سياسة

تدريس “الدارجة” مشروع استعماري

مليكة قريفو تفاجئ الحاضرين في منتدى لــ ” الحوار ” وتصرح:

عليك الاهتمام بقطاعك المتهالك يا بن غبريط

وزراء وسياسيون وخبراء ونقابيون في ندوة ” الحوار”:

دعوات بعصيان لغوي لوقف التدريس بالعامية

تغطية نسرين مومن / ليلى عمران/ سهام حواس/ آمنة بلعلوة

المدير العام محمد يعقوبي:

“الحوار” فتحت النقاش لصناع المدرسة الأساسية

أكد محمد يعقوبي المدير العام لجريدة “الحوار” في كلمته الترحيبية أن النقاش الذي احتضنته مواقع التواصل الاجتماعي حول إدراج اللغة العامية في التدريس بالطور الابتدائي، كان لا بد أن يتم تأطيره من خلال فتح نقاش جدي ينشطه الخبراء والمختصون في الشأن التربوي.

وقال يعقوبي بأن جريدة الحوار ارتأت بالمناسبة تنظيم ندوة وطنية تستضيف خلالها الخبراء الذين همشت الوزارة الوصية آراءهم في الوقت الذي تتجه فيه “جديا” إلى ترسيم اللغة العامية أو اللغة الأم، وأبرز دور الجريدة في توفير فضاء للنقاش يفتح لجميع الأطراف بما فيهم المدافعون عن التعدد اللغوي بغية الخروج بتوصيات لترفع إلى وزارة التربية الوطنية، وشكر المدير العام لجريدة الحوار جميع القامات التي حضرت الندوة وشدد على ضرورة إبراز آراء صناع المدرسة الأساسية.

وزير التربية السابق محمد شريف خروبي

التدريس بالعامية خطة “مجمدة”

أكد الأستاذ محمد شريف خروبي أن فكرة التدريس بالعامية ليست مشروعا جديدا تم طرحه بسبب مشكل معين في تدريس اللغة لتلاميذ الأقسام الابتدائية بل هي خطة “مجمدة” كان ينتظر أصحابها الوقت المناسب لطرحها، القرار إن صح تسميته بذلك يحتاج إلى وقفة صارمة في وجه المنادين به، وعلى المدافعين على اللغة العربية والغيورين عليها الوقوف وقفة رجل واحد في وجه كل الخطط التي تريد النيل من عروبة المجتمع الجزائري وكسر الوحدة الوطنية ومحو هوية الفرد الجزائري، واستطرد الأستاذ خروبي في ذكر بعض الفروق بين اللهجات المحلية التي ستشكل نقطة فرقة وتحيل الجزائر إلى مشكل أكبر وهو التحول إلى مجموعة من الأمم التي تتكل كل واحدة بلهجة معينة يجب أن نتحاور مع بن غبريت ونحاول إيصال فكرة أن التدريس بالعامية خطوة غير محسوبة العواقب يجب العمل على إيقافها فورا، وأضاف قائلا إن العربية هي لغة القرآن الكريم.

الأستاذة مليكة قريفو صاحبة أول مدرسة خاصة في الجزائر

“التدريس بالعامية امتداد لمشروع فرنسي قديم”

“البرلمان الجزائري صادق على قانون تغريب المدرسة الجزائرية”

استنكرت الأستاذة مليكة قريفو إقدام وزارة التربية الوطنية على طرح مشروع التدريس بالعامية معتبرة أن الوزيرة بن غبريت موجودة فقط لتنفيذ أوامر مفتشين يحكمون قبضتهم على وزارة التربية، وأضافت أن الدخول في نقاش حول مشروع التدريس بالعامية أمر متوقع لكن لا يجب إغفال الحديث عن مخاطر أخرى تهدد المدرسة الجزائرية بصفة خاصة والمجتمع الجزائري بصفة عامة أخطر بكثير من العامية، ومنها مشروع 2008 الذي جاء به أصحابه متأخرا بخمس سنوات بهدف إصلاح المنظومة التربوية، لكن الأمر الذي يخفي على شريحة واسعة من الجزائريين أن التأخير خدم شركة متعددة الجنسيات هدفها تغريب المدرسة الجزائرية بتقديم معايير الكتاب الخاص بالطفل الصغير الذي تمت مناقشته تحت قبة البرلمان الجزائري بحضور بعض الناشرين الجزائريين الذي ساندوا هذه الشركة التي اتخذت معايير قائمة على تفكيك الوحدة الوطنية عن طريق محاربة أسس الهوية الجزائرية ومن بينها اللغة العربية، وتساءلت المتحدثة كيف للبرلمان الجزائري أن يصادق على مشاريع بهذا الحجم ومن هذا النوع ظاهرها خدمة الثقافة العربية وباطنها تغريب المجتمع بدءا بأصغر أفراده، و تضيف الأستاذة قريفو أن المشروع في الأساس هو محاولة رسم لغة جديدة تسمى الكريولية التي أسس لها في مكتب وزارة الخارجية الفرنسية من قبل باحث فرنسي يعد من أكبر المختصين في العالم في إنشاء اللغات “الكريولية “التي تعتمد في الأساس على تكريس تعليم اللهجات المحلية للطفل، وتضيف قريفو أن الشركة الناشرة استطاعت الوصول إلى المدرسة والمكاتب البلدية المنتشرة عبر الوطن، وآخر هدف تسعى الشركة للدخول إليه هو المسجد تحت مسمى القاعدة المشتركة “التي تقوم على فكرة طرح كتاب واحد وهو الآن في مرحلة الإعداد تم وضعه من قبل مفتشين استبدلوا تراث المتنبي بن هدوقة ومولود معمري بوجوه أخرى يعملون على الترويج لها.

الباحث الهادي حسني:

اللوم ليس على بن غبريت وإنما على من جاء بها

نفى الباحث الهادي حسني أن يكون مشروع استعمال العامية في التدريس جديدا في الجزائر كما يظن البعض، قائلا بأن المخطط مكشوف من أول الأمر، حيث أرجع بداياته إلى سنة 1572 من طرف فرنسا التي بدأت التخطيط وقتها للاستيلاء على الجزائر.

وقال حسني في كلمته التي ألقاها بالندوة التي احتضنتها “الحوار” إنه يدافع عن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت لا لسبب وإنما لأن الذنب ليس ذنبها، وإنما ذنب من جاء بها، مشيرا إلى أن هناك الفاعل ونائب الفاعل، حيث تحتل بن غبريت مكان نائب الفاعل في حين أن الفاعل هو ما أسماه “الفوق” أي أعلى هرم السلطة.

كما فند المتحدث ذاته أن يكون للطفل الأمازيغي صعوبة في التأقلم مع اللغة العربية كون لغة أمه هي الأمازيغية، مستشهدا بأبناء بني مزاب في غرداية الذين يتكلمون العربية جيدا وضاربا بنفسه مثالا حيا بقوله “أمي امازيغية وأنا أتكلم العربية أحسن من اليمنيين”.

وفي السياق ذاته ألقى حسني البيت الشعري القائل: “إذا طاب أصل امرأ… طابت فروعه”، كما قرأ خطابا يرجع إلى سنة 1916 لقدور بن غبريت، كان قد ألقاه الأخير قبل معركة فيرنا على مسامع الجنود الجزائريين والمغاربة، حيث حملت الخطاب كلمات كثيرة باللغة الدارجة، وهذا للإشارة إلى أن الأمر ليس بالجديد على الوزيرة وإنما راجع إلى أصلها وأجدادها.

الباحث عثمان سعدي:

هناك مؤامرة لضرب الوحدة الوطنية بتدمير اللغة العربية

أكد الباحث والمختص في الدفاع عن اللغة العربية عثمان سعدي بأن من جاء بتوصية التدريس باللغة الدارجة يريد استهداف الوحدة الوطنية عن طريق ضرب اللغة العربية، مؤكدا بأن الجدل القائم ليس جديدا وإنما قديما قدم الجزائر المستقلة مضيفا بأن ما يحصل هو خطة للتآمر على اللغة الجامعة بين الجزائريين ومحددة هويتهم.

وذكر سعدي في مداخلته بندوة “الحوار” بأن الدعوة إلى استعمال الدارجة في التدريس قد جاء بها لأول مرة بن زاغو كاقتراح تقدم به عندما كان عضوا في لجنة التربية خلال المؤتمر الرابع لجبهة التحرير الوطني سنة 1979، أين لم يجد ولا مساند له في أفكاره، مما دفعه للانسحاب وعدم إكمال حضور فعاليات المؤتمر.

كما اغتنم سعدي الفرصة لضبط المفاهيم وتوضيح الفرق بين “الدارجة” و”العامية”، قائلا إن العامية هي لغة العوام، أما الدارجة فهي اللغة المتداولة في الشارع، الذي أكد بأنها كانت لغة صافية قبل الاستقلال، ولوثت بعد الاستقلال بالفرنكفونية، حيث كان الجزائري يعتبر الفرنسية لغة المستعمر في حين أصبحت بعد الاستقلال لغة الدولة والسيادة الوطنية، كما أكد سعدي بأن الجزائر في تاريخها عرفت نوعين من “الحركية”، حركية العضلات التي كانت إبان الثورة التحريرية، وحركية الفكر بعدما أصبح البعض يخونون الوطن والهوية عن دراية وعلم.

مدني عامر إعلامي جزائري

الصحافة الجزائرية أدخلتنا في حروب إعلامية بدل النقاش الهادف

لست خبيرا في مناهج التربية والتعليم لكني يمكنني أن أتحدث عن اللغة العربية في الجانب الإعلامي وكيفية تناول “التوصية بالتدريس بالعامية “من قبل الصحافة الجزائرية، ففي الجانب الإعلامي لم يتم طرح الموضوع للنقاش بشكل جدي و لم تدخل المنصات الإعلامية الكبرى في نقاش هادف بل أدخلتنا في حروب إعلامية، وللأسف الشديد وصلنا بالنقاش إلى حد القذف والشتم ومن بين ما وصل إليه النقاش أن ” اللغة العربية اختطفت من قبل المعربين ولغمها الإسلاميون ولذلك نخشى منها أن تصل إلى مضامين إرهابية “هي أفكار يتم الترويج لها إعلاميا من قبل فئة معينة وشخصيا أرى أنه يجب التركيز على المحافظة على لغة الأمة بدل الحديث عن اللغة الأم ولا يفوتني التذكير بأن أول شخص ألقى خطابا باللغة العربية في الدورة الطارئة لجمعية الأمم المتحدة هو الرئيس الراحل هواري بومدين، وحمل خطابه مضامين فكرية واقتصادية قوية جدا استطاعت اللغة العربية إيصالها للعالم بصورة جيدة تركت أثرا كبيرا في العالم أجمع.

محمد حميدات

الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لأستاذة التعليم الابتدائي

“نرفض رفضا قاطعا المساس باللّغة العربية”

رفضت النقابة الوطنية المستقلة لأستاذة التعليم الابتدائي على لسان أمينها العام محمد حميدات رفضا مطلقا فكرة استبعاد اللغة العربية واستبدالها بالعامية في المدرسة الابتدائية التي تعد اللبنة الأولى للمدرسة الجزائرية و هدم الهوية الجزائرية وتشتيت المجتمع الجزائري، اعتبرت النقابة أن مشروع التدريس بالعامية مشروع تغريبي لا يمكننا السكوت عنه ويجب أن نقف في وجه هذه الحرب التي أراد أصحابها القضاء على اللغة العربية على اعتبار أنها سبب المشاكل، إلا أنه ما لا يخفى على مسؤولي وزارة التربية أن مشاكل المدرسة الجزائرية كثيرة جدا، ومنها أن بعض المدارس في الجزائر العميقة لا تجد من يدرس بها لا العربية ولا العامية وكان الأجدر بالمجتمعين أن يناقشوا مثل هذه الأمور بدل التطرق إلى مسائل تهدد هوية شعب بأكلمه.

الإعلامي سليمان بخليلي:

على الأساتذة الدخول في عصيان لغوي السنة الدراسية المقبلة

جدد الإعلامي سليمان بخليلي دعوته إلى الأساتذة ومعلمي الطور الابتدائي إلى الدخول في عصيان لغوي مع الدخول المدرسي المقبل، وعدم اللجوء إلى الإضراب الذي سيستغل ضدهم، داعيا إلى رمي اللغة العربية والفرنسية في البحر والعمل على تعليم الأجيال القادمة اللغة الإنجليزية.

وقال بخليلي في كلمة ألقاها في ندوة “الحوار”، بان ذلك سيكون ردا على إصرار نورية رمعون ومن معها على تكريس هيمنة اللغة الفرنسية على العربية والأمازيغية والانجليزية، مضيفا بخليلي على لسان جميع الحاضرين بأنه ليست لهم أي عقدة من العامية بدليل أنهم لا يستعملون سواها في يومياتهم، وإنما الهدف من وراء هذه البلبلة هو إلهاء النقابات والشارع الجزائري لعدم الخوض في أمور أعمق وأخطر خلال الدخول المدرسي المقبل.

كما عاب بخليلي على الوزيرة والداعين معها إلى التعليم بالدارجة، اختلاف اللغة العامية باختلاف الولايات الجزائرية، معقبا في السياق ذاته على تسمية “لغة الأم” بأن لغة بن غبريت الأم ليست العربية أو الدارجة الجزائرية وإنما هي الفرنسية، في حين أن لغة أمه هو هي الأمازيغية كونه شاوي الأصل.

مكلف بالتنظيم بنقابة “الأسانتيو” جهيد حيرش:

سيكون للنقابة قرار جاد في الموضوع مع الدخول المدرسي المقبل

قال المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية “الاسانتيو” جهيد حيرش إن الأخيرة سيكون لها قرار سيد وجاد للدفاع عن تدريس اللغة العربية خلال الدخول المدرسي المقبل.

وأضاف حيرش خلال مداخلته بالندوة التي احتضنتها “الحوار”، بأن مشاركة النقابة في الندوة لم تأت بخلفية سياسية وإنما جاءت كون الموضوع شأن وطني والقضية قضية مجتمع بأكمله، بعدما تجرأت الوزيرة على مس مساحة خطِرة جدا، كانت قد ظنت بأن الأمور ستمر مرور الكرام إلا أنها أخطات في ذلك.

كما أثنى حيرش على القائمين على مبادرة الندوة مثمنا مداخلات المشاركين القيمة من أساتذة وباحثين وإعلاميين.

الشاعرة الدكتورة حبيبة محمدي:

من يريد تمزيق الوحدة الوطنية يا بن غبريت؟

قالت الشاعرة وأستاذة الأدب العربي بجامعة الجزائر حبيبة محمدي على لسانها ولسان النخبة الحاضرة بندوة “الحوار”، بأنهم ليسوا ضد وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت ولكنهم يتساءلون عن هوية المبني للمجهول الذي يريد تمزيق الوحدة الوطنية بالدعوة إلى التدريس بالعامية.

وبدأت محمدي مداخلتها بندوة “الحوار” بأبيات شعرية للشاعر حافظ إبراهيم، كان أولها “أنا البحر في أحشائه الدر كامن…فهل سألوا الغواص عن صفاتي”، قائلة بأنها تشعر بالخجل من الشهداء الأبرار الذين سقطوا فداء هذا الوطن، ومن الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس صاحب قصيدة شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب، وأمام الرئيس الراحل الزعيم هواري بومدين.

الباحث عبد القادر فضيل:

المقترح يحمل دعوة لكسر الوحدة الوطنية

أشار الباحث عبد القادر فضيل خلال مداخلته إلى أن مقترح التدريس باللهجة العامية يعتبر نزوة من نزوات وزيرة التربية والمفتشين العامين، حيث أكد أن هذه التوصية التي يدّعون أنها صدرت في ندوة وعن طريق ورشات لم ترد أصلا في الورشات بشهادة الحاضرين فيها، ما يعني أن هذه القضية مهيأ لها منذ زمن والغاية منها تهميش اللغة العربية التي تنافس الفرنسية، مؤكدا وجود خطة مبيّتة ترمي إلى تدريس المواد العلمية في الطور الثانوي باللغة الفرنسية، وبالتالي فإن الدارجة لا يمكن لها أن تصمد أمام الفرنسية.

وأضاف المتحدث ذاته بأن ترقية تدريس اللغة العربية يتطلب ترقية طرائق تدريسها، ولكن بدل الاهتمام بذلك يقولون إن الطفل يصطدم باللغة العربية عند الدخول إلى المدرسة، وعليه اقترحوا التدريس بالعامية، مشيرا إلى وجود فرق كبير بين لغة الأم وبين اللغة الأم، فلغة الأم هي لغة الشارع إذا كانت الأم جاهلة، وقد تكون غير ذلك إذا كانت متعلمة، وإذا علمنا طفلا من ولاية تيزي وزو بلغة الأم يعني أننا نعلمه الأمازيغية، وإذا كان شاويا يعني أننا نعلمه الشاوية، وهذا المنطق لا يمكن أن يصمد أمام أي تفكير، أما بالنسبة للعامية فهي تحظى بمستوى لغوي أرقى من الدارجة، لأنها عربية في تراكيبها ومفرداتها لكنها مخففة من القواعد، بينما الدارجة هي لغة الشارع والأسواق.

كما وضح الباحث عبد القادر فضيل بأن المشكلة هي مشكلة التربية التي تنهار منذ الشروع في تطبيق ما يسمى بالإصلاحات في الـ2003، حيث وضع 17 قرارا لتحسين الوضع الفاسد، إلا أنه لم يفلح ولا واحد من هذه القرارات في الإصلاح، أما عن مقترح أن يعلم التلميذ بلغة بيئته فتوجد دعوة إلى كسر الوحدة الوطنية، وعليه فإن الأمر يتجاوز صلاحيات وزيرة التربية والوزير الأول وحتى رئيس الجمهورية، فالقضية هي قضية المختصين والمربيين والمجتمع ككل، فاللغة هي لغة المجتمع.

عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين:

نحن أمام استراتيجية خفية تسعى لتهديم البلاد وتقسيمها

أكد عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين أن المشكل ليس تربويا فحسب، وإنما مشكل حضاري، فاللغة العربية هي اللغة العلمية التي ينبغي أن يسمعها الطفل الجزائري من أول يوم له في المدرسة، واللغة المكتسبة لا ينبغي تعليمها للطفل فهو يعرفها أصلا، وهذا مضيعة للوقت، بالإضافة إلى أن اللغة الدارجة ليس لها قواعد نحوية ولا صرفية وهي خليط من عدة لغات على غرار الإسبانية والإيطالية والتركية والفارسية وغيرها، وعلى الرغم من أن أمم الأرض جميعا لديها لغة عامية، إلا أننا لا نجد أي أمة تعلم أبناءها العامية.

وقد عقب الأستاذ عمار طالبي عن مداخلة السيدة مليكة قريفي مؤكدا أنه علم منها ما لم يكن يعرفه، مشيرا إلى أن السياسة التربوية والثقافية والاستراتيجية للبلاد تسير بأيدي أجنية وأيدي أخرى تمدها بالمساعدة.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن المستشرقين قديما حاولوا في مصر والجزائر وغيرها من استعمال العامية وشاركهم في ذلك بعض المسيحيين العرب بغرض تهميش اللغة العربية، ولكن تصدى لتلك الدعوى الرجال وفشلت، وهاهي اليوم تعود بطريقة خفية في الجزائر، فنحن أمام استراتيجية خفية تسعى إلى تهديم لغة البلاد وتقسيمها إلى طوائف، وهذا الأمر خطِر يتطلب تدخل السياسيين والمربيين وتدخل النخبة التي تدعي أنها تدافع عن اللغة العربية، مضيفا بأن وزيرة التربية والمسئولين اقترفوا خطأ كبيرا وعلينا أن نتصدى لهذا الخطأ ونتصدى لكل من يريد أن يزيل لغة بلادنا، ولا بد للتلميذ أن يسمع بلاغة اللغة من أول يوم دراسي والقول بأنه يصطدم بها قول كذب، فالفصحى محببة لدى الأطفال.

وأضاف عمار طالبي بأن هذا الاقتراح يريد أن يفتت البلاد، خصوصا وأن الدارجة تختلف من منطقة إلى أخرى، وهذا خرق للدستور الذي ينص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، وعليه لا بد لأولياء التلاميذ أن يتدخلوا في الموضوع بأن يمنعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدرسة إذا أصروا على موقفهم في التدريس بالدارجة، وأشار إلى أنه يدعو إلى مقاومة العامية مقاومة سلمية، تربوية وعلمية.

الباحث والبروفيسور جمال لعبيدي:

تدريس العامية يمهد لجزأرة اللغة الفرنسية

أكد البروفيسور جمال لعبيدي أستاذ في علم الاجتماع والاقتصاد على وجود مشروع خفي يعود إلى زمن الاستعمار يتعلق باللغة، فاللغة التي تعلم بالمدارس هي لغة مكتوبة وتسمح بالتجريد والتفكير ولها رصيد في الحضارة، والمشروع المدرسي يرمي إلى تعليم اللغة في كل البلدان، وحتى لا تبقى اللغة الأدبية حكرا على النخبة تعمم على الجميع وتدرس، وأضاف بأن آلية التعريب هي وجه للديمقراطية لأنها لغة الشعب والمجتمع.

أما عن الدارجة أو العامية فقد أشار المتحدث إلى وجود فخ في مشروع تدريسها يرمي إلى جعل من العامية لغة مستقلة لإدخال اللغة الفرنسية وجزئرتها، وبالتالي فإن القاعدة الأساسية للمشروع هي قاعدة تعدد اللغات في الجزائر، ونوه البروفيسور جمال لعبيدي إلى أن الملاحظ هو أن القاعدة الإيديولوجية ضعيفة جدا والمستوى الثقافي ضعيف أيضا، وإذا بحثنا في المبررات نجدها واهية، وما هي سوى انطباعات كالحديث عن صدمة الأطفال والشعور بالذنب، وبالتالي فهي مبررات ذاتية وضعيفة جدا، وليست نابعة عن دراسات وتحقيقات.

وأشار المتحدث ذاته بأنه لاحظ استعمال الجمع في الحديث عن اللغة الأساسية، وفي الحقيقة لا توجد لغات أساسية وإنما لغة أساسية واحدة، موضحا أن هذا الجمع يستعمل للغطاء على اللغة الفرنسية، وهذه القاعدة الإيديولوجية لها هدف واحد وهو الوصول إلى فكرة تعدد اللغات التي كانت موجودة في وقت الاستعمار أين كانت الجزائر أمة في طريق التأسيس، واليوم نصادف الموقف نفسه في اللغة، فبعد 14 قرنا من وجود اللغة العربية في الجزائر أصبحت في طريق التأسيس.

وأشار المتحدث ذاته إلى وجود فخ آخر يتعلق بوصف المدرسة بأنها مدرسة منكوبة، وهم يرمون بهذا القول إلى أن التعريب هو سبب نكبتها، ولكن في الحقيقة المدرسة ليست منكوبة بدليل أن المتعلمين والحاصلين على شهادات جامعية من الجزائر ينجحون في الخارج، وأضاف المتحدث بأن هذا الجدل قسم الصحافة إلى شطرين، فالصحافة الفرانكفونية تدعم إدخال العامية إلى التعليم بينما تتخذ الصحافة المعربة موقفا معاكسا، وهذا دليل على وجود صحافتين ونخبتين وجامعتين وإدارتين وبالتالي لدينا مجتمعين في الجزائر.

عبد الرؤوف زنينة:

لا تقحموا المدرسة في المشاكل و التجاذبات

أوضح عبد الرؤوف زنينة ممثل عن نقابة مجلس ثانويات الجزائر خلال مداخلته بأن اللغة مسؤولية الأمة جمعاء، مشيرا إلى أن الوزيرة أرجعت إخفاق المنظومة التربوية إلى اللغة العربية، فهل مشكلة القطاع الصحي تعود على اللغة الفرنسية.

وأشار المتحدث ذاته إلى وجود مشكل كبير يحدث على مستوى السنة الرابعة (متوسط) عند إرسال التلاميذ إلى شعب مختلفة، حيث أكد أن التلاميذ ضعاف المستوى يوجهون إلى القسم الأدبي، وطالب المتحدث بعدم إقحام المدرسة في هذه المشاكل والتجاذبات وترك الأمر للمختصين.

أما بصفته أستاذ في اللغة العربية فقد أكد أن الصغار الذين يدرسون في القسم ما قبل التحضيري يستوعبون اللغة العربية بدليل أنهم يشاهدون أفلام الكرتون ويرددون كلامهم أيضا، كما أضاف بأن اللغويين وأهل الاختصاص يؤكدون أن العامية لا يمكن أن تقوم مقام اللغة لعدة اعتبارات وهي عدد الكلمات التي تعتبر قليلة جدا في العامية مقارنة باللغة العربية، وبالتالي فإنها تحجم عقل الطفل، خصوصا وأن الطفل يتمتع بقدرة عجيبة في تعلم اللغة وأخصب مرحلة يتعلم فيها هي مرحلة الأولى والثانية (ابتدائي)، مضيفا بأن الدستور الجزائري فصل في القضية، ومشيرا إلى أن اللغة العربية توحدنا بينما تفرقنا العامية.

ممثل عن نقابة “الساتاف” أحمد وعلي محند:

النظام يريد جر المدرسة إلى قضايا سياسية وإيديولوجية

وجه ممثل النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين “الساتاف” أحمد وعلي محند أصابع الاتهام إلى السلطة ومؤسساتها، التي قال إنها تريد جر المدرسة إلى قضايا سياسية وإيديولوجية بقراراتها.

وطرح محند في كلمة ألقاها بندوة “الحوار” مجموعة من النقاط التي كانت قد اقترحتها نقابة “الساتاف” خلال ورشات الندوة التقييمية للتربية الوطنية، التي كان أولها ضرورة تعميم تدريس التحضيري في المدارس الوطنية، نظرا لكون العديد من التلاميذ يبتدئون مشوارهم الدراسي من أقسام السنة الأولى، أين يختلطون بنظرائهم ممن درسوا بالأقسام التحضيرية وهو ما قد يخلق تمايزا في المستوى بينهم، مضيفا بأنه من الضروري إعادة النظر في الانتقال المباشر للتلاميذ من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة الثانية دون تقييم، وكذا تعليم التلاميذ بالرموز الفرنسية قبل تعلمها في حد ذاتها، ناهيك عن عدم احترام اختيارات التلاميذ الناجحين في امتحان شهادة التعليم المتوسط في الشعب الممنوحة بالتعليم الثانوي، كما لم يغفل الحديث عن عدم الاعتماد عن اللغة الفرنسية لتدريس المواد العلمية بيد أن تلاميذ هذه الشعب سيكملون دراستهم بها في الجامعة، بالإضافة إلى ضرورة استحداث ثانوية مهنية بدل مراكز التعليم المهني لاستقبال التلاميذ الراسبين في شهادة التعليم المتوسط، مذكرا في ختام كلمته بمساندة النقابة لاقتراح اجتياز البكالوريا على مرحلتين.

///////////////////////////

العربية الفصحى هي أساس الوحدة الوطنية

الوزير الأسبق محي الدين عميمور: وزارة التربية ارتكبت مجازر في حق اللغة العربية

قال الدكتور محي الدين عميمور الدبلوماسي والوزير الأسبق أنه آن الأوان لوزارة التربية أن تسير نحو تبسيط اللغة العربية الفصحى، مشيرا إلى أن التراجع المسجل في اتخاذ القرارات الصائبة راجع أساسا إلى مناقشة أشخاص من غير ذوي الاختصاص لهذه القرارات، فيما دعا الوزارة إلى القيام بنقد ذاتي لمراجعة المجازر التي ارتكبت في حق اللغة العربية.

وتساءل الدبلوماسي السابق هل من أدلى بهذه التوصيات لديه خبرة، وقال إنه الأجدر بوزارة التربية تشكيل لجنة مختصة للوقوف على الاقتراح ودراسته، حتى تتمكن من تبني القرار وفقا لذلك، محذرا من مغبة هدم اللغة العربية التي هي أساس الإسلام، ومضيفا “ليست هناك غنائم حرب في اللغة”.

وفي السياق ذاته، قال عميمور بأنه لم يفهم محتوى الكتب المدرسية التي يدرسها أبناؤه لذلك على وزارة التربية التبسيط في اللغة بالنسبة للتلاميذ في الطور الابتدائي، مؤكدا أن لا بديل عن العربية الفصحى التي هي أساس الوحدة الوطنية.

وفي تعليق له حول رفض مندوب من الوزارة الحضور إلى ندوة “الحوار” بأنه ليس بالشيء الجديد، مذكرا بما عايشه شخصيا في السبعينيات عندما رفض أحد الإطارات المعينين تقديم مشروع تربوي تحت قبة البرلمان، مستشهدا بما كتبه الرئيس الراحل هواري بومدين قبل وفاته بهذا الخصوص.

قال إن الجزائر تسير نحو تسييس المدرسة

أبو جرة سلطاني: لن تغبرطنا وزارة التربية

نبه أبو جرة سلطاني الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، في مداخلته إلى أن موضوع الندوة يتجاوز الأبعاد الضيقة للمدرسة ووزارة التربية، وأكد أنه يحمل بعدا سياسيا وليس تربويا بيداغوجيا مثلما يروج له، مبديا اطمئنانه على مستقبل اللغة العربية في الجزائر.

واستعرض الأستاذ أربعة أهداف كبرى تحاول الهيئات الواقفة أن تبثها في جسم أبنائنا، والتي تتمحور في إعطاء حجة للمتطرفين إيديولوجيا ليستقووا ويحرجوا المعتدلين، كما أنهم سيزدادون حسبه- تطرفا، متنبئا بظهور تيار تطرفي مجددا مع الدخول المدرسي المقبل.

أما الهدف الثاني فهو إحياء ما أماتته المصالحة الوطنية التي كانت تحاول محو آثار تخندق الجزائريين في قراهم ومداشرهم، لكن بهذه التوصية أكد المتحدث أنه أعيد بعثه من جديد في طبعة مستفزة، ويأتي الهدف الثالث لتأكيد حقيقة الثالث المرفوع بمعنى أننا إذا كنا لا نفهم الفصحى والأمازيغية والدارجة فلماذا لا نضع العامية جسرا للغة الفرنسية.

وتابع أبوجرة يقول إن الهدف الرابع لهذه الهيئات من خلال هذه التوصية هو إحياء الصراع الإيديولوجي الذي كان دفينا، مشيرا إلى أنه لا طالما طالب بعد إثارة النقاش حوله، ليكتشف اليوم أن الصراع مازال قائما على أشده واستطاعت بن غبريت أن تنغزه لتوقظ بغبرطتها الخلايا الإيديولوجية النائمة.

وذهب سلطاني للقول بأن المدرسة ليست ميدانا لمعركة بيداغوجية أو فلكلورية بل أضحت مدرسة سياسية، محملا “الفرانكفوليين” الصراع الإيديولوجي الذي نتخبط فيه اليوم، بينما أكد أن اللغة الدراجة التي تتحدث عنها الوزيرة غير موجودة أصلا، ناهيك عن وجود 40 لهجة على الأقل لا تشبه بعضها، مضيفا يقول “الأتراك لم يتركونا بعد مرور 3 قرون، وفرنسا اشتغلت لـ 130 سنة ولم تستطع فرنستنا، وما كسبته فرنسا من 62 إلى اليوم أكثر بكثير مما حصلته في فترة الاستعمار”.

ممثل نقابة “الكنابست” مسعود بوديبة:

لا تجروا المدرسة إلى صراعات هي في غنى عنها

دعا مسعود بوديبة الناطق باسم نقابة “الكنابست” النخبة إلى الدفاع عن الأستاذ كونه حامي اللغة العربية الفصحى في المدرسة، مؤكدا أنه لا يخاف شيئا على اللغة العربية لأن الجزائريين لن يكفوا يوما عن خدمة لغة القرآن والإسلام.

وقال بوديبة بأنه تمنى لو كانت هذه النقاشات منذ سنوات، وتأسف من أن نقاش اليوم جاء كرد فعل عن تصريح مستشار من وزارة التربية، فيما دعا القائمين على الشأن التربوي بالمناسبة إلى دراسة تصريحاتهم قبل الإدلاء بها لعدم جر المدرسة نحو صراعات نحن في غنى عنها.

وتساءل بوديبة أين كان المدافعون عن اللغة العربية عندما كان الأستاذ مستهدفا من وزيرة التربية التي خرجت في العلن تدعو الرأي العام لوقف الإضراب، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كانت الوزارة تسير في مرحلة تقييم الإصلاحات وجدنا أنفسنا فجأة في مرحلة إقرار التعليمات.

مكلف بالتنظيم بنقابة “الأسانتيو” جهيد حيرش:

سيكون للنقابة قرار جاد في الموضوع مع الدخول المدرسي المقبل

قال المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية “الأسانتيو”، جهيد حيرش، بأن الأخيرة سيكون لها قرار سيد وجاد للدفاع عن تدريس اللغة العربية خلال الدخول المدرسي المقبل.

وأضاف حيرش خلال مداخلته بالندوة التي احتضنتها “الحوار”، بأن مشاركة النقابة في الندوة لم تأت بخلفية سياسية وإنما جاءت كون الموضوع شأنا وطنيا والقضية قضية مجتمع بأكمله، بعدما تجرأت الوزيرة على مس مساحة خطيرة جدا، كانت قد ظنت بأن الأمور ستمر مرور الكرام إلا أنها أخطأت في ذلك.

كما أثنى حيرش على القائمين على مبادرة الندوة، مثمنا مداخلات المشاركين القيمة من أساتذة وباحثين وإعلاميين.

مدني عامر إعلامي جزائري

الصحافة الجزائرية أدخلتنا في حروب إعلامية بدل النقاش الهادف

لست خبيرا في مناهج التربية والتعليم لكني يمكنني أن أتحدث عن اللغة العربية في الجانب الإعلامي وكيفية تناول “التوصية بالتدريس بالعامية” من قبل الصحافة الجزائرية ففي الجانب الإعلامي لم يتم طرح الموضوع للنقاش بشكل جدي ولم تدخل المنصات الإعلامية الكبرى في نقاش هادف بل أدخلتنا في حروب إعلامية وللأسف الشديد وصلنا بالنقاش إلى حد القذف والشتم، ومن بين ما وصل إليه النقاش أن “اللغة العربية اختطفت من قبل المعربين ولغمها الإسلاميون ولذلك نخشى منها أن تصل إلى مضامين إرهابية”، هي أفكار يتم الترويج لها إعلاميا من قبل فئة معينة وشخصيا أرى أنه يجب التركيز على المحافظة على لغة الأمة بدل الحديث عن اللغة الأم ولا يفوتني التذكير بأن أول شخص ألقى خطابا باللغة العربية في الدورة الطارئة لجمعية الأمم المتحدة هو الرئيس الراحل هواري بومدين وحمل خطابه مضامين فكرية واقتصادية قوية جدا استطاعت اللغة العربية إيصالها للعالم بصورة جيدة تركت أثرا كبيرا في العالم أجمع.

** إجماع على التلويح بالعصيان “اللغوي” ومقاطعة مدارس بن غبريط
أجمع أغلب المتدخلين من السياسيين وخبراء التعليم والتربية أمس في منتدى يومية “الحوار” حول موضوع إدخال الدارجة كوسيلة تدريس بالمنظومة التربوية الوطنية ، أن المشروع هدفه الأخير إضعاف التحصيل في اللغة العربية للتمكين للغة الفرنسية ، وان المشروع قديم قدم الاستعمار ، وان الوزيرة ومساعديها ، يحتكمون لأوامر فوقية ولا يمكنهم أن يبادروا بمثل هكذا مشروع بدون
“مهماز” ، وهدّد عدد من الحضور بالتصعيد عن طر يق الإعلان عن العصيان اللغوي ، ومقاطعة الدخول المدرسي في حالة إقرار المشروع ، كما دعا بعض المتدخلين لإدخال اللغة الانجليزية للتعليم كلغة ثانية باعتبارها اللغة العالمية الأولى بدون منازع .
محمد الشريف خروبي : المشروع هدفه التمكين للفرنسية وهذا لن يكون
أكد الوزير السابق للتربية محمد الشريف خروبي أن مجابهة مخطط تدمير اللغة العربية بإدراج العامية لغة تدريس ، يواجه بطريقة علمية وبالإقناع بالحجج والدلائل على الخصوم ، وقال إن تعليم الدارجة هو باب ومدخل للتمكين للغة الفرنسية في المنظومة التربوية الجزائرية ، كلغة تدريس وحيدة ، وبالتالي تحقيق ما عجز الاستعمار الفرنسي عن بلوغه طوال 130 سنة من احتلاله للجزائر ، وهذا ما لن يتحقق بإذن الله .
عبد القادر فضيل: “الهدف ضرب الوحدة الوطنية وتماسكها
أكد المدير المركزي السابق للتعليم الأساسي بوزارة التربية الوطني الدكتور عبد القادر فضيل أن الوزيرة نورية بن غبريط والمفتشان العامان (مسقم وبرمضان) هم وحدهم وراء التوصية التي خرجت بها ندوة إصلاح المنظومة التربوية مؤخرا ، ونقل عن الشخصيات الحاضرة بالندوة أن مشروع إدراج الدارجة كوسيلة تدريس لم يناقش أبدا في الندوة .
وأردف فضيل لأن الهدف من المشروع هو تمكين اللغة الفرنسية لا غير بإضعاف اللغة العربية عند الطفل المتمدرس، ولعلمهم أن العامية لا يمكنها مجابهة الفرنسية كلغة تعليم .
ودعا مدير التعليم الأساسي ـ سابقا ـ إلى التفريق بين العامية والدارجة لان الأخيرة هي لغة الشارع، أما العامية فهي عربية مبسطة ومخففة، وأكد أن إقرار المشروع ـ في حالة إقراره ـ سيتسبب مستقبلا في المساس بالوحدة الوطنية وتماسكها.
د . محي الدين عميمور: “اللغة هي الوطنية عند الأمم وليست غنيمة”
قال وزير الثقافة السابق والدبلوماسي المخضرم محي الدين عميمور أن اللغة العربية هي وطنية الإنسان وليست غنيمة كما سماها البعض ، وان الرئيس الراحل هواري بومدين اعتبرها أساس الوحدة الوطنية ومن هنا يعاديه البعض حتى وهو ميت في قبره .
وتساؤل عميمور هل رأيتم مسؤول فرنسي يتكلم بالعاميات الفرنسية وما أكثرها ، إن الدول التي تحترم نفسها تجل اللغة الوطنية ، من المقدسات التي لا يمكن المساس بها تحت أي ظرف .
سليمان بخليلي : “أدعو أهل التعليم للعصيان اللغوي”
أعلن الإعلامي المعروف سليمان بخليلي انه شاوي أب عن جد من الناحية البيولوجية لكنه عربي حتى النخاع في قضية الاعتزاز باللغة العربية والتعليم بها ، وقرأ بخليلي نص تعليمي بالدارجة يعود لـ 1926 جعله الاستعمار الفرنسي كوسيلة بيداغوجية لتعليم بعض الجزائريين وهو نص غاية في الإسفاف والوضاعة ، ويبين الهدف الحقيقي للمشروع المطروح منذ الفترة الاستعمارية ولحد الآن .
وقال بخليلي إن الوزيرة بن غبريط هي أول وزيرة تربية وتعليم لا تتقن اللغة الرسمية لبلادها ولا حتى عاميتها ، وهنا موقع الاستغراب وباب للتشكيك في وطنية من لا يحسن لغة بلاده الرسمية .
وطالب الإعلامي الشهير بإدراج اللغة الانجليزية كلغة تعليم حرصا على مستقبل أولادنا ، ولو قامت الوزيرة بن غبريط بهذا الإجراء سوف نخلدها إلى ابد الآبدين. ودعا في الأخير المعلمون والأساتذة للقيام بعيان لغوي في الدخول المدرسي القادم .
مليكة غريفو : شركة متعددة الجنسيات مقرها فرنسا وراء المشروع
ترى الناشرة والأخصائية التربوية المعروفة مليكة غريفو أن النقاش انحرف عن أهدافه الحقيقية ، وان المشكل يكمن في سيطرة إحدى الشركات متعددة الجنسيات مقرها في فرنسا في الكتاب المدرسي والشبه مدرسي الجزائري ، وان تأخر إصلاحات 2003 إلى 2008 كان لتمكين الشركة من اختيار المعايير لنشر الكتاب المدرسي ، ونددت بسقوط البرلمان في مشاريع الشركة ومن ورائها بإقرار قانون الكتاب الأخير .
وقالت إن مشروع الكتاب الموحد المطروح حاليا في المنظومة التربوية الوطنية هو مشروع تغريبي في أساسه ، يهدف لإبعاد التراث الجزائري وإحلال محله الثقافة الفرنسية عن طريق النصوص الأدبية والتربوية المنتقاة ، التي تأسس للحلم الأوربي عند الناشئة .
وقالت غريفو أن المؤسسات الوطنية انهارت الواحدة تلو الأخرى ولم يبقى إلا المسجد القلعة الأخيرة والذي بدئوا في استهدافه فكريا وتربويا مؤخرا ، تحت مسمى “القاعدة المشتركة” بالاتفاق مع الاتحاد الأوربي .
وخلصت صاحبة كتاب “من ابن باديس إلى بافلوف” إلى أن المشروع في جوهره ومنتهاه هو حرب ثقافية وحضارية على بلادنا .
عمار طالبي : “على أولياء التلاميذ أن يمنعوا أبناءهم من الدراسة في حالة إقرار المشروع ”
بعد أن أثنى الدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء الجزائريين على تدخل الأستاذة مليكة غريفو ، أكد انه لا توجد أمة في العالم تعلم بعاميتها ، رغم أنهم يملكون عاميتهم مثلنا وتترك فصحاها ، وذكر طالبي بالدعوات التاريخية في المشرق العربي للتعليم والكتابة بالعامية وترك العربية الفصحى ، لكنها وأدت بفضل تصدي العلماء والمفكرين لها .
وقال طالبي إننا أمام إستراتجية خفية تريد تحطيم وحدتنا وهويتنا ، ولن نخضع لها ـ يضيف طالبي ـ بل سنحارب من أجل لغتنا وهويتنا .
وطالب أولياء التلاميذ بمنع أبنائهم من ارتياد المدارس في الدخول المدرسي القادم في حالة إقرار المشروع التدميري هذا .
أبو جرة سلطاني: “إذا لم تفرنسنا فرنسا فلن تغبرطنا ين غبريط”
قال وزير الدولة السابق والقيادي في حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أن التربية والتعليم هي هم الأمة وليس الوزارة حتى تتصرف فيه كما تريد ، وان المسألة في جوهرها سياسي وليس بيداغوجي وحلها أيضا سياسي وليس بيداغوجي .
ويرى سلطاني أن للمشروع أهداف منها إعطاء الحجة للمتطرفين فكريا فيما قد يفعلونه وإحياء ما أماتته المصالحة الوطنية ، وجعل الدارجة جسر للفرنسية ، كما قال سلطاني أن الخلايا الاديولوجية النائمة ما تزال موجودة بعد أن خيل لنا أنها انقضت في بلادنا .
ويرى نفس المتحدث أن اللغة الفرنسية ليست كبقية اللغات الأخرى لأنها لغة إيديولوجية استعمارية في محتواها ، وقال أبو جرة سلطاني في الأخير “إذا لم يتركنا العثمانيون ولم يفرنسنا الفرنسيون فلن يغبرطنا الغبراطيون” .
محمد الهادي الحسني: الوزيرة “مفعول به” في يد “نواب الفاعل”
يرى الأستاذ الجامعي والإعلامي محمد الهادي الحسني أن الوزيرة مسكينة ولا حول ولا قوة لها وما هي إلا (مفعول به) و أداة في يد “نواب الفاعل” وهم بدورهم أدوات في يد الفاعل الحقيقي في الأعلى ، وان القرار ليس بيدها ، كما كف الحسني أن المشروع قديم قدم الاستعمار الفرنسي في الجزائر وأن تدمير لغة القرآن عروة أولى لتدمير بقية العرى ، كما أن العمالة وخدمة المشاريع الاستعمارية قديمة ومتجددة ومتوارثة ، وقرأ الأستاذ الهادي الحسني نصوص تاريخية موثوق بها تدعم طرحه في القضية .
http://www.elhayat.net/article31129.html

ردا على دعاة العامية في جزائرنا الحبيبة
ماميّز الحرب على اللغة العربية في الجزائر هذه المرة ، دخول سعيد سعدي، كطرف منهض لكل ماهو عربي مبين، فكانت هذه الأسطر..
حلفاء العامية.. بن غبريط ساندها عن اليمين، السعيد سعدي.
وعن اليسار، الحنّونة حنون.
مسكينة اللغة العربية، لم تجد لها يمين ولا يسار.
خطورة سعدي على العربية.. السعيد سعدي الذي لايدخل الملعب إلا في الوقت الإضافي، لأنه لايملك المهارة الكافية، إنضم إلى فريق وزيرة العامية. إحذروا، فهو لاعب خطير يحسن إقتناص الفرص، وهو لايدخل المباراة إلا ليفسدها، ويجعل من هزيمته نصرا وينسبها لبركة السبت.
يقول السعيد سعدي: اللغة العربية، فرضت على الجزائريين فرضا. معذرة أيها السعيد، لن تفرض اللغة العربية على الجزائريين من اليوم، وستترك له حرية الاختيار، كما تركت له حرية الاختيار من قبل ولم يختارك، وقلت حينها عن الشعب الذي إختار بحرية ، أخطأت في الشعب.
الحنّونة حنون: التي ساندت وزير الخمور، هي نفسها التي تساند الآن وزيرة العامية.
حنون كما يراها عالم الاجتماع.. يقول عالم الاجتماع، هواري عدي في مقال له بإحدى اليوميات الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية في التسعينات من القرن الماضي، وهو عالم يبدع باللغة الفرنسية..
تمثّل حنون أقصى درجات الديكتاتورية، لأنها تعبّر عن ديمقراطية الواجهة، وحتى يقال أن الجزائر تقف إلى جانب المرأة، فهي أخطر على الديمقراطية من غيرها.
بغض رضا مالك للعربية.. حين كان رضا مالك وزيرا للإعلام، أبصر خطأ في جريدة ELMOUDJAHID، ذات المستوى العالي جدا في اللغة الفرنسية، فأخذته الغيرة، فاشترى لهم على الفور موسوعة خاصة باللغة الفرنسية، لايحضرني الآن إسمها..
راشدين يعقب قائلا.. لكنه في المقابل، لم يشتري لجريدة “الشعب” الناطقة باللغة العربية، “لسان العرب “، يقومون به لسانهم ..
أريد أن أقول من وراء سرد هذه القصة، أن الحرب على اللغة العربية ليس إبن اليوم، وأن التالي يكمّل وصية الأول في طمس كل لسان عربي مبين.
الفاسد المفسد: هو الذي يطالب بالعامية في التدريس.
لغتهم ولغتنا.. دبلوماسيين غربيين وصهاينة يتقنون،7 لغات، ويتفاوضون بـ7 لغات، ولم يطالب أحد منهم بالعامية في التدريس. فكيف بمن لايتقن غير لغة واحدة، يطالب بالعامية ويتهم لغة القرآن.
موقف الزوايا.. الزوايا الذين ساندوا المثنى والثلاث والرباع من العهدات. ألا يوقفون هذه المرأة التي تتهم المدارس القرآنية والزوايا بالضعف في مجال اللغة العربية.
عربية الأجانب.. الأساتذة الفرنسيين والروسيين والهنود الذين درست عندهم، كانوا يجهدون أنفسهم في تعلّم بعض الكلمات باللغة العربية الفصحى..كالسلام عليكم، شكرا. واليوم، يخرج من أصلاب جزائرنا الحبيبة، ليمحو من صدور الأبناء، ماسعى الغرب لتعلمه.
عربية الطفل.. قيل له وهو طفل صغير، لسان أهل الجنة عربي مبين. وحين كبر الطفل، قالت له المتعلمة، لسان أهل الجنة بالعامية، لأن مستوى أهل القرآن ضعيف، ولا يمكن للضغيف أن يكون لسانا لأهل الجنة.
حشد لغوي.. أسمع كثيرا عن الحشد العسكري لمواجهة فلان والجهة الفلانية. أفلا يكون في الجزائر حشدا شعبيا، لمواجهة دعاة العامية، والذين يتهمون لغة القرآن بالضعف.
عربية العرب.. يهنئني الأستاذ العراقي عبدالخالق المعتوق بقبول الصداقة، ويبدي حبا عميقا للجزائر، باعتباره كان أستاذ رياضيات في نهاية السبعبنات و حتى سنة 1983 ، ويفتخر قائلا.. ” ويشرفني ان شاركت في حملة التعريب وساهمت في تخريج العديد من الطلبه الذين ربما يشغلون مواقع في دولة الجزائر ..
وفي جزائري الحبيبة، يستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير، فيميتون الفصحى ويتهمون أهلها بالعنف والضعف، ويحيون عامية مالها من قرار .
وإذ نعتذر لإخوتنا في المشرق العربي، ماسبّبه كلامنا من صدمة عنيفة. نطمئن الجميع على أن جزائرنا الحبيبة، في رعاية الله وحفظه بفضل الغيورين على لسانها من أبناءها . ونحيي القراء جميعا والمعلقين على الدعن والمساندة.
http://www.elhayat.net/article31105.html

كشف أنّ بن زاغو يطرحها منذ 1979.. عثمان سعدي لـ”الشروق”:
الطابور الخامس للاستعمار وراء إثارة العامية في الجزائر
استنكر بشدّة، رئيسُ جمعية الدفاع عن اللغة العربية، الدكتور عثمان سعدي، الدعوة إلى اعتماد “العامية” في المدرسة، مؤكدا أنها فكرة لا تمتّ بصلة لنظريات التعليم، ولم تأخذ بها أي دولة في العالم، إنما رفعها من وصفهم بـ”الطابور الخامس للاستعمار الفرنسي الجديد”، من أجل تثبيت هيمنة اللغة الفرنسية، على حدّ تعبيره، محذّرا في حوار قصير مع “الشروق”، من أنْ يكون ذلك مقدمة لتدمير الوحدة الوطنية، كون العربية هي اللغة الجامعة لكلّ الجزائريين.

كيف استقبلتم توصية ندوة تقييم “الإصلاحات التربوية”، والمتعلقة بإدراج العامية في التعليم الابتدائي؟

لقد استقبلته بحزن وأسى، ولم أفاجَأ به وبخاصة بعد تنصيب وزيرة تربية لا تحسن لغة المدرسة.

ألا يثبت الواقع أن “العامية” في المدرسة هي لغة التواصل الشفهي على الأقل، وبالتالي يبدو الجدل مصطنعا؟

نعم العامية لغة التواصل بين الأمّيين، بين العوام، لكن لغة المدرسة هي لغة المتعلمين في أي بلد بالعالم.

معناها أنّ مثل هذه الأطروحات غير مؤسسة علميا وبيداغوجيا؟

هي أبعد ما تكون عن العلم والتربية، في أي بلد متقدم تعتبر لغة المدرسة، أي الفصحى كما نسميها نحن، هي اللغة التي هدفها الارتقاء بالإنسان ثقافيا واجتماعيا.

من خلال اهتمامك بقضايا التعليم، هل توجد “نظريات لسانية” موثوقة، تؤيد هذه الفكرة؟

أبداً، لا يوجد رجل تربية في بلد متقدم يتكلم عن العامية كلغة، يدرسونها كظاهرة لسانية غير منظمة، لكن اللسان الذي يُدرّس بالمدرسة هو لسان منظم راق.

كيف تنظر إلى تخوفات الرافضين لهذه التوصية، من أن يكون هذا الطرح مقدمات لتهميش اللغة العربية؟

هو مقدمة لتدمير الوحدة الوطنية، اللغة الوطنية التي هي العربية هي الجامعة للجزائريين، كما يقول الكاتب الفرنسي جيلبير كونت: “اللغة هي الجنسية نفسها، هي الوطن حيا ومنعّما في ذات كل واحد منا”.

هل تعتبر الجدل القائم هو وجهٌ آخر للصراع الإيديولوجي أكثر منه إشكالية تعليمية؟

لا إيديولوجية بين العامية والفصحى، هذا الموضوع لا يثار في فرنسا أو ألمانيا أو أي بلد متقدم، لكن يثار عندنا من طرف الفرنكفونيين. الطابور الخامس للاستعمار الفرنسي الجديد هو الذي يثيره من أجل تثبيت هيمنة اللغة الفرنسية على الدولة الجزائرية، الفرنسيون موحّدون لغويا؛ في بلادهم اللغة الفرنسية هي فرنسا كما يقولون، لكنهم رسميا يقولون “في بلدان المغرب العربي أربع لغات: العربية الفصحى، والعامية، والبربرية، والفرنسية”.

كيف الخروج برأيك من نفق الإيديولوجيا لوضع المدرسة على سكة التعليم الوطني الحديث؟

الخروج من النفق يأتي بتثبيت المدرسة الأساسية، لجنة بن زاغو هي التي تتآمر على المدرسة، فألغت المدرسة الأساسية لأن لغتها كانت العربية، ومن الغريب أن بن زاغو مدير جامعة باب الزوار آنذاك كان عضوا في لجنة التربية في المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني الذي عُقد سنة 1979، كنتُ مقرر اللجنة، تقدّم بن زاغو للجنة بنفس الأفكار التي بثها في لجنته مؤخراً، والتي تولّد عنها اعتمادُ العامية بدل الفصحى، ورفض أعضاء لجنة المؤتمر الرابع بالإجماع أفكاره، فانسحب ولم يستمرّ في اجتماعات اللجنة.

للخروج من النفق لا بد من العودة إلى تدريس الفرنسية ابتداء من السنة الرابعة ابتدائي، واعتماد اللغة الإنجليزية في التعليم بنفس مستوى تعليم الفرنسية.

http://www.echoroukonline.com/ara/articles/251453.html

بن غبريط تتراجع عن “العامية” أم تغالط الشعب؟

أكدت، أوّل أمس، وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أن “الإشاعة المتضمّنة اعتماد الدارجة في التعليم الابتدائي مجرد ضجيج غير مقبول«، مشيرة في ردّها على الضجّة التي صاحبت »إشاعة« تدريس تلاميذ الابتدائي بالعامية بدل الفصحى ابتداء من السّنة الدّراسية المقبلة إلى أنّ “اللغة العربية تبقى هي اللغة المدرسية الأولى والمستعملة في تدريس باقي المواد«، ومن جهتها اعتبرت الجمعية الجزائرية للدّفاع عن اللّغة العربية اعتماد الدّراجة في التّعليم »تدمير للمنظومة التربية وبالتالي الوحدة الوطنية”.
كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، خلال استضافتها، أوّل أمس، بإذاعة الأغواط المحلية، على هامش احتضان الولاية لأشغال الندوة الجهوية حول تقييم نتائج الامتحانات الرسمية لبعض ولايات الجنوب، أنّ اعتماد الدارجة في التعليم الابتدائي مجرّد »إشاعة« و”مجرد ضجيج غير مقبول«، في إشارة إلى الصوات التي استنكرت تدريس تلاميذ الابتدائي بالدّارجة بدل الفصحى خلال الموسم الدّراسي المقبل، مؤكّدة أنّ »اللغة العربية تبقى هي اللغة المدرسية الأولى والمستعملة في تدريس باقي المواد، وهناك دستور يبقى هو الفاصل في هذا المجال”.
وأوضحت الوزيرة »لا بد أن نكون عقلاء ونهتم أكثر بالمسائل البيداغوجية«، مذكّرة بالاقتراحات التي تقدّم بها الخبراء المشاركون في الندوة الوطنية حول تقييم تطبيق إصلاح المدرسة بشأن مراعاة وبصفة تدريجية ما يحمله الطفل من رصيد لغوي معين، ومنها الدّعوة إلى أخذ مضامين التّراث الوطني والشّعر الملحون بعين الاعتبار، كون دراسة محتويات الكتاب المدرسي الحالي بيّنت أن مضامين التراث الوطني قليلة فيه، مبرزة رغبتها في إعطاء مكانة كبيرة وفي إطار تربوي لهذا التراث ومنه الشعر الملحون.
في ذات السّياق كشفت بن غبريط عن اتّخاذ كافّة الاجراءات لدخول مدرسي »في ظروف عادية«، مؤكّدة استفادة ما يقارب 76 ألف موظف بقطاع التربية، بداية الدخول المدرسي المقبل، من تطبيق المادة 87 مكرّر تجسيدا لالتزامات الحكومة في هذا المجال.
وكانت الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، قد استنكرت عبر بيان لها، تحصّلت »صوت الأحرار« على نسخة منه، تدريس العامية في التعليم الابتدائي واعتبرت ذلك » تدمير للمنظومة التربية وبالتالي الوحدة الوطنية«، ودعت إلى ضرورة »اللغة الوطنية تدرس للطفل بأسلوب بسيط بعيدا عن التعقيد وعن اللهجات المشوهة للغة الوطنية، هذه هي البيداغوجيا الحقة، البعيدة عن التغريب والاستلاب والمسخ«.
وتساءلت الجمعية »هل الإصلاحات المزعومة في المدرسة الجزائرية تهدف إلى القضاء على اللغة العربية الفصحى، واستبدالها بالعامية، لكن أي عاميّة؟ مئات العاميّات بالقطر الجزائري، هل المطلوب أن يكون المعلم بالابتدائي من نفس القرية حتى يتمكن من تلقين أطفالها عامية قريتهم؟«، مضيفا أنّ اعتمدا الدّراجة في التّعليم عكس»الإصلاح الذي أنزل تعليم الفرنسية إلى السنة الثانية ومسّ صيرورة إتقان الطفل الجزائري للغته الوطنية قبل تعلُّم لغة أجنبية، كما تفعل سائر البلدان التي تجعل السنوات الست الأولى من التعليم مقتصرة على تعلم الطفل لغتَه الوطنية حتى يلمَّ بها«.
اتحاد عمال التربية: “بن غبريط استغلت الشارع لجس نبض مدى تمسك الجزائريين بمقوماتهم”
حذر رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الصادق دزيري، مسؤولي قطاع التربية من كل محاولات المساس باللغة العربية، متهما الوصاية بالرغم من نفيها قرار التعليم باللغة »العامية« في الأطوار الابتدائية على أنه مجرد إشاعات، بمحاولة جس نبض الشارع ومدى تمسك الجزائريين بلغتهم التي تعتبر إحدى مقوماتهم الوطنية.

عبر صادق دزيري في تصريح لـ»صوت الأحرار«، عن رفضه لكل محاولات المساس باللغة العربية، قائلا إنها تعتبر ركن ركين في مقومات الشخصية الجزائرية، مشيرا إلى أن وزيرة التربية أرادت من خلال قرار إدراج اللغة قرار التعليم باللغة “العامية” في الأطوار الإبتدائية، الرجوع بنا إلى الوراء بعد أن تم تسجيل تحسن كبير في استعمال واتقان اللغة العربية، وأن هذا القرار يعتبر استهداف لأحد مقوماتنا الشخصية.
وعلق صادق دزيري على تصريحات الوزيرة بخصوص نفيها لهذا القرار على أنه مجرد إشاعات، قائلا إنه »إذا كان مقصود الوزيرة قياس ترمومتر الدفاع عن العربية من طرف الجزائريين، فان اللغة العربية هي خط أحمر للمدرسة الجزائرية والنقابات«، وأكد أن “المجهودات التي من المفروض أن تبذل من طرف الوزارة هي مع لغة الأم الأمازيغية”.
ودعا محدثنا في هذا الصدد مسؤولي القطاع إلى ترقية اللغة الأمازيغية وإعطاء المكانة الحقة للغة الإنجليزية لاسيما وأنها تعتبر لغة العلم والعلوم والعالمية، مشيرا إلى أن التقدم المنشود يكمل في الحفاظ على مقوماتنا الشخصية والوطنية والحفاظ على اللغات العالمية، وليس أن نضربها ونحاربها.
وأضاف رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أنه بالرغم من تناقضات الوزارة، فهناك من يريد ضرب استقرار المدرسة الجزائرية ومقومات الشعب الجزائري، مشيرا إلى أن كل الأحرار والغيورين عن مقوماتهم سيقفون بالمرصاد للدفاع عن هويتهم من أن يصيبها الصدأ.
من جهتها، نفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أول أمس، ما تم تداوله حول توجه الوزارة إلى التدريس بالعامية، بدل اللغة العربية الفصحى، وبعد أن واجهت وزيرة التربية نورية بن غبريط انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب حديثها عن تعليم اللغة العامية خلال السنة الأولى ابتدائي بدل اللغة العربية الفصحى، حيث اتهمها العديد من السياسيين والشخصيات العامة في الجزائر أنها تعمدتْ إطلاق “بالون تدريس اللهجة الدارجة« لصرف النقابات التي تحاصرها، وقد أبدى أغلب هؤلاء رفضهم لمثل هذا القرار، مطالبين بوتفليقة بالتدخل شخصيا، في حين أكدت بن غبريط أنه لا نية لوزارتها في اتخاذ هذا القرار، وعادت بأثر رجعي إلى تاريخ تعيينها وبالاعتماد على فرضية المؤامرة قالت بن غبريط التي أثار مفتش دائرتها الوزارية زوبعة في الوسطين التربوي والسياسي بسبب حديثها عن اعتماد العامية في الابتدائي إن تعيينها على رأس قطاع التربية، صاحبته إشاعات مغرضة وككل مرة هذه الإشاعات مازالت مستمرة.
فدرالية أولياء التلاميذ تحذر من ترسيم العامية في المدرسة
عبر رئيس الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، خالد احمد، عن رفضه لأي محاولة لترسيم العامية في المدرسة الجزائرية، معتبر تصريحات المفتش العام لوزارة التربية، مسقم نجادي، بهذا الخصوص مجرد زلة لسان، كما اتهم وسائل الإعلام بتضخيم القضية.
اعتبر رئيس الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، تصريحات المفتش العام لوزارة التربية، مسقم نجادي، الأخيرة وإعلانه عن استعمال اللهجة العامية بدلا عن اللغة العربية الفصحى في الطور الابتدائي مجرد “زلة لسان”، وفي وقت سارعت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أول أمس إلى تكذيب هذه التصريحات واعتبرتها مجرد إشاعة، قال خالد احمد من جهته في اتصال هاتفي مع “صوت الأحرار” بأن وسائل الإعلام الوطنية فهمت المفتش العام للوزارة خطأ لأنه “فركوفوني لا يجيد العربية وبالتالي وقع في زلة لسان عندما اراد أن يعبر عن فكرة كانت بذهنه”.
ورغم تاكيده على رفض الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ لاي محاولة لترسيم العامية في المدرسة الجزائرية ومناهج التدريس، غير أنه لم يتردد في توجيه الانتقادات للطريقة التي تعاملت بها وسائل الغعلام مع تصريحات مسقم، موضحا أن »استعمال العامية لم يرد بتاتا في تقرير لجنة التعليم الابتدائي في ختام الندوة الوطنية لتقيم عملية إصلاح المدرسة المنعقدة نهاية جويلية المنصرم«، وتابع خالد احمد مضيفا بأن اللهجة العامية تستعمل في طور الابتدائي وبشكل واسع منذ عقود وأن الأمر لا يعني أبدا التراجع عن الهوية الوطنية
وبحسب خالد احمد فإن مناهج التدريس والبرامج كثيرا ما تستعمل عبارات ومفردات باللغة الفصحى يصعب على تلاميذ الطور الابتدائي فهمها موضحا أن هذا المشكل يدفع الأستاذ في معظم الأحيان إلى استعمال العامية لإيصال الفكرة للتلميذ موضحا أن مثل هذا الأمر يبقى مقبول ولا يشكل أي تهديد لمستقبل المدرسة الجزائرية التي أكد أنها متمسكة باللغة العربية، ومقومات المجتمع الجزائري.
الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية:
سطْوة اللوبي الفرانكفوني تمتد إلى المدرسة قلعة الوطنية
فوجئ الجزائريون بأنباء توجه اعتماد العامية في التعليم، وبخاصة بعد انعقاد الندوة الأخيرة لوزارة التربية الوطنية. إن اللوبي الفرنكفوني يطبق سياسة الاستعمار الفرنسي الجديد. ففرنسا موحِّدة لغويا لا تؤمن إلا بوجود لغة واحدة بفرنسا هي الفرنسية، وترفض الاعتراف باللغات الجهوية معتبرة أن الاعتراف بها معناه بلقنة فرنسا أي تدمير الوحدة الوطنية، كما صرح بذلك سنة 1999 السيد شوفينمان وزير الداخلية الأسبق. لكنها تقول بتعدد اللغات ببلدان المغرب العربي، ففي رأيها توجد أربع لغات بهذه البلدان: العربية الفصحى، والعامية، والبربرية، والفرنسية. ويبدو أن وزارة بن غبريط تطبق السياسة الفرنسية على المدرسة الجزائرية. الجزائر المستقلة بلد العجائب. لم يحدث بالعالم أن عُين في بلد وزيرٌ للتربية والتعليم لا يحسن لغته…
هل الإصلاحات المزعومة في المدرسة الجزائرية تهدف إلى القضاء على اللغة العربية الفصحى، واستبدالها بالعامية، لكن أي عاميّة؟ مئات العاميّات بالقطر الجزائري. هل المطلوب أن يكون المعلم بالابتدائي من نفس القرية حتى يتمكن من تلقين أطفالها عامية قريتهم؟ تساؤلات من حق كل جزائري أن يطرحها على نفسه قبل طرحها على المسؤولين الجدد على التعليم. الإصلاح الذي أنزل تعليم الفرنسية إلى السنة الثانية ومس صيرورة إتقان الطفل الجزائري للغته الوطنية قبل تعلُّم لغة أجنبية، كما تفعل سائر البلدان التي تجعل السنوات الست الأولى من التعليم مقتصرة على تعلم الطفل لغتَه الوطنية حتى يلمَّ بها.
الإصلاح انزل تعليم الفرنسية للطفل الجزائري إلى السنة الثانية ابتدائي، ونحن نتساءل بأية لهجة فرنسية ستدرس هذه اللغة؟. في فرنسا لهجات متعددة لكن لغة تعليم الفرنسية واحدة بعيدة عن اللهجات، وهذا يتم بسائر بلدان العالم: في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وغيرها من البلدان اللغة الوطنية لديها واحدة بعيدة عن اللهجات.
طبعا اللغة الوطنية تدرس للطفل بأسلوب بسيط بعيدا عن التعقيد وعن اللهجات المشوهة للغة الوطنية، هذه هي البيداغوجيا الحقة، البعيدة عن التغريب والاستلاب والمسخ.
إن الجمعية الجزائرية تهيبُ بسائر الوطنيين المحبين لوطنهم، أن يتحركوا من أجل حماية اللغة العربية ضد التيارات المعادية لها.
إن اعتماد العامية في التعليم الابتدائي معناه تدمير للمنظومة التربية وبالتالي الوحدة الوطنية.
http://www.sawt-alahrar.net/ara/permalink/25189.html

كلمات مفتاحية

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • ردود عاطفية بافلوفية وحب الشيء بدوام ذكره ولو كنا كذلك لاحيينا لغتنا في البيت والاماكن العامة بما هو متاح ومستطاع ورفعنا شعار{تكلم بعربيتك ايها الجزائري} بعدها ارفع راسك