مقالات

قاتلنا سعداني.. كم كنا مخطئين lحميدة العياشي

هل كنا على حق نحن الإعلاميين على وجه الخصوص عندما رفعنا أقلامنا وربما لا نزال مثل الأحذية ونزلنا بها ضربا على رأس عمار سعداني، أمين عام الأفالان؟! هل كنا على حق عندما نعتنا الرجل بأفظع النعوت من رقاص وطبال وفاسد، وكأن عندنا عقدة مثل عقدة السلفيين من الطبل والرقص؟!
طبعا أصارحكم وأقول أننا كنا على خطأ، لأن الرجل كان أكثر شجاعة من الكثير من السياسيين الذين ظلوا يقولون وبافتخار دون ملل وياللعجب بأنهم أبناء السيستام، ومع ذلك بقينا نطبل لهم على أنهم ديمقراطيون ولا بد أن يحكمونا ذات يوم.. كم نحن مضحكون..
ما الذي أصاب صحافتنا حتى أصبحنا نتقاتل بالكلام والأقلام في سبيل من كانوا أسباب ما نحن عليه اليوم من انحطاط وتخلف فكري وثقافي وسياسي؟ ما الذي أصاب عقولنا حتى أصبحنا نتدارى في لعبة المفاضلة بين الوزراء، فنجعل البعض منهم أشرارا والبعض الآخر أخيارا، بينما هم في نفس المركب الذي يميل ذات الشمال وذات اليمين الذي يقوده سلال، وبرعاية برنامج رئيس الجمهورية.
لم نصدق عمار سعداني بما صرح به منذ سنوات قلائل، فشرّكنا الفم وقلنا عنه بأنه مجرد ڤراڤوز سوف يرمى مثل منشفة بعد حين، إلا أن الرجل لم يرم مثل منشفة ولا مثل موشوار ولم يطرد من على رأس جهاز جبهة التحرير، وهو والحمد لله مازال حيا يرزق، ويقول للذين يرفضون تصديقه انتظروا النسخة المعدلة من الدستور.. وبطبيعة الحال سنصرخ كالعادة في وجه الرجل وسنرجمه بالحجارة كأننا نرجم الشيطان، ونقول له بملء الفم أنت ضال ومضلل.. لكن ياترى من الضال، نحن الذين كذبناه وتمادينا في تكذيب الرجل؟ أم هو الذي سجل الهدف تلو الآخر ومازال يمرح ويردح ويصول ويجول أمام معارضيه من جماعة الأفالان الذين فشلوا فشلا ذريعا في تسليط العقاب الشديد عليه مثلما وعدونا بذلك.
أنا لا أقول إن عمار سعداني داهية، ولا أقول إنه بطل من الأبطال المغاوير، لكن أقول إنه واحد كان من المغمورين في الأفالان وانتهى في نهاية المطاف بأن يضع الأفالان العملاق والأفالان الأسطورة والآفالان التاريخ في حجره، وأرقص من أرادوا جلده مثلما كان يرقص سابقا، وسيجعلهم في ذات يوم يطبلون له كما كان هو يطبل في السابق.. ومن يدري؟! فربما جاء يوم ويكتب فيه تاريخ هذه المرحلة فيدخله هو من الباب الكبير وقد لا يدخله آخرون حتى من الباب الصغير.. تقولون لي لماذا؟! فأقول: لقد كان عمار سعداني يمتلك الشجاعة إلى الدرجة التي كانت تبدو فيه مجرد سذاجة، لقد ذهب إلى أقصى حد في ممارسة اللعبة التي دخلها أو رضي بأن يدخلوه فيها تمام الرضى، فكشف عن شجرة التوت، بينما بقي الآخرون متشبثين ومؤمنين بكل ما أوتوا من غباء بحكاية الغول، وظلوا مصدقين بأقصوصة الغول، وربما مازالوا إلى اللحظة هذه يعتقدون أن اليوم الذي سيظهر فيه الغول قادم لا محالة.
أما أنا، ولا أقول أعوذ بالله من كلمة أنا، لأنها مجرد بدعة، وكل بدعة ضلالة، وأنا لا أريد أن أكون ضالا، فأغتنم الفرصة، فرصة انتظارهم ظهور الغول الذي يشبه إلى حد بعيد غودو، بطل إحدى مسرحيات بيكيت الوهمي لأقول: إن مأساتنا كنخب وكذلك كمجتمع، أي كجزائريين قاطبة، أننا قبلنا اعتناق ديانة العبودية الطوعية، ورضع معظمنا حليبها، فبجلنا الغيب السياسي ونبذنا العقل وقمنا كرجل واحد ضد عصافير كل الأقليات التي أصرت أن تبقى تغرد ضد العبودية والإذعان والعبودية الطوعية وسلط الجهالات، ورحنا نطارد النجاح الأصيل، حيثما أطل برأسه، وبايعنا في السر والعلن مختلف الهرطقات من الهرطقة السياسية إلى الهرطقة السلفية، وتصالحنا مع الفشل تصالحا لا مثيل له..
++++
إن مأساتنا كنخب وكذلك كمجتمع،‮ ‬أي‮ ‬كجزائريين قاطبة،‮ ‬أننا قبلنا اعتناق ديانة العبودية الطوعية،‮ ‬ورضع معظمنا حليبها،‮ ‬فبجلنا الغيب السياسي‮ ‬ونبذنا العقل وقمنا كرجل واحد ضد عصافير كل الأقليات التي‮ ‬أصرت أن تبقى تغرد ضد العبودية والإذعان والعبودية الطوعية وسلط الجهالات.
http://www.elhayat.net/article34071.html

كلمات مفتاحية

6 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • العبد حميدة العياشي يقفز من المركب الغارق الذي يقوده سيده التوفيق و يحاول أن يمتطي السفينة الفائزة في السباق و يتخذ من ربانها سيدا جديدا له

  • أنا أعرف العياشي لقد قاوم ابتزاز الحركة انتع DRS مقاومة شرسة كاد يدفع ثمن ذلك حياته.بينما الصحافيين المفرنسين و على رأسهم العبيد انتع الوطن يواصلون خيانتهم و تضليلهم للشعب. الحركي انتع التوفيق يحبه الحركة انتع القبليل لأنه ضد الدين الإسلامي و ضد العرب و ضد العربية يخي اطحين. في سنة 2000 أرسل التوفيق 7 خونة من الصحافيين إلى تل آبيب و معهم خونة جامعيين على وزن آية خرية و آية كلب و…. الخائن و الخونة إلى الجحيم إرحلوا يا كلاب و أتركونا في حالنا

  • ان ارى ان اقوى رجل في الجزائر هو نفسه رئيس المخابرات الفريق محمد مدين انه بفضله وقبضته الحديدية مرت الجزائر من الازمات وارى اصلح رجل لحكم هذه البلاد هو الفريق محمد مدين لان المؤسسة العسكرية هي انجح الشعب يريد تافريق محمد مدين رئيس للجمهورية لا سعيد بوتفلية

  • يبدو لي أن المفكر مالك بن نبي على حق عندما الف كتاب القابلية للاستعمار لقد عرف نفسية الجزائريين حق المعرفة بأنهم شعب مذلول وقابل للاستعباد ومنافق ورخيص وبياع وطحان وكل الصفات الذميمة لو كانو رجالا لما احتلهم الفرنسيون 132 سنة هل هناك أكثر من هذا شعب جبان وشعب امي ولا يعي ماذا يدور حوله .شعب موسخ لا
    أصل له شعب لا يقرأ ( صوفاج ) عديم الهوية غير متحضر وفي الأخير حاشا شريحة قليلة جدا جدا