هاته القيادة لن تحاكم المجرمين الخونة | حبيب سوايدية

ارجعوا الى رشدكم
حقيقة ارضاء الناس غاية لا تدرك و رضى الله هو المنتصب… و لكن
يذهب الفريق قايد صالح بأسم رئيس الجمهورية و القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإطاحة بزمرة من المجرمين في جهاز المخابرات، فتنشط المخيلة المتعبة و المرهقة بسيناريوهات المستقبل الوردي. فيشتعل المجتمع الفايسبوكي بحالة من الرغبة في التحليلات و ترجمة الإشارات و التكهنات و حتى التجنيد، و الويل كل الويل لمن يقول غير ما يقال و يفسر.
و بمناسبة هذا الحدث الجلل، و افتتاح أبواب التجنيد و التخوين على مصراعيه، اسمحو لي بأن اذكر ببعض الحقائق المتعارف عليها و التي حفظها الجميع عن ظهر قلب، لعلها تنفع.
اولا
– لم تشأء “مؤسسة قايد صالح” و من يستعملها أن يمر هذا الصيف دون ان يتم تقليم أظافر الوحوش الضارية و تصفية ما تبقى من جهاز المخابرات، فبادرت الى عزل قائد الامن الداخلي و قائد الحرس الرئاسي كخطوة اخيرة في انتظار احالة المدعو توفيق على المحكمة العسكرية او أجابره على التقاعد دون المساس “ببطولاته” و امتيازاته.. فالأيام القادمة هي من ستكون الحكم في هذا الامر.
ثانيا: كنت أتمنى ان يكون قايد صالح قد اخذى فعلا المبادرة من “فلول حزب فرنسا لتحرير الجيش من وصايت الخونة على مؤسسة الجيش” نتيجة لاستفاقة ضمير قائد الأركان و ضباط اخرون لإدراك الأخطاء الجسيمة التي وقعة فيها قيادة الجيش الوطني الشعبي منذ الانقلاب المشؤم و ما تبعه من جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية و فساد الى يومنا هذا. لكن كل المعطيات تقول ان الحرب المحتدمة منذ مدة بين جهاز المخابرات و الرئاسة اسفرة على النتيجة التي كانت تسعى اليها الرئاسة، اذا علمنا ان قائد الأركان قايد صالح قد فصل في الامر و انضم منذ البداية الى بوتفليقة و زمرته.
ثالثا:تذكروا معي ان الخطوة الاولى التي قام بها قايد صالح في السنة الماضية هي إلحاق عدة اجهزة كانت تحت قيادة التوفيق الى أركان الجيش و عزل في ذالك الوقت ما يقارب عن مائة ضابط في المخابرات و الجيش و كان من ابرز هولاء مهنة جبار و فوري و حسان اية عرابي اي (DCSA, DGPS, ,CLAS) ماذا بقى لتوفيق ( DSI,DSSP) الجهازين الاخيرين في (DRS). يعني توفيق انتهى رسميا.
هذا من جهة، من جهة اخرى عندما نقول “فلول فرنسا” في من الأفضل لنا ان نكون على دراية ماذا نقصد من هذه التسمية. و انا لا فرق عندي بين قايد صالح و التوفيق كلهم خونة و قتلة و مجرمون و فاسدون و فلول الاستعمار.
لن اللعب على الاوتار و صراحتي المشؤمة قتلني و لكن يعز عليا ان يقع الرجال الشرفاء و الذين احبهم و احترمهم في هكذا عملية و الا نسأل انفسنا:
-من فتح الأجواء الجزائرية لطائرات الفرنسية حتى تضرب في مالي؟
– من سمح لمظلي بيجار من العودة الى صحراء الجزائر للعمل مع القوات الخاصة في الناحية العسكرية الرابعة؟
– من فتح أبواب مدرسة القوات الخاصة ثلاثة او أربعة مرات لقائد أركان الجيش الفرنسي.
– من تنقل الى الفأل دي قراس و الانفاليد في باريس ثلاثة مرات لإجراء اجتماع مع الرئيس المريض؟
– من سمح للشركات الفرنسية باستغلال الغاز الصخري في صحراء الجزائرية؟
اليس بوتفليقة و اخاه و قايد صالح و سلال و عمارة بن يونس و التوفيق و طرطاق…
كنت أتمنى ان يكون قايد صالح حر في اختياراته و لم يفعل ذالك نتيجة صراع دموي بين طرفي السلطة على النفوذ. كنت أتمنى من قائد الأركان ان يقف على مسافة بين الخصمين و يعلن عن و لائه لشعب الجزائري و لنداء ثورة نوفمبر المجيدة.
نعم كنت أتمنى ان يدعو الرجال الشرفاء في هذا الوطن و المعارضة التي تنتمي للجزائر و التي تمجد شهداء ثورة نوفمبر بان تلتف حول جيشها لحمايته و تعلن عن مرحلة انتقالية و تختار ممثلين للشعب الجزائر لتجاوز لهذه المرحلة الخطيرة.
نعم كنت أتمنى ان تكون هناك قيادة عسكرية رشيدة تعلن بصراحة و دون لف و لا دوران على الخطوات التي ستقوم بها الان و ما يحاك في الظلام و تحت الطاولة.
نعم كنت أتمنى ان لا يجازف الرجال الشرفاء بسمعتهم و شرفهم و تاريخهم المشرف من اجل قايد صالح و لا شريف عبد الرزاق و لا اي ضابط في الجيش حتى يكونوا على دراية بما يدور من حولهم و يكون لديهم كل المعطيات و الآليات التي تثبت و بطريقة جازمة ان ما تقوم به قيادة الجيش ليس ركوب موجة جديدة على ظهر الجزائر و الجزائريين لتوريث الاخ الصغير و نحن كما تعلمون على أبواب أزمة اقتصادية خانقة سيستغلها الاوباش من هذا الطرف او الاخر
و هنا أسائل:
هل عندكم ضمانات او أعطتكم اي جهة ضمانات مكتوبة على ان هذه القيادة ستحاكم المجرمين الخونة و ستسلم السلطة لشعب بكل هدواء؟ اذا كان كذالك فوالله ان اول من سيبارك هذا المشروع. ام تراكم ستفعلون مثل ما فعل مزراق مع سمّاعين العماري؟

من صفحة حبيب سوايدية على فيسبوك

https://www.facebook.com/habib.souaidia?fref=ts