سياسة

تضارب المعلومات حول أسباب وفاة مدون تونسي في الجزائر

تونس ـ «القدس العربي»: أثار حادث وفاة مدون وناشط تونسي في الجزائر جدلا كبيرا في بلاده، حيث رجحت السلطات فرضية انتحاره، أكدت عائلته أنه تلقى مؤخرا تهديدات بالقتل من جهة غير معروفة، فيما أكدت مصادر إعلامية إلى أنه كان يُعد تحقيقا استقصائيا حول «الدور الأجنبي» في تونس، مشيرة إلى أنه كان بصدد الكشف عن «خفايا مدوية» حول ليلة هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وأعلنت وزارة الخارجية التونسية العثور على جثة المدون والناشط في المجتمع المدني حسام السعيدي في أحد أحياء العاصمة الجزائرية مساء الخميس.
ورجح الناطق باسم الوزارة مختار الشواشي فرضية انتحار السعيدي بناء على التقارير الواردة من قبل السلطات الأمنية في الجزائر، مذكرا بأن والد السعيدي أكد للسلطات أن ابنه يعاني من بعض المشاكل النفسية، وأكد أن السفارة التونسية في الجزائر تتابع التحقيقات المستمرة حول الحادث.
ونقلت صحيفة «الشروق» الجزائرية عن مصدر في السفارة التونسية في الجزائر قوله إن السعيدي كان يقيم في فندق «السفير» بوسط العاصمة، وعثر عليه بالقرب من مقر الولاية مساء الخميس، مؤكدا أن التحقيقات تشير إلى انتحار السعيدي، مع وجود محاولات لإنقاذه لكنها باءت بالفشل.
لكن المصدر استدرك بقوله «الظروف غامضة، ويجب عدم التسرع، علينا انتظار تقرير الطبيب الشرعي والذي سيبين أسباب الوفاة”، مشيرا إلى أن والد السعيدي وصل الجزائر لاستلام جثة ابنه.
واستبعدت الصحيفة فرضية قتل السعيدي، نتيجة «التواجد الأمني المكثف» في المنطقة التي عُثر فيها على جثته.
فيما أكد محمد أمين الحجام (أحد أقرباء السعيدي) لإذاعة «شمس» المحلية أن الشرطة الجزائرية أبلغت العائلة في أول اتصال بها أن ابنها تعرض للدفع من فوق أحد الجسور في الجزائر، واستغرب حديث وزارة الخارجية عن فرضية الانتحار، مؤكدا أن والد حسام لم يُدل بأي تصريح «خاصة وأنه في حالة نفسية صعبة بعد تلقيه خبر وفاة ابنه».
وقال الحجام إن حسام السعيدي هرب إلى الجزائر في شهر حزيران/يونيو الماضي خوفا على حياته وحياة عائلته بعد أن تلقى تهديدات بالقتل (من جهة مجهولة)، مشيرا إلى أنه اتصل بوالدته قبل 48 ساعة من العثور عليه ميتا وقال لها «لقد عثروا عليّ»(دون تحديد الجهة المقصودة).
وأكدت مصادر إعلامية أن السعيدي كان يُعد تحقيقا استقصائيا حول «الدور الأجنبي» في تونس قبل وبعد 14 كانون الثاني/يناير 2011 (ليلة هروب بن علي)»، مشيرة إلى أنه أعلن في وقت سابق على صفحته بموقع «فيسبوك» أنه تلقى تهديدات بالقتل.
خبر مقتل السعيدي أثار موجهة من الجدل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث رجحت قناة «نسمة» المحلية أن يتحول الحادث إلى قضية رأي عام و«مدعاة صداع إضافي لحكومة الحبيب الصيد التي تواجه أيضا التداعيات المتصلة باختفاء سفيان الشورابي و نذير القطاري منذ ما يقارب السنة في ليبيا».
وأشارت في مقال بعنوان «حسام السعيدي: اغتيال.. أم انتحار؟» نشرته السبت على موقعها الإلكتروني إلى «تضارب الروايات بين مرجح لفرضية الانتحار ومن يؤكد أن حسام السعيدي قد تمت تصفيته لأسباب سياسية ترتبط بنشاطه في الصحافة الاستقصائية وما أعلن عنه مؤخرا من انه سيميط اللثام قريبا عن خفايا مدوية حول 14 كانون الثاني/يناير 2011».
وأسس ناشطون على «فيسبوك» صفحة بعنوان «من قتل حسام السعيدي؟» بلغ عدد زوارها عدة آلاف، وانتقدوا من خلالها «تجاهل» السلطات التونسية للتهديدات السابقة التي تلقاها السعيدي وأبلغها بها، و»استعجالها» بترجيح فرضية انتحاره رغم ذلك.
وأكد أحد المستخدمين ويدعى زياد أنه يعرف السعيدي جيدا، مستبعدا فرضية انتحاره من فوق أحد الجسور في الجزائر، وأكد أنه كان يعتزم العودة لتونس قبل ساعات من مقتله، فيما اعتبر مستخدم آخر الحادث «لعبة سياسية من أطراف أجنبية لكي يشوهوا العلاقة المتينة بين تونس والجزائر».
وأضاف «أنا جزائري و أعرف ان الجزائر حريصة جدا على الأجانب و توفر لهم كل الأمن مهما كان انتماؤهم السياسي أو الديني، والدولة الجزائرية كبيرة على ان تقتل ناشطا سياسيا»، مؤكدا أن السعيدي «لو كان خائفاً من الجزائر أو له أعداء فيها ما أقدم على زيارتها».
يُذكر أن مقتل السعيدي تزامن مع بيان أصدرته عائلة المدون السجين أيمن بن عمار، أكدت من خلاله دخولها في إضراب جوع مفتوح «بعد استنفار كل الوسائل القانونية للإفراج عنه».
واستنكر البيان منع العائلة من زيارة أيمن بحجة أنه يرفض الزيارة، وأضاف «نظرا ليقيننا التام من عدم صحة هذه المعطيات، خاصة في ظل الاضطراب وتناقض التصريحات من إدارة السجن، فإننا نعتقد بشكل كبير أن ابننا تعرض لتعذيب و تنكيل شديدين، خاصة وأنها ليست المرة الأولى ونعتقد أيضا أنه قد تم حرماننا من زيارته لعدم معاينة آثار التعذيب».
وناشدت العائلة كافة المنظمات الحقوقية التونسية والأجنبية للتدخل فورا وطلب زيارة المدون أيمن بن عمار للتأكد من وضعيته الصحية وسلامته البدنية، مطالبا وزير العدل بالتدخل شخصيا و«إطلاعنا على الأسباب الحقيقية لما يحصل و طمأنتنا على سلامة ابننا».
وأعلن حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» تضامه مع قضية بن عمار، معتبرا أن «التشفي في سجين رأي وعائلته يوم العيد سلوك منحرف ظننا جميعا أنه ولّى بلا عودة بعد الثورة».
كما طالب وزير العدل برفع أي إجراءات استثنائية ظالمة ضد بن عمار «وباعتبار تكرار التجاوزات في حق هذا الشاب، ربما يتوجب نقله إلى وحدة عقابية أخرى إلى حين يتحرك ضمير من بيده صلاحية العفو لتسريحه ووضع حد لمعاناته ومعاناة أهله».

تضارب المعلومات حول أسباب وفاة مدون تونسي في الجزائر

حسن سلمان
http://www.alquds.uk/?p=423836

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • لكن المصدر استدرك بقوله «الظروف غامضة، ويجب عدم التسرع، علينا انتظار تقرير الطبيب الشرعي والذي سيبين أسباب الوفاة…..
    يعني قاعدين يمنيكوا علينا. الصغير و الكبير يعرف أن الطبيب هذا و القاضي كلهم تابعين للمخابرات يعني واش تنتظروا من هؤلاء المجرمين,الحقيقة ؟؟؟ مافماش عدالة و لاحد شيئ. الدولة و المخابرات هم الارهابيين الحقيقيين. يعني واش تنتاظروا من ناس ذبحوا اطفال صغار في بن طلحة ؟؟؟ مايقدرلكم غير ربي و داعش ياإرهابيين