مقالات

أوقفوا هذا الإنهيار ..رجاء..| سليم صالحي

إلى كل وسائل الإعلام ..
السادة والسيدات الأكارم..
السلام عليكم ..
تحية طيبة لكم وبعد ..
تجدون رفقة هذا الخطاب الرسالة المفتوحة التي بعث بها الإعلامي والناشط السياسي وعضو هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة السيد سليم صالحي، إلى أصحاب القرار يُنبهُهم فيها الى حالة الإنهيار إذا استمر الوضع السياسي والإقتصادي والأمني على حاله.
شكرا لكم علي الإهتمام..
………………………….
الجزائر: 01 سبتمبر 2015
رسالة مفتوحة إلى أصحاب القرار..
أوقفوا هذا الإنهيار ..رجاء..
أيُّها السَّادة..!
إني أراقب بقلق واندهاش كبيرين، ومنذ عودة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من مستشفى “فالدوغراس” الفرنسي شهر أفريل من عام 2013، ما يتمُّ ” تسريبهُ” إلى بعض الصحف والمواقع الإخبارية الوطنية والأجنبية حول ما وُصف بـ”الحرب” غير المُعلنة بين مراكز القرار داخل مؤسسات الدولة بما فيها مُؤسسة الجيش. إني أقدِّر أن استمرار هذا الأمر سيتكون له آثارهُ الكارثية على معنويات أفراد الشعب عامة، وعلى معنويات الإطارات العاملة في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية خاصة.
أيها السَّادة..!
هل تقدِّرُون حجم الضَّرر الذي يكون قد لَحق بأفراد الجيش الوطني الشعبي بجنوده وضباطه، وهم منذ مدّة يقرأون صباح مساء أخبارا عن معارك “الضرب تحت الحزام” وعن حرب “كسر العظم” بين مراكز القرار داخل مؤسستهم ؟
أيها السَّادة..!
هل لديكم تصور عن مستوى معنويات أفراد الوحدات التابعة إلى المؤسسة العسكرية بكل أنواعها، وهُم يقرأون تلك “التسريبات” عبر وسائل الإعلام عمَا يُوصف بـ “الحرب القذرة” بين قيادة أركان الجيش ومديرية الاستعلامات والأمن، وأن هناك إرادة مَا لـ” تفكيك ” جهاز المخابرات في إطار “صراع مواقع” داخل أهم مؤسسة في البلاد؟ وهل تُقدرون حجم الكارثة، وخاصة في هذا الوقت الحرج والحسَّاس والخطير الذي يتطلب أقصى درجات الانتباه والتركيز والجاهزية عندهم ؟
أيها السَّادة..!
هل تستوعبون حجم الأثر السلبي في نفسية المُواطن الجزائري بكل فئاته، والذي قد يسببهُ هذا “القصف” اليومي على رأسه من الـ” التسريبات ” والـ” التسريبات ” المُضَّادة، والتي مسّت حتى هيبة رئيسهم، دون الدخول في تفاصيل هذه “التسريبات” الخاصة بالرئيس وبمن حوله ؟
أيها السَّادة..!
هل فكرتُم في حال هذا الشعب وهو يرى بلادهُ تعيش في مستنقع من الفساد السِّياسي والإقتصادي المُمنهج ؟ وهل تُقدرون حجم الخوف والقلق والإحباط لدى المواطن وهو يرى الأزمة الإقتصادية على الأبواب، ولا يجد من حُكومته إلاَّ مزيدا من الخطابات الشعبوية وسياسات الهروب إلى الأمام ؟
أيها السادة..!
إن بقاء هذا الوضع بهذه المشاهد المُؤسفة، سيُساهم بشكل أكبر في استمرار فقدان مُؤسسات الدَّولة لهيبتها، وسيزيد من مسافة عدم ثقة المواطن في مؤسسات دولته، وسيؤثر بشكل خطير في معنويات المواطنيين وإطارات الدولة الشرفاء، وفي معنويات أفراد الجيش الوطني الشعبي، وهذا أخطر ما يُمكن أن يُصيب الدَّولة في هذا العالم المتحرك في اتجاهين لا ثالث لهما، اتجاهٌ للدُّول النَّاجحة وآخر للدُّول الفاشلة.
أيها السَّادة..!
أنتم تعلمون أن الجزائر في أزمة مُعقدة ومُركبة، وإنَّ الإعتقاد راسخ لدى الخَيِّرين في هذا الوطن، بأن المخرج الوحيد من هذه الأزمة لا يُمكن أن يكون دون قرار شجاع وحكيم وذكي، والجلوس إلى طاولة حوار جامع بين السلطة الحقيقية والمُعارضة الحقيقية والمُمثلين الشرعيين لمنظمات المجتمع المدني، من أجل وضع أرضيةٍ للتوافُق الوطني حول مشروع العودة إلى مسار الديمقراطية الحقيقية، وحلّ إشكالية شرعية مُؤسسات الدولة، لأن المؤسسات الدستورية الشرعية هي وحدها من يستطيع إقناع الشعب بالإنخراط في جُهد وطني شامل للخروج من الأزمة مُتعددة الأوجه التي تعيشها البلاد.
أيها السادة..!
لا خير فينا إذا لم نَعمل جميعنا من أجل الحفاظ على هذا البلد الطيِّب وعلى هيبته وسمعته.. هذا البلد الذي ضحى من أجل تَحريره من براثن الإحتلال الفرنسي الغاشم الملايين من خيرة أبنائه، ولا خير فينا إذا لم نَرجع إلى بيان نوفمبر الذي خطهُ من ضحوا بالنفس من أجل أن تكون الجزائر دولة حرَّة وقوية وديمقراطية ومُهَابة بين الدول.
تحيا الجزائر..ورحم الله شهاداءنا الأبرار..
:
– سليم صالحي الإعلامي والناشط السياسي عضو هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة الجزائرية