من بقية قليلة نابضة بالحياة لم تستسلم في أيّ من أحقاب الاحتلال دفعت أغلى الأثمان في الجهاد المسلح والفكري ضدّ فرنسا ، ولم يتوقف الشعب عن التضحية بدمائه إلى حين هزيمة القوة المحتلة في 1962.
    • رسالة حضارية ؟ فرنسا التي أقامت الدنيا لدفع تركيا إلى الاعتراف بما تسميه ” إبادة الأرمن ” ما زالت إلى اليوم ترفض الاعتراف بجرائمها في الجزائر بل وتستمرّ في منّها علينا لأنها لم تستعمر بلادنا وإنما حملت إليها رسالة التحضّر ونقلتها من الظلمات إلى النور !!! هذه الرسالة المزعومة التي كلّفتنا الكرامة وملايين الشهداء وضياع الشريعة لصالح قانون نابوليون وتراجع العربية لتحلّ محلها لغة هجينة كتلك المعروفة في جمهوريات الموز.
    أغلقت فرنسا – باسم التحضر والتمدّن – المساجد والكتاتيب وفتحت الخمارات وبيوت الدعارة ، وسعت سعيا حثيثا منهجيا ليبقى ذلك سائدا بعد خروجها من الجزائر ، وها نحن نعاني من ذلك أشدّ العناء ، مع وجود أقلية من بني جلدتنا متوافقة مع النظرة الفرنسية للتحضّر والتمدّن ، تتحكم في مفاصل الدولة لننسى الجرائم الفرنسية تحت أضواء الانبهار بأفضال فرنسا.
    لكن هل ننسى أنه عند انهزام فرنسا أمام ألمانيا في 1871 ثأرت لذلك بتقتيل وتشريد أهالينا في الأخضرية ونواحيها فيما يُعرف بثورة المقراني والحداد ؟ وعندما تحرّرت فرنسا من الاحتلال الألماني في 1945 – على يد الجيوش الأمريكية طبعا – احتفلت بتقتيل 45000 مواطن جزائري خرجوا في مظاهرات تطالب بالحرية لبلدهم !
    هذه هي الحضارة بالمفهوم الفرنسي…وبمفهوم عبيدها من أمثال طه حسين الذي كان أحمد طالب الابراهيمي يحدّثه عن جرائمها في الجزائر فلم يصدق ذلك وقال له – بالفرنسية – : ” هذا غير ممكن ” ! وهذا شأن العبيد دائما ، وعندنا منهم في بلادنا لفيفٌ من السياسيّين والإعلاميّين والفنانين والمثقفين ، لو أمطرت السماء في باريس لغطوا رؤوسهم هنا.
    • معاناة مستمرّة إلى اليوم : كان الجزائريون يظنون أن الاستقلال سيضع حدا لمعاناتهم من فرنسا لكنه كان استقلالا ناقصا أقرب إلى الشكلية ، إذ بقيت القوة المستعمِرة حاضرة بوضوح عبر الأقلية التي تؤمن بمبادئها وقيمها على حساب ثوابت الشعب والتي تحكّمت في الدولة وجعلتها تابعة لباريس في الإيديولوجيا والمصالح ، وبقيت فرنسا متحكمة في السياسات الاستراتيجية والصفقات الكبرى – خاصة تلك المتعلقة بإنجاز البنى التحتية والاستيراد – وتجاوزت المأساة ذلك بحيث أصبحت الفرنسية هي اللغة الرسمية الفعلية في الجزائر ، وقد استمرّ الوضع المؤسف منذ أُوكلت الأمور بعد 1962 إلى أفراد دفعة ” لاكوست ” التي أعدّتها فرنسا لتتولّى تسيير شؤون البلاد بعد رحيلها ، إلى جانب ” ضباط فرنسا ” وهم جزائريون غادروا الجيش الذي كانوا يخدمون فيه والتحقوا بصفوف الثورة في أيامها الأخيرة ، وها هي الجزائر إلى اليوم في حالة تبعية مزرية .
    بالإضافة إلى كلّ هذا فإن دور فرنسا في محاربة الاسلام والتضييق على المسلمين داخلها وخارجها لا يجهله أحد ، في حين يتمتّع فيها اليهود على جميع المستويات بامتيازات ضخمة ، فكيف لا نحمل بُغض فرنسا في قلوبنا إلى قبورنا ؟
    وصدق الشيخ البشير الابراهيمي حين خاطب الجزائريين بقوله : ” إن الاستعمار قد خرج من أرضكم لكنه لم يخرج من مصالح أرضكم ولم يخرج من ألسنتكم ولم يخرج من قلوب بعضكم …”.

    عبد العزيز كحيل