سياسة

زيارة وزير خارجية عمان إلى غرداية الجزائرية تثير التساؤلات

يوجد بها عدد كبير من أتباع المذهب الإباضي الذي تتبعه عمان
الجزائر – «القدس العربي»: اختتم أمس الخميس وزير الخارجية العماني زيارة الجزائر التي دامت يومين، والتي جاءت بدعوة من نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، والتي جاءت لتثمين وتطوير العلاقات بين البلدين، وتعميق التشاور حول مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما أن الوزير العماني زار أيضا ولاية غرداية (630 كيلومترا جنوب العاصمة) وهي زيارة فتحت الباب للتساؤلات، خاصة في هذا التوقيت بالذات، التي تعرف فيه هذه المدينة اضطرابات بسبب الصدامات التي وقعت قبل أيام بين عرب مالكيين وأمازيغ إباضيين.
وكان يوسف بن علوي وزير خارجية عمان قد وصل إلى الجزائر مساء الأربعاء، وكان في استقباله وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون رمطان لعمامرة، وأكد الوزير العماني لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين على أن الزيارة تندرج في إطار سعي البلدين إلى تطوير علاقاتهما وتعاونهما، كما أنها فرصة للتطرق إلى العديد من الملفات الدولية والإقليمية المشتركة، خاصة ما تعلق بالوضع الذي يعيشه العالم العربي، وإلى أمور هي أصلا محل اتفاق بين الطرفين.
وأعرب بن علوي أن التفاهم والتعاون بين البلدين ستزداد وتيرتهما في المستقبل، كما أن الزيارة فرصة لتدارس كيفيات تفعيل اللجنة المشتركة الجزائرية ـ العمانية التي ينتظر أن تنعقد في العاصمة العمانية مسقط قبل نهاية السنة الحالية.
من جهة أخرى استغل الوزير العماني الفرصة لزيارة مدينة غرداية، وهذه ليست أول مرة يزور فيها مسؤول عماني هذه المدينة، التي يوجد بها عدد كبير من أتباع المذهب الإباضي، والذين يسمون في الجزائر بالميزابيين، نسبة إلى وادي ميزاب، وسلطنة عمان تتبع المذهب الإباضي أيضا، لكن الزيارة في هذا التوقيت بالذات تطرح تساؤلات، عما إذا كانت السلطات الجزائرية تسعى من ورائها إلى مساعدة عمانية في عملية التهدئة التي تقوم بها بين الإباضيين والمالكيين في مدينة غرداية، خاصة أن الأزمة بين الطرفين بلغت حدا لا يطاق في الفترة الأخيرة، إذ سقط خلال شهر رمضان 24 قتيلا، بالإضافة إلى مئات الجرحى، فضلا عن الخراب والدمار اللذين عصفا بهذه المدينة، الأمر الذي اضطر السلطات إلى وضعها تحت وصاية عسكرية، بعد فشل السلطات المدنية في التحكم بالأوضاع، ورغم عودة الهدوء إلى المدينة، إلا أنه يبقى هدوءا حذرا، على اعتبار أن الحل النهائي لهذه الأزمة ما يزال بعيد المنال.

كلمات مفتاحية

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق